مجرد تساؤلات (2)

علي هيثم

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مجرد تساؤلات (2)
*يقول الله تعالى في القرآن" {وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} (غافر )ويقول {وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ)
ومنذ النصف الأول من القرن العشرين والمسلمين قاطبة في كل جمعة على الأقل وهم يرددون الدعاء تلو الدعاء لينصرهم الله على اليهود ويطلبون من ربهم أن يخذل اليهود ويذلهم وأن يزلزل الأرض تحت أقدامهم.ورغم إجماع المسلين وإلحاحهم عل الله فإنه لم يستجب لهم فلمـــــــــــاذا؟؟؟
رب قائل لم يستجب الله للمسلمين لان شروط استجابة الدعاء لم تتوفر فيهم ولكن هذا تأويل خطير جدا لأنه سيضع ملايير من المسلمين (تصوروا عدد المصلين كل جمعة على امتداد 60 سنة) سيضع كل هذه الملايير في خانة الذين لا تتوفر فيهم الشروط اللازمة لاستجابة الدعاء وهذا يعني أن شروط استجابة الله للدعاء هي شئ شبه مستحيل إن لم نقل مستحيل.
كيف نفسر إذن هذه المفارقة؟؟؟
* * نحن المسلمون متخلفون عن الركب الحضاري الذي يعيشه الغرب ويبدو أننا بعيدون كل البعد عن اللحاق بالعالم المتطور تكنولوجيا وعلميا واجتماعيا وسياسيا و....وهناك من يرى أن المدة الزمنية التي تلزمنا لكي نلتحق بالركب هي حوالي قرن من الزمن (هذا إذا افترضنا بأن الغرب لن يبرح مكانه وسيظل ينتظرنا)...... وقد قال أحد الساخرين مرة إن هذه المدة هي الفترة الزمنية التي قضيناها نحن المسلمون في صوم رمضان وإليكم البرهان بالإعجاز الرقمي: فرض الصيام والجهاد على المسلمين في السنة الثانية للهجرة ومنذ ذلك الوقت إلى الآن نكون قد صمنا 1426 رمضانا بمعدل 29.5 يوما في كل رمضان أي 1246*29.5=42067 يوما نقسم هذا العدد على 365.25 وهو عدد أيام السنة الميلادية فنحصل على 42067/365.25=115.17 سنة شمسية وهو ما يزيد عن قرن بقليل.وهنا يطرح السؤال كيف نفسر أن رمضان يساهم في تخلفنا الجواب واضح ومقنع ولكن لا نقبل أن نعترف به ونفضل أن ندفن رؤوسنا في الرمل على مواجهة الحقيقة الصارخة أمامنا وإليكم البرهان : في رمضان يرتفع الاستهلاك ويقبل المسلمون على ما لذ وطاب فهم حتى في حالة الفقر يستدينون لكي يحسنوا موائدهم بالمأكولات اللذيذة .في حين ينخفض الإنتاج الصناعي والفلاحي وتتدنى الخدمات العامة من تعليم وصحة وغيرها ويصبح العذر عند الموظف جاهز : إني صائم . وما علينا إلا أن ننتظر خروج الشهر الفاضل حتى تدب الحياة من جديد في إداراتنا ومصالحنا.
الشعب المسلم خلال رمضان يأكل ليلا وينام نهارا ويشاهد المسلسلات أو يتشاجر وبتلاسن في الأسواق وخصوصا بعد العصر . وقد بينت الإحصائيات أن عدد حوادث السير يرتفع خلال الفترة بين العصر والمغرب وتزدحم أقسام المستعجلات بالمستشفيات.. ألا يثبت هذا أن رمضان عامل من بين عوامل التخلف ؟؟
** *يدعي الكثير من المروجين للإعجاز العلمي للقرآن أن الآيات القرآنية تتضمن العديد من الحقائق العلمية الدامغة والمعلومات المبهرة سبق إليها القرآن الغرب منذ 1400 سنة .إذا كان هذا صحيحا فلماذا لم يتوصل المسلمون انطلاقا من تدبر القرآن ودراسته وفهمه إلى حقيقة علمية واحدة ولو يتيمة نباهي بها الغرب الكافر الملحد العلماني الذي يتوصل إلى نتائجه العلمية انطلاقة من مختبراته وليس انطلاقا من الكتب المقدسة التي لم تفد العلم بشيء .
هل قرأ اينشتاين ونيوتن وباستور القرآن وتفسير الطبري وبن كثير خلسة ثم استخرجوا ما توصلوا إليه؟؟أم أننا فقط نحن المسلمون نحلم نهارا جهارا ونحاول تحويل عجزنا العلمي إلى إعجاز علمي فيحق علينا القول ( ياأمة ضحكت من جهلها الأمم )؟؟؟؟

#علي_هيثم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل