أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد علي محيي الدين - حاميها حراميها














المزيد.....

حاميها حراميها


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2817 - 2009 / 11 / 1 - 10:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



ليس بالأمر العجيب أو الغريب أن يكون لبعض أفراد الشرطة أو ضباطهم علاقات بكبار اللصوص أو قيامهم بتشكيل عصابات إجرامية ترتدي ملابس الشرطة وتقوم بالسطو على المحال والبيوت وانتقاء الأغنياء والميسورين ممن يتوسمون فيهم القدرة على الاحتفاظ بالملايين في بيوتهم أو محلاتهم،فقد كانت شرطة النظام السابق تمارس هذه الأعمال ولكن الفسحة الإعلامية لم تكن متوفرة لكشف مثل هذه الحالات وبالتالي ليس غريبا أذا قامت هذه الأجهزة في ظل الفوضى والانفلات بممارسة مهامها اللصوصية تحت خيمة القانون وبستار حكومي صرف ،دون أن تخشى حسابا لاعتمادها على جهات فاعلة تستطيع لملمة الأمور وتسويتها بحيث لا ينالهم عقاب أو يطلهم قانون.
ولو أقتصر الأمر على السرقات البسيطة لهان الأمر وقلنا هؤلاء هم شرطتنا الموروثة من عهود سحيقة وهذه أخلاقهم منذ عصر السلالات ولكن الأمر تعدى السرقة والسطو ليصاحبه القتل وتقديم العون للعناصر الإرهابية لممارسة جرائمها بحق المواطنين وتتحول الشرطة عن دورها في حفظ الأمن وحماية المواطن الى الإخلال به والمشاركة في فتل المواطن.
وهذا الأمر يمكن تجاوزه لو توفرت القوانين الحازمة والسلطة الوطنية القوية التي لا تقف مكتوفة الأيدي في محاسبة المجرمين بعيدا عن الحزبية الضيقة أو التكتل المريب ،فما يجري الآن هو تستر على المجرمين وحمايتهم من العقاب ،ودفعهم لارتكاب جرائم أكبر من جرائمهم السابقة،وقد كشفت التحقيقات ووسائل الأعلام تورط القوى الأمنية في الكثير من حوادث العنف والسرقات الكبيرة دون أن نجد عقابا شافيا كافيا رادعا لهؤلاء للحماية المتوفرة لهم في مراكز القرار مما جعل العنف والأجرام يتفاقم ليصل الى مديات لم يسبق لها مثيل.
وفي الكثير من المدن العراقية بما فيها العاصمة بغداد ظهرت خروقات كبيرة في هذا المجال دون أن تصاحبها معالجة شافية أو حل لتلافيها مستقبلا فلا زالت القوى الأمنية باعتراف كبار قادة الداخلية والدفاع تضم في صفوفها المجرمين والمعوقين والأميين بل أن بعضهم يتنسمون مراكز كبيرة في الأجهزة الأمنية ولا يمتلكون أي مؤهل علمي أو تخصصي في هذا المجال مما جعل الوضع الأمني يتردى أكثر لجهل هؤلاء بأصول العمل الأمني وأولياته والأسس التي يقوم عليها،في الوقت الذي أهمل رجال متمرسون في عملهم واختصاصهم المهني لأسباب لا علاقة لها بالمهنية ولحسابات حزبية وفئوية ضيقة.
فقد "أثار اعتقال ضابط يعمل في حماية المنشات النفطية في البصرة مع خمسة من عناصر الشرطة مسالة فتح ملفات دور العناصر الأمنية في حماية العصابات الإجرامية أو المساعدة في تكوينها من جديد بعد أن كثر الكلام الكثير حول هذا الأمر حيث انتشر الهلع بين الأهالي في أجزاء من البصرة بسبب تنامي نشاطات الجريمة المنظمة والسطو المسلح باستخدام ملابس وآليات الشرطة"فقد تعرض بعض الأحياء الى 7 عمليات سطو تمت من قبل أشخاص يرتدون الزي العسكري.،واستخدموا عمليات الدهم والتفتيش والمطاردة لتنفيذ جرائمهم تلك في الوقت الذي لا يستطيع المواطن مواجهتهم في تصور أنهم يمثلون القوى الحكومية للصلاحيات الكبيرة الممنوحة لهذه القوى في ظل القوانين السائدة في البلاد ،وكانت القوى الأمنية سابقا لا تداهم دارا إلا بصحبة مختار الحي لضمان سلامة الدهم إلا أن إهمال هذا الجانب بسبب قوانين الطوارئ مهد للمجرمين تنفيذ جرائمهم بسبب القانون الذي أهمل حقوق المواطن والقوانين العامة،وما يجري في البصرة من عمليات سرقة للمحال والبيوت تحت واجهات عسكرية يدعوا لاتخاذ أجراء حازم بحق المتورطين وإلزام القيادات الأمنية بإتباع المعايير القانونية في المداهمات باستصحاب المختار أو شاهدي التعريف من المنطقة كما هو الحال في القوانين المرعية في العراق قبل قوانين الطوارئ التي سنها النظام البائد والنظام الجديد وان احتواء القوى الأمنية على عناصر إجرامية زجت فيها بفعل الفوضى السائدة بعد سقوط النظام وتدخل القوى السياسية الفاعلية في عمليات التعيين بفرضها عناصر جاهلة وغير نزيهة بسبب تبعيتها أو تأييدها لها فأصبحت هذه المجاميع دولة في الدولة وتشكيلة لا تخضع للقوانين بقدر خضوعها لقادتها السياسيين،وقد أعلنت الوزارة أنها قامت بتطهير مؤسساتها من هؤلاء وأعطت أرقاما مخيفة تجاوزت أل(100)ألف عنصر ولا زالت هذه المؤسسات تعج بمثل هؤلاء مما يستدعي أعادة النظر بقوام هذه الأجهزة والقيام بحملة وطنية لتطهيرها من المجرمين والأميين والمعوقين ممن فرضوا في ظروف صعبة مرت بها البلاد وإلا فستبقى الأوضاع الأمنية في تدهور ما لم يجري تطهيرها من هؤلاء.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور من المعركة
- العرف العشائري فوق القانون
- العراق الدامي
- طركاعة وطاحت بخلاطي
- فساد الاختيار وراء فساد مفوضية الانتخابات
- البعث كذبة كبرى
- فكوله الجنطة وهز ذيلة
- مكافحة الفساد بين الواقع والطموح
- حتى الفن تلبسوه عمامه
- تلك أذن قسمة ضيزى
- عوافي للشبع ماء صافي
- من يصدق جمع التبرعات
- ألف مبروك انتصرنا
- الى أين تمضي النقابات والجمعيات في العراق
- تزوير الشهادات ظاهرة جديدة في العراق
- مطالب الحزب الشيوعي هل تجد طريقها للقبول
- الضحك على الذقون
- مجلس محافظة نينوى نزعة جديدة للتمرد والانقلاب
- تقاسموها بيناتهم
- (همهمات صاخبة)


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد علي محيي الدين - حاميها حراميها