أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - الأحزاب والحزب














المزيد.....

الأحزاب والحزب


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 2724 - 2009 / 7 / 31 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أكن في يوم من الأيام منتميا ً لأي حزب ٍ سياسي معروف أو مجهول. ليس لأن الواقع السياسي السوري والعربي لايهمني. وليس لأن السياسة َ أمرٌ لا يستهويني بل، وببساطة، لأن الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة لم تـُلـب ِّ طموحاتي وبخاصة ٍعلى صعيد تطبيق النظري وتحويله إلى واقع معاش. ولم تستطع أن تقنعني لدرجة أن أجيب النداء وأملأ استمارة الانتساب وأدفع الاشتراك الشهري وأشمرعن ساعدي للعمل فيها ومع أعضائها. ولست هنا في معرض كتابة نقد موضوعي، أو موتور ٍ غير موضوعي، للأحزاب السياسية السورية أو اللبنانية أو العربية إجمالا ً. هذه الأحزاب التي تكونت وازدهرت ثم انكـفأت حتى باتت واجهة ً لطائفة ٍ ما أو لجنة ً مركزية وبضعة سيارات وأبواق صداحة. بل أريد الحديث عن الحزب الوحيد الذي كان ومازال يستهويني ولم أجد له مكتبا ً واحدا ً أو مسؤولا ً واحدا ً أو حتى رقم هاتف أو موقع إنترنت أستطيع من خلاله الاتصال به كي أعـبـٍّر عن حماسي الشديد له واستعدادي لدفع اشتراكي الشهري وبمفعول رجعي إن لزم الأمر. في الواقع إنه حزب ٌ مختلف تماما ً عن بقية الأحزاب المعروفة. إنه انتماء ٌ لتيار ٍ جماهيري عريض له طعم ولون ورائحة وذاكرة وصوت ٌ رنان.
طعمه... طعم التبولة والبابا غنوج وكاس العرق ومتعة النسائم العليلة في يوم ٍ تموزي لاهب في أحد مطاعم إهدن. لونه... لون شقائق النعمان وبتلات وردة دمشق الزاهية العطرة المغناج وياسمينها الطاهر الصابر. لونــه... لون البحر السرمدي المتوسط الجامع الذي ما فتأت أمواجه تغسل شواطئ البلاد من أدرانها كل يوم. رائحته... رائحة الطيون والزعتر الحلبي والتين الأصفر العسلي وتفاح الجولان وعنب الشام والكنافة النابلسية وتمور بغداد. ذاكرته... ممتدة ٌ إلى ما وراء التاريخ. إلى إيل وعشتار وأور وأوروك وجلجامش وحـَـدَدْ وتدمر والبتراء. ذاكرة ٌ تطاولت حتى غطت الزمان ومحت حدود المكان. أما صوته... فصوت الملائكة التي وُعـِـد َ بها كـل مؤمن ٍ مهما كان دينه وملته. صوته يـُـذكر بقدرة الخالق الواحد الشامل العاطي الكريم الجبار المحب.
إنه أيها السيدات والسادة، وبكل انتماء، حزب فيروز وعاصي ومنصور. الحزب الوحيد الذي ترفع عن أن يكون حزبا ً سياسيا ً تقليديا ً وآثر أن يكون روحا ً سياسية ً تختلج في أجسادنا جميعا ً مع كل صباح. غنت فيروز الناس َ في كل ما غنت. دافعـت عـنهم في ناطورة المفاتيح وبنت الحارس. حـلمت معهم وعاشت أملهم في المحطة وزيفهم في ناس من ورق والشخص. محت حدود قهرهم وذلهم في سفر برلك ومجدت عنفوانهم في جبال الصوان.
حزب الرحابنة وفيروز، وأرجو منهم السماح لتجرئي على مسخ عظمتهم حزبا ً سياسيا ً، حزب ٌ نبذ التفرقة من أي نوع كانت، سياسية ً أم دينية أم عرقية والتزم بأخلاق ابن الضيعة وبنت الجبل وصدق وإخلاص وعـبقرية الفينيق الرافض للموت والمتشبث بجذور الحياة.
إنه حزب ٌ... لو انتسبنا جميعا ً له لما كنا بحاجة لميليشيات مسلحة وزعامات طائفية ومرجعيات دينية ودارات وأسماء وعائلات وأحزاب مزيفة وأهداف منافـقة فارغة أو مـُـفرَغة.
إنه الحزب الوحيد الذي يشرفني الانتماء إليه... فهل من شريك ؟





#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم عنصريون ... أليس كذلك ؟
- الذاكرة
- أنا مش كافر
- التدين البديل
- إذا لم تستح فاصنع ماشئت
- دبي... نهاية مدن الملح؟
- مدن الملح
- حلم


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - الأحزاب والحزب