أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الجبوري - المخاض الديمقراطي في العراق إلى أين؟














المزيد.....

المخاض الديمقراطي في العراق إلى أين؟


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 00:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفهوم الديمقراطية
يتفق جميع العارفين بمفهوم الديمقراطية أنها تعني حكم الشعب نفسه بنفسه وهذا لايعني حكم جميع أفراد الشعب وإنما أفراد الشعب البالغين ونادرا مايتفقون على رأي واحد لذا فقد اعتمد مبدأ الأخذ برأي الأغلبية المطلقة لعدد أبناء الشعب المخولين بالتصويت على أي قرار معروض للتصويت.

ولذلك يطلق البعض على أفضل أنواع الأنظمة الديمقراطية "دكتاتورية الأغلبية"وهذا لايعني رفض أو إهمال أو إقصاء رأي الأقلية بل انه أفضل آلية لاتخاذ القرارات توصل إليها الفكر السياسي لحد الآن ولذلك فقد يحدث أحيانا إجماع أبناء الشعب البالغين على قرار ما وقد يصبح جزءا كبيرا من الأغلبية عند التصويت على قرار ما أقلية عند التصويت على موضوع آخر مطروح للتصويت.

أنواع التطبيق الديمقراطي
لقد سعى المفكرون السياسيون الخيرون إلى تحقيق أقصى قدر ممكن من حكم الشعب فوجدوا أن الديمقراطية المباشرة أفضل أنواعها وهي التي يجتمع فيها كافة الأشخاص المسموح لهم بالتصويت في مكان واحد دوريا أو استثناء عند الضرورة لمناقشة شئونهم واتخاذ القرارات المناسبة حولها وتعيين الأشخاص القادرين على تنفيذها .

إلا أن صعوبة تحقيق هكذا اجتماعات لكثرة الناس وانشغالهم بأعمالهم اليومية دفع المفكرين السياسيين إلى ابتكار الديمقراطية غير المباشرة أو النيابية المعمول بها في معظم دول العالم اليوم ومنها العراق ، مما أدى إلى أضرار كبيرة بالشعوب وخلق دكتاتوريات برداء ديمقراطي أسوء واخطر من الدكتاتوريات العلنية وهي دكتاتوريات الأثرياء الأشرار والطامعين الذين تمكنوا من الاحتيال على الشعوب لسرقة إرادتهم من خلال كتابة الدساتير الملائمة لمصالحهم وتزوير موافقة الشعب عليها وعلى انتخابهم عن طريق توظيف قوة الأموال في شراء الذمم . وقد استقرت هذه الصيغة في جميع الدول التي أخذت به وأصبح تداول السلطة بين طبقة ثرية وأخرى تداولا سلميا دون أن يثير حفيظة هذه الشعوب إلا بشيء غير مؤثر.
أما في العراق حيث تجري عملية التحول من نظام الحكم الفردي إلى الحكم الجماعي طبقا لآلية الفوضى الخلاقة التي أعدتها الإدارة الأميركية التي أمسكت بالقرار السياسي عقب تغيير النظام. ولذلك رصدت معوقات كثيرة وكبيرة واجهت العملية السياسية في العراق خلال الفترة الماضية آدت إلى عجز القوى الحاكمة عن تنفيذ العديد من التزاماتها الدستورية والقانونية نتيجة الأخطاء الديمقراطية وآخرها قانون الانتخابات والأراضي المتنازع عليها بين الإقليمين الكردي والعربي سيما محافظة كركوك الحيوية بسبب البترول . وهذا يحدث نتيجة الصراع الكبير بين إرادة الناخب العراقي الذي عانى كثيرا عبر العقود الماضية ويطمح إلى التخفيف منها وصولا إلى حياة أفضل وبين إرادة السياسيين الذين تهمهم مصالحهم الشخصية والفئوية أكثر من المصلحة العامة مستغلين كل الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافهم.

مؤشرات ايجابية

إن صعوبة المخاض الديمقراطي والثمن الباهض الذي دفعه الشعب العراقي لابد أن يتمخضان عن خطوات ايجابية باتجاه عراق أكثر ديمقراطية وهناك مؤشرات كبيرة تؤكد ذلك وتدل على قوة تأثير الناخب العراقي على تطور العملية السياسية وليس العكس كما يشيع المتشائمون . ومن هذه المؤشرات القوية تغير خيارات الناخب العراقي في انتخابات مجالس المحافظات وإجبار السياسيين على إصدار عدد من القوانين في صالحه وأخيرها وليس اخرها الدعوة التي وجهها عمار الحكيم إلى البعثيين للمشاركة في العملية السياسية والذي يعد العدو اللدود للبعث والبعثيين وقبله نوري المالكي رئيس الوزراء وهذا تغير هام وكبير بل واستراتيجي على الرغم من أن خصومهم ومنافسيهم يعدونه موقف تكتيكي للدعاية الانتخابية ونتوقع المزيد من التفاعلات الانتخابية للتأثير على قرار الناخب العراقي لكننا يجب أن نعد ذلك مكسبا للمواطنين أيضا فعندما يتقدم شخص أو كيان سياسي باتجاه إرضاء الناخب بأي إجراء أو موقف ايجابي فيجب أن نرحب به بصرف النظر عن دوافعه وأهدافه لان المهم أن يحدث تغير ايجابي لأنه يؤشر عمليا قوة تأثير الشارع الشعبي العراقي على العملية السياسية حيث اخذ السياسيون يحسبون لذلك حسابا جادا وهذا ما يجعلنا متفائلون بغد أفضل للديمقراطية في العراق إلا أن ما يحزننا ويؤلمنا أكثر من أي شيء آخر هو أنهم يضعون حياة المواطن حطبا لنار الصراع السياسي بين الكتل المتصارعة والمتنافسة على مقاعد مجلس النواب القادم وبالتالي الحكومة القادمة لتصفية حسابتهم السياسية والشخصية لأننا نخشى أن تشهد الفترة القادمة وخاصة الحملة الانتخابية وقوع المزيد من الضحايا ، نسال الله تعالى أن يحفظ كل العراقيين الأبرياء الخيرين ويهدي السياسيين إلى سواء السبيل .









#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحريض على تحرش الرجل بالمرأة مسئولية من؟
- لاقانون جديد للانتخابات ولا حل لقضية كركوك
- أفكار تكفل قدر كبير جدا من المشاركة والنزاهة في الانتخابات
- رغيف خبز لاتقطع وكل حتى تشبع
- واقع حياة أطفال العراق
- من المسئول عن استمرار العنف في العراق حقا ؟
- كيف نحبب التصويت الى نفوس الناخبين؟
- مظلومية أهالي محافظة صلاح الدين إلى متى؟
- هل اختلاف التنظيمات السياسية ظاهرة صحية؟
- ماهي افضل ضوابط للتعيين في الدوائر الحكومية؟
- السنة الدراسية انتهت ولم يبت بطلب نقل طالبة جامعية عراقية
- من سرق ماطوري؟
- هل ما يقدمه المفكرون والكتاب والأدباء يناسب الظروف العربية؟
- إلى نقابة الصحفيين العراقيين: إلى الماء يسعى من يغص بلقمة!
- لمن يجب أن يتبع الإعلام الحكومي؟
- المصالحة مع البعثيين لماذا؟
- أهم السلبيات التي رافقت انتخابات مجالس المحافظات وطرق معالجت ...
- هل اذهب للتصويت أم لا ولماذ؟
- ماهو دور الإعلام في الانتخابات؟
- لكي لاتقتل طموحات المرأة العراقية في ظل الديمقراطية


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الجبوري - المخاض الديمقراطي في العراق إلى أين؟