أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماجد فيادي - أطفال العراق لا زالوا سلعة دعائية














المزيد.....

أطفال العراق لا زالوا سلعة دعائية


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 04:02
المحور: حقوق الانسان
    


في يوم الطفل العالمي, احتفل السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع مجموعة من الأطفال في حفل نظمته وزارة حقوق الإنسان, كما شاركت السيدة الوزيرة وجدان سالم الى جانب رئيس الوزراء.
شمل الاحتفال مجموعة من الأطفال غاية في النظافة والروعة, ومقدرة على الحديث والتعبير عن الرأي تحسدنا عليهم الشعوب, فقد عبروا عن أمنيتهم بعراق آمن, ومدارس نظيفة, وألعاب أطفال حديثة, كأنهم يلخصون تقريرا عن عجز الحكومة العراقية في توفير ما يحتاجه الطفل العراقي أسوة بأطفال العالم, كان الأطفال فرحين بالاحتفال حيث عبر عن ذلك احدهم قائلا (( هذا أجمل يوم في حياتي)), طبعا هو لا يعرف أن حياته القصيرة هذه لو قورنت بحياة أمثاله في دول الخليج أو أطفال أوربا, تكون النتيجة أنه لم يحصل على شيء يذكر, وأن أقرانه في هذه الدول يسبقوه في الكثير من الامتيازات.
لم يتحدث السيد المالكي الى الأطفال في يومهم العالمي بل كانت فرصة للدعاية الانتخابية, حيث توجه في كلامه الى المربين والمعلمين والمدرسين, دون أن يذكر وزير التربية والتعليم بشيء وهو القائم على تغيير المناهج وبناء المدارس وتوفير وسائل التعليم الحديث ولعب الأطفال وتدعيم التعليم بأجهزة الكومبيوتر وآخر برامج التعليم الحديث, كأن السيد الوزير لا حاجة له أو أنه غير معني بهذا العمل خلال أربعة أعوام مضت.
ثم توجه السيد رئيس الوزراء بحديثه الى الساسة العراقيين لكي يعلمهم مبادئ الديمقراطية, في تربية أطفالنا بعيدا عن الطائفية والقومية, وأن مستقبلنا سيكون مطابقا لما نربي عليه أطفالنا, كأنه المعلم الأول في العراق وباقي السياسيين لا يفهمون كيف تكون التربية والسياسة, وأنه يعمل وفق مبادئ الديمقراطية التي تدعوه الى سلب حقوق الملايين من الأقليات ومصادرة أصوات من لا يصوت له وللحيتان أمثاله.
لم يتوجه السيد المالكي بحديثه الى أطفال العراق في يوم الطفل العالمي لأنه لم يأتي الى هذه المهمة, بل جاء ليستخدمهم وسيلة دعائية, فقد شاهدنا هذا المنظر قبل سنين طويلة حين كان الدكتاتور يأتي بأطفال جميلة نظيفة المظهر تحمل الزهور وتغني للقائد الضرورة, لا ادعي أن السيد المالكي مثل صدام حسين فالفرق كبير, لكنه في استخدام الأطفال وسيلة دعائية كانا متشابهان, فلو غير في واقع الطفل العراقي خلال فترة حكمه لما كان لهذا الكلام من داعي.
يبدو أن السيد المالكي يستعر من أطفال العراق الفقراء, أو أنه لا يريد أن يتذكرهم, فهو لم يزر المناطق الفقيرة ليهنئ أطفالها في يومهم العالمي, ويستمع لمعاناتهم ويعمل على حلها,ولم يزر ملاجئ اليتامى كما يوصي الدين الإسلامي, كما لم يسأل السيدة الوزيرة منظمة الاحتفال أين الأطفال الفقراء. أية وزيرة حقوق إنسان تميز بين الفقراء والأغنياء, وتستغل الأطفال للدعاية الانتخابية؟؟؟
السيد المالكي, في الدين الإسلامي مكانة كبيرة للطفل اليتيم, ومكانة كبيرة لمن يرحمهم ويقدم لهم الخدمة ويخفف عن همومهم, والعراق مليء بالأيتام ممن قتل آبائهم على يد الإرهاب الصدامي والقاعدة والمليشيات الحزبية, كان الأجدر بك أن تزور هؤلاء الأطفال, وأطفال الطبقة الفقيرة ممن يعيشون في مناطق تجمع النفايات, بدل أن تلتقي أطفال ترتدي ملابس نظيفة تريحك من التفكير وبذل المجهود, وتفسح لك الفرصة لتصفية حسابات حزبية, وتستخدمهم دعاية انتخابية تتعارض وحقوق الإنسان.
السيدة وزيرة حقوق الإنسان وجدان سالم, ليست مهمتك الاعتناء بمن له من يدافع عن حقوقه, بل أن تهتم بمن تسلب حقوقه, ويعيش تحت خط الفقر دون مدارس أو فرص متساوية في الحياة الكريمة, لهذا ادعوك للاستقالة من عملك لأنك غير مؤهلة له.
أما السيد المالكي فأنا لا أجرؤ على مطالبته بالاستقالة, خوفا على العملية السياسية من الانهيار.













#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بد من موقف
- السيد هادي العامري أخطأ الهدف من جديد
- نحن جاثمون على قلوبكم
- الحزب الشيوعي يرمي أحجاراَ في المياه الراكدة
- مبدأ إخماد الحرائق من اجل إنجاح العملية السياسية
- أمواج العملية السياسية تتلاطم والانتخابات نتيجة
- كفى قتلا ,,, فالله حرم دم الإنسان
- صديقي يعيش في العراق وأنا لا
- منتخب العراق لكرة القدم تتقاذفه أقدام السياسيين
- لم لا ... رئيس مجلس النواب من نوع ثان
- فرقة أور ضحية عاشق الظلام
- مظفر النواب مجيبا ,,, نعم أنا شيوعي
- اوباما في عين الإعلام العراقي
- الساسة العراقيون على المحك
- عندما يكون المبدعون بيننا
- رمضان ... القنوات الفضائية ... الحكومة العراقية
- مستقبل العملية السياسية بين الانتخابات والمزاج السياسي
- عندما تتدفق الينابيع ,,, تورق الاشجار
- وزراء كارتون أبطال أفلام الكارتون
- إعلام دولة العراق ودوره السيئ


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماجد فيادي - أطفال العراق لا زالوا سلعة دعائية