أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد علي محيي الدين - تلك أذن قسمة ضيزى














المزيد.....

تلك أذن قسمة ضيزى


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 14:29
المحور: المجتمع المدني
    


أصدر مجلس الوزراء العراقي قرارا أمر بموجبه منح الوزراء الحاليين والسابقين والمدراء العامين والمؤتلفة قلوبهم من المناضلين منحهم قطع أراضي سكنية حسب اختيارهم تتراوح بين 600-400 متر مربع وهذه المساحة الصغيرة لا تكلف شيئا أذا علمنا أن الأراضي التي سيختارها الآلاف من هؤلاء تزيد أسعارها على مليارات الدولارات بسبب ارتفاع أسعار الأراضي وخصوصا في المناطق المختارة من قلب العاصمة بغداد لأن هؤلاء السادة الإنجاب لا يختارون السكن في الثورة أو الشعلة أو الشعب فهذه المناطق لعامة الناس وهم خاصة الخاصة ولا يمكن لمن هم بدرجتهم ومكانتهم الاجتماعية السكن الى جانب الرعاع والغوغاء الذين ألهبوا الأرض نارا تحت أرجل المستبدين طيلة الحكم الوطني للعراق ،ولا ندري هل لهذا القرار خلفياته الأخرى بشمول الجميع ممن استلموا هذه المناصب قبل سقوط الصنم أو بعد ظهور الأصنام الجديدة وهل يشمل ذلك الوزراء والمدراء الإرهابيين الذين قتلوا العراقيين أو أسهموا في زعزعة الأمن أو الفاسدين منهم ممن ثبت جرمهم وغادروا العراق هاربين أو لا زالوا قابعين في السجون فأن حرمان هؤلاء يتعارض مع العدالة الاجتماعية التي نحاول بناء الدولة العراقية على أسسها.
ورغم أن هذا حق مشروع لجميع الملوك والسلاطين في العالم في أن تكون الأرض وما عليها لهم ومن أملاكهم المباحة بموجب القوانين والتشريعات التي يسنوها بأنفسهم وأن الأرض يرثها عبادي الصالحين وهؤلاء أصلحهم لأنهم المختارون من بين الملايين ليتولوا زعامة البلاد وحكم العباد،إلا أن هناك تساؤلات كثيرة تفرض نفسها ،هل أعطت الحكومة العراقية لشهداء العراق في عهده الحالي بعضا من الحقوق التي أعطتها لهؤلاء وهل هؤلاء أحق ممن قدموا أنفسهم فداء ليبقى الحكم قائما ليتمتع هؤلاء بالامتيازات ولماذا لا تسود العدالة الجميع ويقدم الفقراء على الأغنياء فهناك ملايين الأسر ممن لا يمتلكون سقفا يؤويهم ويرد عنهم البرد والحر بل أن الحكومة ذاتها هدمت آلاف الدور لهؤلاء الفقراء لأنهم تجاوزوا عليها في الوقت الذي تبيح لنفسها التجاوز على الأملاك العامة بمنحها لكبار رجال الدولة ممن يمتلكون العقارات والشركات والمؤسسات ويجنون ذهبا في بلاد المعجزات،وهل أن الإنسانية أو الدين تدفع مجلس الوزراء الموقر ليزيد الغني غنى والفقير فقرا أم أنها قسمة ضيزى كما قال الله في كتابه المجيد والذي يقرئه ولا يفقهه حكام العراق الجديد ،أليسوا هم أشياع علي وأنصاره ويدعون في كل يوم وفي كل ساعة يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوز فوزا عظيما فهل أنتم معهم أم عليهم أليس من الأحرى التأسي بأمامكم العظيم في زهده وورعه وتقواه وحسن سيرته في الرعية وتنقبون في التاريخ عما كان يملك وهو أمير المؤمنين ويحكم على ثلث العالم الموجود آنذاك وهو لا يملك دار يسكنها ورهن درعه وهو خليفة المسلمين ولقبه المنصفون أبي الفقراء ،فيما أنتم آباء وأجداد الأغنياء وتدعون أنكم من موالي آل البيت وأتباعهم أليس الأحرى بكم الاقتداء بهم والسير على هديهم أم أنكم تدعون ولائهم في الانتخابات وتخالفونهم بالامتيازات وأنكم وجدت فيهم الطريق المؤدي للغنى والأبهة والسيطرة على الشعب.
أن مثل هذه القرارات إلا معقولة خير دليل على عمق التوجهات الضارة بالشعب العراقي لأن الأراضي المراد توزيعها تقع في أماكن يمكن الاستفادة منها في الترفيه عن الشعب المسكين الذي يصح فيه المثل الشعبي (هذا جبر من .. بطن أمه للكبر)فشعبنا العراقي يا مجلس الوزراء الموقر لم يتمتع بشيء طيلة عقود عجاف من الهيمنة والشمولية وأنتم حفظكم الله تمتعتم في السابق وتتمتعون الآن ومعظمكم كان ينام في أحضان أسياده الدافئة متنعما بالمال والبنون والجوهر المكنون فيما كان العراقيون يصعب عليهم الحصول على لقمة الخبز وتساوى الجميع بالعوز والحرمان الا من سار بركاب النظام وهؤلاء قلة ،وقد زدتم الطين بله عندما حولتم الشعب الى طبقات طبقة متخمة ثرية وأخرى جائعة فقيرة،ومنحتم لأنفسكم امتيازات لا تليق بالمناضلين والثوريين الذين قارعوا العهد الدكتاتوري لإنقاذ الشعب كما يقولون فتحولوا بين ليلة وضحاها الى طلاب للسلطة والامتيازات التي فضحت أكذوبة النضال وكشفت حقيقة الأحوال.
لقد كان قرار مكتب رئيس الوزراء يصب في مصلحة طبقة محددة من العراقيين وتعدي على أراضي هي ملك لجميع العراقيين ومعظم من شملهم القرار يمتلكون أراضي وعقارات وشركات وفلل راقية خارج العراق في الوقت الذي لا يمتلك فقراء العراقيين سقفا يؤويهم،
وأستنكر هذا القرار المرجع الديني السيد السيستاني الذي يدعي الجميع الإقتداء به ويستندون إليه في خداع الجماهير وسيظهر للشعب مدى التزام الحكومة بالمراجع الشرعية التي يقدسها بسطاء العراقيين ويتجاوز عليها الحاكمين ومن جاءت بهم حكاما للعراق،كذلك أستنكر الأمر أعضاء في مجلس النواب وشخصيات وطنية كثيرة ،لأنه يزيد الفجوة بين العراقيين ويوسع من التمايز الطبقي بينهم إضافة الى أن هذه الأماكن لا يجوز لأي حكومة التلاعب بها لأنها مخصصة أصلا للمنافع العامة وتؤثر على تخطيط المدن الذي كلف ميزانية الدولة مئات الملايين من الدولارات دفعت لشركات عالمية لوضع التصاميم الأساسية للمدن العراقية.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوافي للشبع ماء صافي
- من يصدق جمع التبرعات
- ألف مبروك انتصرنا
- الى أين تمضي النقابات والجمعيات في العراق
- تزوير الشهادات ظاهرة جديدة في العراق
- مطالب الحزب الشيوعي هل تجد طريقها للقبول
- الضحك على الذقون
- مجلس محافظة نينوى نزعة جديدة للتمرد والانقلاب
- تقاسموها بيناتهم
- (همهمات صاخبة)
- أما آن لمعاناة المفصولين السياسيين أن تنتهي
- غياب النواب هل ورائه أسباب
- وفاء عبد الرزاق لغة جديدة في الشعر الشعبي
- الدائرة الواحدة ضمان لتمثيل العراقيين
- خان جغان
- قيم الرقاع من ديرة عفك
- طلاسم أبي ماضي وطلاسم حسين قاسم
- نداء الى الشيوعيين العراقيين
- وزير الثقافة الإيراني: إرسال بعض المنتجات الثقافية الإيرانية ...
- مع من يتحالف الشيوعيين


المزيد.....




- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد علي محيي الدين - تلك أذن قسمة ضيزى