أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - متحسسة صوره عبر بوكا














المزيد.....

متحسسة صوره عبر بوكا


كواكب الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 10:40
المحور: الادب والفن
    


جميل ان يطوى الزمن
الحرب وكل انواع المجازر
(والت ويتمان)
بعد ان سرق القمر ضوء الشمس
والقاها فى العُتمة
وقعت السماء بأسر الغيم
ألبسها عبائته السوداء
هطل المطر
كان مُفرطاً بالكرم
سقى نوافذ الحافلة
المُيمّمة من البصرة الى بغداد
هتفنا نحن الركاب
أتى الشتاء مسرعاً هذه المرة
متوعّداً بالمزيد
قطراته رشقت لوح الزجاج برشاقة
وبرتمٍ موسيقيٍّ أخّاذ
كأنهن حبات لؤ لؤٍ
انزلقت واحدة
ولحقتها الاخرى
لاثمة صفحة الزجاج
معانقة الارض عناق أبديّ
والأرض ترتجف
كأنّ ضربة فأس باغتتها
رسم المطر غمامة على اللوح
حَجبت عنّا الرؤيا
كان جالسا قربَ الباب
انسابَ من تحته
خيط من البرد
لسعني بشدّة
ضممت كل أطرافي لبعضها
ناشداً الدفء
كأنيّ الأميبا
زادت الرؤى ضبابيّة
بالكاد تبيّنت شبح امراة
ترسم بخطواتها
حلقات في برك الماء المتلاصقة
تتحاشى البلل
الذي يجلس بجانبي
اخذ يتململ من طول الطريق أراد محاورتى
ولكني اغتلت محاولاته بالصمت
ها هي الصور تتداعى أمامي
بملامحها المشوشة
لمّا قادونا الى الحرب مُكرَهين
ختموا على جوازات سفرنا
الأسرْ
الشهادة
كانت لنا حيواتٌ
سرقوها
كان الخوف ينام معنا في المواضع
ويغتالُ أمانينا
ليالينا حُبلى بالتوجّس
نقتلُ السأم المُدجّج بالترقب
بالضحكات الباهتة
ولمّا نعود لأهلنا
كان أزيز الطائرات
وأصوات صافرات الإنذار
يقاسمنا المهاجع
وأشلاء الأحبّة
تشاركنا فراش الزوجية
نشدنا الخلاص منها
ولكنها أعلنت العصيان
حتى دروب الاولياء
ملّت نشيج أُمهاتنا
نعتوني بالبوهيميّ لأنني وبداخل خندقي
اخفيت كُتُبي
وصُوَرميريل ستريب
آه ميريل كم احببتك
أنت النساء جميعاً
حفظت أفلامك عن ظهر قلب
ولمّا يصبح الموضع بركة ماء
أخفي صورها
بينَ ملابسي العسكرية
مثيراً ضحكهم
أيها العاشق المعتوه
لفظتنا الحافلة "لكراج النهضة"
سوف نجرب كل انواع العبث والجنون
إنها الإجازة !
صاح سامي
ومن بعيد لمحناه
رجلاً بدائيّ الهندام
أو أحد شعراء الصعلكة
كانت أمامه عُدّة من الشايْ
للارتزاق
جلسنا وأقداح الشاي تتراقص بيننا
لسعني أنا حصراً بنظرة لا أنساها
ستنجو منها
ولكن ينتظرك الأدهى
انتهت الحرب
وخرجنا منها مكلّلين بالعقد النفسية
ونسيت نبوءة الرجل
وتذكرتها هنا فى سجن بوكا
متعفّن كأنني جرذ
استجوبوني
نخروا عظامى
فتحوا غطاء جمجمتي
ليقرؤا أفكاري
فلم تنضح مساماتي أي تهمة
كم سألتهم عن جرمي
ولكنهم تآمروا عليَّ بالصمت
ليلة أمس أرسلوني لغرفة التحقيق
نفسه ذو الجثة الضخمة
ابتسم بمكر
Sorry
كنت الرجل الخطأ
اعطوه أمتعته واطلقوا سراحه "صاح بهم"
سنة ونيّف وأنا الخطأ الذي لم يصحّح
أنا الذي خضت غمارها مرتين
مرتهناً كل سنين شبابي
رجعت لجحري هاذياً

(لمّا انتهينا إلى السجن الذي ما انتهى
خبّرت أهلي وقلت المنتهى ما انتهى
يا واصل الأهل خبّرهم وقل ما انتهى؟
اليوم بُتنا هنا والصبح في بغداد)

ها أنا في حافلة المطر
والمتململ بجانبي
راجعاً إلى بغداد
متحسّساً صورها
هامساً
أكرهك ميرل
أكرهك فرانك سيناترا
أكرهك امر...

الإمارات21/11/2009



#كواكب_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - متحسسة صوره عبر بوكا