أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار حمود - رسالة إلى المواطن اللبناني العنيد














المزيد.....

رسالة إلى المواطن اللبناني العنيد


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 08:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بادئ ذي بدء، أوجه لنفسي السؤال : ترى هل يحق لي أن أوجه رسالتي هذه إلى المواطن اللبناني العنيد أم لا؟ أعتقد أني أستطيع أن أجيب بنعم ٍ صريحة ٍ على هذا السؤال ولأكثر من سبب واحد.
يحق لي ذلك لأني أحمل الجنسية السورية والكندية وبذا أجدني جنبا ً إلى جنب مع هذا المواطن اللبناني العنيد في كندا كما في سوريا. مايصيبه يصيبني هنا وهناك. وأظن أن العلاقة بين اللبناني والسوري غنية عن التعريف أو الشرح في بلاد المشرق العربي. أما على الأرض الكنديـــة فإن نظرة الكندي الكيبكوازي المحلي لنا واحدة كونه يصعب عليه للغاية أن يفهم ما الفرق بين هذين النوعـين من البشر المهاجرين من الشرق الأدنى المعقد. بالنسبة له، كلاهما يأكل التبولة والحمص والبابا غنوج والكبة النيّة و كلاهما يتكلم العربية ويعاني من حروب طويلة أو مؤجلة ويقول عن العـَرَق ْ إنه مشروبه الوطني! منذ أيام قلائل فقط أتاني أحد زملاء العمل الكيبيكوازيين سعيدا ً وبيده نسخة ٌ من برنامج تلفزيوني تم بثه على القناة 5 الفرنسية يشرح أصول الفينيقيين اللبنانية والسورية. لقد وجد هذا الكندي بعضا ً ممايجمع بين البلدين بمنتهى اللطف والبراءة ومن حيث لايدري ويقصد!
من طرف آخر أنا أقرب إلى اللبناني العنيد مني إلى السوري العتيد لأن أصولي مختلطة مابين لبناني وسوري و"الدم مابيصير مَي"! كما أني وبصفتي عربي فقط أعطي لنفسي الحق بإرسال هذه الرسالة لأن النموذج اللبناني مهم ٌ للغاية ويشكل ربما قدوة ومثالا ً يـُحتذى به سواء ً أكان هذا المثل الأعـلى إيجابيا ً أم سلبياً. فلبنان يشكل نقطة اتصال العالم العربي والمسلـــم عموما ً بالعالم الغربي والمسيحي عموماً، هذا مع تحفظي الشديد على كلمة العالم الغربي المسيحي فالدين العيسوي المسيحي عربي ٌ ومشارقي ٌ بامتياز قلبا ً وقالبا ً. وحتى ولو كنت ُ ألمانيا ً أو فرنسيا ً أو روسيا ً لاأمتُّ بصلة للعروبة وللعرب، يحق لي كذلك أن أرسل هذه الرسالة للمواطن اللبناني العنيد فخيره يهمني وســِلمُه ُ الأهلي سيجعلني أشعر أني أعيش بعالم أكثر أمنا ً واستقرارا ً بخاصة وأن لبنان دولـــة مواجهة مع المشكلة الأكثر تأزما ً وتقيحا ً ومحورية في العالم. خلاصة ً أقول ... يحق لي تماما ً أن أوجه هذه الرســالة لمحبتي وانتمائي وإدراكي لأهمية هذا المواطن اللبناني بالنسبة للعالم أجمع.
إذا ً ... لهذا المواطن العنيد أقول: ترى ألم تطرح على نفسك يا أخي المواطن ماسبب كل هذه الحروب عـلى أرضك؟ لماذا يجد السوري والفلسطيني والمصري والسعودي والإيراني والعراقي والفرنسي والأمريكي والألماني والروسي مكانا ً له عندما تريد أن تنتخب رئيسا ً لدولتك المستقلة (!) المعتزة بأرزها الخالد العالي؟ أوعندما تريد أن تنتخب رئيسا ً للوزراء أو حتى قائدا ً لجيشك وقوات أمنك الداخلي؟ لماذا قرارك مستباح وحقوقك مـُتجاهلة؟
قد تقولَ لي، تبعا ً لجغرافية وديموغرافية المكان الذي تسكن به وتنتمي إليه في لبنان المستقل، إن السيادة اللبنانية مخترقة لأن القوى العظمى تريد ذلك وأنك مستهدف من قبل الجميع لأن لبنان دولة تصدي وتحدي وأنه كان وسيبقى ساحـــة صراع وصراخ وزمجرة إقليمية ودولية. أو أن السبب يكمن ربما في التخلف والنهب والقسوة السورية أيام الاحتلال السوري... أو أن السبب يكمن في مصيبة الفلسطيني الذي جار عليه الزمان واضطره أن يترك دياره فما كان منه إلا أن رمى بثقل كل ذلك عليك أنت اللبناني المسالم "العييش". لابل ربما، وبعد تفكير طويل، قد تطلع بتفسير جديد، على الموضة، يشرح الأمر وكأن لبنان الآن يدافع عن العالم بأســره بوجه الهلال الشيعي الخطير المريع الذي بات يهدد أمن المنطقة كلها لابل والعالم بأسره. ربما ياأخي المواطن، وجدت أيضا ً نفسك تقول بأنك أنت الفينيقي الحضاري الوحيد الذي وجد نفسه مضطرا ً للعيش المشترك مع من هم أدنى منه حضارة ًوتقدما ً وفهما ً لمتطلبات العصر. تستطيع أن تشرح الأمر كما يحلو لك... فأنت حر ٌ طبعا ً بما تقول وتعتقد. إلا أني يا أخي المواطن أعتقد أنك أنت السبب! أنت سـبب ماأنت فيه وعليه. نعم ... أنت بالذات سبب كل هذه المآسي والمصائب التي تلم بلبنان جماعات وفرادى. أرجوك أن لاتستغرب من كلامي ولاتستنكره... فهو نابع ٌ من محبتي لك واحترامي لكيانك واستقلالك وعلمك وسؤددك. أنت ياسيدي، وضمير المذكر هنا يقصد به المؤنث والمذكر معا ً، من يتخندق وراء ولاءاته الطائفية وينسى أن ولاءه يجب أن يكون للبنان أولا ً وللبنان ثانيا ً وثالثا ً ورابعا ً وأخيرا ً. أنت ياسيدي من يرفض وبإصرار وتصيم، ومن هنا أدعوك بالمواطن العنيد، أن تـُبقي على صيغة قيامة لبنان وميثاقه ابن الـ 1943 رغم أن الزمن قد أثبت بالدم وبما لايقبل الشك أن هذه الصيغة هي منبت الشرور وأصل الشقاق. أنت من أصريت على تكريس هذه الصيغة بميثاق الطائف - الطوائف... وأنت نفسك من كرسته أكثر فأكثر بميثاق الدوحة... أنت يا عزيزي من يقبل أن يستمر الشباب المنتمي للولاءات الطائفية المختلفة بالذهاب لقبرص، القريبة للغاية، للزواج لأن لازواج مـدني لديك! أنت من يقبل التمثيل العرقي الديني، المناقض لكل أصول المواطنة والانتماء للوطن الواحد، على كل مستويات الدولـــة بدءً من أصغرها وصولا ً إلى أعـلاها قبل الاهتمام بالكفاءة العلمية والإخلاص الوطني ونظافة اليد. أنت من لديه القدرة على الانتخاب لكنه يبيع صوتــه مقابل حفنة من الدولارات لاتكفي لسد الرمق ولو إلى حين. أنت من هاجرت هربا ً من هذا التخلف والتعصب المرعب إلى كل دول العالم لكنك قبلت ببطاقـــة سفر كي تعود وتكرس هذا التخلف والتعصب المرعب عبر صناديق الانتخاب. نعم يا سيدي أنت المســؤول عن كل ذلك!
أرجوك يا أخي المواطن اللبناني انتبه... فخلاصك هو خلاصي ونجاحك هو نجاحي. أقترح عليك وبشدة وببساطة أن تكون فعلا ً مواطنا ً لبنانيا ً وانتبه كثيرا ً لكلمة مواطن هذه ...فهي مهمة للغاية وفيها كل الخلاص...أرجوك انتبه...



#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والله زمن يا سلاحي !
- النار هذه المرة
- علهم في آخر الأمر يعرفون
- أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون
- مصر يامّه يا بهية
- العرب أذكياء بالمفرق وأغبياء بالجملة
- الأنا الأعلى
- حدود الفيزياء
- غزة حتما
- الأحزاب والحزب
- إنهم عنصريون ... أليس كذلك ؟
- الذاكرة
- أنا مش كافر
- التدين البديل
- إذا لم تستح فاصنع ماشئت
- دبي... نهاية مدن الملح؟
- مدن الملح
- حلم


المزيد.....




- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...
- دور ليبي ومسجد -مغربي-.. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغا ...
- السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيك ...
- صحيفة سويسرية:لهذه الأسباب تم حظر جماعة الإخوان المسلمين في ...
- أعمال عنف بحق الطائفة الدرزية في سوريا.. اتفاق داخلي ودولي ن ...
- العراق يحظر نشاطات الأحزاب المناوئة للجمهورية الاسلامية على ...
- وجهاء الطائفة الدرزية يؤكدون رفضهم الانفصال من سوريا
- الجهاد الاسلامي: استهداف سفينة المساعدات اهانة للقيم الانسان ...
- فرنسيس والكاثوليك الأميركيون


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار حمود - رسالة إلى المواطن اللبناني العنيد