أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - والله زمن يا سلاحي !














المزيد.....

والله زمن يا سلاحي !


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 18:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خبرٌ مهم ٌ للغاية تسرب عبر وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة على الرغم من محاولات الحكومة المصرية منع ذلك. هذا الخبر هو أعمال إنشاء جدار فولاذي تحت الأرض على الحدود المصرية الغزاوية بهدف منع تهريب الأسلحة والمؤن وإسمنت البناء والوقود والأموال والأدوية إلى القطاع المحاصر. وفي التفاصيل... تقوم الحكومة المصرية العتيدة بإنشاء جدار فصل عـنصري جديد لتتمة مهمة جدار الفصل العنصري الذي أقامته حكومة إسرائيل الشقيقة والحليفة الأهم لمصر في المنطقة على حدودها الغربية وذلك في مواجهة العدو المشترك الجديد المتمثل بحركة حماس المتطرفة وحكومتها المنتخبة المــُقالـَة والشعب الفلسطيني الغزاوي الذي كان ومازال ينتفض ويرفض ويقاوم. جدار الفصل الجديد هذا بـُنيت قطـَعُه ُ مســبقة الصنع في أمريكا (نخب أول مستورد وفاخر!). ولقد وصلت هذه القطع مؤخرا ً عبر الموانئ المصرية مـُحاطة بالقدر الكافي واللازم من الاحترام والغموض والتكتم. عرض الجدار سيصل إلى نحو العشرة كيلومترات. أما عمقه في باطن الأرض فسيصل إلى مابين الثمانية عشرة والثلاثين مترا ً تبعا ً للطبيعة الجيولوجية لقطعة الأرض التي يمر بها. وثخانة القطعة الفولاذية المستوردة الواحدة ستصل إلى الخمسة سنتيمترات من الفولاذ.
على الجانب المصري... وبعد وقت طويل من تجاهل الأمر والتسريبات الإخبارية حول الجدار، قال السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري "إن من حق مصر فرض سيطرتها على حدودها بأية وسيلة تراها مناسبة، مشددا ً على أن الأرض المصرية يجب أن تكون مصونة وعلى أن لايسمح أي مصري بأن تنتهك أرضه!". وفي حوار مع جريدة الأهرام العربي نشر حديثا ً جدا ً، أي يوم السبت في التاسع عشر من شهر كانون الأول – ديسمبر الجاري، قال أبو الغيط نفسه إن"مسألة بناء جدار أو معدات للجس أو وسائل تنصت كلها أمور تتردد، ولكن المهم أن الأرض المصرية يجب تـُصان".
على الجانب الإسرائيلي قالت صحيفة هآرتس إنه حسب الخطة المصرية فإن الحائط سيقام بعمق عشرين إلى ثلاثين مترا ً وسيمتد إلى نحو تسعة إلى عشرة كيلومترات بحيث يصعب إحداث ثغرات فيه ولو عـن طريق الصهر.
على الجانب الفلسطيني الغزاوي...استغرب الناطق باسم حكومة حماس الشرعية المــُقالة من قــِبل رئيس الدولة الفلسطينية "الوهمية حتى تاريخ تحرير هذا المقال" أعمال إنشاء الجدار مذكرا ً بالأخوّة (!) بين الفلسطينيين والمصريين. لابل إني أراه ينادي بعدم نسيان الخبز والملح وقرابة الدم وصلاح الدين الأيوبي وأحمد عرابي وسعد زغلول وجمال عبد الناصر وفلسطين والعتبات المقدســـة.
لقد قفزت بي الذاكرة فور قراءة هذا الخبـر المريـع فعلا ً إلى خبر ٍ آخر طريف للغاية قرأته في العام الماضي ربما. يتحدث هذا الخبر عن هلع ٍ وانزعاج إسرائيلي جراء عــزم مصر شراء غواصات من نوع دولفين ألمانية الصنع. التي تعتبر من أفضل الغواصات العاملة على الديزل والكهرباء في العالم. يأتي طلب الشراء هذا في إطار تحديث البحرية المصرية لأسطولها البحري المتهالك وبخاصة سلاح الغواصات. لقد عبر عضو الكنيست الإسرائيلي يوفال شتاينتز عن قلقه الشديد إزاء نوايا مصر شراء هذه الغواصات التي تمتلك منها إسرائيل أربعة قطع عاملة أتتها كهدية من ألمانيا بعد حرب الخليج الأولى. وأضاف إن ميزان القوى في البحر المتوسط سيختل جراء ذلك!
ترى لماذا تحاول مصر شراء هذه الغواصات بعد حفلة ســـقوط الأقنعة الأخيرة أواخر أيام العام 2008 الفائت وبدايات العام 2009 الحالي والتي رأينا بها شركات مصرية تمون الجيش الإسرائيلي بلذائذ الطعام والشراب كي يصمد في محنة قصفه لغزة؟ لمن تشتري مصر هذه الغواصات؟ تراها تشتري هذا السلاح المتطور لضرب الجزائر بعد هزيمة منتخبها في آخر معارك عبور التصفيات إلى كأس العالم؟ أم تشتريها لحصار مايمكن حصاره بعد من شواطئ الجنوب اللبناني؟ أم ياترى للمشاركة في مناورات مشتركة قادمـــة مع جيش الدفاع الشقيق الإسرائيلي لمساعـدته في حصار غزة البحري عملاً بالمقولــة القائلة إن أهل مكـــة أدرى بشعابها؟ كل ذلك وارد إلا السبب القائل بأن هذا السلاح سيستعمل لحمايـــة الحدود البحرية المصرية من إسرائيل فأعداء الأمس باتوا أهلا ً اليوم. ولاداعي أبدا ً لهذا الانزعاج أو الهلع أو الخوف الإسرائيلي من شراء مصر لهذه الغواصات المتطورة فهي لن تستخدم ضدها أبدا ً.
تراها تغيرت الأمور فعلا ً إلى هذا الحد؟ هل بات هذا الطرح مقبولا ً وطبيعيا ً لدرجة أن يمر مثل هذا الأمر مرور الكرام؟ لاأجد ما أقول كي أعبر عـن مرارتي وأنا أشاهد تحول مصر الأمس إلى مصر اليوم سوى هذه الأبيات القليلة للشاعـر أحمد مطر والتي وجهها للرئيس الفلسطيني في حينه إلا أنها تعبر تماما ً عن واقع قصة الجدار الفولاذي المصري - الأمريكي الجديد:
قالت خـَـيبـَر
شـِـبران ِ... ولاتطلب أكثرْ.
لاتطمع في وطن ٍ أكبرْ
هذا يكفي..
الشرطة ُ في الشبر ِ الأيمن
والمسلخ ُ في الشبر ِ الأيسـَر ْ.
إنا أعطيناك المخفرْ
فتفرغ لحماس وانحـَر.
إن النحر َ على يديك سيغدو أيســَرْ




#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النار هذه المرة
- علهم في آخر الأمر يعرفون
- أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون
- مصر يامّه يا بهية
- العرب أذكياء بالمفرق وأغبياء بالجملة
- الأنا الأعلى
- حدود الفيزياء
- غزة حتما
- الأحزاب والحزب
- إنهم عنصريون ... أليس كذلك ؟
- الذاكرة
- أنا مش كافر
- التدين البديل
- إذا لم تستح فاصنع ماشئت
- دبي... نهاية مدن الملح؟
- مدن الملح
- حلم


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - والله زمن يا سلاحي !