أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي هيثم - الإعجاز العلمي مرة أخرى















المزيد.....

الإعجاز العلمي مرة أخرى


علي هيثم

الحوار المتمدن-العدد: 2835 - 2009 / 11 / 20 - 23:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالأحرى يجب أن نتحدث عن العجز العلمي لدى المسلمين وليس عن الإعجاز العلمي بكتابهم المقدس.
المسلمون في كل بقاع العالم متخلفون, هذه حقيقة مرة لا غبار عليها.المسلمون يستوردون لباسهم وطعامهم وشرابهم ودواءهم وسياراتهم وكتب أطفالهم المدرسية وأدواتهم الفلاحية وعطورهم وشفرات الحلاقة وبرامج الكمبيوتر والساعات اليدوية والهواتف المحمولة و........وكل شيء تقريبا.
هذه حقيقة لا ينكرها أحد وهي حقيقة لا نرضاها ونطمح إلى تغييرها .وكلنا يطرح السؤال ما السبب؟؟؟والسبب يعرفه الجميع ولا غبار عليه وهو الإيمان بالخرافة وتفشي العقلية الدينية التي كلست العقول وكرست التخلف في جميع الميادين.
والمثال صارخ أمام أعين الجميع :أوروبا لم تنهض إلا لما تخلصت من سيطرة الدين .وأطلقت العنان للعقول لتتساءل في كل الميادين .ولتبحث عن الأجوبة في المختبرات وتحت أعين الميكروسكوبات وليس في الكتب الدينية التي تقدم تفسيرات سحرية خرافية للكون وتعقيداته، والتي انتهت مدة صلاحيتها .
1))تساءل الناس عن الرعد فقال لهم النبي محمد "هو صوت ملك يقود السحاب بمخاريق" ولما جاء العلم فسر الرعد بطريقة علمية مبسطة يدعمها الدليل والمنطق.
2))قال القرآن "الشمس تغرب في عين حمئة"أي في بركة من طين ولما جاء العلم بين بأن الأرض هي التي تدور حول الشمس فتغيب هذه الأخيرة عن جزء من الكرة الأرضية.
3))يقول القرآن "فــــكسونا العظام لحما"وكأن العظام تتكون أولا ثم يتكون اللحم حولها
4))يتكلم القرآن عن الشمس والقمر وكأنهما ندان متكافئان أي يصف ما يراه المشاهد من فوق سطح الأرض.
(5)يقول القرآن عن النجوم إنها لتزيين السماء ولرجم الشياطين
)6)يتكلم القرآن عن مشرق الشمس وعن مغربها وكأنهما مكانان موجودان في جزء من الأرض."قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا". وصف ساذج لا يختلف عما لاحظه كل الناس بعيونهم المجردة.هل هناك مكان يسمى المشرق ومكان يسمى المغرب وما بينهما؟؟
)7)في عدة مناسبات يقول القرآن "الأرض كيف بسطت" الأرض مدت"أو" كيف سطحت" ولم يشر إطلاقا إلى كرويتها لا من قريب ولا من بعيد رغم أن عالم الرياضيات إيراتوستين الإغريقي توصل إلى معرفة هذه الحقيقة في القرن الثاني قبل ميلاد المسيح وقاس قطر الكرة الأرضية بدقة تستحق الإعجاب.
الشيخ السعودي بن باز الذي يحترم نفسه تصرف بشكلي وفيٍّ لدينه ولكتابه المقدس القرآن بدون أي مركب نقص وأفتى في القرن العشرين قائلا:"القول بأن الشمس ثابتة وأن الأرض دائرة هو قول شنيع ومنكر. ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل ويجب أن يستتاب وإلا قتل كافراً ومرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين".
هذا الشيخ يستحق كل احترام لأنه على الأقل لا ينساق مع التيارات الجديدة والبدع ويتمسك بصحة ما جاء به القرآن ولو طارت معزة.
لتعويض هذا العجز لجأ بعض المسلمين إلى مقولة الإعجاز العلمي بالقرآن وظهر شيوخ يسمون أنفسهم علماء ودكاترة أمثال زغلول النجار والشيخ الزنداني وغيرهم كثيرون استغلوا سذاجة المسلم المسكين واستغلوا أموال النفط وبدؤوا يبيعون الوهم للناس وبدل أن يحثوا الحكومات الوهابية على تخصيص ميزانيات للبحث العلمي في الوطن العربي فهم يستغلون العقلية البدوية الوهابية أسوأ استغلال ويدعون إلى عقد مؤتمرات حول الإعجاز العلمي لدغدغة عواطف الجماهير وتخدير العقول ومسايرة الجماهير في حماسها .
وهكذا فتحوا المجال للناس ليعيشوا في أحلام اليقظة ويمارسوا استمناء فكريا .
وبلغت الوقاحة بالبعض إلى درجة تزوير المعنى اللغوي للكلمات لكي يصبح معنى الآيات مسايرا للحقائق العلمية التي توصل لها الغرب في مختبراته بفضل مجهودات جبارة وأموال طائلة صرفتها مؤسسات علمية محترمة.مثلا جاء في الآية 30 من سورة النازعات "والأرض بعد ذلك دحاها" ونقرأ في تفسيرالطبري:" وَدَحْيهَا أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاء وَالْمَرْعَى وَشَقَّقَ فِيهَا الْأَنْهَار وَجَعَلَ فِيهَا الْجِبَال وَالرِّمَال وَالسُّبُل وَالْآكَام. وفي تفسير الجلالين نقرأ "" وَالْأَرْض بَعْد ذَلِكَ دَحَاهَا " بَسَطَهَا وَكَانَتْ مَخْلُوقَة قَبْل السَّمَاء مِنْ غَيْر دَحْو. أما في الطبري فبعد أن يبرز اختلاف المفسرين حول تأويل معنى كلمة" بعد" يورد ما يلي: عَنْ قَتَادَة { وَالْأَرْض بَعْد ذَلِكَ دَحَاهَا } : أَيْ بَسَطَهَا . 28130 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن خَلَف , قَالَ : ثَنَا رَوَّاد , عَنْ أَبِي حَمْزَة , عَنْ السُّدِّيّ { دَحَاهَا } قَالَ : بَسَطَهَا . 28131 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان : دَحَاهَا : بَسَطَهَا . وَقَالَ اِبْن زَيْد فِي ذَلِكَ مَا : 28132 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { دَحَاهَا } قَالَ : حَرَثَهَا شَقَّهَا وَقَالَ : { أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا } .
وفي تفسير القرطبي: أَيْ بَسَطَهَا . وَهَذَا يُشِير إِلَى كَوْن الْأَرْض بَعْد السَّمَاء . وَقَدْ مَضَى الْقَوْل فِيهِ فِي أَوَّل " الْبَقَرَة " عِنْد قَوْله تَعَالَى : " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْض جَمِيعًا , ثُمَّ اِسْتَوَى إِلَى السَّمَاء " [ الْبَقَرَة : 29 ] مُسْتَوْفًى وَالْعَرَب تَقُول : دَحَوْت الشَّيْء أَدْحُوهُ دَحْوًا : إِذَا بَسَطْته . وَيُقَال لِعُشِّ النَّعَامَة أَدْحَى ; لِأَنَّهُ مَبْسُوط عَلَى وَجْه الْأَرْض . وَقَالَ أُمَيَّة بْن أَبِي الصَّلْت :
وَبَثَّ الْخَلْق فِيهَا إِذْ دَحَاهَا >< عَلَى الْمَاء أَرْسَى عَلَيْهَا الْجِبَالَا
وَقِيلَ : دَحَاهَا سَوَّاهَا ; وَمِنْهُ قَوْل زَيْد بْن عَمْرو :
وَأَسْلَمْت وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ لَهُ الْأَرْض تَحْمِل صَخْرًا ثِقَالَا دَحَاهَا فَلَمَّا اِسْتَوَتْ شَدَّهَا بِأَيْدٍ وَأَرْسَى عَلَيْهَا الْجِبَالَا
وَعَنْ اِبْن عَبَّاس : خَلَقَ اللَّه الْكَعْبَة وَوَضَعَهَا عَلَى الْمَاء عَلَى أَرْبَعَة أَرْكَان , قَبْل أَنْ يَخْلُق الدُّنْيَا بِأَلْفِ عَام , ثُمَّ دُحِيَتْ الْأَرْض مِنْ تَحْت الْبَيْت .ولما جاء دجالو الإعجاز العلمي قالوا عن معنى دحاها هو كورها أي جعلها كروية الشكل على اعتبار أن الأدحية هي بيضة النعامة وتناسوا أن الأرض في الحقيقة ليست بيضاوية الشكل وإنما بصلاوية الشكل لأنها مفرطحة عند القطبين أو بتعبير أدق :قطر الأرض عند القطبين أصغر من قطرها عند خط الاستواء «La terre n est pas sphérique: c est un géoïde »
الفرق بين قطري الأرض عند القطبين وعند خط الاستواء هو 42 كيلومترا
ملاحظة لا بد منها :حتى إن افترضنا جدلا أن في استعمال كلمة دحاها إعجازا ما فقد سبق إليه أمية بن أي الصلت وزيد بن عمرو

كانت امرأة أبي حمزة الضبي شاعرة هجرها زوجها حين ولدت له بنتين .ومر يوما بخبائها فإذا هي تقول :
ما لأبي حمزة لا يأتينــا ... يظل في البيت الذي يلينـا
غضبان أن لا نلد البنينا .... تالله ما ذاك في أيدينــــــا
إنما نأخذ ما أعطيـــــنا ... ونحن كالأرض للزار عينـــا

تتضمن هذه الأبيات حكمة بالغة فزوجة أبي حمزة لم تلد له إلا البنات فغضب عليها لعدم ولادة الذكور فردت عليه زوجته بان الأمر ليس بيدها وما هي إلا أرض لزارعها وتعنيه هو نفسه .بتعبير آخر زوجة: أبي حمزة توصلت إلى حقيقة علمية مفادها أن جنس الجنين يتحدد من الأب وليس من الأم فالخلية الذكرية هي التي تتحكم في جنس الجنين لما تلقح البيضة في رحم الأم.فهل يعترف زغلول النجار وجوقته للمرأة بالسبق المعرفي والإعجاز العلمي؟؟؟
أم هم يكيلون بمكيالين؟؟؟





#علي_هيثم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تستهلكوا شيئا قبل مراقبة تاريخ انتهاء الصلاحية
- التناقضات
- الإسلام كرم المرأة
- وفاء الله علينا بوفاء
- العلم الغير النافع عندهم و-العلم- النافع عندنا
- ما المطلوب بالضبط من المسلمة؟؟؟؟
- محاولة فهم
- مجرد تناقضات؟؟
- تطبيق الإسلام الحق ماذا يعني؟(الجزء الثاني)
- تطبيق الإسلام الحق ماذا يعني؟
- التفكير الديني طفولي
- مجرد تساؤلات (2)
- مجرد تساؤلات


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي هيثم - الإعجاز العلمي مرة أخرى