أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مها عبد الكريم - حتى رئة بغداد لم تسلم ....!!‏














المزيد.....

حتى رئة بغداد لم تسلم ....!!‏


مها عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 2447 - 2008 / 10 / 27 - 05:40
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


قبل سنوات قليلة من احتلال العراق وأثناء واحد من أحاديثه, أشار صدام حسين إلى ‏متنزه الزوراء , وبحسب ما اذكر من حديثه الذي كان عن مدينة بغداد قال بأنه في ‏فترة السبعينات عندما كان نائبا عرض عليه احدهم تقسيم متنزه الزوراء إلى قطع ‏بمساحات اصغر وتوزيعها لتتحول إلى منطقة سكنية لكنه رفض هذا العرض وأصر أن ‏تبقى الزوراء متنزه عام باعتبارها رئة بغداد ومتنفس لسكانها , ولهذا-وبحسب ‏ادعاءه - كان يحرص باستمرار على تجديد المتنزه وإدامته , هذا الكلام لا يقصد منه ‏امتداح صدام حسين فالحفاظ على متنزه الزوراء لا يحول دكتاتور ظالم إلى ملاك لكني ‏ذكرت هذه الحادثة كمدخل للوصول إلى موضوع وحال هذه المتنزه ألان , فقبل‎ ‎شهرين تقريبا أعُلن بشكل مفاجئ عن إقامة حفل كبير سيقوم باحياءه الرادود باسم ‏الكربلائي في حديقة الزوراء وذلك بمناسبة ليلة الخامس عشر من شعبان والدعوة ‏عامة للجميع لحضور الحفل , كان الإعلان يشير إلى إن قناة الفرات هي الجهة ‏المنظمة والراعية للحفل وقبله قامت أطراف سياسية يسارية بأحياء مناسباتها بنفس ‏الطريقة وعلى حدائق الزوراء وعلى هذا صار من الواضح أن المكان دخل ضمن ‏قائمة التنافس للاستحواذ عليه , المثير أكثر أن المسرح الذي أقامته قناة الفرات ‏لإحياء حفلها أصبح جزءا من حديقة الزوراء بل انه أصبح إقطاعية تابعة ومنطقة ‏محرمة يقوم عدد من الحراس بحمايتها ومنع الناس المتنزهين من دخولها أو ‏الاقتراب من المسرح الفارغ حتى الاحتفال التالي الذي لا ندري متى سيقام مع كم ‏المناسبات الحزينة المنتشرة على مدار العام وربما سيتم حراسته حتى الخامس عشر ‏من شعبان القادم بانتظار أن تحل عليه بركات باسم الكربلائي ‏
هذا الأمر لا ينطبق على قناة الفرات وحدها فلأمانة بغداد أيضا مسرحها الحصين على ‏ارض الزوراء , كما أن وزارة الشباب والرياضة ضاقت عليها بغداد بما رحبت فلم ‏تجد غير حديقة الزوراء لتنشأ عليها أبنيتها المحصنة والمحروسة من قبل عدد آخر ‏من الحراس وبهذا اقتطعت جزءا آخر من رئة بغداد التي بدا المرض "العراقي" ‏يستعمرها بكل أسف , وليت مصائب الزوراء انتهت عند هذا الحد فها هو الجشع ‏والطمع يغزو مرافق الحديقة ويعكر مزاج العوائل الملتجئة إلى هذه البقعة الخضراء ‏للتنفيس عن همومها ولينعم أطفالهم بشيء من الحرية والتسلية فإذا بهم يصدمون بالأسعار ‏الصاروخية المطلوبة لارتياد لعبة قديمة متهالكة تصنف على أنها من العصر الحجري ‏قياسا إلى الألعاب الحديثة الموجودة في حدائق العاب بعض دول الخليج او بقية دول ‏العالم , وبدل أن تحال هذه اللعبة عندنا إلى المتحف نراها أصبحت تدر أرباحا أكثر من ‏تلك التي كانت تدرها عندما كانت جديدة ! , وبهذا يصبح الأب غير المقتنع أساسا بهذه ‏اللعبة مضطرا إلى شراء بطاقة لابنه ليركب اللعبة لأنه لا بديل غيرها وليس من ‏المعقول أن يترك ابنه أو ابنته المسكينة تتفرج فقط وتعود إلى البيت بحسرتها من ‏اجل عدة آلاف هي ثمن التذكرة الواحدة !! ..وهذا الأمر أيضا ينسحب على باقي وسائل ‏الترفية والتسلية الأخرى المتاحة في الحديقة ‏
قد يبدو من غير المعقول أن لا نجد صعوبة كبيرة في التوضيح لطفل أسباب احتجازه ‏داخل البيت طوال الوقت أو فوائد تحويل مناطقنا السكنية إلى سجون كبيرة بواسطة ‏الحواجز الكونكريتية أو ..أو...لكن يصبح من الصعب فعلا أن نقنع نفس الطفل أن لا ‏يركض بحرية وان نضع له بأنفسنا حدود وحواجز في المكان الذي وعدناه انه سيكون ‏مفتوحا أمام مرحه ولعبه ! , أن اعتيادنا على تقبل "الكذب" و"التخريب " السياسي ‏لحياتنا وقيمنا وعاداتنا الاجتماعية والدينية قد يبدو غير محدود وغير قابل للتغيير ‏لكنه يجب أن يصبح كذلك عندما يصل إلى الطفل ..‏



#مها_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجل الزوار ..-قصة قصيرة-
- احتجاج
- انتظريني..
- انتظريني ..
- وسط شعب تخلى عن وطنيته , مستقبل العراق على كتف متسول محتال و ...
- على ضفة الانتظار ..على حافة الانتحار !
- الحُجب
- فصل جديد في قضية مستمرة
- (تخيلها حدثت هكذا !!)مسرحية من فصل واحد
- ربع النفط للشعب !!
- بشهادة الصف الاول الابتدائي .. تزدهر الامم !!
- مقارنة مقلوبة ..!!
- صفية السهيل بين ( بي نظير ) وشعب بلا نظير في الاستخفاف والتح ...
- سموم وثلوث يهدد اطفال العراق


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مها عبد الكريم - حتى رئة بغداد لم تسلم ....!!‏