أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الوعكة في مرابع الوطن














المزيد.....

الوعكة في مرابع الوطن


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 872 - 2004 / 6 / 22 - 07:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عدد محدود من جيلنا الخائب تجاسر، أو إذا شئنا الدقة تجرأ فحاول محو أميته التكنولوجية ولو نسبياً..! وهذه الحالة من الأمية السائدة وبالرغم من أنَّ الأسباب الذاتية لها دورها إلا أنَّ مجمل الظروف التي عاشها جيلنا هذا جعلت بالإمكان توصيفه بالجيل الضحية بكل ما تعنيه الكلمة من معاني..! ففي الوقت الذي كانت فيه المنجزات، والمكتشفات، تنقل الشعوب الأخرى من حال إلى حال ، كان جيلنا محاصرُ من الجهات الأربعة حتى ما هو بسيط وعاديُ كان محرمٌ على الشعب برمته فمثلاً كي لا يبقى الكلام في المستوى النظري نذكِّر النشامى من جحافل السلطة بأنَّ التعاطي مع التلفزة غير المحلية كان ممنوعاً إلى خمس سنوات مضت وقد شرعت قوانين لتفعيل المنع وأصبح كل ما يتعلق بالوصول إلى الأقمار الصناعية من ريسفرات وصحون وغير ذلك يُهرب كما الحشيش وغيره..الشعوب الأخرى تهرول نحو الأمام وجيلنا تحت الحصار إلى أن شاب شعره، وعقله.. ولما كسرت حالة الحصار بفعل العوامل والمؤثرات الخارجية وليس بفعل شيءٍ آخر لأنَّ الذي فرض الحصار، وقوننه، وقام على حراسته، لا يزال هو هو..! لم يبق عند الغالبية لا الوقت، ولا الهمة، ولا التفاؤل الذي يدفع إلى استثمار هذا الإنعتاق المتأخر ..!
وبالرغم من مما جرى، ولأنَّ الإنعتاق حصل كما ذكرنا كاستجابة اجبارية للزمن هذا من جهة ، ومن جراء العيب والخجل الذي أصبح يواجهه ملاك المصير من جهة ثانية، فإنَّ الخوف عند الأبديين دفعهم إلى المقاومة الشرسة للمفاعيل المحتمة المتوقعة بعد هذا الإنعتاق، و هذا التلاشي لحدود العزل المحروسة بشتى القوانين المناسبة من قوانين الطوارئ، والأحكام العرفية، إلى الكثير من القوانين الاستثنائية التي شكلت مظلة من التشريعات التي غطت سماء شعوب دول أمة يعرب ابن يشجب النعسانة بل النائمة كهفياً .. وبعد أن سقطت أوراق التوت، وانكشفت العورات للملأ كان الوقت قد تأخر فجيلنا الخائب شاب شعره، ووهنت عضلاته، وضعف بصره، وتلخبطت بصيرته،ولم يعد أمامه إلا العودة إلى مرابع الطفولة والأناشيد الوطنية..!
جيلنا يتحدث عن الوطن دون أن يعيشه، أو يملكه، فقد ظلَّ مجرَّد بقعة جغرافية على الخريطة.. نحن نملك الخريطة الورق وهم يملكون الوطن الحقيقة ..نحن نحصد الخيبات وهم يحصدون الخيرات..! نحن نكتب الأشعار وهم يبنون الزنازين..! وصباح كلِّ يوم نكتشف أننا متهمون بخيانة الوطن لأنَّ شخيرنا، وكوابيسنا، وأحلامنا، وكل تفاصيل ليالينا المعتمة تشملها، وتنطبق عليها، مفردات، وبنود القوانين، والمراسيم السلطانية..!
لقد ( شلِّحونا ) الوطن منذ ولدنا ويستغربون كيف بقيت الوطنية عندنا إذن فلتكن هي التهمة المارقة، والصنعة الحارقة..قلنا لهم: خذوا كلَّ شيء واتركوا لنا الوطن ولو بملابسه الداخلية..! خذوا نفطه، وقطنه، وعاهراته واتركوا لنا وردةً واحدة نضعها عند قبره المحفور في صدورنا..نعم خذوا كلَّ شيء وارحلوا ولا تنسوا العسس، والحلفاء الذين لا يعرفون أنَّ التحالف من غير أخلاق مجرد تجارة ونفاق..!
نحن جيلٌ مبهورٌ بالأوسمة التي يضعها السادة على صدورهم وهم يتبخترون عند تخوم جنوب الوطن المحتل وشمال غرب الوطن الذي محوه من الخريطة..! نحن جيل منكفئ، و مهزوم نتسكع على أرصفة السفارات بحثاً عن كرامة، أو مواطنة، أو فرصة حياة خارج حدود الأكاذيب، والأوهام، وعنتريات التراجع، والانبطاح التوازني الإستراتيجي وعلكة: خيارنا السلام..!
نحن جيل من الرعيان العربان الذي أصبح بعد ثلاثين سنة من بعثه أصمٌ أخرسٌ جربان.. كلنا كلام بكلام..! والسلام.
21/6/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرمى لعيني القومي النبيل
- النظافة لم تعد من الدين في الفلوجة
- اطلبوا العلم ولو في الصين
- تبويس اللحى بين الإخوان والرفاق
- حول هجرة أدمغتنا وهجرة ملائكتهم
- هذا الميت
- شجرة السرو والثرثرة الفارغة
- ويتاجرون بدمائنا
- بيان-حزب الكلكة هو الأقوى
- هذا الزمن العربي الرديء
- القوة الخارقة
- الكتابة عن الحب والأشباح
- حول التسلط وظواهره
- الحق على الشياطين
- صاحب الحزب وتبليط البحر
- كفى زعبرة
- التلميذ اللبناني النجيب
- حول الكتابة وتجارها
- بيان صادر عن حزب الكلكة القرمطي
- الله والفوج الرابع


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الوعكة في مرابع الوطن