جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 19:04
المحور:
كتابات ساخرة
مسامير جاسم المطير 1690
بعد انتهاء جلسة البرلمان العراقي يوم أمس 24 – 11 – 2009 خلعتً ملابسي للاستحمام بماء فاتر . كان وجه الحمام دافئا ، لكن الحرارة المتراكمة في قلبي عن الزبد الذي اختفى في مناقشات مجلس النواب بشأن قانون الانتخابات الجديد . نعم كنت في حالة من تصور التيس محدقا الى قبة البرلمان لا يريد أن يجد من وراءها أي ضياء ..!
ليسمح لي القارئ العزيز الذي قد لا يعرف معنى كلمة ( تيس ) لأقول له انه ذكر الماعز لكن الكثير من الكتاب والأدباء في قديم الزمان وفي حاضره أطلقوا هذه الكلمة العربية الفصحى على كل إنسان غبي في السياسة والتجارة وغيرهما حتى صارت الآداب العربية والعالمية مليئة بقصص كثيرة وبلعنات كثيرة عن التياسة والتيوس ولا اشك أنكم جميعا تتذكرون التيس الكبير الذي اسمه ( شايلوك ) اليهودي في مسرحية ( تاجر البندقية ) لوليم شكسبير .
في العراق الجديد مثل القديم ، هناك الكثير من التيوس تتراخى متسلطة مع الوضع الديمقراطي الجديد خاصة أننا نلاحظ أن البرلمان العراقي قد ( تاس ) خلال عمره 2005 ــ 2009 فاغلب قراراته ( تتايست ) إما بالتأجيل وإما برفض النصوص الديمقراطية الحقيقية في مضامينها .
في المناقشات الطويلة خلال 14 جلسة برلمانية 11 منها كانت (متيـّسة ) لمناقشات ما قبل يوم 8 – 11 وثلاثة اجتماعات لاحقة في أيام 22 و23 و24 نوفمبر ، كل تلك الاجتماعات ظهر فيها طبع ( التيوس ) على الأكثرية الذكورية والأنثوية من النواب فكلهم تاسوا وتعجرفوا وتعنجهوا واغتروا ..!
حين أقول لنفسي في بعض الأحيان أن الاحتلال الأميركي للعراق كان كالطاعون الأسود ولأنني كبير السن والتجربة فانا استوعب زمان الطاعون والاحتلال إذ ثمة يوم قريب ينتهي فيه الاحتلال الأميركي ويشفى الشعب العراقي من الطاعون مثلما انتهى الاحتلال البريطاني والفارسي والتركي وغيرها من احتلال التيوس السوداء لبلاد الرافدين .
غير أنني سرعان ما أصاب بالغثيان حين اشعر صعوبة الموقف التاريخي العراقي حيث التيوس يصولون ويجولون في أروقة البرلمان وفي الدعايات الانتخابية الطائفية في الشوارع والساحات وفي الجوامع والمساجد ، لذلك اسأل القراء الأعزاء : متى ينتهي إرهاب التيوس في شوارع بغداد ومتى تنتهي سيطرة ظلام التيوس على صباح البرلمان العراقي ..!
حين انتهيت من الاستحمام تأكدتُ أن الماء الهولندي الصافي لا يغسل دموعي حين اتذكر سيطرة التيوس على عراقنا بل هذا التذكر يمزق قلبي أكثر ..!
ــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام :
• كل تيس له عمر افتراضي في الزمن العراقي ثم ينتهي إلا التيس الطائفي يجب قطع ذيله ورأسه لأنه الأتيس في العالم المعاصر ..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 25 – 11 – 2009
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟