أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد علي محيي الدين - صور من المعركة














المزيد.....

صور من المعركة


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 10:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



لا أدري لماذا عاد بي الخيال للماضي القريب وأنا أشاهد ما تنقله وسائل الأعلام من صور للمجازر التي تحدث في عراق اليوم،عندما كانت تتحفنا المحطة العراقية الوحيدة (تلفزيون العراق)بصور من المعركة خلال الحرب العراقية الإيرانية التي راح ضحيتها الملايين بين قتيل وأسير ومفقود وجريح ومعوق وأرامل وأيتام لا عد لهم ولا حصر ولكن ما يميز ذلك العهد البغيض أن القيادة الصدامية كانت تكرم أو تمنح أسر الشهداء مبالغ مالية ضخمة وقطع أراضي وسيارة خاصة وتسهيلات في مختلف مناحي الحياة مما يخفف عن تلك الأسر الخسائر المادية ويجنبها مئونة العوز والحاجة،حتى أصبحت الأسرة التي تقدم عددا من الشهداء من الأسر الغنية ذات المستوى العالي في توفير متطلبات الحياة ،ومن الحوادث التي تداولها العراقيون أن أحدهم سأل صاحبه وأبنه لم يدفن بعد (فلان أشلون سويت المعاملة) أي كيف حصلت على حقوق الشهيد ،ورغم أن ذلك منتهى الانحطاط أن يبيع العراقيون فلذات أكبادهم لقاء أموال تدفع من دول الخليج العربية عن الشهداء فقد قيل أن تلك الدول تدفع للحكومة العراقية أضعاف ما تدفعه الحكومة لأسر الضحايا مما يعني أن السلطة البعثية كانت تتاجر حتى بالإنسان العراقي وقد باعته في المزاد الخليجي بسعر بخس،ولكن كل تلك المصائب كانت تهون عندما تسعى قيادة الحزب والثورة!! الى منح أسرهم هذه المبالغ الطائلة حتى لا ينالهم العوز أو يحتاجون لأحد وزاد صدام في الطنبور نغمة عندما أعطى لزوجة الشهيد البطل الحق بالزواج دون الحاجة لموافقة ذويها بل منح من يتزوج زوجة الشهيد مبلغا ليس باليسير مما جعل الماجدات العراقيات يتمتعن بحياتهن بحرية ولا يؤثر عليهن فقدان (الزوج) المسكين الذي ذهب ضحية نزوات صداميه ومصالح خليجية ليس للعراق مصلحة فيها وأن كانت الحكومة تدافع عن حقها في البقاء، أقول أن هذه الصور تذكرني بعمق البلايا المنصبة على العراقيين من خلال نزوات حكامهم ودمويتهم فلا يوجد بلد كالعراق في خيراته وثرواته ولكنه عبر تاريخه الطويل لم يهيأ له حاكم وطني مخلص يفكر في إسعاد هذا الشعب والغريب أن العراقيين لفرط ما ألوت بهم الأيام أصبحوا لا يستطيبون الحكم أن لم يكن جائرا ولا يحترمون الحاكم أن لم يكن ظالما ولا يتمتعون بوفاء لحاكم مهما كان أخلاصه ووطنيته كما هو الحال في حكم الزعيم عبد الكريم قاسم فقد كان الحاكم الوحيد النزيه في تاريخ العراق منذ بدء الخليقة وحتى الآن ولكن العراقيين تخلوا عنه وتركوه طعما سائغا للبعثيين ومن وقف معهم من القوى الرجعية والدينية العميلة.
لقد دفع العراق ضرائب كبيرة من خيرة أبنائه وبناته بين قتيل وجريح وأسير ومفقود ومهجر في تلك السنين السود وكان يتوقع الفجر الواعد بعد الخلاص من صدام وزمرته الخائنة ولكن حساب الحقل ليس كحساب البيدر فقد هيمن على مقدرات البلاد أحزاب طائفية لم تفكر يوما في مصلحة الشعب أو تسعى لرقيه وازدهاره وشغلت نفسها بمصالحها الأنانية الضيقة وامتيازاتها وما تستطيع توفيره من خلال الطرق المشروعة وغير المشروعة و:
تناسوا أن شعبا في شقاء وعذاب
يجذب الحسرة والحسرة تحكي أين حقي
بل أن جرائم القتل والإبادة التي مارستها الجماعات المتطرفة من السلفيين والقاعدة وأزلام النظام البائد والجماعات المسلحة سببت الكثير من المآسي والويلات للعراقيين وجعلتهم يقارنون بين الماضي والحاضر فيجدون الاثنين كفرسي رهان فيما جرى من بلاء على العراقيين.
ومجلس النواب البطل يتحمل المسئولية الكاملة لأنه لم يكن بمستوى المسئولية بسبب تركيبته الطائفية-القومية وكان سببا في شيوع الفساد والنهب المنظم لثروات العراق من خلال سكوته عن الجرائم الكثيرة وتواطئه مع الكيانات التي قادت البلاد الى هذا الوضع البائس،ويحاول المجلس الآن لقرب الانتخابات تجميل صورته بأعين الناس لكسبهم من خلال مطالباته الخجولة باستجواب الوزير الفلاني والفلاني ودوافع الاستجواب لها أهداف سياسية وهي محاولات لإسقاط حكومة المالكي التي شكلت على أساس محاصصاتي وليس لرئيس الوزراء سيطرة على أي من وزرائه لأنهم يرتبطون بكتلهم مباشرة،والنواب الكرام لن يستطيعوا اللعب بعقول العراقيين فقد عرفوا اللعبة وبانت لهم الحقائق مما يجعل أمنياتنا المقبلة أن يعاقب الفاسدين والمتاجرين بأرواح العراقيين وأن يوجه لهم الصفعة التي يستحقونها بعد أن بان زيفهم وظهرت حقيقتهم .





#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرف العشائري فوق القانون
- العراق الدامي
- طركاعة وطاحت بخلاطي
- فساد الاختيار وراء فساد مفوضية الانتخابات
- البعث كذبة كبرى
- فكوله الجنطة وهز ذيلة
- مكافحة الفساد بين الواقع والطموح
- حتى الفن تلبسوه عمامه
- تلك أذن قسمة ضيزى
- عوافي للشبع ماء صافي
- من يصدق جمع التبرعات
- ألف مبروك انتصرنا
- الى أين تمضي النقابات والجمعيات في العراق
- تزوير الشهادات ظاهرة جديدة في العراق
- مطالب الحزب الشيوعي هل تجد طريقها للقبول
- الضحك على الذقون
- مجلس محافظة نينوى نزعة جديدة للتمرد والانقلاب
- تقاسموها بيناتهم
- (همهمات صاخبة)
- أما آن لمعاناة المفصولين السياسيين أن تنتهي


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد علي محيي الدين - صور من المعركة