أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي الجابري - واقعة الطيور وواقعة طهران















المزيد.....

واقعة الطيور وواقعة طهران


شمخي الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حضور الشعب الإيراني في 12 - 6 - 2009 محمل بشعور البهجة للتصويت في صولات مجهزة بمعاول الوعي لتهشيم قيود وإحكام مشاريع الإمدادات الغيبية المكبل بأحزانها والولوج لآمال الحرية والتمسك بالمرشد العادل الذي يأوي إليه كل مظلوم . . . ومن خلال تتبع واقعة الطيور حين اهتدى أحد الصيادين لاكتشاف مجموعة من الطيور المهاجرة ذات الأرجل المرصعة بالعقيق والتي تنتقل من منطقة نيشابور الإيرانية في فصل سقوط الثلوج كي تصل إلى بساتين النخيل على ضفاف شط العرب ومن خلال هجرتها الفصلية تنقل معها أحجار صغيرة من الفيروز التي تزخرف أرجل هذه الطيور بواسطة صمغ الأشجار ، وحين تأتي تتجمع في منطقة واحدة فكان الصياد الذي عرف هذا النوع من الطيور ينتظر قدومها ليس كعادة إقرانه بالاختفاء لصيد الطيور بل يقوم بالعزف على الناقرة والمزمار ويهتم لعادات الضيافة ويطعمها وفي كل يوم تترك هذه الطيور للصياد قطعة صغيرة من الأحجار الكريمة كعملية تبادل أخذ وعطاء لخدماته وتوفير الأمان من خلال منع الصيادين من التقرب من هذه المناطق حتى صار من كبار الصيادين ونجمهم واشترى البستان بكامله ، وفي احد الأيام عزم الصياد السفر إلى إتمام حجة العمرة فجلس يحدث أعز المقربين إليه أخيه الذي يواصل حرفة الصيد بعده وطلب منه أن يواصل تقديم الغذاء من قطع الأسماك الصغيرة للطيور بعد إن حدد له مكان أقامتها وكيف يضع قطعة القماش جنب الشجرة لتترك له عقيق الفيروز وأكد عليه في كتمان السر فانتقلت المهمة إلى الأخ الموثوق لمتابعة الأمور حتى وصلت إعداد كبيرة مهاجرة تحتمي بالدفء واستمر بعمله كل يوم منذ الصباح الباكر ولكن راودته نفسه بعد أن تصاعدت عنده وتيرة الطمع والغرور ودخل عالم المغامرة وبدأ يفكر لابتكار مصيدة كبيرة كي يستطيع من خلالها السيطرة على كل الطيور المرصعة بالعقيق وحين نزلت الطيور المهاجرة باغتها بالمصيدة الحديدية حيث قطعت أرجل عدد من الطيور وتسبب في موت بعضها والقسم الأكبر خارج المصيدة لكن الطيور في حركتها وكثرتها اصطدمت فحررت حبل الطرف الثاني من المصيدة فضرب عمود المصيدة الصياد الطامع في رأسه لينهي حياته . . وبتعاقب الأيام حتى عاد الصياد من السفر والتقى بأهل بيته وجرى الحديث حول وفاة أخيه جنب عمود المصيدة وكان بجانبه أرجل طيور مقطعة وأشلاء ميتة فعرف الصياد أن أخيه قد أخل في العهد ومعاملة التبادل ليورث المأتم . . وفي الموسم الذي تلاه جاءت الطيور ولم يشاهد طيور مرصعة ولم تدخل في البستان أي طيور مهاجرة حتى انتهى الموسم مما دعا الصياد أن يهاجر إلى بلاد خراسان وحين وصل قرب منبع العقيق في نيشابور شاهد بعض الطيور المرصعة على أعالي الأشجار فنشر كمية من الجراد وصغار الأسماك وانتظر لعدة أيام وهو يعزف بدقة وحنين على الناقرة فلم تنزل الطيور حتى جاء صدى يقول . . . * أذهب لا يمكن أن يتم الصلح بيننا لأنك لا تنس أخيك ونحن لا ننسى أرجلنا المقطعة * فتألم الصياد الغني كثيرا ثم تيقن أن كل طرف اخذ حقه وعاد إلى البصرة تارك خراسان ، ولكن ليس خراسان اليوم وطهران التي تفاقمت الأزمات عليها . . فكيف نفتح هذا الملف في كتب مفتوحة اسطرها جروح الشعب الإيراني الذي يتظاهر كل يوم ولم يشم رائحة ورد أغصان الزيتون كما شمها في 1979حين كانت قوى السافاك تهتك وتنخر في كل مكونات المجتمع حتى اتحدا الشعب الإيراني بكل أطيافه وقواه السياسية الدينية والعلمانية وشخصياته المناضلة ومن كل الأجناس ليقول كلمته نعم للشعب وفرشت الشوارع بالورود حتى مطار مهرا باد انتفاضة الشعب السلمية وحين تمت عشرة أيام سقط النظام واختلفت الوعود والموازين وتحاربت الحركات وتقاتلت المليشيات في أصفهان وطهران . . فالتأريخ اليوم يعيد نفسه لإعادة التجربة والوضع بين الحالتين متشابه ومنها القوى الشعبية المنتفضة ومفردات التحرك ولكن بدل عشرة أيام لسقوط الحكومة أعلنت سلطة ولي الفقيه في استخدام العنف ضد التظاهرات السلمية وكل ما جرى عمق الجرح ورغم احتواء الانفجار فان الترسبات باقية وراسخة في العاصمة الإيرانية وشريانه حين هبت العاصفة للتمرد واشتبكت المجاميع في القتال ولكن من يتحمل مشكلة الضحايا الأبرياء حين دخلت مجزرة التدمير أيام متواصلة تستنزف قوى الشعب وتأكل طهران أبنائها وستبقى الصراعات بين صفوف أطيافها ، فأهل هذه المحافظة وما يحملوه من حس وطني تجسد في كل نضال الشعب وانتفاضاته التحررية ومقاومته لكل المواثيق والسيطرة الأجنبية من خلال مشاركته في الوثبات الخالدة ، كما أن العصيان والتمرد جاء نتيجة لتفاعل الأزمات وتعقيدها وارتفاع عدد العاطلين عن العمل وارتفاع نسبة التضخم وكثرة المحرمات وانتشار المواد المخدرة وتفشي الإمراض في المجتمع وحالات الفساد وتزوير نتائج الانتخابات كلها من مسببات هذا التمرد الذي جعل التيار المحافظ الذي يقود السلطة أن يتقاتل في سبيل السلطة وفي السلطة نفسها حتى سارعت بعض الإطراف من التوجه إلى الاستعانة ببعض المراجع للبحث عن مفتاح حل الأزمة الإيرانية وصار الاتفاق حول بعض المسكنات ولكن القطيعة ستبقى ، لان لهيب التمرد الذي نزل إلى الشارع متحديا منذ 14 - 6 - 2009 جسد قوة المثقف والوطني الإيراني والتحرك لنسف مبدأ ولاية الفقيه رغم احتياط الشعب من انتشار المعارك ، وهذا النمط في التعامل أصبح جزء من ثقافة العنف التي تطبع عليها الشعب في خلق ظاهرة عدم التجانس للتعايش السلمي بين سلطة محمود نجاد والطوائف والأديان والمذاهب والأحزاب السياسية نفسها و له تأثيراته السلبية إضافة لمعانات الشعب . أن الانفلات الأمني جعل البلاد في دوامة من العنف وكل إيران تمر في هذا المأزق التاريخي حتى وصل الوضع إلى الاستهزاء بشرعية السلطة وعدم احترام أوامر المرشد الأعلى للثورة إضافة إلى تذمر الجميع من التضخم وتفشي البطالة والمعانات اليومية والخدمات الصحية الضعيفة وكبت الحريات العامة وعوامل أخرى جعلت المواطن يعيش حالة الاضطراب وينزح إلى أي مكان أمن بعيدا عن أشباح الرعب والإرهاب المتجول في كل مكان ، كما إن مهر الحرية والاقتصاد الحر في إيران باهظا سيقدمه ممثل التغيير السيد مير حسين موسوي بعد أن تحول عيد الانتخابات إلى مأتم وان مسيرة الرفض والاحتجاج متواصلة والسفينة سترسي إلى جرف الديمقراطية ولكن في تضحيات كبيرة وكانت في مقدمة الركب ( ندى أغا سلطان ) التي سقطت في شوارع طهران وبيدها غصن الزيتون لذلك يجب دراسة جوهر واقعة طهران ووضع الحلول لمعالجة المسببات والتركيز على دور المواطنة للحفاظ على بوادر مسيرة النهج الإصلاحي ومستقبل إيران ، وما حصل من عنف في باقي المحافظات الأخرى في محاربة المتظاهرين المدعوم من الدولة التي تروج للعنف والإساءة للإسلام في قتل وجرح المنتفضين هذا جانب والجانب الثاني ما تكبد فيه المعتصمون من تضحيات كبيرة حتى وصلت الأمور بين الطرفين إلى القطيعة فلا يتم الصلح بينهما لان السلطة لا تنسى قتلاها وتوجيه التهم لرئيس الحكومة والاستخفاف في ولاية الفقيه وولي أمر المسلمين من جانب والمنتفضون لا ينسوا شهدائهم وأبنائهم ودمائهم التي سالت ولم تغير شيء في المعركة الانتخابية ولكن (( رب ضارة نافعة )) ونتمنى أن تكون خاتمة أحزان لهذا الشعب ودرس ونافذة للاستقرار والأمان والسلام .



#شمخي_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدول العربية تخشى من الديمقراطية في العراق
- فوز تيار المحافظين في إيران !! ازدهار المصالح الأمريكية في ا ...
- تأثير الأشعة المايكرووية على البيئة
- صراع المرجعيات في ذروة الاعتصام الإيراني
- إرهابي بين السماوة والخضر
- من الابتكارات العلمية للمايكروويف وسيلة لتفريق التظاهرات الع ...
- زوبعة إعلامية لتلوث وزاري !
- المايكروويف ! السلاح العصري السري
- المايكروويف وسيلة لطهي الطعام
- طوبى للطبقة العاملة في عيدها
- شبكة الهاتف النقال والشبكة الأرضية المحسن المذموم
- إلى متى محطات المايكروويف في اتصالات العراق متوقفة ؟
- اجتماع القوائم المعترضة على النتائج النهائية للانتخابات في ا ...
- مؤتمر الكيانات السياسية الرافضة لنتائج الانتخابات في محافظة ...
- نتائج الانتخابات المحلية تؤكد أن المواد نفس المواد وأن تغير ...
- الانتخابات القادمة ممارسة ديمقراطية للتغيير ؟ أم زوبعة جماهي ...
- الانتخابات القادمة في وطن محتل وشعب حزين
- توقيع الاتفاقية الأمنية
- الشركة العامة للاتصالات في العراق إيرادات مرتفعة وفروقات متأ ...
- الإسراع في توقيع المعاهدة يثقل ألأجيال القادمة إلغائها


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي الجابري - واقعة الطيور وواقعة طهران