أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله العقيل - الإرهاب الجديد في الفلوجة














المزيد.....

الإرهاب الجديد في الفلوجة


عبدالله العقيل

الحوار المتمدن-العدد: 844 - 2004 / 5 / 25 - 03:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.... (ينتابني غالبا, شعور حاد وقوي, وهو أن الدِينِ بشكله الحالي يشبه سوق كبير) سوبر ماركت), تجد به كل ما تشاء, وكل ما يناسبك, ويشبع رغباتك. مثلا, لو أنت في حالة غرام طارئ مع امرأة جميلة, يمكنك الذهاب لهذا السوق وتشتري لها وردة يانعة, أو علبة شوكولا لذيذة , تجعلك أمام هذه المرأة "جنتل مان" صاحب ذوق رفيع, وحس رقيق مرهف!
بالمقابل, لو كنت في حالة عداء تافه, مع شخص معين, يمكن لك أيضاً, أن تذهب لهذا السوق , لتشتري عصى ضخمة(عجرا) أو حتى سكين حادة, حيث تستطيع بإحداهما أن تقضي على هذا الشخص في لحظة خاطفة...
هذا السوق الكبير, يمكنك أن تجد به قهوة طازجة قد ترتقي بصباحك, وبه أيضا سم فيران, يقضي خلال دقائق معدودة على أضخم جثة!
كل شيء قد يخطر على بالك ستجده في هذا السوق.
حين يدلفه الطفل الغرير, تجده سريعاً ينقاد لا شعوريا لمكان تواجد الألعاب و الحلويات, وفجأة تجده قد ملأ جيوبه بما قد يصيبه بإسهال حاد, ويصيب جيبك بعسر الهضم.
يدخل الحمقاء هذا السوق, وتجدهم يتلصصون بعيون غائرة, ويحومون حول الأدوات الحادة والأحماض القاتلة...
ك الحق أن تختار ما تشاء من هذا السوق!
ولك الحق أيضاً, أن تنتقي من ما تدحرج من ألف وأربعمائة سنة من هذه البضائع, لتأكله و تطبطب بعدها على بطنك!)

تذكرت هذا المقطع من مقالة طويلة نشرتها قبل أشهر قليلة في إحدى مواقع الأنترنت, وأنا أرى تلك الصورة الفضيحة التي أوردتها وكالة الأنباء الفرنسية ونشرتها جريدة الحياة في صفحتها الأولى, لهذا اليوم الأثنين 24 مايو 2004 العدد 15032
وكان (المانشيت) الكبير تحت الصورة يقول بالحرف الواحد "مجاهدو الفلوجة يطبقون الشريعة: جلد تجار خمور وأشرطة خليعة" .
تلك الصورة المحزنة والمؤلمة في نفس الوقت, كانت عبارة عن مجموعة الرجال داخل صندوق سيارة (بيك أب) وهم ملثمون و يحملون معهم قذائف أر بي جي, و يتوسط هؤلاء الرجال بعض الأشخاص المقبوض عليهم بتهمة التجارة بالخمور, وظهروا في الصورة نصف عراة مقيدون, وقد بدا على ظهورهم علامات الجلد القاسية, وبعض آثار للدماء!

المحزن في الموضوع أن من شهد على واقعة الجلد المخزية هم بعض رجال الشرطة العراقيين.. للأسف!
يعني أن هذه الجريمة النكراء بحق الإنسان والإنسانية, تمت على مسمع ومرأى من رجال الشرطة, وقد ورد في خبر الجريدة أن هناك يافطة كبيرة علقت على جدار مقر الشرطة العراقية في الفلوجة, كُتِب عليها
" منهج محمد طريق العراق للنهوض من جديد" !!
أي طريق يريده هؤلاء الوحوش أن يسلكه العراق كي ينهض؟
هل هو طريق نميري السودان ومن بعده الترابي حينما انتهكا حقوق الإنسان بشراسة لا نظير لها, بتطبيقهما الشريعة الإسلامية؟
هل يظنون أن العراق سينهض من جديد, حين يُجلد الناس في الشوارع, وتقطع الأيادي, وترجم النساء؟
أي دين ينادي ويطالب به هؤلاء الإرهابيين البؤساء, وهو القضاة والجلادون في نفس الوقت ؟
إن ما يحدث في "الفلوجة" من تعدي وانتهاك فاضح لحقوق الإنسان قد يمتد سريعاًً لأماكن أخرى من العراق, حينها لا يمكن السيطرة عليه, وسنرى العراق-الذي نحبه- كاملاً قد تحول إلى دولة دينية بائسة ورجعية, يتحكم بها مجموعة من الجهلة والمجرمين...
عليه, يجب على كل الشرفاء, الوقوف ضد هذه الممارسات الوحشية غير الإنسانية, والتنديد بها والاحتجاج عليها .

الرياض
24 مايو 2004



#عبدالله_العقيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام مؤصدة
- حجر
- الشارع
- حصة


المزيد.....




- صحيفة روسية: باريس وواشنطن تخوضان صراعا في الفاتيكان
- تنزيل أحدث تردد قناة طيور الجنة 2025 DOWNLOAD TOYOUR EL-JAN ...
- ’إيهود باراك’ يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى والكيان من ’ ...
- ما قصة الحرس السويسري ذي الملابس الغريبة؟ وكيف وصل إلى الفات ...
- اغتيال بن لادن وحرب النجوم أبرز محطات أسبوع مايو الأول
- بعدما نشر صورته بزي بابا الفاتيكان.. هكذا جاءات الانتقادات ل ...
- حقوق الاسير بين القيم الاسلامية والمنظومة الغربية
- خامنئي: لو توحد المسلمون لما ضاعت فلسطين ونزفَت غزة
- لوموند تحذر من المعايير المزدوجة حول الإسلام بفرنسا
- استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر الأقمار الصناعي لتسلي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله العقيل - الإرهاب الجديد في الفلوجة