آمال شهرزاد

روناك خان أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 14:38
المحور: الادب والفن
    

بين كل آمال عشتار وكل معاناة شهرزاد ألف ليلة وليلة ... بين معظم تطلعات كلكامش وما كان يجيش في نفس شهريار ألف خطوة وخطوة ... وبين عراق كلكامش وشهريار وعراق اليوم أنهار من الدماء وأكوام من الأجساد والهياكل والأشلاء البشرية ... وبين بغداد عشتار وشهرزاد والسلام وبغداد اليوم بغداد الديمقراطية وفرق الموت يقف ألف هولاكو وتيمورلنك وجنكيزخان ... بين كل هذا وذاك ألف حكاية وحكاية ومع كل حكاية هناك ألف وقفة ووقفة ، وفي كل وقفة يغمرني الفخر والإعتزاز بحب المرأة بوعي وذكاء ودهاء شهرزاد حيث إنتشلت الملك شهريار من الحقد والضياع .
واليوم كم شهرياراً مريضاً وحاقداً يعيشون بيننا يحملون لهذا الوطن كل الضغائن والأوهام ... واليوم الى كم شهرزادِ يحتاج مثل هؤلاء حيث حب شهرزاد وذكائها وإيثارها ، لتغور في نفوس هؤلاء المرضى ولتروي لكل منهم حكاية هذا العراق الذي يفتقد اليوم للحب بل هو ضحية للحب وضاع فيه الحب ... ضاع الحب في نفوس هؤلاء المرضى كما ضاع من قبل عند شهريار الذي حقد على عنصر الخصوبة عندما شك في المرأة فكان سيفه جاهزاً عند إنبلاج كل صباح ... واليوم نعاني مأساة حقيقية في ألف شهريار وشهريار ويرى نفسه بأن له حكم ألف ملك ومليك في إبادة الحياة في بلدي ، ليس فقط في الليل ولكن صباحاً ومساءً وجهاراً ... فما أحوج هؤلاء الى ألف شهرزاد وشهرزاد لتعقد لهم جلسات دائمة كما يفعل للمرضى النفسيين في بلد الحب حيث يدفعون فيه الى الإنتحار ... ليعرف هؤلاء الذوات بأن الحكاية حكايتهم ودور شهرزادنا أن تُرجع إليهم ثقتهم بنفسهم ، ليعودوا الى رشدهم وليكن لهم ولغيرهم فرصة التمتع بالحياة لنطرز على جيد الوطن ألف قصة حب وحب .

#روناك_خان_أحمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل