أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - أفعال غير معتادة














المزيد.....

أفعال غير معتادة


كواكب الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 09:26
المحور: الادب والفن
    




لا أعرف كنا نحسّ بوخزٍ في أجسادنا يؤدّي إلى تمللّنا في مقاعِدنا الدراسيّة في آخر الدّقائق من الدرس الاخير وما نسمع صوت الجرس والكلمة السحريّة (للبيت) حتّى تنفتح لنا آفاق من البهجة وإحساس يساورنا كأنّنا طيور تحلّق عالياً وعبير الحريّة يملأ خياشيمنا،،
لا أدري أهو نظام التلقين الممل؟
او التحلّل من المسؤوليّة بالرغم من قصر الدوام وشوْقنا لطهو أمهاتنا؟
كنت احبّ التسكع العبثي بعد الدوام بالرغم من الركل في أمعائي ،، استرعى انتباهي متجر جديد ذو بضاعة متواضعة وصاحبته ذات الملابس السّوداء والوجه شديد البياض.كنت فى المرحلة الابتدائية المنتهية وضعت القطعة النقدية بيدها سألتني عن مبتغاي ........
- أي شيء,
وعيني مُسمّرةً على الحائط المقابل وعيوني مأخوذة بذلك الشيء المعلّق عليه
رسمان على ورق بسيط واحدٌ لامرأة ترضع طفلاً وقد أغدقت عينيها بكل حبّ العالم عليه والأخرى لمزهريّة بديعة التكوين. دلفَ المتجر شابّ بنفس ملامح المرأة ،خمّنت أنّه ابنها لمح ذهولي سألني عن اسمى أجبته,
ابتسم !
 أأنت شقيقة فلان ؟!
 نعم
اتّسعت ابتسامته أكثر مع ملامح للتيّقن مِنْ شيء ما.
بادر إلى نزع اللوحتين وأعطاهما لي
 هل تحبين الرسم ؟
 جدّاً جدّاً
 خذيها للبيت وقلّديهما وسلّميلي على فلان .
كدت أُصاب بلوْثة اللوحتين وهما بيدي كأنّني ملكة لهذا العالم ،
تناول القطعة النقدية من والدته وأرجعها لي مع لوح من الحلوى مجاناً .رجعت للبيت كأن صكّ الغفران بيدي ممسكة بتلابيبَهما كأني إدخرت حاجة لعمري القادم , أتيت على طعامي,
التهمته بلا أُباليّة
أديت واجبي بسرعة الريح
رفست حقيبتي بعيداّ كأنها داء أتوّقاه
وسط ذهول من رأني على أفعالي غير المُعتادة .
دلفت إلى الغرفة ذات المكتبة السوداء التي يستقبل بها إخوتي أصدقاءهم, انتشلتُ ورقتين من وسط الدفتر الذي أكرهُ مادّته وكأنّي أروم الانتقام,
قلّدتُ تقليداً أعمى وذيّلت بتوقيع لخطوط فوق اسمي بفخامة وعلّقتها قاصدة أن يراها الزائرون
كم كنت اقلّد رسم أغلفة كتب وكلّما كان اسم الكاتب غريباً أغالي بتقليده
ها هو " سي تي إليوت " أشبعه تنميقاً
ها هو الاسم الذي أثار فضولي أهو عربيّ أم أجنبيّ "سركون بولص".
كبرنا وعرفت القدّيس سركون ابن بلدي واشعاره وعرفت معانته في المنفى
وعرفت غيره وما أكثرهم. كان والدي رحمه الله يأتي محمّلاً يوميّاً بكيس الفاكهة بيد واليد الأُخرى مطبوعات لا تُعدّ ولا تُحصى صرت أسيرة للمكتبة ما أن تأتي العطلة حتى أنكبّ عليها كأنّي حشرة الأرضة أقتات على ما فيها. صارت مكتبتنا مصدر استعارة للجميع أمس وأنا أتصفّحْ الشبكة العنكبوتيّة رأيته, ذُهلت
صحيح أنّ العالَمَ أصبح قرية صغيرة, إنه صاحب الورقتان أصبح يشبه الرّاهب الروسيّ "راسبوتين" بعد أن أطلق لحيته لكن هذا يميل وجهه للامتلاء مع تحقيق طويل عن حياته ومعارضه من أوروبا للدول العربيّة أقام بها الدنيا وأقعدها أي أنها تبزّ عن موهبةٍ وإبداع عالييْن تبزّ الفنّانين العالميّين وتفوقهم أحسست بالتزحلق من سلّم عالي إلى الأرض, هذه اللوحات التي أراها لمبدعٍ من مُبدعين تشتّتوا في بقاع الأرض, الوطن أحوَجُ بهم. دعوْتُ الله دعاء خالصاً أن يتعافى بلدي ليلمّ أبناءه إليه وتعود كلّ قامة عملاقة لترفع أركان الوطن عالياً تُباهي النّجوم ..

الإمارات العربيّة المُتّحدة
14-12-2009





#كواكب_الساعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعني..
- الوقت مبكرا للتراجع
- أنسج لك مايقيك من الردى
- قصائد
- متحسسة صوره عبر بوكا


المزيد.....




- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - أفعال غير معتادة