أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عثمان ابراهيم - السودان: دبلوماسية عبدالمحمود و د. مصطفى أو في فداحة الحاجة إلى إمام مالك















المزيد.....

السودان: دبلوماسية عبدالمحمود و د. مصطفى أو في فداحة الحاجة إلى إمام مالك


محمد عثمان ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 08:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


روي أن الهيثم بن جميل قال "شهدت مالكاً وقد سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في إثنتين وثلاثين منها لا أدري" ، وفي رواية أخرى قيل إن الإمام مالكاً، وهو من هو في العلم، سُئل عن اثنتين وأربعين مسألة فقال في ثمانية وثلاثين منها لا أدري، وكان يقول: "ينبغي للعالم أن يورث جلساءه قول: (لا أدري) ليكون أصلاً في أيديهم يرجعون إليه".
لكن ليس هناك من شيء لا يدريه الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، مستشار السيد رئيس الجمهورية، وليس ثمة أمر يستغلق على معارفه الواسعة، فالسياسي والدبلوماسي اللامع قادر على الفتوى في الشأن العراقي، وخلافات دمشق وبيروت، وأس الفرقة في علاقات الطوائف اللبنانية، مثلما هو حكم في صراعات الشيعة والسنة في اليمن السعيد، وخبير في شئون كأس العالم ومن يمثل العالم العربي في منافساته، وقادر على سحب البساط من الزعيم الليبي معمر القذافي في منافسة الوساطة بين مصر والجزائر. الدكتور مصطفى هو المكلف بحل نزاعاتنا الحدودية، وهو الذي يتابع ملف العلاقات السودانية الأمريكية، وهو المسئول عن إبلاغ العالم بأن دون لقاء المبعوث سكوت غرايشون والرئيس البشير ألف باب، وهو المرجع في شئون إتفاقية السلام، والحجة في الحديث عن أمر المحاكم المختلطة التي دعا إليها تقرير حكماء افريقيا برئاسة مبيكي. ببساطة الدكتور مصطفى يعرف كل شيء وحين يتحدث عن وساطات السودان سواء في العراق أو لبنان أو اليمن أو مصر أو الجزائر فإنه لا يفرّق كثيراً بين بلادنا ونفسه فهو السودان والسودان هو!
***
في نيويورك يضطر مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالمحمود عبدالحليم، المراقبين السودانيين لأن يضعوا أيديهم على قلوبهم خشية أن تنفطر منهم أو تجفل كلما همّ بالحديث إلى صحفي أو وقف أمام كاميرا.الرجلان قلبهما على طرفي اللسان منهما وبلادنا تكب في كل مرة في نيران التعجب الدولي والسخرية العالمية من حصائد هذين اللسانين العجولين.
الأسبوع الماضي جلس سعادة السفير ليتحدث عبر الأقمار الصناعية إلى ستيفن ساكور مقدم برنامج (Hard Talk) الذي يبثه تلفزيون بي بي سي البريطاني. قال المذيع في مقدمته أن للسودان دور هام في دبلوماسية ما قبل قمة كوبنهاغن الدولية حول قضايا التحول المناخي حيث أن السفير عبدالحليم يرأس (نيابة عن بلاده) مجموعة دول السبع والسبعين النامية والصين فمن الذي سيخسر إذا تحولت العاصمة الدنماركية إلى ساحة معركة بين الأغنياء والفقراء؟
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الرئيس البشير سيحضر القمة قال السفير " ليس هناك ما يمنع الرئيس البشير من التحرك أو الذهاب إلى أي مكان لكن بالنسبة لنا فإن الذهاب إلى كوبنهاغن على مستوى رأس الدولة له حساباته السياسية فبعد التشهير والصور الكاريكاتيرية التي تناولت النبي محمد سيجد أي زعيم مسلم أن من الصعب عليه الذهاب إلى كوبنهاغن". باديء ذي بدء فإن مندوب السودان في الأمم المتحدة ليس هو الشخص المعني بإعلان تحركات الرئيس لوسائل الإعلام وإعلان سفر الرئيس الى أي بقعة في العالم من عدمه هو شأن يخص مسئولين آخرين اكثر قرباً من هذا الملف عنه، لذا فإن تورطه في الإجابة عن سؤال الصحفي منذ البداية كان خطوة تفتقر إلى الحكمة وتفتقر – للأسف - الى الدبلوماسية. ثانياً فإن وسائل الإعلام الغربية دقيقة جداً في عملها وتتفادى المفاجآت لذا فإنها تعتمد في كثير من الأحيان - بإستثناء المؤتمرات الصحفية - على إبلاغ الضيف بالمحاور التي سيتناولها اللقاء الصحفي ويمكن للضيف الحصول على الأسئلة مسبقاً إذا اراد ذلك لأن الغرض ليس إمتحان معارفه وإنما تقديم خدمة ممتازة للمشاهد/ المستمع. يمكن للضيف والحال كذلك ان يطلب إلغاء أي سؤال من الأسئلة التي لا تروق له أو لا يستطيع تقديم إجابة مفيدة عنها وإذا اصر الصحفي على إبقاء السؤال وفشل الضيف في التوصل معه إلى صيغة مرضية فهناك عشرات الأجوبة غير المفيدة وغير الضارة التي نسمعها كل يوم ويمكنني بسهولة أن أقدم منها عدة عشرات النماذج خدمة لسعادة السفير ولمن يورطون أنفسهم في لقاء وسائل الإعلام دون إعداد جيد أو دربة كافية. كان يمكن لسعادة السفير أن يقول أن ليس لديه معلومة حتى الآن عن حضور الرئيس من عدمه، أو أن يقول إن سفر الرئيس يحدده جدول أعماله وإرتباطاته الداخلية والخارجية، أو أن يقول إن رأي السودان سيقدم في قمة كوبنهاغن سواء حضر السيد الرئيس أو لم يحضر. كان يمكن ان يقول أن الأكثر أهمية الآن أمام السودان بحكم رئاسته لمجموعة ال77 والصين هو التوصل إلى إتفاقية تضع الدول المتسببة في إنبعاث الغازات والتحول المناخي أن تواجه مسئولياتها في الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض ... هناك عشرات الطرق لتحقيق إستفادة الضيف من الحضور على شاشات التلفزيونات بأقصى شكل ممكن خدمة لأجندته ولكن السفير إختار النزول على أجندة الصحفي وتورط في الإجابة عن السؤال غير المفيد! إن امر المحكمة الجنائية ليس سراً وإن إصدار مذكرة توقيف بحق السيد الرئيس ليس أمراً تقتصر معرفته على دائرة مغلقة وإنما هو شأن علني وسافِر قال فيه الرئيس وحكومته رأيهم بوضوح، وقال فيه البرلمان كلمته بلا مواربة، وأعرب الشعب عن وجهة نظره بشأنه بشفافية وعفوية. لم يختر أي من المعنيين أن يدفن رأسه في الرمال رفضاً لكينونة وجود القرار ذاته وما يزال يتم تناول هذا القرار بشكل يومي في وسائل الإعلام المحلية. خلال زيارته الأخيرة لنيويورك أقر مستشار الرئيس المكلف بإثنين من أهم الملفات وهما ملف العلاقات السودانية – الأمريكية وملف دارفور، د. غازي صلاح الدين، في تصريحات صحفية بأن "مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة {الجنائية} قوضت خطط الرئيس السوداني للسفر وأرغمته على دراسة مسار أي رحلة ينوي القيام بها إلى خارج البلاد" فهل أتى سعادة السفير حديث المستشار المعروف بدقته واستخدامه لعيار الذهب في ضبط تصريحاته وإفاداته. لا شك إن د. غازي قد درس الأمر وأدرك أن مذكرة المحكمة الجنائية هي حقيقة واقعة ينبغي التعامل معها بدلاً عن إنكار حقيقة وجودها. أما حديث السفير بأن أزمة الرسوم المسيئة للرسول(ص) ستكون السبب في غياب الرئيس فهو حديث بعيد عن الجدية، لا شك!
***
لسنا هنا بصدد الغور بعيداً لتبيان دوافع الرجلين في إطلاق التصريحات الوافرة والكاسدة في آن وإن كنا نتبين العجز عن إدراك أساليب التعامل مع وسائل الإعلام في عالم صار يعتمد يوماً بعد آخر على سطوة وسائط نقل المعارف وتوجيه الرأي العام وتنويره على أقل تقدير. ليس من قبيل التجني إذا قلنا إن السيد السفير - ببساطة- لا يعرف كيف يتعامل مع الإعلام. اما بالنسبة للمستشار فولعه غير الخفي باقتناص الأضواء واصطياد الصحفيين معروف للكل او للغالبية من المراقبين على وجه أكثر دقة وتحديداً، وقد جربت فوضعت اسمه باللغة العربية على محرك البحث (قوقل) فحصلت على ما يزيد عن المليوني واربعمائة الف نتيجة (بما يزيد بحوالي مائتي ألف نتيجة عن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون)، ثم وضعت إسمه باللغة الإنجليزية فحصلت على ما يقارب النصف مليون نتيجة (أي ضعف ما حصلت عليه بوضع اسم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي يتحدث عدة لغات أجنبية ويتولى المنصب منذ عام 1975م !). الآن انتصرنا، فإسم مستشارنا الرئاسي ووزير خارجيتنا السابق موجود على أكبر محرك بحث في العالم أكثر من أهم وأقدم وزراء الخارجية في العالم كله!
***
منذ صعود المستشار مصطفى عثمان اسماعيل في سلم الإمساك بالملفات الدبلوماسية السودانية أدرك الرجل أهمية الإعلام في الترويج لشخصه واجندته في الغالب الأعم ولعل الناس يتذكرون أول أيام حكومة الإنقاذ حين كان الرجل يشغل منصب الأمين العام لمجلس الصداقة الشعبية العالمية الذي لم يكن أحد يعلم عن عمله أو العاملين به أو اجندته إذ كانت كل الأخبار تتحدث عن تحركات الأمين العام وزياراته الخارجية وأنشطته الدبلوماسية وتراه في كل محفل يختطف أضواء الكاميرات تارة بعباءته العربية وعمامته المميزة وتارة بأحاديثه الوافرة للصحفيين. وحين تولى منصب وزارة الخارجية خلفاً للأستاذ على عثمان محمد طه استن تقليداً جديداً وسنة حسنة باصطحاب محرري الصحف التي تغطي أنشطة الوزارة في رحلاته الخارجية وهو تقليد لم يكن مألوفاً في العهود السابقة .
***
بتوقيع إتفاق السلام الشامل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وما كان سيتبعه من تعديل وزاري لا مناص منه، أدرك الجميع ان الحركة الشعبية لن تتنازل عن وزارة الخارجية وإن المبنى الأنيق في شارع الجامعة بالخرطوم سيكون من أهدافها التي لن تتوانى في الحصول عليها فنقل الرجل معركته إلى وسائل الإعلام وكاد أن يقدم للناس تقريراً بعمله لكنه بطبيعة الحال لم يكن يستهدف القراء العاديين وإنما كان يستهدف – دون أدنى شك- صناع القرار في الدولة إذ كان حزب المؤتمر الوطني الحاكم يشهد حركة داخلية هائلة والنفوذ يتحول من أطراف الى أطراف أخرى ومن الضروري بالنسبة لأي سياسي حاذق البقاء على صلة جيدة بجميع تلك الأطراف والنأي عن مناطق الوعورة في المسالك التي تؤدي إليها جميعها.
كان المستشار كريماً جداً مع صحيفة الشرق الأوسط التي خصها بسلسلة حوارات من أربع حلقات (أكتوبر 2004) تحدث فيها حديثاً عاطفياً يشبه خطب الوداع أكد فيها على البيعة التي في عنقه للرئيس البشير وعن صلته الحميمة مع النائب الأول الراحل الزبير محمد صالح وعن حرصه على وحدة الحركة الإسلامية وعن إستقالته بعد مفاصلة الرابع من رمضان. لم ينس المستشار ان يذكر الجميع بأنه وافق على الإستمرار وزيراً للخارجية نزولاً عند رغبة الرئيس وإنه قدم رجاءات مؤثرة له بأن يعفيه. كلنا ندرك بطبيعة الحال أن الرئيس وصناع القرار بشكل عام قد يمارسون بعض الضغوط على اشخاص بعينهم للبقاء في مناصبهم وقد شهدنا منذ سنوات كيف تمت ممارسة بعض الضغوط العلنية على البروفيسور إبراهيم أحمد عمر للبقاء في عمله في قيادة الحزب الحاكم بعد إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يشغله، لكن القرار في النهاية لصاحب المنصب وليس لأي شخص آخر. ليس بوسع كائن من كان أن يلزم شخصاً آخر – بشكل قانوني ومشروع - على عمل شيء لا يرغب فيه، لذا فإن حديث المستشار عن زهده في المناصب العامة وعن رغبته في العودة للجامعة لا تسندها أي من الحيثيات المقنعة.
حرص الدكتور مصطفى في تلك اللقاءات على تقديم صورة مقربة من شخصيته المتواضعة الودودة والقوية في نفس الوقت مضافاً إليها إرادته التي لا تلين فقد حكى عن كيف أنه سافر ذات مرة للخارج بحلة واحدة إنسكبت عليها القهوة في الطائرة والموقف الحرج الذي صاحب تلك الحادثة كما حكى عن قدرته على إختراق ولي العهد الكويتي الراحل الشيخ سعد الصباح بالتي هي أحسن وتليين موقفه إزاء ما كان يعرف بدول الضد وحكى عن قوته إزاء عجرفة الدكتاتور العراقي الراحل صدام حسين ورفضه مناقشة موضوع الأسرى الكويتيين حتى مع الزعيم الفلسطيني الراحل أيضاً ياسر عرفات لكنه لم ينجح أمام عزيمته الشخصية الخارقة. حمداً لله أن لم يقل لنا المستشار إنه كان بوسعه التوسط في الأزمة بين الكويت والعراق وحلها!
***
ووساطات الدكتور مصطفى في النزاعات العربية-العربية والنزاعات الداخلية العربية باب مثير للأسى في النشاط الدبلوماسي للسيد المستشار. وقد شكلت التصريحات الأخيرة للرجل في أعقاب زيارة وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط ومدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان للخرطوم عن وساطة سودانية (بقيادته طبعاً) لحل الأزمة الدبلوماسية بين القاهرة والجزائر، الدافع لكتابة هذا المقال. من الطبيعي بالنسبة للسودان كدولة ذات علاقة متميزة مع مصر أن يسعى لحث الطرفين على تجاوز الخلاف لكن أن يقود السودان وساطة بين الطرفين فهذا شطط صراح. الوساطة لا يتم فرضها على الأطراف وإنما يتم توفيرها بموافقة الأطراف أو طلبهما في أحيان كثيرة وفيما لم يبلغ الخلاف المصري - الجزائري مداه حتى اليوم وما زال في واقع الأمر يتفاعل بشكل متزايد فإن كلا من الطرفين غير راغب في وساطة تمشي بينهما. الشيء الثاني هو ان السودان غير مؤهل ( ود. مصطفى كذلك) للتوسط بين البلدين الكبيرين لأسباب كثيرة بعضها متعلق بقدرة السودان نفسه على تسهيل تقديم الحلول والدفع باتجاهها وتوفير المحفزات للمضي قدماً في هذا الطريق، وبعضها متعلق بالتباس علاقات الدولتين وتشابك التاريخي مع السياسي مع الإقتصادي مع الإستراتيجي في تلك العلاقات. ثمة إضافة صغيرة هنا، نحسب أنها مفيدة لجهة الدفع بعدم الحاجة الى وساطة سودانية وهي إن الجامعة العربية (التي يوجد مقرها في مصر) قد طلبت وساطة الزعيم الليبي معمر القذافي بين البلدين (حسب ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية في الجماهيرية يوم الثلاثاء 24 نوفمبر) ولا بد إن الجامعة العربية تعرف إن السودان يحظى بعضويتها مثله مثل ليبيا.
لقد شهدنا وساطات كثيرة قام بها الدكتور مصطفى ممثلاً للسودان وممثلاً به ولم تنجز شيئاً لأن بلادنا لم تكن مؤهلة في الأساس للدخول في شبكاتها وهذا ليس إنتقاصاً بطبيعة الحال من قدرة بلدنا ولكنه حساب واقعي وحين يتقدم شخص ما بطلب للحصول على موقع فإن عليه درس مؤهلاته جيداً وما يمكن ان يقدمه للوظيفة وليس ما يمكن ان تقدمه له الوظيفة من إشباع لشغف السفر والحضور المكثف في وسائل الإعلام.
لم يكن السودان مؤهلاً لا من حيث الرصيد التاريخي ولا من حيث القدرات الفنية والسياسية ولا من حيث الكادر على التورط في الوساطة بين سوريا ولبنان أو بين القوى اللبنانية المتنازعة، ولم تكن زيارات الدكتور مصطفى واجتماعاته في بيروت ودمشق سوى مضيعة للوقت وإهدار للموارد وبذل لصورة البلاد أمام العالم، وإذا كان من سؤال يمكن طرحه الآن بعد مضي حوالي عامين على تلك الوساطة فهو: كيف نتطلع للتوسط في نزاع لبنان بينما نحن أعجز حتى الآن من حل نزاعاتنا بشكل جذري وقاطع وكيف سننظر للأمر إذا قرر لبنان مرة إيفاد مبعوث خاص لحل أزمات شريكي الحكم في السودان أو التوسط بين الحكومة وجماعة خليل إبراهيم المتمردة؟
***
لو كانت المساحة المخصصة وطبيعة هذا المقال تسمح لنظرنا في المؤهلات التي جعلت من الراحل فيليب حبيب المبعوث الأمريكي السابق الى لبنان إبان عهد الحرب الأهلية والذي قامت بلاده بوضع صورته على طابع بريدى في عام 2006 كواحد من أقدر دبلوماسييها على مر التاريخ.
ولتمعنا في المؤهلات التي حفزت الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، على تعيين الأكاديمي النرويجي تيري رود لارسن مبعوثاً له الى لبنان أيضاً وأن نشير الى زوجته السيدة منى (مونا) جوول (سفيرة النرويج السابقة لدي اسرائيل).
ولدرسنا كيف صار السناتور وزعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ الأمريكي، جورج ميتشيل، مبعوثاً للولايات المتحدة الى الشرق الأوسط في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما وكيف اعدته والدته العظيمة، العاملة في مصنع النسيج (ماري سعد) للمهام العظام التي شاء قدره ان يقوم بها.
***
إننا بلا شك نتطلع الى دبلوماسية سودانية فاعلة تسهم في حل اشكالاتنا نحن مع العالم ثم يندلق زيتها الى الجيران والعالم فيسهم في حل نزاعاته لكنا حتى ندرك ذلك الشأو علينا ان ندرك أن دبلوماسيتنا هي إنعكاس لصورتنا نحن ومكامن قوتنا العسكرية والإقتصادية والسياسية والثقافية والحضارية، كما إن العمل الدبلوماسي لبلادنا ينبغي أن تتم صناعته في الخرطوم وليس ضمن الزيارات المتتابعة الى عواصم العالم فالممسكين بملفات الدبلوماسية في أقطارهم هم الأكثر بقاء في بلدانهم وليس خارجها.





#محمد_عثمان_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناخبون المهاجرون: كيف تختار تكساس للسودان حكامه
- علي وعلي : الصمت وجوهر الكلام
- تحالف كومبيتاليا : اليمين واليسار في السودان
- في السودان: الشرطة في خدمة الشغب
- د. جون قرنق دي مابيور وأنا 3
- هيلاري في افريقيا: الصين والنفط والسلاح
- د. جون قرنق دي مابيور وأنا 2
- د. جون قرنق دي مابيور وأنا 1
- الغوث في زمن الحرب (1-2)
- الأحزاب التأريخية ، كم لبثتم في الأرض؟ (2-2)
- الأحزاب التأريخية ، كم لبثتم في الأرض؟ (1-2)
- دليل السكنى في بيت المجتمع الدولي (2-2)
- السودان: دليل السكنى في بيت المجتمع الدولي (1-2)
- روزمين عثمان : الماما قراندى في الخرطوم
- عرض لرواية النمر الأبيض الفائزة بجائزة مان بوكر
- فرنسا و السودان : زاد الحساب على الحساب (2-2)
- فرنسا و السودان : زاد الحساب على الحساب*(1)
- نحو دبلوماسية سودانية بديلة (2-2)
- نحو دبلوماسية سودانية بديلة (1-2)
- السودان: بداية التأريخ و سلفاكير الأول (2-2)


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عثمان ابراهيم - السودان: دبلوماسية عبدالمحمود و د. مصطفى أو في فداحة الحاجة إلى إمام مالك