أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله العقيل - صوت العريش تحت غناء رق الحبيب














المزيد.....

صوت العريش تحت غناء رق الحبيب


عبدالله العقيل

الحوار المتمدن-العدد: 867 - 2004 / 6 / 17 - 04:56
المحور: الادب والفن
    


(إلى عبدالرحمن المُلا .. دوماً.)

أرضٌ تستغيث، وقدمٌ تَشقَّقَ قلبُ صاحبها من مواعيد متعبة.
لم ينمْ, ضيقُ المكان, واتساع ذاكرته الطرية, تتكئ على خاصرة الغناء, تحت نافذةٍ تطل على بحرٍ موغل في الشرق، موجه يطاردُ غيمة, لا يعرف من أي "نجدٍ" هربت إليه!
"رق الحبيب وواعدني "
يبعثرُ شيطان اللحن وجع الجسد، يعبثُ بكل تفاصيله ولا يرحم، يأتي صوت الناي كلون الماء على طرفِ عشبٍ منزوٍٍ، نديٍ ومغرٍ, تتلمس أطراف الجسد صوت الموسيقى, وعذوبة (الله) حينما يترفق, وينزل إلى حديقته الخلفية!
رقّ "العريش"...
رقّ الهوى.. رقّ الغناء...
لحنٌ يُباغِتُ, يمعِنُ في الطعنِ، يقسو, ويماطل...
تعبث الأنامل بالوترِ والروح معاً .
"وكان له مدة غائب عني"
يدغدغ صوت القانون بخفةٍ أوتار الكمان, ويرتقيان سويا إلى سماءٍ لا حدَّ لها, ويومض اللحن البهي, كراحٍ صب عليه برق خفيف, تلهبُ الموسيقى جسد العاشق, كما وقع قبلة خاطفة،
تزيده وثبة في الشوق، وتخفِّفُ من اتكاء رأسه المُثقل على طرفِ حزنٍ بعيد.
"صعب علي أنام ..... أحسن أشوف في المنام
غير اللي يتمناه قلبي
سهرت أستناه ..... واسمع كلامي معاه
وأشوف خياله قاعد جنبي "
تمتزج الكلمات, وتتحدُ متصارعة مع اللحنِ، لتخلق حالة من غيابٍ خفي, تزيدُ من ارتخاء الجسد...
تتشكل القصيدة على شكل امرأة طازجة, تتأوه من بلل التفاصيل وحرارة الترقب.
ينهض الجسد من حلمه, ويبدأ بنفضِ ما علَقَ بقصيدتهِ من رائحةِ غناءٍ شهيٍ، ينتفض "العريش" رهبةً، ويبدأ العاشق بمغازلة أطرافها، يدعوها للنهوض، ويبدأن الرقص.
"من كثر شوقي سبقت عمري ..... وشفت بكره والوقت بدري
وإيه يفيد الزمن مع اللي عاش في الخيال
واللي في قلبه سكن، أنعم عليه بالوصال".
تتمايل (القصيدة/المرأة) تزيدُ في مددٍ رحيب، وتأخذُ أصابع العاشق في التحسُّسِ، يقبِضُ براحتيه على حوضها، وتتأوه مغمضة عينيها.
تدور بكفيها على خديه وتسحبه نحو الصوت...
لجة عود، ولذة ألم، اتساع تفاصيل في دفء خيال مُرهَق.. تجتمع, لتحفز وتحرض معاً، ويعرف العاشق, حينها, أن تلك هي ساعة غوصه واكتشافه!
"وفضِلت أفكر في معادي, وأحسب لقربه ألف حساب
وكان كلامي مع أصحابي عن المحبة والأحباب
من فرحتي بدي أتكلم أقول حبيبي مواعدني
لكن أخاف لا يكون بينهم مظلوم في حبه يحسدني"
تتحد الأصوات جميعاً و تتداخل كلون جديلة مُترعة بالماء، يغمض عينيه ويقبيلها.
خجل وإغراء،
دفء وبوح,
تخرج رائحة اللحن من بين ثدييها، ساخنة ورطبة، يقبض عليها بشفتيه ويهمس بلغةٍ لا يعرفها!
يزداد الكمان في بحته, ويناجي وتر العود الخامس, حين يشعر بارتخائه ووحدته.
يفيق العاشق من غفوته الأخيرة على حرارة نفس القصيدة, لاهثاً وسريعاً, يدعوه إلى التحام نهائي!
يرفع يديه قليلاً, وتتشابك أصابع يديه خلف ظهرها، ترتخي شِفتّها السفلى, وتحضنه بقسوة.
"هجرت كل خليل لي ...... وفضلت عايش مع روحي"
يأخذ الصوت شكل صلاةٍ عتيقةٍ، وتحترق أنامل عازف الجنون, إثر حرارة الالتصاق،
ويضرب بقسوةٍ على أوتاره, محرضاً على بوحٍ أخير.

الرياض

*لحن الأستاذ محمد القصبجي
غناء السيدة أم كلثوم



#عبدالله_العقيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسع لعنات لمرأة مستحيلة- 1
- حلم خفيف
- تفاصيل امرأة
- حلم يتدحرج
- الإرهاب الجديد في الفلوجة
- أحلام مؤصدة
- حجر
- الشارع
- حصة


المزيد.....




- الإعلان عن الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ...
- تتويج الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...
- -تاريخ العطش- لزهير أبو شايب.. عزلة الكائن والظمأ الكوني
- 66 فنا وحرفة تتنافس على قوائم التراث الثقافي باليونسكو
- فنان من غزة يوثق معاناة النازحين بريشته داخل الخيام
- إلغاء حفلات مالك جندلي في ذكرى الثورة السورية: تساؤلات حول د ...
- أصوات من غزة.. يوميات الحرب وتجارب النار بأقلام كتابها
- ناج من الإبادة.. فنان فلسطيني يحكي بلوحاته مكابدة الألم في غ ...


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله العقيل - صوت العريش تحت غناء رق الحبيب