شمخي الجابري
الحوار المتمدن-العدد: 2874 - 2009 / 12 / 31 - 17:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أن دعم وتعزيز ثقة الجماهير لجهود التيار العلماني في تأمين التواصل لاستكمال بعض المقومات الأساسية لتخطي المرحلة الانتقالية من خلال فصل الدين كمنهج عقائدي عن المغامرات والصراعات السياسية وعن أحكام وقوانين الدولة بعد أتباع الوسائل الملموسة والحقيقية والإيمان بالتعددية السياسية لإنهاء المآسي والإحزان التي أصبحت مزمنة في الوسط الشعبي ، كما أن العلمانية لا تعني أيجاد الخصومة والكراهية والاحتراب بين الرفقاء والصداقة الطويلة المتشعبة للدين والسياسة في العراق بل هي عملية الإصلاح في فصل الدين عن السياسة للحفاظ على الدين والسياسة في آن واحد لتبيان بعض ما تأتي فيه السياسة والذي لا يصح في الدين وكذلك هناك أحكام دينية أصولية لا تصلح في السياسة رغم إصرار التنظيمات الإسلامية المتشددة مثل ( القاعدة ) في رفض فصل الدين عن الدولة من خلال التطبيق والتفنن بالسنن والتشريعات لمتطرفين وباحثين وتجار الإرهاب في لياقة الانتحار ونشر ثقافة الموت وتوصيف القول في حقول النزاع والتطرف الطائفي واستغلال الدين لمسائل سياسية أمثال أسامة بن لادن ويوسف القرضاوي المحرضين لقتل الديمقراطية مبشرين في قناعات لحلول سحرية والنعم المسلوقة والوعود الخادعة في ترويج العنف ونحر البشر وتأجيج بؤر الاحتراب وتوسعة النواح والإعداد لحالات الانفلات والتأمر العسكري الذي يدفع أفواج خائبة فاقدة المقومات للهيمنة في استخدام القوة ضد الشعب وهذا يناقض التوجه العلماني لإنهاء الفترة الانتقالية المرهونة في أيجاد خيارات تلاحم أنساني بين كل أطراف المشروع الوطني الديمقراطي وكيفية المنازلة الحقيقية لهضم صياغة التحالفات وخاصة في أجواء الطغيان السياسي الذي يستدعي من الكيانات التقارب والتشاور على وضع برنامج تأهيل يضمن أدارة التغيير والسبل المطلوبة للتكييف مع بيئة الائتلاف كي تكون جاهزة لاقتناء الأدوات الأزمة لمعالجة الأمور الآنية والأهداف الإستراتيجية ، كما أن المهمة الأخرى هو كيفيه دفع الآخرين لتقوية و تعميق الحوار للإطراف المتحالفة والحفاظ على جوهر التحالف من خلال النية الصادقة والأمانة كي لا تكون الرفقة إلى منتصف الطريق ويبقى البحث على السطوح متمسكين بالقشور وما أقوى التيارات السياسية بوحدتها وتأثيرها وما أضعفها في تشتتها وتمايز الفرص عند تضافر الجهود لتثبيت البرامج منسجمة مع الواقع و ميدان التحرك وترابط الشركاء رغم اختلاف مواقعهم والظروف الموضوعية وليس خطط وبرامج تطرح على الرفوف تنتظر عقود كي يتغير الزمان ليعمل فيها . وينبغي الإشارة إلى دور القيادة والإدارة الناجحة داخل الأحزاب أي المؤسسات الديمقراطية كي تنتج ثقل تعبوي وكتلوي باعتبارها أحد الأقطاب المحركة للعمل والمتابعة المؤثرة على أفكار الناس للتهيئة والقبول بالعمل السياسي والتحالف لتنهل منه تبعا لنزاهة القائد واقتداره والمؤهلات التي يمتلكها من تنبؤ وحكمة وأمل في المستقبل تجعله متميز عن أقرانه في هذه المؤسسات الديمقراطية ليضع بصماته في التأريخ والقدرة لدعم توجه الشعب الذي يسعى لينهي التسلط والاستبداد والمحاولات الاستفزازية للقفز على الحكم بشكل قسري ، لذلك تفتح المساحات للممارسة الديمقراطية في التنوير وتقبل التعددية السياسية في محيط انتعاش الوعي الجماهيري والثقافة العامة والعمل من اجل الحياة الحرة الكريمة من خلال سيادة الشعب على نفسه بعد علاج الإمراض الاجتماعية المتفاقمة وخاصة عندما دخل العراق سنوات العقد الأول من الألفية الثالثة وهو مثقل من الحروب في دفع الفاتورة الباهظة من تضحيات مالية وبشرية عندما سقطت الدولة إلى الأسفل حتى تكالبت وطافت الإحزان على الشعب وكل فترة تعقد المأتم في بغداد الدامية فلو جمعنا دموع العراقيين من جراء المحن والإحزان المزمنة لصارت روافد تسقي ارض العراق والعلمانية تعطي فسحة لاحترام الدين والحريات العامة للتعبير عن الآراء والمفاهيم الحقيقية التي توحي للاعتصام في لغة التسامح والحوار والتمسك بوحدة العراق حتى تفيق دول الجوار والحكومات الاستبدادية من الكف عن إيذاء الشعب العراقي والعدول عن استخدام العنف وشراء الذمم لتخريب العملية السياسية والدروس المستخلصة من الوضع العراقي هي : - * - يتضح من جوهر العملية السياسية أن العراق سيبقى على جرف الديمقراطية لإنهاء المرحلة الانتقالية لأعداد الجماهير لعبور المرحلة البدائية في التطلعات الديمقراطية والإيمان بالتعددية السياسية والممارسات الانتخابية والتبادل السلمي للسلطة ثم السعي للتغيير الذي يتقبله الشعب عندما تساهم القوى التي لها مصلحة في استقرار وأمان العراق لتشارك في التغيير لا انتظاره مع التأكيد على أن التغيير يبدأ من الداخل وما المؤتمرات والتكهنات من خارج الحدود رغم فائدتها السياسية والاقتصادية إلى أنها ليست القادرة على حل مشاكل العراق . * - رغم عدم الإنصاف في جعل الإعلام الوطني بشكل متساوي بين القوى الدينية التي تعتبر الدين أحد المفاصل والوسيلة لتحقيق الطموحات حتى لو تطلب استخدام العنف ، والقوى العلماني التي تتعكز على الحقائق العلمية وتنهل لأحكام تؤكد أن الدين غير قابل للخسارة والفوز وبعيد عن التعامل في التلوث السوقي النفعي لالتزامه في أحكام معاملات ومناهج ثابتة غير قابلة للإضافة والتحريف نصوص محمية ليس حال الجهد البشري في كتابة البرامج السياسة المتجددة والمتغيرات في كل فترة كي ينفرد الدين عن السياسة وعدم التداخل مع قوانين الدولة مما مهد لحالة الفرز في المجتمع لصالح العلمانية من خلال المساحة الإعلامية الضيقة .
* - إن اشد المعارك هي المعركة الأيدلوجية لتثبيت العلمانية من خلال الممارسات الانتخابية والدفاع عن المشروع الوطني الديمقراطي والإنساني للتصدي للطائفية والتطرف المذهبي والفوز في الميادين العملية وتزايد أطراف قوى تتبنى الديمقراطية تؤمن بالتغيير والتي تحدد المجتمع العلماني .
* - برزت بوادر الإصلاح والمناداة لتوحيد الطيف الديمقراطي لأبادت التلوث الطائفي وأحياء المجتمع مع صحوة بعض تيارات الإسلام السياسي لقبول الديمقراطية مثلها كحالة إصلاح الأرض للزراعة تبدأ بشق الأرض وحتى تصل لاقتطاف الثمر وهذه المهنة حرفة لا شيعية ولا سنية لا قومية ولا مذهبية يستفيد من الإنتاج الزراعي السني والشيعي كما تستفيد من الأدوية كل الأديان والطوائف ويدخل التيار الكهربائي إلى كل البيوت وكذلك الخدمات الهاتفية بعيدة عن التطرف القومي والمذهبي كما أن الهواء ملك لكل الكائنات .
* - خابت توقعات دول الجوار والدول الاستبدادية والقوى الإقليمية التي حاولت إيذاء الشعب وتأخير التجربة العراقية بعد التغيير كعقوبة لاختياره للنهج الديمقراطي وحاولت فرض القلق والحزن وأفجع الإعمال في قتل الأبرياء ، ولكن تدريب الشعب في المراحل الابتدائية واستقطاب الرأي لطقوس وأعراس لممارسات ديمقراطية لإنهاء الاعوجاج في العملية السياسية وفي حنكة الظروف دعت القوى العلمانية إلى جمع الكلمة الصادقة والصف الوطني لوضع المعالجات والانتقال إلى حال أكثر استقامة ورحمة للشعوب ودعم وتتويج لمبادئ وحدة العراق كترسيخ حضاري لكل المكونات كي تحافظ على صبغتها العامة .
* - تقدح العلمانية عند الولاء الوطني في تنكيل التطرف الطائفي والمذهبي وتجفيف منابع العنف والإرهاب القادم ومع قدرة القوى الوطنية والعلمانية في السعي لرفع مستوى الوعي الشعبي والثقافة العامة في المجتمع كصيرورة سر الخلاص من التركة الثقيلة من بلاء النظام السابق .
* - أن تصدي المجتمع للمحن والأزمات المعقدة وتبني مكونات عراقية للدفاع عن الرسالة الإنسانية الديمقراطية عند تقبل العلمانية باب تنوير لحل العقد والأزمات في المساحة الوطنية كما جربت في دول العالم المختلفة للاستفادة منها كمفتاح للبيت العراقي في تطويق الشرنقة لإجهاض مساعي قوى الإرهاب والعنف الدولي .
* - لا يمكن اعتبار العراق دولة علمانية ديمقراطية من خلال تصريحات ممثلي بعض المكونات والكتل السياسية بل بحاجة إلى تشريع قوانين جديدة في المجالات المختلفة تضمن حق المساواة والعدالة الاجتماعية وفصل السلطات الثلاث وتثبيت حق المواطنة في تتويج العلاقة بين الفرد والدولة والحريات العامة وصيانة حرية المعتقد والقيام في أعمال تضمن التكافل الاجتماعي في دولة الرعاية . ( كن التغيير الذي تريد أن تراه في العالم . . الزعيم الهندي غاندي ) .
#شمخي_الجابري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟