سقوط جامعة البصرة في الحضيض ..!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 22:00
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير جاسم المطير 1699
كانت جامعة البصرة تسكن قلبي من زمان بعيد بل من زمان تأسيسها الأول في الستينات إذ سمعت ذلك بأخبار الراديو حين كنت سجينا في نقرة السلمان فغمرتني سعادة لا توصف . فقد دخل أغوار هذه الجامعة كثير من التدريسيين من أصدقائي وكثير من طلابها كانوا أصدقائي . بقيت ُ أتابع أخبارها ، يوما بيوم ، أتودد إلى الله الحي القيوم أن يمنحها القدرة لتكون جامعة متأججة بالعلم والعمل ، لكن يبدو أن الله لا يحبني إذ لم يستجب لدعائي حين هدى الدكتور صالح القرناوي رئيس الجامعة الجديد بتوجيه الرجاء والدعوة إلى سماحة آية الله الكبرى الشيخ احمد السليطي نائب رئيس مجلس محافظة البصرة للتفضل بزيارة الجامعة وإلقاء ( محاضرة ) . نعم ( محاضرة ) على أساتذتها وطلابها لما يحمله هذا ( العالم الجليل ) من ( غزارة ) في العلوم التطبيقية كلها ، ابتداء من فيروس الالتهاب الكبدي الناتج عن تناول ( الجعة ) منذ الثورة الصناعية في أوربا الغربية وانتهاء بفيروس أنفلونزا الخنازير الناتجة عن بكتريا المفاعلات الحيوية المسئولة عن منشطات ( غاز الويسكي السام ) في جسم الإنسان في عصر الاوتوماتيكية والتقانة الطائفية الراقية . لذلك فقد صار الشيخ احمد السليطي بمنصب ( القائد الضرورة ) في البصرة حتى ( النخاع ) من اجل منع تداول وتناول جميع أنواع المشروبات الكحولية بما فيها الكحوليات المخفضة لنسبة الكولسترول في الدم . كما أن فخامته دعا المسلمين في دولة ( قمعستان ) في البصرة بكافة مدنها إلى التوقف عن شرب القهوة لأنها تحتوي على مادة الكافايين ..!
غير أن معالي الشيخ السليطي استنبط ( ضرورات قيادية ) أخرى عند زيارته الميمونة إلى جامعة البصرة التي صارت غبراء بوجوده المكثف مع الأكاديميين والطلبة والحديث في قاعة المركز الثقافي بالجامعة عن (عيد الغدير ) وهو التعبير عن يوم من أيام الفاعلية التاريخية في الجمع بين النص والشورى المؤدي إلى ( وحدة المسلمين ) في هذا العصر الذي يمر بمحافظة البصرة حيث غالبية أعضاء حكومتها المحلية لا يعرفون حتى الآن أن البطاطس تمتص الكثير من الزيت أثناء ( قليها ) كما أنهم جميعا صفقوا للشيخ الضرورة بعد عودته من زيارة الجامعة مؤكدا انه اثبت لعلماء جامعة البصرة فقهيا وإسلاميا أن مرض الربو له علاقة مباشرة بالمثانة والبول ..!
يا ربي .. يا رب العالمين : إن كل مختبرات العالم تجري تجاربها الطبية على ( الفئران ) وتجري تجاربها الزراعية على أصناف متنوعة من ( الجرذان ) فلماذا جعلتَ حكومة البصرة تستخدم صفاتها الوراثية المتخلفة على الناس البصريين الفقراء والمعدمين حيث ( القائد الضرورة ) الشيخ احمد السليطي صار يتحكم ليس فقط بمجلس المحافظة وليس فقط بمشاريع بلدية أبي الخصيب وليس بالجينات المسئولة عن نمو آبار النفط بصحراء الزبير بل فوق هذا كله صار يتحكم بجامعة البصرة كي يلعب ( شاطي باطي ) بالميتوكوندريا الوراثية في مختبراتها وتعيينات موظفيها وترقيتهم ونجاح أو رسوب طلابها ..!
الذنب ليس ذنب الشيخ السليطي بل ذنب الدكتور القرناوي إذ كيف يفتح أبواب الجامعة أمام جينوم وجينات التخلف الموجودة في خلايا بعض الزائرين الذين لا يعرفون ان البغال لا تعيش في كوريا الجنوبية ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام :
• رباه .. يا رباه .. متى ينتهي زمان القحط والديدان ..ففي مجالس المحافظات ينتعش الفساد وفي الجامعات ينتعش الجهل ..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 9 – 12 – 2009

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل