أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - طقوس امرأة بريئة – 5 –














المزيد.....

طقوس امرأة بريئة – 5 –


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 08:59
المحور: الادب والفن
    


طقوس امرأة بريئة – 5 –

1- الرقص والشهيق

بعد ستين شهقة عمر.. تأني كل صباح مثل ظبية تأتي.. توقظ قلبي من غفوته.. امرأة بعد ثلاثين رقصة ما زالت طفلة في ثوب صبيه.. مشاكسة توشوشني:
- ياه.. ما أكسلك.. قم قبل أن تشويكَ شمس الضحى..
- ومن قال أني نائم..أنا احلم!!
من يخبرها أن القلب بعد أن سكنته لا ينام.. وأن العقل في أمرها محتار.. فهي كلما دعاها الى بستان قلبه جاءت مطيعة.. وكلما قبلها تنفر مثل ظبيه.. وكلما نفرت يعضه قلبه.. ويقف في صدره هواء الشهيق:
- لِِمَ النفور يا ابنتي!!
- لست أبي.. ما يصلني منكَ لهاث عشيق!!
كيف تدرك أن البنت بذرة العشق في صدر أبيها.. ومتى تعرف أن العشق في الأصل توأم روح.. صوتها في الغفوة يأتي:
- ما أكسلكَ.. وما..
وصحوت مع لهفي.. كانت على لوح الحاسوب غاضبة, مثل وردة لم يشم عبقها عشيق.. رقص قلبي.. قالت:
- لِمَ تتركني لعذاب الانتظار؟!
- آه لوجع القلب.. لم تذهبي للنوم بعد؟!!
- ليس قبل أن تأخذ هذه.. إني ذاهبة للحلم..
طبعت شفتيها على لوح الحاسوب.. وتركتني مع حيرتي.. هل نامت في مقصورة قلبي؟
أم تراها هربت من جديد؟..


2- سر العشق

قال حكيم لمريديه:
- تنضج الزهرة ثلاث غدد خلقت قبل وجود الإنسان على وجه الأرض:
غدة تفرز رحيق عذاب الانتظار..
وغدة تفرز إكسير مقاومة الانكسار..
والثالثة تختص بالانصهار في وليف الروح مهما نأى أو جار..
شهق المريدون رجالا ونساء.. ذرفوا ماء العيون.. انبثقت الدموع بستان أزهار متعانقات, يتمايلن على وهج اللوعة, فاختلط الأمر على المريدين.. دخلوا برزخ ما بين الحزن والهيام.. قال الحكيم:
- ماذا ترون؟
- أزهاراَ متعانقات
دخلت الأزهار في حال التأهب.. صار الوقت ميلاد فجر وانتظار شمس الصباح.. فجأة هبط مع ضفيرة الشمس سرب نحل.. وقفت كل نحلة على كأس زهرة.. هتف الحكيم:
- ماذا ترون:
- نحلة تقبل زهرة
حملت الريح وشوشة لطيفة.. غنت الريح على غنج الدلال:
- كل نحلة تقبل زهرتها كل صباح ترتشف ما ادخرته الغدد.. تمزجه مع لعابها.. تصنع العسل.. هل عرفتم سر العسل؟؟
هتف مريد انطبع على جبهته وجع صبية:
- العسل سر العشق؟ والعشق قدر..

3-هل وهل.. وهل

هل تشبه العتمة وهج الصباح؟؟
وهل يشبه الحضور الغياب؟؟
وهل يشبه والفرح النواح؟
وهل تعرفي, أني أرى بين ضلوعك بستان فل وأشواك كثيرة..
ووسادتين
وسادة يتربع عليها طيف غموض, ربما كان العتمة, او ظل غياب, او صوت نواح..!!
ووسادة أخرى, يتكئ قلبي عليها.. أرهف السمع لخطوات حضور صبية تغزل من الفرح شالا.. تنشره عند الفجر.. يزهو مع وهج الصباح
هكذا أنتِ.. كلما حضرتِ


4- مرآة الفجر

وجهها مرآة الصباح..يسكن أسفل الوجنة اليمنى شامة شقراء تسبه للضوء.. تنبض.. ترقص تصبح موالا..
كل فجر تودع قمر الليل.. وكل فجر يهبط عصفور يقبلها عند الشامة ويطير.. تنبثق بعد القبلة قرنفلة تنشر شذاها.. يصبح الوجه بستان قرنفل..
قال الفتى الذي أخذته الغفوة عند السحر:
-هل رأيتم امرأة من قرنفل؟؟
ومضى في الطرقات يحرسه سرب عصافير.. حتى إذا ما وصل إلى غابة الوجد أغمى عليه:
قالت العصافير:
- رأى امرأة أسفل وجنتها شامة شقرا فأغمي علي, لا تقلقوه.. هي تعرف متى يصحو الفتى.. اتركوه






#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس امرأة بريئة – 4 –
- طقوس امرأة بريئة – 3 –
- طقوس امرأة بريئة – 2 –
- طقوس امرأة بريئة – 1 -
- الجمر والحريق
- كلما حضر.. حضر الوطن - شهادة
- رواية نجمة النواني - 21 - والأخير
- رواية نجمة النواتي 19,20
- نجمة النواتي - 19 -
- رواية نجمة النواتي 17 ,18
- رواية نجمة النواتي 15,16
- رواية نجمة النواتي 13, 14
- رواية نجمة النواتي 10,11,12
- غريب عسقلاني - رواية نجمة النواتي 7,8,9
- غريب عسقلاني - رواية نجمة النواتي - 4,5,6
- رواية نجمة النواتي - 2 , 3
- غريب عسقلاني - رواية نجمة النواتي – 1 –
- عطش الندى - قصة قصيرة
- بيض اليمامة - قصة قصيرة
- رواية زمن الانتباة - سميرة - الفصل الأخير


المزيد.....




- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...
- المعمار الصحراوي.. هوية بصرية تروي ذاكرة المغرب العميق


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - طقوس امرأة بريئة – 5 –