أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - ثورة عراقية زرقاء عبر الفيس بوك















المزيد.....

ثورة عراقية زرقاء عبر الفيس بوك


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 21:10
المحور: حقوق الانسان
    


بعد مرور أكثر من ست سنوات من سقوط النظام البعثي الفاشي في العراق بفعل الاحتلال الامريكي ...وبعد ست سنوات من الارهاب والقتل والتشريد والتهجير والاختطافات والاغتيالات ..وبعد أن فشل الساسة الذي يحكمون العراق في وضع هذه البلاد وأهلها على سكة الامان وسكة الحقوق والاعتراف بالمواطنة كهوية أنسانية وفوق كل الهويات الزائفة الاخرى ..وبعد ان تلمس أهل العراق ان مساحة هائلة من أنعدام الثقة والخوف والتخوين والاتهامات تحكم الساسة والزعامات السياسية في العراق وأنشغالها بمصالحها ومصالح أحزابها وطوائفها وقوميتها بشكل تعسفي وعنصري ..فان الكثير من العراقيين أصبحوا يواجهون معضلة حقيقية في كيفية عيشهم في بلد تطحنه الخلافات والصراعت العرقية والارهاب والمصالح السياسية والفساد وامتهان كرامة الانسان ..ولعل ما قام به مجموعة من العراقيين عبر الفيس بوك هو محاولة من محاولات أعلان حالة السخط الذي يعم فئات وشرائح واسعة من العراقيين .

ففي مبادرة من الكاتب والسيناريت العراقي أحمد هاتف ،أطلق مجموعة من النشطاء العراقيين ، ثورة عبرموقع الفيس بوك أسموها الثورة الزرقاء بهدف إحداث تغيير في العراق ولفت الانتباه الى ما يحدث فيه من أوضاع مزرية ولاتدفع للاطمئنان ، بعد كل الذي حصل من دمار وكوارث حلت بهذه البلاد وأهلها وتخوفهم مما سيحدث لاحقا وبعد ان تبين ان الصراعات السياسية تقود البلاد نحو كارثة حقيقية وتحمل مخاطر تهدد أمن ووجود العراق برمته . (الازرق نهر بلا جثامين .وسماء بلا دخان .. ومدى دون ريبه . الأزرق انا وأنت والآخر دونما هواجس سوداء ..ونيات سوداء ..ودسائس علم دون أحمر ...ورايات دون سواد...ورجال دون غيبة أو تغييب وشعب دون تعليب ..الازرق نحن..) هكذا يقول أحمد هاتف في بيانه الاول في حين يقول أحد الناشطين معلقا على اللون الذي اختاروه لثورتهم ( ربما سيكون للعراقيين التفرد ..ثورتهم ليست بلون الدم ..أنها بلون السماء ..ثورة ليست من أجل الايدلوجيا والامتيازات ..إنها ثورة الرحمة بالانسان..) وكتب ناشط آخر( لأجلك ..لأجلنا لأجل الغد ...لليوم ..للمستقبل ..لطرد بقايا عدم المبادرة ..للمحبة ..للعدالة للمواطنة لكل شيء ..للعراق ..الازرق مساحة حرية ) ..أحدى الناشطات كتبت تقول (قد نختلف بالشكل..قد نختلف بالرأي...قد لانحب بعضنا بعضا ...لكن الأكيد اننا نحب الازرق..) في تعبير عن دلالات هذا اللون وشاعريته .

القائمون على مشروع الثورة الزرقاء دعوا الراغبين بالانظام الى هذه الثورة لأرتداء اللون الازرق والشارات الزرقاء ووضع الاعلام الزرقاء فوق أسطح المنازل يوم الاحد القادم ..تعبيرا عن المطالبة بوضع حد لما يحدث في العراق ...
المطالبة بالتغيير العاجل احتراما لكرامة العراقيين وحقنا لدماء الابرياء ..
هكذا هي أوضاع العراق والعراقيين كل يوم محنة وكل يوم محاولة ومسعى للتغيير والانقاذ ..
من أجل المواطنة والشعور بالأطمئنان فان وضع حد للخلافات السياسية وصراعات السلطة والنفوذ بات مطلبا ملحا ومصيريا بالنسبة للعراقيين جميعا..

ما يميز نشطاء الثورة الزرقاء انهم جمع من المثقفين والاعلاميين والفنانيين والسياسيين المستقلين ...ورغم فرادة اللون الذي أختاروه تعبيرا عن ثورتهم فأن ألوان الرايات السياسية الان باتت خالية من المصداقية ورموزا لحساسيات وتعصب قومي وطائفي عنصري بأمتياز ...جربنا كل الالوان وسرنا خلفها وحملنا راياتها فلعل الازرق لون وراية توصل الجميع الى بر الامان او تدفعهم لان يقولوا كلمة صدق واحدة مع ناسهم وأنفسهم ..

إن أهم ما يمكن تأشيره في مواجهة هذه الثورة وتقييم خطواتها الاولى ، وهو إن منطق الثورة ،حتى لو كانت حلما ، لم يزل باقيا وقادرا على أن يكون مغريا ومثيرا وأنه لم يسقط من حسابات الكثيرين ، رغم إن مراكز القوى والمؤسسات الاعلامية الناطقة بإسمها والساعية الى قولبة اذهان سكان العالم وفقا لمصالح ومتطلبات هذه القوى تسعى جاهدة الى أزاحة فكرة الثورة ومنطق التغيير من قاموس العالم السياسي والاعلامي وتحوبه الى مجرد ذكرى عابرة في مخيلة بعض الحالمين . كذلك فأن وقائع العالم الذي نعيش فيه وبعد سيل جارف من التغييرات والانهيارات التي طالت الأقطاب الدولية الكبرى والمتحكمة في مصير العالم لعقود طويلة وبعد ان عشنا عصر العولمة وثورة المعلومات التي نخرت كل الاسس المتهالكة وجعلتها في مواجهة الاسئلة الجدية ورغم مراحل الحداثة وما بعدها التي سعت الى أقناعنا إن منطق الثورة قد غادر الساحة والى الابد وإن العالم الذي نعيش فيه الان عالم يعيش على التفاهم ونبذ العنف وتعزيز الخصوصية والفردية في الحياة والعمل والواقع الاجتماعي وإن التطلع للثورة من أجل تغيير الواقع المرير الذي يحيا فيه الانسان في مناطق شاسعة من العالم محض خيال او لاجدوى من وراءه .

من السهل أن نحلم لان الحلم هو خيط النجاة من الأنهيار والجنون الذي يمكن أن نصل الى أدنى درجاته جراء الصدمات المتتالية التي نتلقاها كنتيجة مباشرة لممارسة الاستبداد والدكتاتورية والقمع والانفراد بالسلطة وحكم الحزب الواحد والشمولي ومصادرة المجتمع من قبل المليشيات المسلحة ، الرسمي منها وغير الرسمي فكلها تمارس أقصى طاقاتها من أجل أستلاب كرامة الانسان وتهميش دوره وتحويل حياته الى جحيم أو كنتيجة للحروب وانهيار الدولة وتمزق بنية المجتمع الذي نعيش فيه.. أو نتيجة لسطوة الدين وسلطة أحزاب الأسلام السياسي وتعزيزها للنزعات الطائفية والعنصرية أسوة بالنزعات القومية التي لاتكتفي بما لديها بل تريد المزيد حتى تتحول الى فقاعة قابلة للانفجار في أول مواجهة مع ما يحيط بها . المجتمع العراقي وحياة المواطن العراقي تحولت بفعل كل ما تقدم الى ساحة لتصفية الحسابات السياسية بين قوى داخلية واقليمية عزمت أن تتقاتل حتى آخر قطر دم عراقية.

من السهل أن تطلق ثورة وسط عالم أفتراضي ، ثورة تكون محور نقاشات وتصورات وملاحضات عابرة أو جدية يغلب عليها طابع التمني والحلم ، ولكن في حالة الثورة الزرقاء فان الكثير من الاسئلة لابد وان تطرح حول جدية القائمين على هذا المشروع الطموح وطموحاتهم وأفكارهم ومشاريعهم المستقبلية ، نظرتهم الى المجتمع وممارسات الساسة والنظام القائم والمشاريع الطائفية والقومية ..أي افق يحملون ، بماذا يفكرون ؟؟. إن المواجهة الحقيقية هي في نقل الثورة من العالم الافتراضي حيث لادماء ولا مفخخات ولابطالة ولاتهجير ولا أغتيالات ولا كواتم صوت ولا أقطاعيات طائفية أو قومية ولا أسوار عازلة ولا أحزاب تسعى لمصادرتك تمام وكأنك لست بشرا يحلم وله آماله وطموحاته الأنسانية ، الى عالم الواقع المعاش لان ثمة مواجهة حقيقية ستكون او هي لحظة الانفصال الحاسمة بين الواقع والخيال الافتراضي ..هناك سنكتشف كيف تعيش الناس وكيف يواصل الأبرياء حياتهم في أنتظار حزام ناسف أو شاحنة ملغومة ، او كيف يواجه العاطل عن العمل حياته ومتطلباتها وكيف يتقزم طموح الشباب وأحلامهم في الحياة المرفة والسعيدة الى التطوع في سلك الشرطة أو الجيش بعد أن ضاقت بهم سبل الحصول على عمل يناسب شخصياتهم أو مؤهلاتهم العلمية وكيف تتمكن المرأة من تطوير قدراتها وتحقيق ما تطمح اليه ، حريتها وحقوقها ومساواتها الحقوقية والاقتصادية والثقافية والسياسية وكيف يواجه الطفل الصغير مناهج مدرسية متخلفة تحوله الى ببغاء يردد فقط وفي نفس الوقت فأن جميع هؤلاء سيكتشفون ما نسعى اليه وأذا ماكنا فعلا منهم أم نحن باعة كلام وتجار مناسبات ومتسلقي أكتاف . هناك سوف نسأل عن بديلنا للدولة والمجتمع ، للثقافة والاعلام ، للتربية والتعليم ، للحقوق والحريات ، و ما الذي نريده . والى أين نريد الوصول.؟؟ تلك هي الاسئلة الاولى التي تراودنا وتراد كل من يعنيه أمر ما يحدث في العراق رغم ان ثورة الزرق في اولى خطواتها ...
أمنياتي بالنجاح لجميع مناصري هذه الثورة ولمساعيهم في تغيير أوضاع العراق ونقله الى مرتبة يستحقها .



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور كتاب فني عن الراحل كامل شياع
- في الاستنساخ والتناسخ الدكتاتوري
- الإنتخابات الإيرانية ...قراءة في مشهد مخادع
- من أين لك كل هذه اللغة الحاقدة : يا خالد سلطان السلطان ..؟؟؟ ...
- خديعة أوباما
- من الذات الألهية الى الذات الأميرية.. ذوات تتضخم وقهر يدوم
- الشيوعيون لم يفشلوا وحدهم.. لقد فشل الجميع
- ما الذي تبقى من حزب فهد..؟
- المراجع العظام وسقوط قناع الحياد
- ماذا يعني أن تكون في هيئة تحرير الحوار المتمدن؟
- جديد السعودية ...حملة الرفق بالإنسان...!!!!
- يا سيادة الرئيس ، هذه دروس لاقدرة لنا على تحملها ...!
- لقد عاد.. كشاهد وليس كشبح ..عن صورة ماركس في غلاف ملحق جريدة ...
- الاعدام عقوبة وجريمة وحشية ياوزارة حقوق الانسان في العراق
- ما لايفهم في تصريحات أشاوس البرلمان العراقي حول حقوق الاقليا ...
- لكي لا تتحول فتاوى حراس الشريعة إلى قيود تكبل آمالنا
- كلكم من طينة واحدة ، يا قرضاوي!
- ياجلالة الملك... مبروك لك هذه البلابل المغردة...!!!
- ضحايا الدويقة... من يشوه صورة مصر؟
- الاحزاب السياسية في العراق وعقدة الزعامة التاريخية


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - ثورة عراقية زرقاء عبر الفيس بوك