أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - -مَا كَذَبَ ٱلفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ-















المزيد.....

-مَا كَذَبَ ٱلفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ-


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2693 - 2009 / 6 / 30 - 08:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"مَا كَذَبَ ٱلفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ"

يتبع ٱلمسلمون ما يظنّون به حديثا لبشر يجمع بين مفهوم ٱلإسرآء ومفهوم ٱلمعراج. وفى هذا ٱلحديث ٱلظّنِّ ما قاله وكتبه كهنوت "بولس" تحت عنان (رؤيا يوحنا اللاهوتي) من مزاعم تجعل ٱلجاهلين يسجدون للملوك وحلفآئهم من ٱلكهنة: "وجعلنا ملوكاً وكهنة لله ابيهِ له المجد والسلطان الى ابد الابدين" (الاصحاح الاول 6).
لقد جمع ٱلمحدّث فى عنان حديثه بين كلمة "إسراء" وكلمة "معراج". ولم يسأل ٱلمفكرون ٱلمصدقون لهذا ٱلظّنِّ إن كان فى هذا ٱلجمع صواب لا يكذّبه ٱلفؤاد بما فيه من أمانة. ولم يعملوا على عقل هذا ٱلحديث مع سورة "ٱلإسرآء" ومع سورة "ٱلمعارج" فى كتاب ٱللّه. وبقى حديث ٱلظّنِّ يصيطر عليهم بما فيه من جهل ٱلمحدّث بكتاب ٱللّه.
وعلى ٱلرّغم من ٱلعلم فى ٱلحقِّ ٱلذى ٱكتسبه أحدهم وهو مَن توارى خلف ٱسم "همسة دعوة" وجهد نفسه فى تفسير للحديث من بعد عرض لما علمه من ٱلنسبيّة ٱلعآمّة عن ٱلزمن وٱلمكان ليعلن أنّ دافعه من هذا ٱلعرض هو تقريب ما يظنّه عجزا فىۤ إدراك ٱلناس لمحمول ٱلحديث لعلّهم يفهموه:
(لقد أوردنا هذا العرض العلمي لكي نقرب للناس فهم إحدى المعجزات الحسية التي جرت لرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، إنها "معجزة الإسراء والمعراج").
وأعلن من دون أن يدرىٰۤ أن فؤاده لم يصدّق هذا ٱلحديث على ٱلرّغم مما عرضه من وسيلة تقرّب:
(ولسنا نسعى من وراء هذا العرض وما يليه من إيضاحات أن نثبت صدق هذه المعجزة، وإنما نريد فقط أن نقرب فهمها للذين يستبعدون حدوثها من غير المسلمين).
ويعلن أنه يُسَلِّمُ بمحمول هذا ٱلحديث ويصدّقه على ٱلرغم من تكذيب فؤاده لهذا ٱلمحمول:
(وهذه المعجزة من الصنف الذي لم يجره الله بقصد التحدي (أي: تحدي البشر)، وأعجب ما في هذه المعجزة (بشقيها) أنها غيب من جملة الغيوب التي يجب على المسلم أن يصدق بها ويثق فيها مطلقا).
فؤاده كذّب ٱلحديث ولم يصدّقه لأنّ ٱلسمع وٱلبصر لا يشاركان فى ٱلتصديق. أما ما جعله يقول (يجب على المسلم أن يصدق بها ويثق فيها مطلقا) وهو تصديق ما لا برهان عليه فٱلفاعل فيه هو منهاج "إبليس" ٱلذى يغوى ويضلّ عن ٱلحقِّ ويلغو فيه فيجعل مَن يتبعه يسلّم ويصدق بحديث يكذبّه فؤاده.
ٱلقول ٱلعربىّ "لِنُرِيَهُ" يحدد وسيلة ٱلرُّءيا وهى "ٱلقلب". ٱلقلب هو ٱلذى يرى ويبصر وٱلفؤاد يصدّق ما رأى وبصر ٱلقلب أو يكذّبه "مَا كَذَبَ ٱلفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ".
بهذا ٱلفهم من دون لغوٍ لا يُسَلّمُ مؤمن قلبه سليم من ٱللغو بتصديق أمر يكذّبه فؤاده وهو يعلم بٱلأمر ٱلمطلوب منه للتصديق:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كلّ أولٰئك كان عنه مسئولا" 36 ٱلاسراۤء.
فما حدث ليلا فى قلب ٱلرسول هو "رُءيا" من دون مشاركة لسمعه وعينه فى حدوثها. وما لا تشارك به ٱلعين لا يشارك به ٱلجسم. ولم يكذّب فؤاد ٱلرسول ما رأى قلبه لأنّ ما فى ٱلفؤاد من أمانة هو ما يصدّق ٱلرُّءيآ أو يكذّب. وهو ذات ٱلأمر ٱلذى جعل ٱلسيد ٱلمتوارى خلف ٱسم "همسه دعوة" يعرض ما صدقه فؤاده من قول لأينشتاين.
كان يمكنه بهذا ٱلعرض أن يعقل ما علمه من مفهوم ٱلنسبيّة مع ما جآء فى كتاب ٱللّه عن نسبيّة زمن ٱليوم عند ربّنا سندا للأمل وٱلرجآء فى ٱلقول "لعلّكم تعقلون". أمآ أن يأتى بحديث بشر يعجم فى قوله عن دليل "ٱلإسرآء" وعن دليل "ٱلمعارج" ليقول أنّ مفهوم ٱلنسبيّة يقرّب للناس فهم وتصديق هذا ٱلحديث ٱلأعجمىّ وأنّ ما جرى للرسول معجزة فكتاب ٱللّه لا يؤيّده:
"سُبحٰنَ ٱلَّذِىۤ أَسرَىٰ بِعَبدِه لَيلا مِّن ٱلمَسجدِ ٱلحَرَامِ إِلَى ٱلمَسجدِ ٱلأقصا ٱلَّذِى بَٰرَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن ءَايَٰتِنآ إِنَّهُ هُوَ ٱلسّميعُ ٱلبَصيرُ"1 ٱلإسرآء.
فٱلمأرب من ٱلحدث هو "لِنُرِيَهُ" وهذا ما يبيّنه ويوكّده ٱلقول ٱلعربىّ:
"وإِذ قُلنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بٱلنَّاسِ وما جَعلنا ٱلرُّءيَا ٱلَّتِىۤ أَرَينَٰكَ إِلا فِتنَةً لِّلنَّاسِ" 60 ٱلإسرآء.
فهى "رءيا" حدثت فى ٱلقلب لتكون فتنة للناس بما يفهمون ويحدّثون عنها ويصدقون.
ما دفع إلى ٱلقول بٱلمعجزة هو ٱلجهل بهذا ٱلمفهوم فى كتاب ٱللّه ٱلذى يبيّن لمن يريد بيانا منه أنّ أفئدة ٱلناس بما فيها من روح ٱللّه تكذّب وتصدّق ولا تعجز فىۤ أمر من ٱلعلم وٱلبيان ومنها ٱلعلم ممّا خلقوا وٱلعلم بٱلنّشأة ٱلأولى:
"إنّا خلقناهم مِمّا يعلمون" 39 ٱلمعارج.
"ولقد علمتم ٱلنشأة ٱلأولى فلولا تذكّرون" 62 ٱلواقعة.
ومن ٱلناس ٱلذى سيعلم ولن يعجز عن هذا ٱلعلم. ومنهم ٱلذى يعجز عن هذا ٱلعلم لأنّه يصدق ما يكذّبه فؤاده ويتبع حديثا أعجميّا وبه يُفتن.
لقد حصر ٱللّه عجز ٱلناس فيما يلى من قوله بلسان ٱلعربىّ:
"قُل لَئنِ ِٱجتَمَعَتِ ٱلإنسُ وٱلجِنُّ علىٰۤ أَن يَأتُوا بِمِثل ِهٰذا ٱلقُرءانِِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ" 88 ٱلإسراء.
"وإِن كُنتُم فى ريبٍ ِمّمَّا نَزَّلنَا علىٰ عَبدِنا فَأتُواْ بسُورةٍ مِّن مِّثلِهِ" 23 ٱلبقرة.
"أَم يَقُولُونَ ٱفتَرـٰهُ قُل فَأتُواْ بِسُورَةٍٍ مِِّثلِهِ" 38 يونس.
"أَم يَقُولُونَ ٱفتَرـٰهُ قُل فَأتُواْ بِعَشر ِسُور ٍمِّثلِهِ مُفتَرَيٰتٍ" 13 هود.
"فَليَأتُواْ بِحَديثٍ مِّثلِهِ إِن كانُواْ صَـٰدِقِينَ" 34 الطور.
كتاب ٱللّه هو أحسن ٱلحديث ٱلمُبيّن للحقِّ ٱلرّبّانىّ جميعه. وبيانه لا يتبدّل فيه ٱلقول ٱلثابت ٱلخطِّ ويتشابه مع كل بيان للناس عن ٱلحقِّ مهما تطور وتثنّى ٱكتسابهم من ٱلعلم فيه.
وما لا يعلم به ٱلجاهلون وهو كثير أنّ ٱلأيات ٱلتى جآءت مع رسل ليست معجزات. فٱلقرءان يحمل وصفا لها بلسان عربىّ "ءايَٰت مبصرٰت". كما لا يعلمون بٱلفرق بين رسول معه ءاية مبصرة ورسول معه ءاية مبيّنة. فٱللّه بيّن هذا ٱلفرق فى كتابه لقوم يعلمون ويتفكرون ويفقهون ويصدّقون ما يصدقه ٱلفؤاد. فقال أنّ موسىٰ هو "رسول مِّن ربِّ ٱلعٰلمين". وبيّن أنّ ما جآء به رسول ٱلرّب كان تسع ءايات مبصرات يدركها ٱلبشر بوسيلة بصر ٱلعين وسمع ٱلأذن فتجعلهم يتفكرون فى سبب حدوثها وينظرون بوسيلة ٰٱلسمع وٱلبصر وٱلفؤاد ليعلموا بصدق أو كذب ما يقوله ٱلرّسول ٱلذى حمل لهم هذه ٱلأيات.
وقال أنّ محمدًا هو "رسول ٱللّه". وبيّن أنّ ما جآء به رسول ٱللّه كان "ءَايَٰتٍ مُبيِّنٰت" بيان وتبيان لكلِّ شىء يدركه قلب يسألُ وينظرُ ويسمعُ ويعلمُ ويبيّنُ ويفكّرُ ويفقهُ ويعقلُ فيصدّقُ فؤادُه أو يكذّب ما حدّث به ٱلرسول فىٰۤ أحسن ٱلحديث.
إلآ أنّ كثيرا من ٱلناس لم يفرّقوا بين مفهوم ٱلقول "رسول من ربِّ ٱلعٰلمين" ومفهوم ٱلقول "رسول ٱللّه". وحتى يومنا هذا ما زال ٱلكثيرون من ٱلمفكرين لا يفرقون. فما سمع به ٱلمفكرون ٱلسلف عن ٱلأيات ٱلمبصرات ٱلتى جآء بها رسول ٱلرّبِّ موسىٰ ظنوۤا أنّها معجزة وٱلناس لصنعها لا يستطيعون. فجعلهم ظنّهم لا يصدقون ٱلأيات ٱلمُبينات فى حديث ٱلرسول "ٱلقرءان" من دون ءايات مبصرات. فصنعوۤا أحاديث أعجميّة وحمّلوها ما ظنّوه ءايات مبصرات. وبذلك بيّنوۤا كيف طُبع على قلوبهم فلا يفقهون ذلك ٱلفرق بين ٱلرسولين وٱلرسالتين.
لقد كتبت عن مفهوم "ٱلإسرآء" وقلت أنّه يحمل دليل ومفهوم ٱلعلوِّ فى ٱلأرض لبعض ٱلناس بسبب ما يكتسبون من علم فى ٱلحقِّ ويكون لهم ٱسم "بنىٰۤ إسرٰءيل" ٱلذين يتبعون ٱلقول:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كلّ أولٰئك كان عنه مسئولا" 36 ٱلاسراۤء.
وبنوۤ إسراءيل ٱلذين يتبعون ٱلقول:
"ولا تَجعل مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فّتَقعُدَ مّذمُومًا مَّخذولا" 22 ٱلإسرآء.
هم ٱلذين يرجعون عن ٱلسّيِّئَات وعن ٱلفساد فى ٱلأرضِ من بعد علوِّهم فى ٱلأرض وبٱلتى هى أَقوم يهتدون:
"إنَّ هَٰذَا ٱلقُرءَانَ يَهدِى لِلَّتِى هِىَ أَقوَمُ ويُبَشِّرُ ٱلمؤمنينَ ٱلَّذِينَ يَعمَلُونَ ٱلصَّلِحَٰتِ أَنّ لَهُم أجرًا كَبِيرًا" 9 ٱلأسرآء.
وهؤلآء يهتدون بكتاب ٱللّه ٱلعربىّ ٱلِّسان ولا يجعلون من لسان بشر أعجمىِّ كتابَ هدايةٍ لَّهم فيضلُّون.
لقد وصف ٱللّه نفسه بقوله "ٱللّه نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض". وقد جعل كتابه نورا يهدى به مَن يشآء لنفسه هداية حقٍّ وهو ينظر فى ٱلحقِّ ومنه يعلم. ومَن يتلوا هذا ٱلوصف بقلبٍ سليم من ٱللغو سيعلم أنّ ٱلنور هو سبيله إلى محو ءاية ٱلّيل ٱلتى يحولُ ظلامُها بين بصره وبين ٱلحقِّ ويمنع عن قلبه بيان ما عَجَمَ عليه ٱلظلامُ منه. وبعلمه هذا سيفهم قول ٱللّه عن نفسه "نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض" أنّه يبيّن ما فى ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض لا يعجم عنه منها شىء ولآ أمر.
أمآ أكثر ٱلمفكرين ٱلمسلمين (سلف وخلف) فيظنون أنّ ما فى كتب ٱلبشر من زعم حديث ينير لهم ما عجم فى كتاب ٱللّه على قلوبهم بفعل ٱللغو. وبذلك ٱلظّنِّ يكذّبون قول ٱللّه عمّا يعجز عنه ٱلبشر:
"فَليَأتُوا بِحَدِيثٍ مِّثلِهِ إن كانُوا صَٰدِقِينَ" 34 ٱلطَّور.
"قُل لَئنِ ِٱجتَمَعَتِ ٱلإنسُ وٱلجِنُّ علىٰۤ أَن يَأتُوا بِمِثل ِهٰذا ٱلقُرءانِِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ" 88 ٱلإسراء.
فلم يصدّقوا حديث ٱللّه وزعموا بحديث مثله لرسوله: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله).
فجعلوا للقرءان مثله وكذّبوا ٱللّه.
يقول ٱلمتوارى خلف ٱسم "همسة دعوة" مفسّرا ذلك ٱلحديث بعد أن عرض للنسبية ما ظنّ بنفعه من ٱلعرض:
(وأما قوله تعالى: "من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" فتفسيره: أن انتقال الرسول في رحلته الأرضية كان بين مسجدين، أولهما: المسجد الحرام بمكة في أرض الجزيرة العربية، وهو أحب بيوت الله في الأرض، والصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة في غيره من المساجد، وثانيهما: هو المسجد الأقصى بأرض فلسطين، مهد الأنبياء والرسل، وقد كان القبلة الأولى للمسلمين قبل أن يأتيهم الأمر بالتحول شطر المسجد الحرام الذي هو قبلتهم منذ ذلك الوقت إلى آخر الزمـان... والمسجد الأقصى من أفضل مساجد الأرض جميعا، والصلاة فيه تعدل خمسمـائة صلاة في غيره من المساجد... "الذي باركنا حوله" أي: الذي أفضنا عليه وعلى ما حوله بالبركات، دنيوية ومعنوية... "لنريه من آياتنا" أي: بعض الآيات الدالة على قدرة الله وعظمته، وليس كل الآيات...).
مبيّنًا تصديقه للحديث وما حمل من مفاهيم من دون حاجة له للنسبيّة. فيقول عن مكان ٱلمسجدين:
(كان بين مسجدين، أولهما: المسجد الحرام بمكة في أرض الجزيرة العربية، وهو أحب بيوت الله في الأرض،.. وثانيهما: هو المسجد الأقصى بأرض فلسطين).
من دون أن يرى حاجة ليبيّن كيف حدث ٱلعلم بمكان ٱلمسجدين عند ٱلمحدّث وعنده. كما يبّين أنّ تصديقه لما صار مسجدا أقصى بفعل ٱلظّنِّ هو ما جآء عنه فى كتاب ٱللّه.
ٱلمسجد ٱلحرام هو ٱلمكان ٱلذى لا يفسد فيه ٱلمؤمن ٱلذى يعمل صالحا. وهو غير "ٱلبيت ٱلحرام". وٱلمسجد ٱلأقصى هو ٱلمكان ٱلذى وصل إليه ٱلقلب بما رأى "عند سدرة ٱلمنتهى" فٱلمحدّث وعارض ٱلحديث يظنان بفعل صيطرة ٱللغو على قلوبهمآ أنّ ٱلبيت ٱلحرام وٱلمسجد ٱلحرام مفهومان لشىء واحد.
فيتابع ظنّه ويسأل:
(هـل حدثت المعجزة بالروح أو بالجسد أو بهما معا؟).
ويجيب نفسه بما لديه من ظنّ:
(قد يقول قائل: إن رحلة الإسراء (ومن باب أولى: رحلة المعراج) حدثت لرسول الله مناما، أي: رؤيا منامية، يعني بروحه دون جسده. ونحن نقول لهذا القائل: إن الرحلة الأرضية، وكذلك الرحلة العلوية، حدثتا معا بالروح والجسد معا).
ثمّ يورد ما يظنّه بقوله (الأدلة الدامغة) غافلا عمّا تدلّ عليه كلمة "دمغ". فيقول عن ٱلإسرآء "رحلة" وعن ٱلمعراج "رحلة" بما يظنّه جسدا وروحا. ٱلأولىٰۤ إلى فلسطين وٱلثانية إلى ٱلسّمآء. فيحمّل كلمة "إسرآء" مفهوم رحلة جويّة فى طآئرة من مكان فى ٱلأرض إلى مكان أخر. ويحمّل كلمة "معراج" مفهوم رحلة فضآئيّة بسرعة يظنّ أنّ ٱلإنسان لا يمكنه ٱلوصول إليها. وبذلك يكون قد دمغ على قلبه فمنعه من ٱلنفع ممّا عرضه من قول عن ٱلنسبيّة.
فى كتاب ٱللّه سورتان. واحدة تحمل عنان "ٱلإسرآء" وفيها رُءيا جآءت إلى قلب ٱلرّسول من ٱللّه ٱلعلىّ من دون أن ينظر بسمعه وبصره وفؤاده ليعلو ويعلم ويبيّن لبنىٰۤ إسرٰءيل ما عليهم من عمل صالح وحسن وهداية بٱلتى هى أقوم من بعد علمهم وعلوّهم فى ٱلأرض.
وٱلأخرى تحمل عنان "ٱلمعارج" وفيها بيان كيف تعرج ٱلملٰئكة وٱلروح إلى ٱللّه يوم تقع ٱلواقعة.
فى كلٍّ من ٱلسورتين بيان لمفهوم عنانها. فكلمة "عَرَجَ" يبيّنها قول ٱلعامة "أعرج" عن ٱمرء فى جسمه عورة تظهر وهو يمشى. فٱلكلمة تبيّن ٱنكسارا وٱرتدادا فى وجهة سير ٱلشىء. وهذا ما يبيّنه ٱلقول فى سورة "ٱلمعارج" وهى كثيرة وليست معراجا واحدا كما يَظنّ ٱلجاهلون:
"سأََلَ سآئِل بِعَذّابٍ واقِعٍ(1) لِّلكَٰفِرِينَ لَيسَ لَهُ دَافِع(2) مِّنَ ٱللَّهِ ذِى ٱلمَعَارِجِ(3) تَعرُجُ ٱلمَلَٰئِكَةُ وٱلرُّوحُ إِليهِ فِى يومٍ كَانَ مِقدَارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ(4) فٱصبِر صَبرًا جَمِيلا(5) إِنَّهُم يَرَونَهُ بَعِيدًا(6) وَنَرَىٰهُ قَرِيبًا(7) يَومَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلمُهلِ(8) وَتَكُونُ ٱلجِبَالُ كَٱلعُهنِ(9) ولا يَسئَل حَمِيم حَمِيمًا(10)" ٱلمعارج.
فهذه ٱلمعارج هو ٱنكسار وٱرتداد للسمآء وٱلجبال وٱلناس وهم يرجعون إليه بزمن يوم واحد "كان مقداره خمسين ألف سنة".
معارج ٱللّه كثيرة لا يعلم بهآ إلا ٱلمصلُّون ٱلذين عن صلوٰتهم لا يسهون. وهؤلآء لا يكونون إلا من بنىٰۤ إسرٰءيل ٱلذين يحقّ لهم بعلمهم ٱلإسرآء بعيدا عن ٱلجاهلين ٱلقاعدين على ما قاله جاهلون. ومن معارج ٱللّه ما بيّنه "أينشتاين" من نسبيّة للزمن وٱلمكان وٱلسرعة.
لقد أسرى ٱللّه بعبده ليلا فبصر قلبه ورأى ءايات ٱللّه وصدّق فؤاده ما رأى:
"مَا زَاغَ ٱلبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ(17) لَقَد رَأَىٰ مِن ءَايٰتِ رَبِّهِ ٱلكُبرَىٰۤ(18).
فما رأى قلب ٱلعبد من ءايات ربّه لم يكذّبه فؤاده وجعله يصدّق ما نزل على قلبه وحيًا فلم يتقوّل على ٱللّه بعض ٱلأقاويل ولم يتحدث بغير حديث ٱللّه وهو لديه أحسن ٱلحديث كتابا متشٰبها مثانىَ.






#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلحرية مسئولية
- تفسيرُ ٱلمُتَشَابه متشابه
- ٱلحوار لا يقوم على لغوٍ
- حوار تمدّن أم هزل وهزء أعراب جاهلين؟
- ٱلتكاثر فى ٱلأموال وٱلأولاد يفسد فى ٱ ...
- ٱلقرءان هو أحسن تفسير
- ٱلتبشير حقّ للجميع
- تعقيب على مقال -إِن هُوَ إِلَّا ذِكر وَقُرءان مُّبِين-
- -إِن هُوَ إِلَّا ذِكر وَقُرءان مُّبِين-
- كلمة -فؤاد- تبيّن وتوكّد علمَ مُؤلِّفٍ وكتابٍ!
- نعلم لكن ٱلعليم هو ٱللّه
- حقوق ٱلإنسان هى حقوق خليفة للّه
- -إبليس- لا يسجد لأدم!
- ٱلمؤمن واحد أحد
- ٱلأمّة ٱلإسلاميّة أمّة جمعٍ تكفر على ٱلفرد ...
- ٱلِّسان ٱلعربىّ وٱلِّسان ٱلأعجمىّ
- ٱلرسول ٱلبشر يخشى ٱلناس فيخطئ
- زواج ٱلنّبىّ من مطلّقة زيد
- لسانُ ٱلقرءانِ عَربىّ مُّبين يَهدِى ولسانُ ٱللغة ...
- ٱلقول (ناسخ ومنسوخ في القرآن) هو تحريف للكلم عن مواضعه ...


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - -مَا كَذَبَ ٱلفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ-