أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شامل عبد العزيز - هل الدين هو الكلمة المناسبة ؟















المزيد.....

هل الدين هو الكلمة المناسبة ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 16:36
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لنبدأ معكم من حيث انتهينا في المقالة السابقة ...
هل الدين هو الكلمة المناسبة ؟ ...
هذه النقطة تكلم عنها حامل جائزة نوبل للفيزياء ( الملحد ) ستيفن واينبرغ في أحلام النظرية النهائية ...
يحمل البعض رؤيا عريضة ومرنة جداً عن الله ...
وهم سيجدونه أينما بحثوا ...
نسمع لهم أقوال مثل :
الله هو النهائي ...
الله طبيعتنا المثلى ...
الله هو الكون ...
الله طاقة ...
واينبرغ على حق بدون شك ...
وحتى لا تكون كلمة الله عديمة المعنى ...
لا بد أن نضع تعريفاً لها حتى يفهمه الجميع ...
كلمة تدل على خالق من عالم ما وراء الطبيعة ...
من المفروض أن نعبده ...
( اللغط والحيرة ) ...
الكثير من اللغط والحيرة سببها الفشل في التمييز بين ما نسميه :
الدين الاينشتيني من الدين الغيبي ..
( إدعاء الغيبيين أن أينشتاين واحداً منهم ) ...
استعمال أينشتاين لكلمة الله ... – وهو ليس الملحد الوحيد الذي فعل ذلك -
بتضرع كان سبب لسوء الفهم من قبل العديد من الغيبيين المتدينين والمتلهفين لسوء الفهم ..
ليستطيعوا الإدعاء بأن ذلك اللامع هو واحداً منهم ...
( مثال آخر ) ...
العالمة أرسولا غودنوف في كتابها - المقدسات في أعماق الطبيعة –
تبدو متدينة ...
إنها تحب الكنائس والمساجد والمعابد ...
وبعض العبارات في كتبها تبدو وكأنها تتوسل ...
بل تفعل أكثر من ذلك بأن تدعو نفسها ...
متدينة نصيرة للطبيعة ...
ولكن قراءة دقيقة لكتبها تكشف بأنها في الحقيقة ملحدة قوية ...
( ماذا تعني كلمة طبيعي ) ؟
تعني : دارس للطبيعة ..
منذ عهد جلبرت وايت كان معظم الطبيعيين رجال دين ...
كان على داروين أن يلتحق بالكنيسة ...
الفلاسفة يستعملون كلمة طبيعي بطريقة مختلفة تماماً كمضاد لكلمة – ما وراء الطبيعة - ...
( شرح في الإلحاد ) :
يشرح جوليان باغيني في الإلحاد :
التزام الملحد بالطبيعة ...
ما يؤمن به غالبية الملحدون هو انه على الرغم من أن الكون مادي بحت ...
فإن العقل والجمال والعواطف والقيم الأخلاقية قد انبثقت منه ...
إن عواطف وأفكار الإنسان تظهر من خلال عمليات متشابكة شديدة التعقيد في المخ ..
والملحد في هذه الحالة بنظر الفيلسوف الطبيعي هو شخص لا يؤمن :
بأن هناك شيء ما وراء الطبيعة ...
وليس هناك من خالق ...
ليس هناك روح تبقى بعد بلاء الجسد ولا معجزات ...
عدا بعض الظواهر الطبيعية التي لم نفهمها بعد ...
وسنتمكن في المستقبل من تقديم تفسيرات لبعض الظواهر الغير مفهومة بشكل كامل حالياً باستخدام القوانين الطبيعية ...
كما حصل في الماضي عند اكتشاف سبب قوس قزح ...
( ما هو الدين الأينشتيني ) ؟ ...
( يقول أينشتاين ) :
أنا متدين بالكفر ...
وهذا بشكل ما نوع جديد من الدين ...
لم أنسب للطبيعة هدفاً أو دوراً ...
أو أي شيء يمكن فهمه بشكل مشبوه ...
ما أراه في الطبيعة هو بناء مدهش ...
ونحنُ نفهمه بشكل ناقص على أحسن الأحوال ...
هذا ما يملاْ المفكر ...
هذا بشكل عام شعور تدين بدون أن يكون له علاقة بالروحانيات ...
( الإله الشخصي ) ؟
( يقول ريتشارد داوكينز ) :
فكرة غريبة عني بل وأعتبرها ساذجة أيضاً ...
( ما هي هذه الفكرة ) ؟
منذ وفاة أينشتاين والمتدينون بالطبع يحاولون الإدعاء بأنه واحد منهم ...
وبإعداد متزايدة ....
لكن المتدينين المعاصرين كانت لهم وجهة نظر مختلفة بشكل كبير ...
لكي يبرر أينشتاين مقولته :
( لا أومن بالإله الشخصي ) ...
كتب في عام 1940 مقالاً من أجل ذلك ...
ولقد أثارت مقالته تلك سيلاً عاصفاً من الرسائل من قبل المتدينين الأرثوذكسيين ...
لمحوا فيها لأصله اليهودي ...
رجال الدين دائماً يسيرون على وتيرة واحدة ...
الأدلجة جعلتهم لا يحركون ساكناً - لا يستخدمون عقولهم – يلوكون الماضي – يتمسكون بما لم يعد ينفع – الإصرار من قبل رجال الدين على أن الدين هو الحياة مفهوم ساذج – قاتل – متناقض.
كل شيء في الحياة يؤكد عكس مقولتهم ...
سوف ننقل لكم من كتاب أينشتاين والدين ...
قال قمص الروم الكاثوليكيين :
من المحزن أن نرى رجلاً يعود أصله لقوم العهد القديم وتعاليمه ...
ينفي التعليمات العظيمة لذويه ...
مهما حاول رجال الدين من تثبيت أن الدين لا يتناقض مع العلم فإن جهودهم سوف تمر كمر السحاب ...
العلم كل يوم في شأن ... الأديان نصوص وثوابت تصلح أن تكون هوية ... أما أنها تصلح أن تكون هي العلم – الحياة – تفسير الكون فهذا هو المستحيل بعينه ... كل شيء متناقض بين العلم والأديان ولكنهم قوم لا يفقهون ..
نعود فنقول من كتاب أينشتاين والدين :
لازلنا مع القمص :
أينشتاين لا يعي ما يقول وهو مخطئ كلياً ...
ثم يستمر :
البعض يعتقد بأنه يحق له ( ولماذا لا يحق يا سيدي ) إبداء الرأي في كل شيء ...
فقط لأنهم قد وصلوا لدرجة عليا في أحد الفروع العلمية ...
التنويه على أن الدين هو أحد الفروع ...
والتي يحق للبعض يدعي الخبرة بها لن تفوت بدون تساؤل ...
دائماً ما نسمع أو نقرأ بأن من يتعرض للدين لا بد أن يكون صاحب خبرة ( شيخ معمم – قديس ).
وهذه مغالطة فظيعة لأنهم يحتكرون الدين وكأنهم الوحيدين القادرين على فهم الأديان ..
أما العلماء وغيرهم فمن المؤكد أنهم لا يستطيعون أن يرتقوا لما يفهمه هؤلاء المدعين ..
القديس لا ينوه عن خبير الخرافات ...
وخبرته في شكل أجنحة الجنية هنا ...
كيف يفهم رجال الدين ؟ تعالوا معنا ...
القمص والقديس ظنا بأن كون أينشتاين غير متمرس باللاهوت ...
يعني أنه فهم طبيعة الإله بشكل خاطئ ...
بينما الحقيقة عكس ذلك تماماً ...
أينشتاين فهم تماماً ماذا كان ينفي ...
محامي كاثوليكي أمريكي كتب له :
حزنا جداً لتصريحك والذي تسخر فيه من فكرة الإله ...
ثم يقول له :
في خلال العشر سنين الأخيرة لم يكن هناك ما أعطى مبرراً لهتلر لطرد اليهود كتصريحك هذا..
سؤال ؟
هل أن رعونة هتلر كانت من أجل الدين ...
هذا كلام بعيد عن المنطق والعقل ...
ثم قال له :
اعترف بحقك في حرية التعبير ...
هذه جملة عظيمة لا تجدها عند علماء المسلمين وغالبية المسلمين أيضاَ .. طال الزمان أم قصر
بل على العكس هذه كارثة الكوارث إن صح التعبير ...
لماذا ؟ لأننا نمتلك الحقيقة المطلقة .... وأعتقد بأن ما نحنُ فيه سببه هؤلاء الذين يقفون حجر عثرة بطريق كل من يحاول أن يفكر بطريقة مخالفة لهم ...
نعود لنكمل :
ورغم ذلك أعتبر تصريحك أعظم مصدر للنزاع في أمريكا ....
نعود لتصريح أخر :
راباي نيويورك صرح فقال :
أينشتاين بلا شك عالم حاذق ولكن وجهة نظره الدينية تناقض الدين اليهودي ...
سؤال ؟ ألم يفعل حسناً عالمنا الحاذق ؟
عميد جمعية التاريخيين في نيوجرسي كتب رسالة إدانة صريحة لاينشتاين .
هي عبارة عن فضيحة وتنم عن ضعف العقل الديني ..
سوف نقرأهاً معاً :
نحترم عقلك دكتور أينشتاين ولكن يبدو أن هناك شيء ما قد فاتك تعلمه ...
ذلك بان الله روح لا يمكنك رؤيته بالمرصد الفلكي أو المجهر ...
تماماً كما لن تجد أفكاراً أو مشاعر من تحليل المخ ...
وكما يعرف الجميع فإن الدين مبني على الإيمان الغيبي وليس على المعرفة ...
( هذا اكبر دليل على تناقض الدين مع العلم ) ..
كل شخص مفكر قد مر بفترة هاجمته فيها شكوك في الدين..
وإيماني أنا بالذات قد اهتز العديد من المرات ...
ولكني لم أجهر لأحد بانحرافاتي لسببين :
لخوفي من أن مجرد الاقتراح يمكن أن يدمر حياة وأمل إنسان ما ...
لأنني أتفق تماماً مع الكاتب الذي قال :
هناك خيط من الخبث في أي شخص يمكن أن يدمر إيمان شخص أخر ..
ثم يستمر فيقول :
وأمل يا دكتور أنه قد أسيء فهمك وأنك سوف تقول شيئاً لإرضاء الشعب الأمريكي الذي يسره فعلاً تقديرك وتشريفك بينهم ..
يقول صاحب الكتاب عن هذه الرسالة ما يلي :
أعتقد أن هذه الرسالة هي عبارة عن جبن فكري وأخلاقي...
الشيء الوحيد الذي أصيب به المؤمنين كان بأن أينشتاين ليس واحداً منهم ..
كان ساخطاً دائماً على الأقاويل التي تحاول وصمه بالإيمان..
هناك أسئلة لا بد من طرحها ؟
هل كان أينشتاين ألوهياً ؟
كما كان فولتير وديدرو ...
أم كان خلوقياً كما كان سبينوزا ؟
والذي كان معجباً بفلسفته أشد الإعجاب ...
أنا أومن باله سبينوزا والذي يكشف عن نفسه بالتالف المرتب لكل الموجودات ...
وليس بالإله الذي يشغل نفسه بمصير البشر وتصرفاتهم...
( ألقاكم ) ...
تنويه : أشكر جميع السيدات والسادة الذين علقوا على المقالة السابقة ..
شكر خاص للأستاذ سيمون خوري الذي أناب عني وهو شرف كبير لي ..
أتمنى أن يتم التواصل عبر طرح الأفكار ويحق للجميع الرد على أية فكرة مطروحة بدلاً عني .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غير مؤمن بعمق ...
- من أين يبدأ الإصلاح ؟ رسالة من سيدة قارئة ...
- الإصلاح الديني ... هديتي إليها مع التقدير ...
- عام في الحوار ...
- العلمانية من منظور الدكتور مراد وهبة ...
- لماذا يتفوق علينا اليهود ؟
- هل هذه تعليقات أم ...... ؟
- مقال غير صالح للنشر ...
- النرويج والدول العربية في تقرير التنمية البشرية ...
- نحو مجتمع مدني أفضل ...
- التطرف سببه التخلف ...
- ملحق لمقالة - هل تتعارض النصوص مع الإبداع - أبن سينا نموذجاً ...
- هل تتعارض النصوص مع الإبداع أم لا ... ؟
- هل يعتبر الدين الإسلامي محركاً لعملية التغير الاجتماعي ؟
- دردشة ...
- رباعيات مختارة - إلى صلاح وإبراهيم وسيمون مع التحية ...
- العلمانية بالفتحة أم بالكسرة ؟
- الإسلام - الديمقراطية - العلمانية ..
- أسئلة حول الدين الإسلامي ؟
- الإسلام والعلمانية ... كش محمود ... ماتت رشا ؟


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شامل عبد العزيز - هل الدين هو الكلمة المناسبة ؟