أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱليمين وٱلشمال (اليسار)















المزيد.....

ٱليمين وٱلشمال (اليسار)


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 13:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عَهَدَ ٱللّه إلى بنىۤ ءادم أن لا يعبدوۤا إلا ٱللّه وأن لا يعبدوا ٱلشيطان وأن يُوفوا بعهده يُوفى بعهدهم. وهذا مفهوم يبين ربط وفآء ٱللّه لعهد ٱلناس (دستورهم) بوفآء ٱلناس لعهد ٱللّه (دستوره). فإن أطاعوا وعملوا بأمره وموعظته وهدايته وأوفوا بعهده أقاموا لأنفسهم عيشا لا عسر فيه ولا ظلم ولا جهل.
هذا ٱلمفهوم عمل ٱلكافرون من قوم ٱلرسول على ٱللغو فيه فجعلوا عبادة ٱللّه فى عبادة أميرهم وإمامهم من دون ذكر لعهد ٱللّه:
ٱلحديث 691 من صحيح ٱلبخارى "عن أبو هريرة عن ٱلنبي صلى الله عليه وسلم قال: أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار؟ أو يجعل صورته صورة حمار؟".
ٱلحديث 7035 من صحيح ٱلبخارى "عن ابن عباس: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كره من أميره شيئا فليصبر, فإنه من خرج عن السلطان شبرا مات ميتة جاهلية".
ٱلحديث 7068 من صحيح ٱلبخارى "عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج. فقال: "اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شرّ منه حتى تلقوا ربَّكم. سمعته من نبيّكم".
وبذلك عملوا على لغو فى جميع مفاهيم كتاب ٱللّه. وأسسوا منهاج تعليم بلغوهم (اللغة الصحى) يتبعه جاهلون بٱلعهد وٱلموعظة وٱلهداية إلى ٱليوم. وبه تأسست مفاهيمهم ٱلسياسية ومنها مفهوم ٱليمين ومفهوم ٱليسار. فأبنآؤهم يطلقون ٱسم "يمين" على فئة قليلة من ٱلذين يملكون وسآئل ٱلعمل فى مجتمعهم. ويطلقون ٱسم "يسار" على ٱلفئات ٱلأخرى وهم أكثرية لا يملكون سوى قوّة عملهم بلونيه ٱلجسمى وٱلفكرى. وفى تسميتهم هذه لا يذكرون عهدا ولا وفآء وبذلك لا يذكرون ٱلموعظة وما فيها من دليل حقّ لكلمة يمين.
فدليل كلمة "يمين" فى كتاب ٱللّه يحمل مفهوم "ٱلجنوب ضد ٱلشمال" و"ٱليسر ضد ٱلعسر" و"ٱلثقة ضد ٱلتشآؤم وٱلتَّطَيُّر" و"ٱلحفظ ضد ٱلنسيان" و"ٱلاتقان ضد ٱلشّيط (الفوضى)" و"ٱلقوّة ضد ٱلضعف". وٱلكلمة ٱسم ليد فى جسم ٱلإنسان تقابلها يد شمال إن عمل بها يعسر (أعسر وعسراوى فى ٱلعآمية) وينشأ فى نفس ٱلناس تطير وتشاؤم من عسره فيما يعمله.
وبلغوهم فى كلمة "يسار" أبعدوا عن كلمة "ٱليمين" مفهوم "ٱليُسر" وهو من دليله. وما يريده ٱللاغون بكلمة "يسار" هو تحريف فى مفهوم كلمة "يُسر" وهو من مفاهيم كلمة "يمين". وٱلفئات ٱلتى يحمّلوها ٱسم "يسار" لها قوى سياسية ولها سلطة مترفين فىۤ أكثر ديار قوم ٱلرّسول يجمعون ٱلمال من مواقع ٱلتسلط من دون أن يكونوا مالكين لوسآئل عمل. وهذا يبين لغوا فى ٱلكلمة يضيّع على ٱلناس مفهوم وموقف ٱلفئتين ٱلمبين فى كتاب ٱللّه ويضلّهم عن ٱلعهد وٱلموعظة وٱلهداية.
ويوصف ٱللاغون فئة ٱليمين بٱلمحافظة وبٱلرجعية. ولا يذكرون أنّ حفظها هو للعهد ٱلذى تقوم به سلطة ٱلمجتمع ولا ترضى بتبديل فيه. وأن وصفها بٱلرجعية لا صواب فيه إن لم يكن حفظها هو لعهد موروث من ءابآئها لا تُغيّرُ فيه.
أين ٱلتحريف فى كلمة "يسار"؟
ٱلكَلَمُ "ا" زآئد على كَلَمِ كلمة "يُسر" وهو تحريف فى خط كلمة "يُسر" وبه حدث تحريف للكلمة عن موضعها كما جآءت فى كتاب ٱللّه ووضعت فى موضع كلمة "شمال".
فلماذا حرّف ٱلمحرّفون ٱلكلمة؟
يبيّن كتاب ٱللّه أنّ ٱلتحريف يضلّ عن سبيل ٱللّه وهو سبيل ٱلنور فى ٱلحقِّ وٱلعلم به.
فما هو ٱلمفهوم ٱلمحرف؟
فى كتاب ٱللّه بيان لأصحاب ٱلمواقف ٱلسياسية فى ٱلمجتمع فى قول ٱللّه لهم يوم ٱلحساب:
"وَكُنتُم أَزوَاجًا ثَلَٰثةً(7) فَأصحَٰبُ ٱلمَيمَنَةِ مَآ أَصحَٰبُ ٱلمَيمَنَةِ(8) وَأَصحَٰبُ ٱلمَشئَمَةِ مَآ أَصحَٰبُ ٱلمَشئَمَةِ(9) وٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ(10)" ٱلواقعة.
فهم ثلاث فئات:
ٱلأولى "أصحاب ٱلميمنة". وهم ٱلعاملون بيمينهم ٱلمتقنون فىۤ أعمالهم لا يعسرون. وهم ٱلصّادقون فىۤ أقوالهم ٱلذين لا يميلون عمّا ورثوه عن ءَابآئهم من عهد حفظوه وخبروا فيه. وهم باقون على ما ورثوه لا يسمحون بتغيير ولا تطوير أو تجديد فيه. وهؤلآء يمينيون رجعيّون فى مفاهيم ٱلسياسة يتبعون ءاثار ءابآئهم ولا يحنفون:
"قالوۤا إنَّا وجدناۤ ءّابآءّنا علىٰۤ أُمّةٍ وإِنَّا علىٰۤ ءَاثَارِهِم مُهتَدُونَ" 22 ٱلزخرف.
ومع ذلك فكتاب ٱللّه يبين أنّ لهؤلآء أجرا فى ٱلحياة ٱلأخرة بما عملوه بخبرتهم فيما ورثوه وحفظوه وٱستقاموا فيه:
"وأَصحَٱبُ ٱليَمِينِ مَآ أَصحَٰبُ ٱليَمِينِ(27) فِى سِدرٍ مَّخضُودٍ(28) وطَلحٍ مَّنضُودٍ(29) وظِلٍّ مَّمدُودٍ(30) ومَآءٍ مَّسكُوبٍ(31) وفَٰكِهَةٍ كَثيرةٍ(32) لَّا مَقطُوعَةٍ ولا مَمنُوعَةٍ(33) وَفُرشٍ مَّرفُعَةٍ(34) إنّآ أَنشَأنَٰهُنَّ إِنشَآءً(35) فَجَعَلنَٰهُنَّ أَبكَارًا(36) عُرُبًا أَترَابًا(37) لِّأَصحَٰبِ ٱليَمِينِ(38)" ٱلواقعة.
وٱلمثل عليهم هو فى كلِّ سلطة تتبع عهدا موروثا (دستورا) لا تبدّل فيه ومنهم كانت سلطة قريش. فقد حفظت عهد قريتها ودار ندوتها ٱلموضوعين من قبل مؤسسها "قصى ٱبن كلاب" ليكون لكلِّ قبيلة وعشيرة حقّ محفوظ فى مواقع ٱلسلطة كما هو ٱلأمر فى لبنان إلى ٱليوم (ديمقراطية ٱلطوآئف). وبذلك ٱلعهد قرّش "قصى" بين قبآئل وعشآئر مختلفة جآءت إلى مكّة من شُعَب مختلفة من ٱلأرض فصاروا قوما "قريشا" (كما هو ٱلأمر فى ٱلولايات ٱلمتحدة وأستراليا وكندا). فٱتبع ٱلقوم قريش ٱلعهد وحفظوه وخبروا فيه وٱستقاموا ولم يقبلوا بتغيير فيه. وبه ٱهتدوا فى عيشهم حتى جآء رسول ٱللّه "محمد" يدعوهم بما نزل على قلبه إلى تغيير فى ٱلعهد وٱلميثاق ليكون فيه للأفراد حقوق إلى جانب حقوق ٱلقبيلة وٱلعشيرة. وليكون للمهاجرين ٱلجدد حقوق أهل مكّة (الجنسية). وهذا ما كان عهد ٱلقوم قريش ٱلموروث وٱلواثنون عليه يمنعهم عن قبوله.

ٱلثانية "أصحَٰبُ ٱلمَشئَمَة". وهم ٱلمتشآئمون ٱلمتمردون على ٱلعهد ٱلموروث وٱلدّاعين إلى حركة مناقضة له ولأصحاب ٱليمين ولخبرتهم وقلب سلطتهم ٱلعهدية وٱستبدالها بسلطة لا عهد لها من "أصحَٰب ٱلشِّمال". وهذا فعل مَن لا ميراث لهم ولا علم ولا خبرة ولا يستقيمون بأمر فيشيطون بحياة ٱلناس فى مجتمعهم يعسرونهم ويتسلطون علىۤ أملاكهم وأموالهم يوزّعونها بينهم فيعيشون مترفين بما يتسلطون عليه من أموال مجتمعهم.
وٱلمثل علىۤ "أصحاب ٱلشمال" فى جميع ٱلذين يُعرفون ٱليوم لغوا بٱسم "يسار" فى ٱلسياسة وهم جميع ٱلأحزاب ٱلثورية ٱليسارية وٱلطآئفية وٱلقومية على ٱختلافها. وهم ٱلمؤسسون لكلِّ سلطة طاغوت وٱلمعسرون فى حياة أىِّ مجتمع يتسلطون عليه.
ٱلمعسرون هم ٱلذين يهيمن على قلوبهم "ٱلشَّيطٰن" The absolute disorder (الفوضى المطلقة فى اللغة) وهو منهاج ضعيف صنعه ٱللّه ليستفزز ويضلّ عن ٱلحقِّ مَن لا يعبد ٱللّه ولا يوفى بعهده فيعبد ٱلشيطان ويستسلم إليه ولا يستطيع أن يتّقيه:
"وٱستفزِز مَنِ ٱستطعتَ مِنهُم بِصوتَكَ وأَجلِب عليهِم بِخَيلِكَ ورَجلِكَ وشَاركهُم فِى ٱلأموالِ وٱلأَولاد وعَدهُم وما يعِدُهُمُ ٱلشَّيطٰنُ إلا غُرُورًا(64) إنّ عِبادى لَيسَ لَكَ عليهم سُلطَٰن وكَفَىٰ بِرَّبِّكَ وكيلا(65)" ٱلإسرآء.
فمنهاج "إبليس" يفعل فىۤ أنفسهم يغويهم ويقعد لهم فى ٱلصراط يمنعهم عنه وعن عمل ٱلشكر:
"قال فبمآ أَغويتنى لأقعدنَّ لهم صرٰطك ٱلمستقيم(16) ثمَّ لأَتِيَنَّهُم مِّن بينِ أَيديهِم ومِن خَلفِهِم وعَن أَيمٰنِهِم وعن شَمَآئلِهِم ولا تَجِدُ أَكثَرَهُم شٰكِرِينَ(17)" ٱلأعراف.
وكذلك يغريهم ليأكلوا ٱلرِّبوٰا من ٱلأجرآء وٱلفقرآء ٱلذين يتسلطون بٱسمهم فيقومون بٱلأمر وهم يتخبطون:
"ٱلَّذين يأكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لا يقومونَ إلا كما يقومُ ٱلَّذى يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيطَٰنُ مِنَ ٱلمَسِّ" 275 ٱلبقرة.
فجميع أعمال "أصحاب ٱلشّمال" تقوم تخبُّطًا من دون علم ولا خبرة ولا هداية لنقضهم ٱلعهد فلا يكون لهم خَلقَ فى شىء ولا علم ولا خبرة موروثة ولا صيطرة فيضلّون ويمدّهم ٱلرّحمٰن فى ضلالهم:
"قُل من كان فِى ٱلضَّلـٰلَةِ فَليَمدُد له ٱلرَّحمٰنُ مدًّا" 75 مريم.
ويبيّن كتاب ٱللّه أنّ لهؤلآء ٱلضَّآلِّين جزآء فى ٱلحياة ٱلأخرة:
"وَأَصحَٰبُ ٱلشِّمَال مآ أَصحَٰبُ ٱلشِّمَالِ(41) فِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ(42) وَظِلٍّ مِن يَحمُومٍ(43) لَّا بَاردٍ ولا كَرِيمٍ(44) إِنَّهُم كَانُواْ قَبلَ ذَٰلِكَ مَترَفِينَ(45) وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلحِنثِ ٱلعَظِيمِ(46) وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَبعُوثُونَ(47)" ٱلواقعة.

ٱلثالثة "ٱلسَّابقون". وهم ٱلذين يعلمون بميراث ٱلعهد كاملا ويخبرون به ويعملون على حفظه وٱلنفع منه وعلى سبقه وتطويره بصناعة عهد جديد يرقى بعيشهم وعلمهم. ومنهم ٱلذين يسيرون فى ٱلأرض ينظرون كيف بدأ ٱلخلق فيعلمون بٱلحقِّ ويعلمون بحاجة مجتمعهم لعهد لا يُنقص حقًا لمن يعيش فيه. فيحنفون عن ميراث ءابآئهم ولا يوثنون عليه.
ومن ٱلسّابقين من غير ٱلرسل كان "قصىّ ٱبن كلاب" ٱلذى كتب عهدا (دستورا) بين قبآئل مختلفة قرّشها به وأقام سلطة عهد بينهم فى مكّة. وكان من ٱلرسل "موسى" ٱلذى كتب لبنىۤ إسراءيل "ٱلعهد" وصنع له تابوتا وأقام به سلطة وجعل له هيئة (لاويين) تحفظه وترقب تشريع ٱلسلطة وتمنعها من مخالفته. و"محمد" ٱلذى كتب عهد ٱلمدينة وأطلق عليه ٱسم "ٱلصحيفة".
فٱلّذى لا يوثن يسير فى ٱلأرض ينظر ويسأل ويقرأ ويعلم ويحنف ويطلب ٱلاطمئنان لقلبه كما فعل إبراهيم. وبفعل منع قومه له أن يكون من ٱلسابقين ٱلمجددين (وهم إما من "أصحاب ٱليمين" ٱلحافظون للميراث وٱلواثنون عليه أو من "أصحاب ٱلشّمال" ٱلناقضون للميراث وٱلمعسرون وفى كلِّ أمر يتخبطّون) يكون سبيله إلى ذلك فى هجرته عن دياره وجمع قومه كما فعل إبراهيم وٱلذين معه. وهو ما فعله ٱلابن "محمد" فهاجر مع تابعيه ولم يثور وينقلب على عهد قومه وسلطتهم.
وللسابقين أجر فى ٱلحياة ٱلأخرة:
"وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ(10) أُوْلَٰئِكَ ٱلمُقَرَّبُونَ(11) فِى جَنَّتِ ٱلنَّعِيمِ(12)" ٱلواقعة.

فما جآء من هداية فى كتاب ٱللّه بيّن لِّمَن يتطهر قلبه من لغو وتحريف ٱلمحرّفين. فما يقوله أبنآء ٱللغة ٱلفصحى (سياسيون ومفكرون وكهنوت) عن ٱليمين وٱليسار يجعل أكثرهم من أصحاب ٱلشمال وهم لا يعلمون بٱلوصف لهم فى كتاب ٱللّه ولا يجدون فىۤ أنفسهم حرجا فيما يقولون ويتخذون من مواقف تُعسر عيشهم وتضلهم عن هداية ٱللّه فى كتابه. كما يجعل قول أبنآء ٱللغة أصحابَ ٱليمين يخجلون من أنفسهم بما يلحق بهم ٱلتحريف وٱللغو من مفهوم كلمة "رجعية".
فما يزعم به أبنآء ٱللغة ٱلفصحى من كهنوت ومفكرين وسياسيين بقولهم ٱللاغى "يسار" أنّه "مصطلحا" وضعوه ليدلّ على فئة سياسية هو ما صرف قلوبهم عن ٱلتفكير وٱلعلم بكلمات وضعها ٱللّه فى كتابه. فجعلهم وضعهم ولغوهم يعملون على تحريف كلمة "يُسر" وٱللغو فيها.
ٱللّه هو ٱلواضع لكلمات ٱلحقِّ وهو ٱلواضع لكلمات قوله وبيانه لها. وفى كتابه أنّ ٱلذين يحرفون ٱلكلم عن موضعه هم ٱلكافرون. فما يزعمون بكلمة "يسار" فى ٱلسياسة من ضدّ لكلمة "يمين" يلغو فى مفهوم "ٱليُسر" وهو من عمل ٱليمين وأصحاب ٱليمين ولا ضد بين ٱلكلمتين. وهذا تحريف لدليل كلمة "يُسر" ووضع لها فى موضع كلمة ٱلضّد "شمال" ولغو يخفى عمل "ٱلعُسر" للشمال وأصحاب ٱلشمال. وبذلك صرفوا عن قلوب ٱلناس مفهوم "ٱلعسر" عند "أصحاب ٱلشمال" ٱلمبيّن فى كتاب ٱللّه وهم "اليساريون" و"الثوريون" و"الفوضويون" و"ٱلمتشآئمون" و"ٱلناقضون للعهد" و"ٱلمعسرون" فى حياة ٱلناس ٱلدنيا. وأقاموا ٱلدنيا وأقعدوها على مفهوم "ٱليمين" وأبعدوا يُسر "أصحاب ٱليمين" عن ٱلحياة ٱلسياسية وٱلاجتماعية.
فما قاله ٱللّه عن تعدد شرعة ٱلناس:
"لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً ومِنهاجًا ولو شَآء ٱللَّه لَجعَلَكُم أُمَّةً وٰحِدةً ولكن لِيبلُوَكُم فى مآ ءَاتٰٰكُم فاستَبِقُواْ ٱلخيراتِ إلى ٱللَّه مرجِعُكُم جَمِيعاً فَيُنبِئُكُم بِمَا كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُون" 48 ٱلماۤئدة.
يبيّن ٱليسر فيما يتشابه لهم ويعلمون وبه يشرّعون.
وما قاله ٱللّه عن ٱلإكراه فى ٱلدين:
"لاۤ إكراه فى ٱلدينِ" 256 ٱلبقرة.
يبيّن موعظة لليُسر فيه لا ٱلعُسر. وهذا ما نقضه ءابآء ٱللغو ٱلذين ٱنقلبوا على عهد ٱلمدينة فى سقيفة بنى ساعدة وفسقوا عليه وعلى ٱلموعظة بقولهم ٱلمعسر وٱلمعتدى: "لا يترك بجزيرة العرب دينان" (موطأ ٱبن مالك ٱنظر فى ٱلموقع:
http://hadith.al-islam.com.(
وفى ٱتباع قولهم هذا نقض لعهد ٱللّه ولعهد ٱلمدينة ونشر للعسر وٱلإكراه فى حياة ٱلناس. وهو ما يتبعه ٱلأبنآء فيضلّون عن مفهوم ٱليمين ومفهوم ٱلعهد وحفظه.
لقد ضلّ هؤلآء عن صراط ٱللّه ٱلمستقيم فغضب ٱللّه عليهم. وٱلمغضوب عليهم هم "أصحاب ٱلشمال" ٱلضَّآلُّون ٱلمعسرون. أما ٱلذى يطلب ٱلهداية وٱلصراط ٱلمستقيم:
"ٱهدِنَا ٱلصِّرٰطَ ٱلمُستَقِيَم(6) صرٰط ٱلَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ ٱلمَغضُوبِ عَلَيهِم ولا ٱلضَّاۤلِّينَ(7)" ٱلفاتحة.
فيعبد ٱللّه ويوفى بعهده ولا يكون من أصحاب ٱلشمال.
ومَن ينظر فى حال قوم ٱلرسول ٱلذين يزعمون أنّهم عربا ومسلمين يرى ماذا يعبدون. فهم جميعا يتخبطون فىۤ أعناقهم أغلال وبين أيديهم سدّ ومن خلفهم سدّ فجميع فئاتهم ٱلسياسية لا يبصرون ولا يعلمون بعهد وموعظة وهداية. وهم لا يعبدون للّه أمرا وهم أكثر ٱلناس عبادة للشيطان.




#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلصِّدِّيقُ إِدرِيس
- شيوخ ٱلمسلمين لأبآئهم يعتدون على حقٍّ ٱللّه!
- ٱلقرءان وٱلسَّلفىّ
- ٱبن ٱلحىّ حىّ وٱبن ٱلميّت ميّت
- منهاج أبنآء -إبليس- واحد!
- هل إبراهيم أب للمسلمين؟
- لسان ولغة
- كيف ولماذا ٱختلف ٱلبشر فى ٱلِّسان؟
- ٱلكلمُ وٱلقول وٱلحديث
- متى يكون ٱلقول حديثًا؟
- -مَا كَذَبَ ٱلفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ-
- ٱلحرية مسئولية
- تفسيرُ ٱلمُتَشَابه متشابه
- ٱلحوار لا يقوم على لغوٍ
- حوار تمدّن أم هزل وهزء أعراب جاهلين؟
- ٱلتكاثر فى ٱلأموال وٱلأولاد يفسد فى ٱ ...
- ٱلقرءان هو أحسن تفسير
- ٱلتبشير حقّ للجميع
- تعقيب على مقال -إِن هُوَ إِلَّا ذِكر وَقُرءان مُّبِين-
- -إِن هُوَ إِلَّا ذِكر وَقُرءان مُّبِين-


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱليمين وٱلشمال (اليسار)