أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شاكر الناصري - خديعة أوباما















المزيد.....

خديعة أوباما


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 08:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بلا شك أن المهمة الاولى والأساسية لكل الروؤساء الامريكان هي تحقيق مصالح الولايات المتحدة الامريكية وتعزيزها كل بطريقة ووفق الرؤية التي يحملها هذا الرئيس أو ذاك وبلا شك أيضاً إن وصول أي واحد من الرؤساء الى البيت الابيض ليس بالامر الهين أو بالأمر الذي يجري وفقاً للنظم والقوانين الانتخابية السلسة والمرنة أو وفقاً لحكاية الحقوق المدنية المقدسة في أمريكا التي يتم تصويرها من قبل الماكنة الاعلامية الامريكية وأنعكاساتها وكأنها الاداة السحرية التي توصل أي راغب بالوصول الى البيت الابيض . إن وصول أي رئيس جديد لابد وأن يكون وفقا لقناعات الطبقة السياسية الحاكمة والمتنفذة وهي التي تحدد سلفاً من الذي يجب دعمه وأبرازه بصورة البطل المنقذ و حامل لواء المصالح الامريكية والاقدر على تحقيقها ، بالحرب والارهاب الدولي والعسكرتارية المنفلتة وأشاعة الفوضى في العالم ، خلاقة أو مدمرة ، أو بحمل لواء التغيير والانفتاح على العالم من أجل اعادة تصدير الهيبة الامريكية وبكل ما يعنيه هذا التغيير من أطر وشخصية معينة وخطابات يمكنها أن تعطي الانطباع المخادع بأن التغيير آت لامحالة.

لم يكن وصول أوباما الى البيت الابيض بعد النتائج التي حققها في الانتخابات الا حلقة ضمن مسار ترسمه الطبقة السياسية الحاكمة والشركات العملاقة وأصحاب رؤوس الاموال العابرة للقارات ، فكل ما تحقق في زمن بوش الابن لم يكن سوى خيبات متتالية أوصلت مكانة أمريكا وهيبتها على الصعيد الدولي الى الحضيض وجعلتها على صورة محارب متوحش ومسعور لايشبع من الدم ولا من القتل وتدمير العالم وتعزيز الارهاب في كل مكان .أصبحت أمريكا مرادفا للغطرسة ونعدام الأستقرار في العالم وتحقير بني البشر . لذلك لابد من منقذ يخرج عن المألوف والسائد داخل أمريكا وخارجها ، شاب بكاريزما قوية وبشخصية وحضور أعلامي لانظير له . رياضي مرح ولايلتزم ببروتكولات الحكام والروؤساء ولا الاتكيت الرسمي ، وفوق كل هذا خطيب مفوه يصل الى قلب من يستمع له . وصل أوباما الى البيت الابيض حاملا معه الكثير من الامال التي وعد الناخب الامريكي بها وفي نفس الوقت فانه قد حمل خطابا الى العالم مليء بوعود السلم والامان والشراكة .

إن المهمة الاولى للرئيس الجديد هي أعادة صياغة الوجود الامريكي على خارطة العلاقات السياسية في العالم وتخليصها من كل ما لحق بها من علامات استفهام وشكوك بسبب ممارسات الادراة السابقة بقيادة بوش واليمين الامريكي المتطرف والمتغطرس . العالم الاسلامي والعربي أحدى الساحات الاساسية التي عبر أوباما عن رغبته في اللعب فيها من أجل أزالة المخاوف والغموض والشكوك التي تعتري علاقات أمريكا مع هذا العالم المضطرب ومُصنع الارهاب والتطرف الديني وأنعدام حقوق الانسان وانفلات وطغيان الانظمة الدكتاتورية وتحويلها المجتمعات والدول التي تحكمها الى سجون هائلة للملايين من البشر الذي يواجهون الاستبداد والقمع وأمتهان الكرامة وأستلاب الحقوق . مجتمعات يتعزز فيها الجهل والامية والتطرف الديني بشكل متواصل ويتحول فيها الانسان الى شيء فاقد للقيمة . إن رحلة أوباما ودعواته للتصالح مع العالم الاسلامي والعربي تأتي بعد أن تمكنت الانظمة العربية خصوصا من الأطاحة التامة بكل محاولات الاصلاح السياسي والأجتماعي والدستوري ،الطوعي أو القسري ، التي سعت الادارة الامريكية السابقة الى فرضها بالقوة او بدعم جهات وشخصيات كان نصيبها السجون والتشرد ، فثمة روؤساء يتناسلون ويتوارثون حكم بلدانهم ويعززون قدراتهم القمعية والاستبدادية ويحولون كل شيء في بلدانهم الى أداة لخدمة سلطاتهم . إن أوباما وأدراته الجديدة قد طووا والى الابد ملف المطالبة بتحقيق الاصلاحات السياسية والتحول الديمقراطي أو التدوال السلمي للسلطة . لقد تلمسوا أنهم يواجهون طواغيت قادرة على تعطيل كل شيء من أجل البقاء في السلطة وأن كل ما يعني أمريكا مصالحها أولا وأخيراً مادام هناك من يستطيع أن يؤمن لها ذلك دون المساس بقدسيته ووجوده وحكمه الأبدي .

رئيس شاب..حكام كهول
إن المعرفة التي أظهرها أوباما خلال خطابه الاخير في جامعة القاهرة بالعالم الاسلامي واستشهاده المتواصل بفقرات من القرآن لم تكن سوى وسيلة منه لتمرير طعم الخديعة للقائمين على هرم السلطة في العالم العربي ووسائل الاعلام والنخب السياسية الموالية للسلطات الحاكمة خصوصاً في السعودية ومصر وإن عبارات الثناء والمديح والأشادة بالحكمة كانت وسيلته لأنتزاع ما يريد من هؤلاء الحكام . الرجل يعرف ديننا وتقاليدنا الاصيلة ويحترمها ..هكذا واصلت وسائل الاعلام العربية ، الرسمية منها على الخصوص تسويق خطاب أوباما على المواطن العربي الطامح للعيش بكرامة وحرية قبل كل شيء آخر.

سبق لأوباما أن تمكن من أنتزاع عدة مليارات من الدولارات من الملك السعودي وحكام الخليج ، كمساهمة منهم في أخراج الاقتصاد العالمي من الأزمة التي يواجهها ، بمجرد أنحناءة بسيطة جعلت الأعلام العربي والسعودي يطبل لأوباما ولحكمة الملك التي جعلت من الرئيس الامريكي ينحني أجلالاً له .

خلال زيارته الاخيرة أوصل أوباما خديعته الى مديات أبعد من مجرد الكلام فهو في مواجهة ملوك وروؤساء كهول لايتمكنون من تحريك أجسادهم بشكل سليم ( ربما هنا يكمن مصدر الحكمة والالهام ..!!!) ولايتمكنون من الحركة والنطق السليم ( لانعرف كيف لملك لايتمكن من نطق جملتين مفيديتن قراءة أو شفاها أن يكون بهذا المستوى من الحكمة التي تستحق الأشادة ..!!!) ، لقد تجلى ذلك واضحا خلال لحضات تقليد الملك السعودي ،قلادة الملك عبد العزيز الذهبية لأوباما ، فأوباما لم يكتفي بمديح حكمة وكرم الملك السعودي بل طلب مشورته أيضاً في قضايا معينة !!!، الايدي المرتجة للملك الحكيم لم تتمكن من وضع القلادة على رقبة الرئيس الضيف دون مساعدة من أوباما نفسه . أما في مصر فأن الرئيس الشاب قد تمكن من خلال ممارسته لعبة القفزعلى السلم المؤدي الى حيث يقف الرئيس الكهل حسني مبارك غير قادر على الحركة البسيطة ، دون مساعدة ،لأبراز هيبته وأثبات وجوده أمام وسائل الأعلام ،من الوصول الى ما يريد ، أذ جعل هذا الرئيس الذي يحكم أكبر بلد عربي في مواجهة قاسية معه ، شباب طيع الجسد يحكم أكبر وأقوى دولة في العالم لايتردد عن القفز على سلالم القصور والطائرات كشخص يسعى للوصول الى نتائج أعماله بعجالة وأقدام ،في مواجهة رئيس تجاوز الثمانين من العمر بعدة سنوات ، يقف بلده على حافة الانهيار ، بفعل التخلف الاجتماعي والتطرف الديني وبفعل الفقر والبطالة وأحتكار ثروات البلاد بيد الرئيس وعائلته وحزبه وأطلاق يد الاجهزة القمعية والبوليسية لتمارس دورها اللامحدود في قمع المصريين ومصادرة حرياتهم وأذلالهم وأمتهان كرامتهم .

جاء أوباما الى العالم العربي والأسلامي محملا بالوعود وفي نفس الوقت فأن الكثير من النخب السياسية والحزبية والثقافية قد عولت على خطاب أوباما المنتظر ولكن أي أحد أوجهة من هذه النخب ومن السلطات لم يلمس أية امكانية لتحقيق وعد يصب في صالح المنطقة العربية والاسلامية ، قالها صراحة نحن نحترمكم ونحترم دينكم لكن الاولوية بالنسة لنا هي أسرائيل . ربما يكون وعد العمل من أجل تحقيق الدولتين في فلسطين وأسرائيل قد فعل فعله لدى الانظمة الحاكمة ووسائل أعلامها ، لكنه في حقيقة الامر مجرد وعد لايمتلك العرب والمسلمين أمكانية تحقيقه بقدر ما تستطيع أسرائيل . وعد جاء على خلفية القطعية والانقسام الحاد بين القوى الفلسطينية التي أحتكرت القرار السياسي ومارست كل أنواع الفساد والارهاب والانفراد بالسلطة والتي يتعذر دفعها للعمل من أجل هدف واحد دون مؤامرات أو تخوين وبعد أن فعلت الحرب الداخلية فعلها بين هذه الفصائل وجعلتها لاتتردد عن أنتهاز اية فرصة للانقضاض على بعضها البعض . إن هذا الوعد لايخرج مطلقا خارج أطار ممارسة الخديعة وكسب الوقت تحقيقا لمصالح أمريكا .



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذات الألهية الى الذات الأميرية.. ذوات تتضخم وقهر يدوم
- الشيوعيون لم يفشلوا وحدهم.. لقد فشل الجميع
- ما الذي تبقى من حزب فهد..؟
- المراجع العظام وسقوط قناع الحياد
- ماذا يعني أن تكون في هيئة تحرير الحوار المتمدن؟
- جديد السعودية ...حملة الرفق بالإنسان...!!!!
- يا سيادة الرئيس ، هذه دروس لاقدرة لنا على تحملها ...!
- لقد عاد.. كشاهد وليس كشبح ..عن صورة ماركس في غلاف ملحق جريدة ...
- الاعدام عقوبة وجريمة وحشية ياوزارة حقوق الانسان في العراق
- ما لايفهم في تصريحات أشاوس البرلمان العراقي حول حقوق الاقليا ...
- لكي لا تتحول فتاوى حراس الشريعة إلى قيود تكبل آمالنا
- كلكم من طينة واحدة ، يا قرضاوي!
- ياجلالة الملك... مبروك لك هذه البلابل المغردة...!!!
- ضحايا الدويقة... من يشوه صورة مصر؟
- الاحزاب السياسية في العراق وعقدة الزعامة التاريخية
- فرقة مقامات... حين تخترق الموسيقى جدران العزلة
- في مدينتنا حوزة
- هل العراق دولة إسلامية أم علمانية..؟
- طالباني وباراك و الاشتراكية الدولية
- عن الأسود والحملان في عراق جلال الدين الصغير


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شاكر الناصري - خديعة أوباما