أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مها عبد الكريم - فلم -بابل- .. الاختلاف وهاجس الارهاب















المزيد.....

فلم -بابل- .. الاختلاف وهاجس الارهاب


مها عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 2832 - 2009 / 11 / 17 - 04:19
المحور: الادب والفن
    


ربما لأحيانٍ كثيرة، راودتنا تلك الفكرة الفلسفية الغريبة التي تجعلنا نتأمل كثيرا في مصائر الأشياء التي نقتنيها او تهدى لنا وكيف ترتبط لاحقا بإحداث محورية ( قدرية) في حياتنا لدرجة التفكير أن ذلك الحدث المهم او الحزين او المأساوي لم يكن ليحدث بسبب تداخلات وتراكمات حدثية حسب إنما أيضا بوجود عناصر مكملة للصورة النهائية للحدث هي تلك الأشياء التي احتفظنا بها, فتصدمنا غرابة القدر الذي ادُخرت له
هذه هي احدى الافكار الفلسفية التي طرحها الفلم الامريكي" بابل " الذي تدور احداثة في ثلاث مناطق مختلفة من العالم, الفلم غني بالرؤى والافكار ويدفع بالمشاهد لتفسير تلك الافكار بطرق مختلفة ولن يكون غريبا أن يكون لكل مشاهد تفسيره وفهمه الخاص لها
فلم بابل عبارة عن ثلاث قصص تبدو للوهلة الاولى ان لا رابط بينها، الاولى تجري في المكسيك وامريكا والثانية في اليابان والثالثة في المغرب.
يبدأ الفلم بمشهد لصياد ياباني يهدي بندقيته الى قروي مغربي كان دليله في رحلة الصيد, فيبيع الرجل المغربي بندقية الصيد تلك الى جاره الذي يريد استخدامها في قتل الذئاب وبنات آوى التي تهاجم اغنامه
الجار الذي اشترى البندقية يقوم بتسليمها الى اولاده ( احمد ويوسف) حيث ان اكبرهما كان بعمر احد عشر سنة فقط, ليقوما بتجربتها.. يحاول احد الولدين اصابة هدف على الجبل المقابل فتنطلق الرصاصة لتخترق زجاج باص سياحي بعيد كان يقطع الطريق بين الجبال فتصيب تلك الرصاصة عنق ساحة امريكية كانت برفقة زوجها، الولدان شاهدا الحادثة فهربا وبقيا خائفين بقية اليوم. يعم الارتباك ركاب الباص الذين كانوا كلهم من السياح خصوصا ان المرأة اخذت تنزف بشدة , الدليل المغربي الذي كان برفقة السياح يخبرهم ان اقرب مستشفى تقع على بعد ثمان ساعات لذا من الاجدى ان يعودوا برفقته الى قريته القريبة لنقلها الى مستوصف محلي او لانتظار وصول سيارة اسعاف, يتم نقل المراة المصابة الى بيت الدليل المغربي حيث تقوم امرأة عجوز برعاية السائحة الامريكية وطرد اطفال القرية الذين احتشدوا في طرقات القرية وعلى ابواب البيت البائس للتفرج على الغرباء .
يتصل زوج الساحة بصديق له ويطلب منه ابلاغ السفارة بالحادث وطلب المساعدة الطبية, وما ان يصل الخبر الى السفارة حتى يتحول الى حادث ارهابي سرعانما تتناقله القنوات الاخبارية في كافة ارجاء العالم, فتنطلق الشرطة المغربية للقبض على الارهابيين قبل انطلاق سيارة اسعاف.
بعد بحث قصير تصل الشرطة المغربية الى صاحب البندقية التي انطلقت منها الرصاصة وهو المغربي الذي استلمها هدية من الصياد ورجل الاعمال الياباني.. تقوم الشرطة بضرب الرجل المغربي بشدة امام زوجته فيخبرهم انه باع البندقية الى جاره الراعي وانه حصل على البندقية كهدية فتطلب الشرطة المغربية من اليابان التأكد من موضوع البندقية وانها عائدة لاحد مواطنيها..
يعرف الاب بحادث الرصاصة من اولاه فيقوم بضربهما بشدة ثم يصطحبهما الى الجبل للهروب من الشرطة لكنهم يتمكنون من ادراكه فيقتلون الابن الاكبر بينما يقوم الابن الاصغر بتحطيم البندقية على صخور الجبل والنزول من الجبل مستسلما يرجو الشرطة ان تساعد اخوة الذي قتل امامه..
السائح الامريكي كان يعيش ساعات عسيرة ممزقا بين زوجته التي تنزف بشدة دون مساعدة طبية الا من رجل اتضح انه طبيب بيطري قام بخياطة الجرح دون مخدر, وبين بقية ركاب الباص الذين كانوا يصرون على مغادرة القرية لاعتقادهم ان سكانها سيقومون بذبحهم مع حلول الظلام ومع انه كان مصرا على بقائهم معه الان انهم يستغلون فرصة انشغاله باتصال هاتفي فيركبون الباص ويفرون تاركيه في القرية. السائحة الامريكية وزوجها يبقيان في بيت الدليل المغربي حتى اليوم التالي حيث تقوم مروحية بنقلهما من القرية الى المستشفى في العاصمة لتخرج بعد خمسة ايام معافاة.
القصة الثانية التي كانت تسير احداثها بموازاة القصة الاولى والثالثة تدور في اليابان وهي عن ابنة الصياد ورجل الاعمال الياباني الذي اهدى البندقية للرجل المغربي, وهي فتاة بكماء تعاني بشدة من فقدان الحنان ومن نظرة المجتمع القاسية لعوقها, تعيش عزلة رهيبة تجعلها تلتجئ الى رجل الشرطة الذي جاء ليسأل والدها عن بندقية الصيد التي تسببت بحادث في المغرب.
اما القصة الثالثة فهي عن المربية المكسيكية التي تقوم برعاية ابناء السائح الامريكي وزوجته الموجودين في المغرب والتي كانت مهاجرة غير شرعية قررت ان تذهب الى زواج ابنتها في المكسيك فأخذت الطفلين الامريكيين معها وبعد انتهاء الاحتفال عادت مع اخيها الذي كان مهاجر غير شرعي ايضا فيشك شرطة الحدود فيهما ويبالغون في تفتيش السيارة وطرح الاسئلة ثم يطلبون من السائق الخروج من الطريق لمزيد من الاستجواب فيهرب السائق ثم يتخلى فيما بعد عن المربية مع الطفلين وسط الصحراء, تقوم المربية بمحاولة يائسة لانقاذ الاطفال من الموت عطشا وسط الصحراء الشاسعة وتتمكن من الوصول الى الشرطة وحدها لكن الشرطة تعتقلها وتعثر فيما بعد على الاطفال لكنهم يقررون ترحيلها الى المكسيك مع انها تعيش منذ ستة عشر سنة في امريكا وكل ما تمتلكه موجود فيها.
قد يخطر لنا اثناء مشاهدة احداث الفلم تساؤل عن العلاقة بين عنوان الفلم وقصصه الثلاث , فعنوانه يشير الى مدينة بابل او برج بابل لكن الرابط بين احداث الفلم والاسم لن يكون واضحا الا باكتمال احداثه , فيبدو بوضوح أن المخرج كان يعني تلك القصة الاسطورية التي تروي اتفاق البشر على بناء برج عال يصعد بهم الى الرب لكن الاله يبلبل السنتهم ويجعلها مختلفة لكي يتعذر التفاهم بينهم وبذلك يتوقف بناء البرج , وهي الفكرة المحورية في الفلم التي اراد المخرج أن يصل بها الى حقيقة أن البشر على هذا الكوكب لا يختلفون في تركيبهم الجسدي حيث لا يوجد غير مخلوق واحد عاقل هو الانسان لكن اختلاف لغته من مكان الى اخر احدث بين الانسان والاخر فروق عميقة واغتراب وصل حد أن ينظر الانسان الى قرينه المختلف عنه باللغة نظرة غريبة تملؤها الشكوك والريبة وكأنه كائن من عالم اخر يستبطن الشر ويتحين الفرص للانقضاض عليه والفتك به
أن هذه الفكرة تجسدها مشاهد عديدة في الفلم مثل نظرة الزوجة الى المرأة المغربية العجوز التي تمسك بكتفها محاولة ايقاف النزف, نظرة يملأها الشك والاستغراب والخوف حيث ان السياسة والاعلام العالمي لعب دوره في زيادة الرعب من الاخر ورسخ في ذهن الانسان الغربي فكرة الشرقي او المسلم الارهابي الذي لا يتوانى عن ذبحه او قتله, وفي نظرات الزوج المترقب لوصول سيارة الاسعاف وهو يجول ببصره في الوجوه والمناظر الغربية لعالم اتى ليتفرج عليه عن بعد، لا يفهم لغته.
أن غياب اللغة المشتركة أحدثت بمرور الأزمنة فروق هائلة في الثقافات والأديان بين الشعوب وصار من الصعب أن يفهم الإنسان قرينه الأخر حتى عندما يجهد ذلك الأخر في إيصال ما يفكر به من خلال تعلم لغة غير لغته، وهذه الفكرة جسدها مشهد السائح الأمريكي قبل صعوده الى الطائرة الطبية التي ستنقل زوجته الى المستشفى حيث يدفع بنقود أخرجها من جيبه الى الدليل والمترجم العربي( المغربي) االذي استضافه في بيته بينما يبقى الاخير مصرا على عدم قبولها... أن تذليل عقبة اللغة بين الاثنين لم تردم هوة اختلاف الثقافة والفهم لمعنى أفعال كل منهما!
ومن جانب اخر طرح المخرج مشكلة اللغة من زاوية أخرى أكثر عمقا وذلك من خلال قصة الفتاة اليابانية ابنه رجل الإعمال الذي أهدى بندقية الصيد للقروي المغربي, حيث أن هذا الفتاة البكماء ورغم وجودها في مجتمعها الذي تنتمي اليه الا أن فقدانها للغته جعلها تعيش غربة قاسية فاصبحت هنا هي الاخر المختلف الذي ينُظر له نظرة الشك والارتياب والنبذ فتعاني من فقدان الحنان والعاطفة لدرجة استجدائها, وتلتجئ في النهاية لإشباع حاجاتها هذه الى احد رجال الشرطة الذي طالما كانت تنظر لهم نظرة شك وتوجس بسبب حادث انتحار والدتها وتعرض والدها الى الأسئلة المستمرة من قبلهم .
اما الفكرة الاخرى التي يطرحها فلم بابل هي فكرة الارهاب نفسه وطريقة فهم هذا المعنى ووقعها عند المتلقي الغربي والشرقي , فاطلاق مصطلح ارهاب على أي عمل او مجموعة صار بمثابة دعوة خفية لتغييب لغة العقل واطلاق عنف وارهاب مضاد، وهذه الفكرة جسدتها مشاهد انتشار خبر اطلاق النار على السائحة الامريكية في كل انحاء العالم وتناقله على انه حقيقة مسلم بها بالرغم أن المرأة المصابة كانت معزولة تماما عن العالم , وسقوط الشرطة المغربية في نفس الفخ لكن ضد مواطنيهم من خلال توجيه عنف وارهاب وتنكيل بالقرويين البسطاء للوصول الى الارهابيين المجهولين, فيظهر تصرفهم هذا كرد فعل جاهز لدرء تهمة الارهاب الجاهزة والمرعبة , بينا يوضح الفلم في مشاهد اخرى أن الارهاب يمكن أن يحدث حتى في مواقف صغيرة جدا لا تتعدى مدتها الثوان وانه لا يرتبط بقومية الشخص انما بسلوكه نفسه فيتجسد في تصرفات منحرف يتناول المخدرات مثلا او اخر يقوم بقطع عنق دجاجة في منظر مثير للرعب والاشمئزاز امام مجموعة من الاطفال الصغار( مشهد يقوم به اخو مربية الاطفال المكسيكية) لكن الغرب الذي ابتدع الفكرة كلها يحسن استغلالها لتمييز الانسان الغربي ليبدو باستمرار في موضع الضحية المستهدفة التي تحظى في النهاية بكل الاهتمام بينما يزداد في الجانب الاخر الفقراء والمضطهدين اضطهادا ويعاملون بطرق اكثر امتهانا لكرامتهم وانسانيتهم !, يظهرهذا في الفلم في المشهد الذي تنقل فيه السائحة على سرير خشبي محمولة على الاكتاف يحيط بها اهل القرية الذين خرجوا لمشاهدة المروحية الطبية التي ستقلها الى المستشفى يتبعه مباشرة منظر الصبي المغربي الذي قتلته الشرطة تتناقل جسده المجرد ايدي قليلة لتنزله من الجبل الذي قتل فيه, وفي مشهد اخر للمربية المكسيكية وهي تبكي لمعرفتها قرار ترحيلها الى بلدها كونها مهاجرة غير شرعية لم يشفع لها قضاءها مدة ستة عشر سنة في أمريكا او حبها ورعايتها للطفلين الأمريكيين منذ ولادتهم، فالاطفال كادوا ان يموتوا في الصحراء وهذا جعلها غير جديرة حتى بالسؤال عنهم بعد نجاتهم حيث يجيبها الشرطي الامريكي في رده على عبارتها انها تحبهم كأولادها بقوله " لكنهم ليسوا اولادكِ"..
احتوى الفلم على العديد من المشاهد الانسانية والمؤثرة اضافة الى رؤية صورية تختلف حسب مكان القصة فالالوان في القصة المغربية تختلف عن الوان القصة اليابانية والاخرى المكسيكية هذا اضافة الى تعدد اللغات في الفلم ..ان فلم يمنحنا كل هذا الكم من الرؤى والافكار ومساحة كبيرة بعده للتأمل يستحق المشاهدة حتى وان اختلفنا معه في جزئيات صغيرة ظهرت هنا وهناك ..





#مها_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة الشرقية والاستمرار في تشويه صورة الفن العراقي
- هوامش من ذاكرة لا تحفظ الأسباب
- من هوامش ذاكرة لا تحفظ الأسباب
- ارتجال..
- اليوم السادس.. اليوم الحاسم
- أزمة الكهرباء الوطنية ومزنة الانتخابات ..!‏
- حتى رئة بغداد لم تسلم ....!!‏
- سجل الزوار ..-قصة قصيرة-
- احتجاج
- انتظريني..
- انتظريني ..
- وسط شعب تخلى عن وطنيته , مستقبل العراق على كتف متسول محتال و ...
- على ضفة الانتظار ..على حافة الانتحار !
- الحُجب
- فصل جديد في قضية مستمرة
- (تخيلها حدثت هكذا !!)مسرحية من فصل واحد
- ربع النفط للشعب !!
- بشهادة الصف الاول الابتدائي .. تزدهر الامم !!
- مقارنة مقلوبة ..!!
- صفية السهيل بين ( بي نظير ) وشعب بلا نظير في الاستخفاف والتح ...


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مها عبد الكريم - فلم -بابل- .. الاختلاف وهاجس الارهاب