فيلم كرتون

عمر عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 20:17
المحور: الادب والفن
    

زمان و أنا صغير
كنت بشوف العالم كله صور كرتون
ناطقة محبة كل شرورها بّره الكون
عالم ساكنه الخير و الحب دافي بجد
كنت بحس حيطان و كراسي البيت من لحم و دم
كنت بشوف العالم بيت ... حيطانه الأب و ناسه الأم

كنت بشوف الناس شبعانة و مفيش جوع
حب يشبع ضل يرضع صلاة في خشوع
كنت بشوف الناس بتشع دفا بقلوبها
ناس بتحس في حضن الثاني بيجي حسابها


و أنا
أنا كان أخري و كل مطالبي حب الناس
اللي بشوفهم في أحلامهم و في أوجاعهم فتافيت ماس
حتى الناس الناس التانية كنت شايف ليهم ميت عذر
أصل يا دنيا حتى الشوك بيطلع في الآخر من بذر

زمان و أنا صغير
كنت بشوف الصبار تزرعه يطرح فرحة
شوكه كان مغطي عروسة بأجمل طرحة
كنت بحس الكره في عيشتي طريق مهجور
خطوة قلبي أنا و أصحابي تملاه نور

حضن الشارع كان بيسعنا الساكنين من تحت لفوق
اللي في بقه طعم البيتزا و اللي ما يحلم حتى يدوق

و نبتدي نكبر
يجرح عمرنا عيونا يسرسب في قلوبنا الغل
نشوف الفرق ما بينا و ينكشف اللي عنده سر

و تفترق الطرق بينا دروب و حواري و مسالك
و نتفرق و نتقسّم ما بين ناجي و بين هالك
و نبتدي نلمس القسمة ما بين شمس و نصيب حالك
و مين فينا بيتكعبل و مين اللي في الحياه سالك

و نكبر أكتر
تجرجر فينا أيامنا و نكتشف ان مالناش بيت
نشوف الدنيا خرسانة تبوّر في قلوبنا الغيط
تضخ الضعف في وريدنا و تملا قلوبنا بالتجاعيد
تكسر حلم عاش فينا و تسقينا العطش جرعات
و تملا الوحدة و الغربة حياتنا بزحمة الخيالات
و ينزوي الفرح فينا و يصبح العزا احتفالات
نحس بوحدة في الزحمة و ان اجمل غنانا سكات

و فجأة
نبص نلاقي أطفالنا بتمرح ويا حلم قديم
و كل اللي اتزرع فينا بيطرح في سماهم غيم
و نلمح في عيونهم ضي يعيد الماضي و الحكايات

و تجري الدنيا و نشوفهم بداية جديدة لحلم قديم
لفيلم اتشال من السينمات

#عمر_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل