أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال الهنداوي - القائد العربي الشامل..














المزيد.....

القائد العربي الشامل..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 19:31
المحور: كتابات ساخرة
    


للبعض من محبي الشهرة والظهور –من الفنانات خصوصا - عقدة اشبه بالقدر الذي لا فكاك منه..الا وهي التقدم بالعمر وانحسار الاضواء وضيق المتاح من فرص ودخول النفق المعتم الذي تتلاشى معه وميض كاميرات الصحافة ..وتبتعد فيه وتخفت حد البهوت البارد صيحات الجماهير وتهليلاتهم..
ومع تقدّمهن في السنّ ..ومع اقتراب العمر الافتراضي للمهووسات –او المهووسين - بالتموضع امام وسائل الاعلام ..نجد انهم يبالغون في تقديم كل ما يمكن ان يثير حولهم بعض الفضول والتساؤل ويوجه نحوهم مشاعرالرغبة بالاكتشاف ..بحثا عن مواقع نأت عنهم فاتحة اذرعها لقادمين جدد قد يمروا بنفس المصير المحتم ان لم يحسنوا الاختيار..
والفنانة –العربية خصوصا-عندما تبلغ الحد الحرج من العمر تتشبث بتقديم ما قد كانت ترفضه سابقا من ادوار ومشاهد من رقص وكشف واغراء قد تصل حد الفضائح الصريحة المستفزة كنوع من التسليم البراغماتي القسري بالقدر.. والمتستر عادةً بشعار الفنان الشامل..
فغالبا..الا من رحم ربي.. ما نصادف بعض من فاتهن قطار الفتنة وهن يقدمن ادوار تتميز بجرأة قد لا تكون مستساغة في مثل اعمارهن وغير متناسبة مع ما قدموه سابقا او ما ادعوه عن انفسهن على اقل تقدير..وغالبا ايضا ما يكون الجواب عن اي تساؤل مشوب بالاستنكار لبعض هذه التفلتات بانه نوع من مستلزمات تحقيق الشمولية الفنية..
ومهما اختلفت الممارسات والوسائل تبقى الاهداف والغايات المحتملة تدور في فلك استثمار ما تبقى من رصيد النجومية المتآكلة وتدويرها كشهرة او اموال ..ولا يمكن لأحد منا أن يتخيل حمى الرغبة بالفوز بلقب «الفنانة الشاملة»الا ضمن هذه المعطيات..
وهذه قد تصح في هكذا مهن..ولكنها بالتاكيد لن تكون قاعدة لكل مجالات النشاط الانساني..فمثل هذا التعميم سيكون ضربا من المستحيل. ذلك لأن الوسط الفني قد تتحكم به معطيات واشتراطات وحتى رغبات دفينة مكبوتة، ليست بمنأى تماما من مشاعر الغيرة الفنية أو الرغبة بالتنافس وجذب المزيد من الأضواء والتي قد تكون متوفرة بسخاء ضمن هذا الوسط..ومن شبه الاكيد ان لا مجال لمثل هذه المشاعر الاقرب الى العاطفية الفجة في عالم السياسة الموحش والمقنن بصورة عالية جدا..خاصة في الاماكن التي لا يطالها الا القادة العظماء الفلاسفة الذين طووا القارات والعوالم تحت عباءتهم ..وممن لا نجرؤ ان نكلف الزمان بان يجود بمثلهم دوما..
وهذا ما يجعل من العصي على الفهم تلك الرغبة الاستحواذية القهرية التي تتملك الاخ القائد بتقمص الادوار وتحقيق الشمولية الكلية المطلقة لكل المواهب الانسانية ..فقبل حتى ان تقوم معجزته الهندسية العظمى"الصاروخ"باول مخالفة سير..وقبل ان يرى فلمه الاول النور..نجده يتوج مسيرته الأدبية، التي تضمنت مؤلفات مثيرة، بتأليف مسلسل درامي تلفزيوني يفترض به أن يُعرض في رمضان المقبل، وتخبرنا البشائر ان احداثه ستدور"امميا" في حوض البحر الأبيض المتوسط، انطلاقاً من الوطن العربي وصولاً إلى أوروبا، ثم ينتقل إلى أطراف آسيا مروراً بإيران. وسيكون ردا صاعقا على الهجوم الإعلامي المعادي للعالميْن العربي والإسلامي، وكنوع من التشويق سيتحدث عن بعض قضايا الخيال الفانتازي العلمي مثل الطغيان الجماعي والديكتاتوريات وعلاقة المواطن بالأنظمة الحاكمة، وسيتناول "كتحلية" كذلك العلاقة الوطيدة بين المسلمين والمسيحيين في العالم العربي.
والاكثر بعدا عن التصديق ان تكون الرغبة بالتفرغ للكتابة هي ما عناه المفكر الاممي الكبير بدوره الاهم على الساحة العالمية ..والذي اشفق عليه ان يتشتت بموضوعات داخلية تافهة مثل الفساد المتفشي والمشاكل الاجتماعية التي فشلت مؤسسات الدولة في تحقيقها وفي تكوين الحكم الرشيد ..كما صرح القذافي شخصيا كانه يتكلم عن دولة لا تعرف غيره سيدا منذ اربعة عقود..وهذا مااضطره الى تكليف ابنه بادارتها كأي صاحب متجر ينوي ترك العمل قليلا لتناول الغداء..
وهل الوقوف في وجه غزو المسلسلات التركية لشاشاتنا القومية التقدمية هو من دفع القيادات الشعبية للمطالبة – عفويا وبلا ضغوط - بمنح د. سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي منصب رئيس القيادة الشعبية على مستوى ليبيا وبصلاحيات أوسع. مزكية كلام القائد التي طالب فيه بمنح نجله سيف الإسلام "الذي لا يشغل أي موقع رسمي في الدولة صيغة تمكنه من القيام بواجبه تجاه بلاده".
مواهب ومنجزات كثيرة نراها تتفجر يوميا من ملك الملوك ..ولكنها لن تكون كافية ابدا لاشباع رغبة الظهور القهرية التي تدفعه وليبيا من حوله الى المزيد من الاغتراب عن العالم الواقعي..ولا نعلم ان كانت اربعون عاما كافية للرجل لكي يتعلم ان لكل لعب ولهو نهاية..وان تجربة صنوه الاقدم في ميدان الادب والكتابة لم تنجه من مصيره المحتوم..
من المؤكد ان مثل هذا المسلسل سينتج..وستطبع نسخه وتغلف في علب فاخرة ..وسيوزع مجانا على الجميع ..وسيكون هناك الكثير من المتملقون من سيكتشفوا في النص بعض الجوانب التي لم يدركها صاحبها..وسيترجم ..وسيشارك في مهرجانات..وسيحصد الجوائز..بل قد تقام مهرجانات وجوائز خصيصا له ليحصدها..ولن يكون لكلامنا هذا اي معنى..ولن يراد له ان يكون..ولكننا نكتب حتى لا يقال ان مثل هذه الامور كانت مستساغة وقتها..وحتى لا يقال ان هناك من يعد مثل هذا الخراب ادبا..وحتى لا يسجل ان من قال" وعلى الصعيد الأدبي، شغل القذافي الحياة الأدبية العربية بمؤلفاته، ورأى بعض الأدباء أنها تتسم بالجرأة والمغامرة، وتخترق الحدود والتصنيفات النمطية للأجناس الأدبية" . كان واعيا لما يقول..
اننا نكتب لكي نقول مع الكاتب الليبي الشريف ابراهيم العسعس:"إنِّي أخطُّ في هذه الصفحات صورةً من الزمن الذي نعيش، وما الذي يُقال فيه كي يعرف من بعدنا أيَّ خَلْق ٍ نحن. إننا نحكم على أنفسنا بالعار قبل أن تحكم علينا الأجيال اللاحقة، وكيف أنَّ القذافي كان مُـقدَّماً فينا، ويقال له فوق ذلك: أنت بدرُ الدجى، وأنتَ فيلسـوف الزمان، ونبيُّ الصحراء ! "
اننا نكتب فقط لكي نقول للشعب الليبي الطيب والصابر اننا معك..وكان الله في عونك




#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بديل عن المحكمة الدولية..
- صدام حسين..فضائياً
- قراءة متأنية لخطاب العقيد المتعجل..
- لا -مانيكان- بعد اليوم..
- فاروق حسني..خيبة جديدة للعرب..
- الدكتورة هالة مصطفى والمحرقة الانتقائية..
- تهمة الاستقواء بالخارج..بين النظام و الشعب
- لا تنتظروا شيئاً من منتظر..
- طائفية المنجز الابداعي..
- المعادلة الصعبة ما بين ذوات الارواح..وذوي العقول..
- القذافي..والصاروخ..
- نعم..نعم..للمحكمة الدولية..
- الرياضة..والزعيق العنصري المقيت..
- صعدة..دارفور اليمن السعيد..
- عندما يبلغ الاخ العقيد أشده..
- الجنس مقابل الغذاء
- الفرد الحر..وثقافة التقليد
- اسلامية الشيخ وعلمانية حماس..
- مكابدات سيد القمني مع مجتمعه..
- الغاء الآذان الشيعي..والوعي الوطني العراقي..


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال الهنداوي - القائد العربي الشامل..