أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عابدين - مجرد مبارة لكرة القدم تكشف عن أحوالنا















المزيد.....

مجرد مبارة لكرة القدم تكشف عن أحوالنا


محمد عابدين

الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 13:53
المحور: المجتمع المدني
    


مجرد مبارة ترفيهية رياضية

تتطلب منا

العمل بمقولة الفيلسوف الألماني

" عمانوئيل كانط "

" اعملوا عقولكم أيها البشر "


يرتبط اسم الفيلسوف الألماني عمانوئيل كانط ، الذي يعتبره البعض بمثابة أكبر فيلسوف عرفته أوروبا منذ قرنين على الأقل، ارتباطا وثيقاً بندائه الشهير الذي استهله بعبارة " اعملوا عقولكم أيها البشر "، الذي يعد من أهم شعارات حركة التنوير الأوروبية التي أعادت الاعتبار إلى سلطة العقل وأوليته ، علاوة على تأكيدها على ضرورة احترام فردية كل إنسان واستثمار تنوع المواهب البشرية بعيداً عن الإرث الجماعي التقليدي

( ناقش هذه العبارة مع نفسك عزيزي القارئ وقارن بين ما نحن عليه وبين أهل الغرب الذين عملوا بهذه العبارة .. وإستنتج الفرق) .

هذه الصيحة عبرت بشكل واضح عن النقلة النوعية التي شهدتها أوروبا آنذاك في القرن الثامن عشر في عصر التنوير.

( راجع بنفسك عبر العديد من الوسائل عن ماهية ذلك التقدم وأين موقعنا منه ، تقدم تراه العين ويسعد به القلب وتحسه وتستشعره باقي الحواس )..

و على هذا النحو ساهم كانط في تبديد غياهب ظلام العصور الوسطي التي كانت محيطة بالعقول
( تخيل عزيزي القارئ أن يصل بنا الأمر من شدة الإحتياج للعقول الرزينة المدبرة أنه يجب علينا أن نستورد تلك العقول لإدارة مصالحنا ، بعدما صرنا نعيش ما هو أفظع من تلك العصور الغابرة .. وإسأل من يهمه الأمر فيما يحدث الآن على الساحة العربية لمجرد متابعة مبارة رياضية لكرة القدم بين فريقين من الأخوة العرب .. لماذا ؟؟؟ ).
• ولكانط مقولة عن التنوير لو عملنا بها لكنا في وضع مختلف عما نحن عليه الآن يقول عن التنوير : " إنه خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد " ويقصد هنا بالقصور العقلي أنه "التبعية للآخرين وعدم القدرة على التفكير الشخصي أو سلوك السلوك الرزين في الحياة أو اتخاذ أي قرار بدون استشارة الشخص الوصي علينا "

( ألم يكن هذا واضح وجلي فيما حدث من أحداث لمجرد متابعة موقف ترفيهي رياضي المفترض فيه الترويح عن النفس .. مجرد مباراة لكرة قدم ... !!!!! )


ولا نعلم من حولها من مبارة رياضية ترفيهية إلى معركة شبه حربية تتطلب الأخذ بالثأر ، وتخللها كر وفر وهجوم ودفاع ومناورات إعلامية ومطالب سياسية وتهديد أسر وترويع آمنيين وهجوم غير مبرر على ممتلكاتنا وأهالينا وبلادنا

في إعتقادي أن المتهم الأول .. هو التعصب

فمن يحاول تتبع أحوالنا وأحوال من بجوارنا يري بأم عينه بالون منتفخ بهواء التعصب الذي شاب كل أمور حياتنا بدء ً من المجالات الرياضية وصولا ً للدينية والسياسية .. يكاد هذا البالون أن ينفجر من شدة ضغط خليط التعصب المملوء به ويحيط من حوله بدخان يكتم الأنفاس

ومن هذا المنظور حاولت جاهدا َ البحث عن مبرر لما يحدث ولم أجد غير متهم فريد من نوعه يدعى التعصب الأعمي .. لذا جئت بصرخة كانط التنويرية لنقول سويا ً لأولادنا وأبنائنا أمل مستقبل أمتنا : "

اعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم! فلا تتواكلوا بعد اليوم ولا تستسلموا للكسل والمقدور والمكتوب ، تحركوا وانشطوا وانخرطوا في الحياة بشكل إيجابي متبصر، فالله زودكم بعقول وينبغي أن تستخدموها ".
( والمقصود هنا عقول وأبدان تتحرك بموجب العقول .. وليس أجساد فقط تتحرك بموجب التعصب والعصبية والجهل والتخلف .. !!!!! )
( وليتنا كما قلت تعلمنا من فلسفته وأخذنا كغيرنا بأراءه .. ولكن من أين لنا بعلوم الفلسفة وهي نقيضة علومنا وكاشفة عيوبنا .. كرهناها بموجب كرهنا لعلوم العلم والتعليم وبغضنا للثقافة التنويرية .. وإبتعدنا عنها لمخالفتها أحد أهم قواعد تراثنا وهي إعدام العقل وإنعدامه .. فكانت النتيجة التي لايخطئها مبصر أن تمادت بنا حالة سحابة الدخان الذي يعمي الأبصار ليصل التعصب بإهدار حق الإنسانية ولو بسبب مبارة لكرة قدم ) .

• وانطلاقا من مفهوم كانط الذي يرى أن تحقيق السلام لن يتم إلا عبر تغيير الإنسان وتربيته أخلاقياً بهدف جعل الحرب أمراً مستحيلاً .
نعود على أبنائنا ونقول لهم :
( إستمعوا وعوا فلن تستطيع منع الناس من الكلام أو الفعل أو ردته .. ولكن ما تستطيعه هو إدراك معاني الكلام والمقصود بالفعل وردته .. وهنا للعقل أهمية )

و الغريب في الأمر أن في الوقت الذي تنصب فيه كل الجهود الانسانية في العالم المتحضر للقضاء على الارهاب الاجرامي بجميع أشكاله وصوره ، تجدنا في بلادنا .. بلاد العرب .. منقسمين على أنفسنا لفريقين ،كفريثي مصر والجزائر ، فريق منا يتوافق وهو متردد مع الرأي العام العالمي في جهوده لمقاومة الإرهاب الناجم عن التعصب .. والأخر يرفض حتى السماع لأي قول يمت بصله لتلك الجهود
• وكلا الفريقين يقعان تحت ضغط خفي وأخطر من الإرهاب الإجرامي ذاته وهو الإرهاب الفكري في
ثقافتنا خوفا ً كان أو جهلا ً ، وتجدهم عن قصد قد أهملوا تلك البركة التى يتوالد فيها ومنها يرقات الإرهاب نتيجة لعلوم التعصب الأعمى .. تلك العلوم التي تتطور فيما بعد لطور الإكتمال الكامل لتصبح هذه اليرقة المشبعة بعلوم التعصب والكراهية إنسانا ً مكتمل النمو الجسماني فقط ، قاصر الفكر والعقل ، عدوا ً للحياة والإنسانية معا ً .. يكره حتى الرفاهية والطرف ويعادي كل ما هو محيط به حتى أهله وناسه
تلك البركة هي الإرهاب الفكري والأخلاقي والذي يحتوي معظم ثقافتنا وفكرنا بين جنباته ، انه الإرهاب اليومي الذي يمارسه اغلب الناس على اختلاف انواعهم ومذاهبهم ، ارهاب يكاد لا يترك احدا الا شمله ، ارهاب يخنق الحياة في الانسان ويسلب منها كل ما هو جميل ، ارهاب يحول الناس الى عبيد تفتخر بتلك العبودية ، مجرد قطعان تجتر بكل سلام وهدوء ما تأكل من علف ثقافي يقتل الابداع ويدمر الثقة بالنفس ويحطم الإعتماد على العقل ويشيع حكما عاما بإلزامية التعصب والجهل والتخلف
هذا التعصب الأعمى
.. هو إرهاب فكري تربوي تأسيسي متحكم عن بعد في الأخلاقيات العامة والسلوك الجمعي بإعتباره منهاج حياة ، هذا الإرهاب الفكري هو ذاته نواة للارهاب الذي نحياه الآن .. والذي نما بطريقة أميبية متعددة الخلايا ، وبمعنى أوضح هو أولى مراحل تمهيد الطريق لتحويل نشئ طاهر برئ لا يعي من أمور دنياه طبيعته الإنسانية ليتحول فيما بعد إلى طبيعة عدوانية حيوانية ، ليشبوا فيما بعد بإعتقاد شبه إيماني راسخ بكراهية كل من يخالفه تعصبه ومن يخالفهم الرأي أو الملة .. ولو بالشبهات .
إلى أن وصل هذا التعصب لقطع صلة الأرحام بين الأخوة

ولو من خلال مباراة لكرة قدم

أليس كذلك ؟؟ !!!
وإلى لقاء آخر بإذن الله .... نحاول ان نردم جزءً من مستنقع التعصب
محمد عابدين





#محمد_عابدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخلوا سبيل المرأة من محبسها
- حوار مع العقل - نهايتة توحي بأن -الصورة أصدق أنباء ٍ من الكل ...
- قيم الغرب الكافر
- شاركنا رأيك .. تكلم .. إسأل .. حاور .. ناقش .. وافق .. إرفض
- جنرالات على الورق
- ثلاثة ألاف وخمسمائة قتيل على الأرض وتحت الأنقاض ينتظرون أن ت ...
- غزة .. لمن بعد أن ُيفنى كل الغزاويين
- غزة ..القبر الكبير الذي فتحه الفكر المتطرف
- الحياة أبدا ً لا تستقم .. والإنسان يعاني أكثر مما يستطيع
- أبرياء .. ولكن
- -تشنجات الدين في المجتمع المصري وملامحه -.
- لماذا تعتبر المرأة ناشزا ً لو كان أمر الزوج الموجب للطاعة مخ ...
- هل من حق الزوج إكراه زوجته على المعاشرة الجنسية دون رضاها ؟؟
- هل الحجاب هو تكليف اسلامي من قبل الله سبحانة و تعالى على كل ...
- هل الحجاب هو تكليف اسلامي من قبل الله سبحانة و تعالى على كل ...
- سبع شمعات مضيئة في حياة أجيالنا
- متى نحكم قبضتنا على الإرهاب ؟؟
- جريمة إغتيال عقولنا على من تقع ؟؟ الراوي أم المروية أم المرد ...
- لماذا تستهوينا المرويات أكثر من الآيات ؟؟ الجزء الثاني
- هل يعتبر الإيمان إسلاما أم الإسلام إيمانا ً ؟؟


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عابدين - مجرد مبارة لكرة القدم تكشف عن أحوالنا