أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - فوائد سقوط النظام














المزيد.....

فوائد سقوط النظام


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2853 - 2009 / 12 / 9 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتقد الكثيرون أن إسقاط النظام ألصدامي لم يأت بفائدة للعراق والعراقيين ولم يكن غير تبديل وجوه وإقصاء دكتاتورية بغيضة وإعادة تشكيل دكتاتوريات متعددة تستند لتوجهات مذهبية وقومية تشكلت منها لحد الآن ثلاثة دكتاتوريات تقاسمت جهات العراق الأربع دون أن تترك مجالا لقوى أخرى لها وجودها في العراق ،واعني به التيار الديمقراطي الذي تشظى واقعيا ولم يعد يشكل أي معلم في التوجهات العراقية رغم أن الشعب العراقي بطبيعته علمانيا لا مكان فيه للتعصب الديني وكان في مقدمة الدول المتحضرة التي لم يكن للدين تأثيرا سياسيا فيها إلا في أخريات النظام البائد عندما هيأ الأجواء لنشوء قوى دينية وخلق نوعا من التعصب الطائفي بسبب ممارساته الخاطئة في منع الممارسات الدينية التي كانت لها توجهاتها الوطنية وسخرت لأهداف طائفية تنزع لتطبيق الشريعة الإسلامية بكل تفصيلاتها والتي لم تكن مطبقة في العراق حتى في العهود القريبة من الرسالة لطبيعة الشعب المنفتحة المتعطشة لكل ملذات الحياة،ولكن التعسف ألصدامي خلق بعض البؤر الدينية التي تنامت لتجرف الجميع لمساراتها رغم عدم وجود المبدئية الدينية الحقة لدى الكثير ممن تصدوا للدين زعماء وقادة وموجهين فهم في طبيعتهم بعيدين عن مبدئية الدين الحقيقي وساعين لما يساعدهم على تحقيق مآربهم الخاصة فوجدوا في التوجه الديني طريقا للجاه والمكانة الاجتماعية والربح المادي الذي حاكى الأساطير.
وبعد سقوط النظام شرع من هب ودب ليجد له مكانا في الفوضى الخلاقة التي غذاها الاحتلال الأمريكي فاتخذوا من الدين طريقا للتكسب والربح والهيمنة والارتقاء للسلطة وخصوصا أن الأحزاب الدينية الوافدة من الخارج لم يكن لها القاعدة التي تذكر في العراق فاستغلت الاندفاع ألمصلحي لهؤلاء في بناء قاعدتها الحزبية واتخذت من الشعائر الدينية طريقا لكسب الأكثرية الجاهلة التي تعتبر الشعائر لباب الدين وجوهره،أومن خلال دعمها بالمال ،ووجد هؤلاء في حاجة الأحزاب مفرا من البطالة فدخلوا في غمارها وعملوا فيها لأغراض مادية بحتة تسندهم سلطة هؤلاء وقدرتهم المالية وجماعاتهم المسلحة،أو هروبا من ماضيهم الموالي للنظام السابق لتوفير الخلاص لهم من الحساب بارتداء لبوس الحكم الجديد ليظهروا أنهم أكثر ملوكية من الملك.
أن الدخول الأمريكي أزاح الكثير من البراقع عن وجوه تسترت بالنضال والوطنية وبنت لها أمجاد نضالية مزعومة ظهر زيفها وبطلانها بعد السقوط وبانت على حقيقتها شوهاء عارية لا تمتلك أدنى معايير القبول،وظهر أن الكثير من الرموز الدينية والسياسية ما هي إلا بالونات فارغة مليئة بكل ما يناقض المبادئ الوطنية والحصانة المبدئية فكان انغمارهم المفضوح في عمليات السرقة والنهب ومحاولاتهم تركيز مواقعهم دافعا للانغمار أكثر في وهدت الفساد السياسي والأخلاقي،وارتباطاتهم المشبوهة بهذه الدولة أو تلك كعملاء مأجورين يجاهرون بعمالتهم من خلال سياستهم السائرة بطرق بعيدة عن الوطنية وشرف المبادئ ،وأزيحت الكثير من البراقع التي تخفي وجوههم الحقيقية التي لا تمتلك أي شيء من جماليات الحياة،وبالتالي فقد سقط هؤلاء اجتماعيا وسياسيا وعقائديا رغم أنهم تمكنوا من أثبات وجودهم الاجتماعي وتأثيرهم السياسي بطرق بعيدة عن الإقناع والإيمان وتستند على القوة وفرض الأمر الواقع وبذلك حقق الاحتلال الأمريكي هدفه الكبير في إسقاط الهالة الكبرى للدينين بإظهارهم على حقيقتهم الفجة وتهالكهم المريب على السرقة والقتل وانغمارهم في الفساد ،وهذا هو السقوط المدوي الذي تسعى إليه الدول الاستعمارية في تضييع الهوية الوطنية وإسقاط المؤثرات الدينية وتشويه الصور الحقيقية لمنطلقات الشعوب في نضالها الوطني بعد إظهار قياداتها بهذه الصورة المخجلة من الضياع والتشتت الخلقي والسياسي،مما يدفع الأكثرية لنفض أيديها من الثوابت الوطنية والدينية التي بان زيفها بسبب القادة إلا مبدئيين وأن رجل السياسة وزعيم الدين هم سواسية في الميكافيلية وان الجميع يفتقرون لأي مؤهل وطني أو دافع مبدئي ولا يختلفون عن غيرهم بنوازعهم الشخصية واندفاعهم لمنافعهم الشخصية ،وبذلك يمسخ الدين ومبادئه والوطن ومعالمه وتضييع المقاييس بين هذا الركام الهائل من الفاسدين،وهذا هو سر الاحتلال في ألإجهاز على الروح الوطنية،وتنمية الانعزالية واللامبالاة عن أي توجه له تأثيره المستقبلي على مصالح المستعمرين.
أن نهاية الإسلام السياسي لا تختلف عن النهايات الأخرى للحركات الوطنية والقومية التي كان لها تأثيرها على العمل السياسي عبر العقود الماضية وأن انهيار تلك المؤثرات سيمهد لظهور مؤثرات جديدة هادفة لتغيرات أخرى لا تخرج عن الأهداف الاستعمارية التي وجدت من أجلها تلك المؤثرات وبالتالي فأن أي بارقة جديدة لابد أن ينظر لها بالريبة والشك لأنها لا تخرج عن طبيعة من سبقها وهذه الغاية الكبرى لمن يهمهم بالدرجة الأساس إسباغ هيمنتهم وتحقيق طموحاتهم بالسيطرة والتحكم،والهيمنة على مقدرات الشعوب.





#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولكنه ضحك كالبكا
- آكلي لحوم النساء
- تريد أرنب أخذ أرنب تريد غزال أخذ أرنب
- كلمن يحوز النار لخبزته
- الرفوف العالية
- مرحى للهاشمي على موقفه المشرف إزاء قانون الانتخابات
- ما شفناهم من باكوا شفناهم من تعاركوا
- صوت الشعب
- عمي يا بو جاكوج
- قانون الانتخابات ..انقلاب على الدستور
- لماذا الإنفراد بالصحفي وارد بدر السالم
- المجتمع وراء البغاء
- لا صايره ولا دايرة
- الشامية وأنفلونزا الخنازير
- عتوي السلطان
- بأسم الشعب..مجلس قيادة الثورة
- حرمة الستيان
- حاميها حراميها
- صور من المعركة
- العرف العشائري فوق القانون


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - فوائد سقوط النظام