أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روناك خان أحمد - لكم عراقكم وهنيئاً لنا عراقنا !!!














المزيد.....

لكم عراقكم وهنيئاً لنا عراقنا !!!


روناك خان أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 15:02
المحور: الادب والفن
    


ما أشبه اليوم بالبارحة وما أتعس اليوم عن البارحة ، وكأنني بالأديب والشاعر اللبناني المبدع جبران خليل جبران في العشرينات من القرن الماضي عندما كان قلبه يعتصر ألماً على ما كان يصيب لبنانه آنذاك ، فكتب رائعته وما أشتهرعنه " لكم لبنانكم ولي لبناني " ... ما أشبه اليوم بالبارحة ، بل وما أتعس وأقسى اليوم عن البارحة ...
في بلدي العراق حيث يعتصر القلب يومياً من الألم والقلق والحيرة والحسرة ، وتهجر النوم الجفون وتعفو الأمن والطمأنية النفوس ، وتتعب العيون من الدموع ، أمام كل هذه المصائب الكبيرة والمعاناة الكثيرة والجروح العميقة ... هذا هو ما آل اليه حال عراقنا بين من يحبونها ومن يحملون المعادل في أيديهم والحقد والضغيتة في قلوبهم على هذا العراق ... حيث الصراع الأزلي بين الفريقين وكل يدعي بأن العراق عراقه وان جل حبه للعراق ، ولكن من منهم لا يبكي إلا على ليلاه وكل فريق بما لديه فرح.
لكم عراقكم حيث الحقد والكره والسيارات المفخخة والقتل على الهوية والجولات السياحة اليومية للمسلحين والميلشيات لإقتناص الأرواح البريئة والأجساد الطاهرة ... ولنا عراقنا حيث البسمة على الشفاه والأمل في العيون والعزم في النفوس حيث الحب والوئام والوفاق ، والطالب في مدرسته ، والفلاح في بستانه ، والعامل ينظف شوارع مدينتي الجميلة والكئيبة من رجس المجرمين القتلة .
لكم عراقكم ... حيث تهلهلون للعربي وهو يقتل الكردي في الأنفال والقبور الجماعية والهجرة المليونية ، وتفرحون من حقد الشيعي للسني وحرق المساجد والحسينيات حيث أجندة الغرباء على الخطوط الحمراء من حدود بلادي ، وتَفتون فتوى ما أنزل الله به من سلطان ليذبح المسلم المسيحي والصابئي والإيزيدي ... ولنا عراقنا حيث " كاكه حمه " يعشق نخيل البصرة وابن السماوة والرمادي يعشقان أشجار الحور والصفصاف في كردستان ، والشيعي يتزوج سنية ويكنى بأبي عمر ويزوران مرة مرقد العسكري والكاظم ومرة آخرى إلى أبي حنيفة والكيلاني ، والمسيحي يتلقى التهاني من المسلم والصابئي بميلاد وقيامة عيسى عليه السلام .
لكم عراقكم حيث الحواسم والفساد المالي والإداري والأقربون أولى بالمعروف ، ولجنة تولد لجنة وتتكاثر كالأميبا ولعباد الله لهم الله ... ولنا عراقنا حيث الضمائر الحية والتضحية والإيثار، والعراق أمام العيون والخوف من العار لا يفارقنا .
لكم عراقكم ... فقط أن تمتلئ جيوبكم وتموت ضمائركم وترعى مصالحكم وتسود عشائركم وكتلكم ... ولنا عراقنا في وفاء دجلة والفرات وسمو وشموغ جبال كردستان وحكمة السهول والأهوار وعبق تربة النرجس والياسمين وحضارة آشور وبابل وسومر وأكد .
هنيئاً لكم عراقكم حيث هولاكو وتيمورلنك وجنكيزخان والقتل والدم وحرق دارالحكمة والمتحف الوطني وحواسم القرن العشرين .
وهنيئاً لنا عراقنا من كردستانه إلى بَصرته حيث مراقد الأنبياء والصالحين والأئمة الأطهار ومسلة حمورابي والجنائن المعلقة وجبل جود حيث رست السفينة بعد الطوفان وحكايات ألف اليلة وليلة .
هنيئا لكم بغدادكم والتي جعلتموها مدينة المنطقة الخضراء والأسلاك الشائكة ومدينة الأشباح والموت والقتل ، والشيعي والسني يُهجر من بيته ليصبح غريباً في بغداده ... وهنيئاً لنا بغدادنا ، بغداد الحب والوجد وبغداد شهريار وشهرزاد وشاعرنا علي بن الجهم ينشد :
عيون المها بين الرصافة والجسر عرفنا الهوى من حيث ندري ولا ندري
هنيئاً لكل الطيبين عراقهم وبغدادهم ؟؟



#روناك_خان_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة الحب
- ليطرز الحب خارطة وطني !!
- متى يصحو شهريار ؟؟
- آمال شهرزاد
- المرأة في ألف ليلة وليلة
- عندما يكون الشاعر خالداً
- عندما يكون الحب هو الرأسمال
- بين الحب واللا حب


المزيد.....




- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- الذكاء الاصطناعي يختار أفضل 10 نجوم في تاريخ الفنون القتالية ...
- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روناك خان أحمد - لكم عراقكم وهنيئاً لنا عراقنا !!!