أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مها عبد الكريم - اليوم السادس.. اليوم الحاسم














المزيد.....

اليوم السادس.. اليوم الحاسم


مها عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 04:03
المحور: الادب والفن
    



ربما مازال بعضنا يتذكر فلم الراحل يوسف شاهين" اليوم السادس" الذي يحكي قصة امرأة تعيش ‏صراعا مع مرض الكوليرا الذي أصاب ابنها الوحيد , حيث أن المصاب بهذا المرض يموت او ينجو ‏بعد اليوم السادس من الإصابة, ولهذا تحاول هذه المرأة إخفاء ابنها الأيام الستة التي يفترض أن ينجو ‏بعدها حتى لا يبلغ عنه السلطات التي كانت تجمع المرضى , بينما يختفي بطريقة درامية كل من ‏حولها بسبب الوباء ‏
‏ لقد وقع الاختيار على اليوم السادس باعتباره اليوم الحاسم لمريض الكوليرا حيث ينجو أو يموت ‏بعده , وهكذا هو الحال لكثير من الإمراض التي تصيب البشر حيث أن للكثير منها أياما حاسمة ‏تقرر مصيره , ومن نعم الاكتشافات والبحوث الطبية المتواصلة أنها توصلت في كثير من الإمراض ‏إلى ذلك اليوم بما يساعد في تحديد العلاج الأنجع والأسرع وتساعد المصاب على اجتياز ذلك اليوم ‏بنتيجة محسومة نحو النجاة والاستمرار ‏
ولان الأزمات التي تصيب حياتنا على اختلاف أنواعها وأسبابها , تشترك مع الإمراض التي تصيبنا ‏بقدرتها على إعاقة الاستمرار بشكل طبيعي لوقت قد يطول أو يقصر بحسب نوع وسبب كل أزمة , ‏لذا فهي تشترك معها بامتلاكها لذلك الجزء الحاسم الذي يمكن أن يكون تاريخا أو حدثا أو حتى ‏عمل-سأسميه هنا يوما -حاسما يؤدي إلى اجتياز قمة تلك الأزمة والانحدار الايجابي بعدها نحو ‏نهايتها التي تُؤذن بعودة الحياة إلى استمراريتها المعهودة , لكن المختلف هنا أن اليوم الحاسم ‏بالنسبة لأزماتنا لا يمكن تحديده أو اكتشافه كما في الأمراض وهذا من حسن الحظ وسوءه في آن ‏واحد , فلحسن الحظ أن الجهل بموعد هذا اليوم يترك مدى الأمل مفتوحا بلا حدود أن يكون اليوم ‏الذي نعيشه او غده القريب هو اليوم الذي نرجوه للانطلاق نحو الاستمرارية كما أن الجهل بموعده ‏يهون من صدمة المعرفة ببعده عندما يكون أحيانا بعيدا جدا بمدى اكبر من تقديرنا لمدى صبرنا ‏واحتمالنا , وهذا الأمر يصبح مفيدا أكثر في الأزمات والصراعات الكبيرة والطويلة وقد شهدنا الكثير ‏منها ممن استمر لسنوات قبل أن تنتهي او تصل الى نقطة الحسم ..ولسوء الحظ ان الجهل بموعد هذا ‏اليوم مع طول الانتظار قد يضعف كثيرا من القدرة على المقاومة مما يعجّل من سرعة الوصول إلى ‏النهاية السيئة التي تعقبه أحيانا ..‏
وكما يصبح اليوم الحاسم في المرض قمة للصراع بين الموت او الحياة مع اكتساب مناعة دائمة في ‏بعض الأحيان , يصبح اليوم الحاسم للازمات مهما وخطيرا خصوصا عندما ينتهي بتحول جديد , ‏وكما لا يعطى للمرض او الطفيلي الذي تسبب بالمرض إي ميزة لان غرضه لم يكن غير التطفل ‏والتكاثر ومد نفوذه ومستعمراته على حسابنا , لا يمكن أن ندين للازمات أو أسبابها إلا بقدرتنا ‏على اكتشاف نقاط الضعف وإصلاحها أو تقبلها باتجاه الاجتياز والاستمرار ‏
قد يكون من حسن الحظ او من الصدف القليلة الجيدة في ثقافتنا الاجتماعية ان يكون فيها أساس ‏وفكرة لليوم الحاسم وان يكون مفهومه ايجابي , يتمثل هذا بعدد من الأمثال والحكم الدارجة التي ‏تشترك في معناً واحد يشير إلى أن اشتداد الأزمات يشير إلى اقتراب انفراجها بما يعطي دفعة من ‏الأمل تساعد على الاستمرار والمقاومة دون التحريض المطلوب باتجاه ألمواجهه ..‏
‏ وهكذا يصبح تقصي "اليوم السادس" في كل ما يواجهنا من أزمات او عثرات او استعجاله او حتى ‏اختلاقه ان كان ذلك ممكنا , الهدف الأكثر أهمية وإلحاحا من إيجاد الحلول لما بعد الأزمة .. ‏متناسين خلال بحثنا هذا مخاوفنا من ان يكون ما بعده هو جل ما نخشى لان القوة والكرامة ‏والشجاعة تكمن دائما في المواجهة مهما كانت نتائجها ..‏





#مها_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الكهرباء الوطنية ومزنة الانتخابات ..!‏
- حتى رئة بغداد لم تسلم ....!!‏
- سجل الزوار ..-قصة قصيرة-
- احتجاج
- انتظريني..
- انتظريني ..
- وسط شعب تخلى عن وطنيته , مستقبل العراق على كتف متسول محتال و ...
- على ضفة الانتظار ..على حافة الانتحار !
- الحُجب
- فصل جديد في قضية مستمرة
- (تخيلها حدثت هكذا !!)مسرحية من فصل واحد
- ربع النفط للشعب !!
- بشهادة الصف الاول الابتدائي .. تزدهر الامم !!
- مقارنة مقلوبة ..!!
- صفية السهيل بين ( بي نظير ) وشعب بلا نظير في الاستخفاف والتح ...
- سموم وثلوث يهدد اطفال العراق


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مها عبد الكريم - اليوم السادس.. اليوم الحاسم