أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - صورتان














المزيد.....

صورتان


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 08:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


ينشغل كل إنسان في العالم بما ينشغل به مما يروق لسياقه وينسجم مع تكوينه ويستدرجه إليه المحيط, وكم ستكون المقابلة حزينة وجارحة حين تنتقل ولو تمثّلاً في الخيال إلى شخصٍ يتمهل في الشانزيليزيه أمام واجهة أحد المحلات أو دور السينما أو أحد المقاهي, أو إلى أيِّ إنسانٍ في قريةٍ غارقةٍ في الثلج في النرويج أو كيبك, في إغماضة عينك وأنت بلا أفق تنام, أو تتكاسل بجرِّ أحلامك وهواجسك وغضبك وقدميك في أيّ جغرافيا أو زمكان فلسطيني, من الوطن أو الشتات, من قلقيلية أو أم الفحم وخانيونس إلى برج البراجنة واليرموك والوحدات, وكم يكون الوجع قاتلاً في فرق الشحنة بين تجاذبين يتناوبان روحك ولا يتسع لهما إلا الجنون, حين تصبح ضروراتُ فضيلة الحياة في شحنتها الأولى مجردَ فضلات السياق الآخر, وهاجسُ الموت في الساحة أو الاعتقال غيرَ مفهوم في مفردات القاموس الذي يعاني من قلق الصمت والبرد والرتابة وروتين الأمان, بين مَن يشتكي الموت وبين من يشتكي الحياة, بين مَن يطمئنُّ في القلق وبين من يُقلقله ترفُ الاطمئنان, كأنَّ الإنسانَ على أديم هذي الأرض إنسانان,

إنسانان, ولعله جدل التكوين, رغم اختلاف الألسنة والألوان, ما يجعل بعض هؤلاء المثقلين بالأمن والرفاه وانسياب خطوط المواصلات, يحنّون إلى ريادة مناطقَ أكثرَ دفئاً وخطراً في نفوسهم, وأقربَ إلى شيءٍ غامض في أرواحهم, كأنّما يشدُّهم إليهم ويطويهم على دواخلهم ليلتقي بعضُهم ببعضهم, يختبرون ذات قاموسهم, يَحكّون فضاءاتٍ ساكنةً لم يختبروها فيهم, لعلهم يُبدِعون ذاتَهم مرّةً أخرى بسياحتهم إلينا والتمتع بالشمس وأوجاعنا والحصار وحملِ ريحانِ الألم وبعضِ أثقالِ الأمل, بَرّاً وبِرّاً وبحرا, كأنهم يتكاملون فينا, وهم الآتون من نفس تلك السياقات المتجمّدة في ثلج المناخ والروح والضمير, لتعيد لنا ألق الإنسان وبعض اليقين أن أصل هذين الإنسانين إنسان, رغم البون الشاسع في الحالين,

مشهد يكابد مشهداً آخرَ يسكن في حزننا وفضاءات قيدنا وينتهك خارطتنا, وعادية نموّنا وحقَّ أمهاتنا في الحليب, وحقّ الهواء وحقّ التلاميذ في الموت دون رصاص, مشهد يصادرُ مشهدَنا ويُعدُّ له مفردات الخلاص؛ قنابل من كلّ لون وأجنحة من حديد مفسفرة وفراغيّة, تجارب كيماوية ونفايات, وأخرى ستظهر بعد الشروق وعند الزوال, تجارب موت, مناورة للإبادة, وقصف جنازة, وتوزيع أقنعة وجراثيم, قلع الكلى والعيون, وكل فنون المنون, أخي جاوز الظالمون المدى والظنون,
ومشهدنا يتفاوت بين السكون وبين السكون, والمسافات فينا تضيق كما الالتباس,
والبحر يشهد صورتنا, صورة لغزاةٍ ودبابة في إطار, وأخرى لطفلٍ رضيعٍ يعلقها ذكرياتٍ مكانَ الجدار.






#علي_شكشك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام ونحن كما نحن
- هواري بومدين -صوفية السياسي -
- مجرّد عِناد
- بياض صمتها
- القدس في آخر العام
- حول الملعب
- مايعجز الكلام
- النيوءة
- نحن لا غودو
- ترجمان الاشواق
- الزمن الثقافي الفلسطيني
- موجز الكلام- فتحي الشقاقي-
- في منطقة اليقين
- الجريمة
- فيما هو آت من مستقبل الزمن الذي فات
- قدس الزمان
- القدس ستملأ الأفق
- فرادة النكبة -وطن حيّ لا تقطنه روحان-
- نحن المضاف إليه في {أرض الميعاد}
- مسرح في المسرح


المزيد.....




- هوس أكياس الكافيين: موضة بين المراهقين تثير قلق بعض الخبراء ...
- ألمانيا تعتبر -التقدم الأولي المحدود- في إيصال المساعدات إلى ...
- أكثر من ألف موظف أوروبي يدعون لتعليق العلاقات مع إسرائيل
- بعد قرار ترامب في وجه روسيا.. تعرف على أسطول غواصات أميركا
- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - صورتان