أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايا جاموس - المسرحية السورية (في الهوى عالهوا): بين الخير والشر.. شباب معلّق في الهواء














المزيد.....

المسرحية السورية (في الهوى عالهوا): بين الخير والشر.. شباب معلّق في الهواء


مايا جاموس

الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 10:07
المحور: الادب والفن
    


قُدِّمت على خشبة (مسرح القباني) مسرحية (في الهوى عالهوا). تتحدث المسرحية عن شخصيتي شابين تشكّلان نموذجين الأول (رامي) رياضي (ملاكم) وهو متردّد، منعدم الثقة بنفسه، متوتر، لكنه يتحلى بالأخلاق. ورغم نظرته إلى المذيع ومن يحكون معه على أنهم تافهون غير صادقين (كما يتحدث في بداية العرض)، لكننا نراه واقعاً في فخّ تلك البرامج، إذ يعشق المتصلة بالهاتف سحر من خلال صوتها فقط، ويطلب المساعدة من صديقه المذيع للاتصال بها ولقائها، لينكشف عن شخصية غير متوازنة وتحمل شيئاً من الادّعاء. والثاني هو المذيع (هادي)، نموذج لشخصية (ملعّبة) بالمعنى الدارج للكلمة، فهو يجيد فن الكلام واللعب على المشاعر والحديث مع الفتيات وإيقاعهنّ في شركِهِ وإقامة علاقات سريعة معهنّ، وهو لا مبالٍ ونموذج معولَم، ولا أخلاقي.
بذلك يقدم العرض نموذجين للشباب المعاصر، الأول لا يستطيع مواجهة الناس إلا بالقوة والضرب، أما الثاني فيواجههم بالتهكم واللاأخلاق ويبرر لا أخلاقيته تلك. وبالمحصلة العامة فإن الشخصيتين غير متوازنتين ولا تملكان هويّة أو مشروعاً في الحياة. وفعلاً فإن المسرحية مبنيّة على معادلة الخير والشر، وتقدم شخصياتها ضمن شروط غير صحية، والعلاقات بينها أيضاً غير صحية، فهي بين البطلين متوترة وهنالك عدم ثقة واحترام للآخر، وابتزاز من طرف للآخر، وحتى علاقاتهما مع الوسط الخارجي (المجتمع)، مشوّهة ومزيفة، متخيَّلة تنشأ من خلال الصوت والإذاعة، وتُبنى بنوع من الكذب.
وتُجسَّد العلاقة مع المجتمع من خلال الأنثى، المذيع تُبنى علاقاته بطريقة رخيصة لا أخلاقية ونظرة تقليدية إلى الأنثى قائمة على عدم احترامها والتعامل معها كجسد، وهو يعبّر عن شريحة واسعة من المجتمع، أما الثاني الرياضي فيؤمن بعلاقة مثالية لكنها متخيَّلة ولا أساس لها في الواقع، وبالنتيجة فإن الاثنين علاقاتهما زائفة مريضة. والأنثى التي هي سبب للتناقض بينهما، هي عنصر غائب لا وجود فعلياً له على أرض الواقع، وهذا تكريس لفكرة العزلة وأزمة العلاقة مع الأنثى والمجتمع ككل.
يتصعّد الصراع الكلامي بينهما بتهكّم المذيع من الملاكم بسبب عدم معرفته للتعامل مع الأنثى، فيقدم الملاكم على قتله، قبل أن يذهب إلى موعده مع سحر (الأنثى المتصلة بالإذاعة)، ليقف الملاكم مدهوشاً وهو يسمع سحر تتصل بمذيع آخر (عالهوا)، وتُترك الحبكة مفتوحة وغامضة. وكأن العرض بصيغة دلالية وتقليدية مباشرة يريد أن يقول إن النموذج السلبي (الشر) يجب ألا يستمر وسيدمره الإيجابي (الخير)، لكن هنالك الكثير من تلك النماذج السلبية، لذلك يصل الملاكم إلى نوع من الخواء والجمود والفراغ آخر العرض.
تعرض المسرحية شخصيتين هما نمطان أو نموذجان وبهذا المعنى لا يحملان غنىً وعمقاً. يقدم أمجد طعمة أداء رتيباً لشخصية متوترة ومرتبكة على طول العرض منذ اللحظة الأولى. فيما يقدم الأخ ملص أو شخصية المذيع أداء استعراضياً لكنه أكثر تنوعاً وحيويةً، وتختار المسرحية حلاً إخراجياً ذا دلالة مباشرة وشائعة من خلال تقديم (التوءمين) كشخصين ممثلين يؤديان شخصية المذيع، وذلك لإظهار الظاهر والباطن أو الازدواجية في الشخصية.
وتعتمد المسرحية تقديم أفكار ومقولات وترميز مباشر بطريقة تحمل نوعاً من الاستسهال.
يتخلل العرض نوعٌ من الإضحاك لكنه يلجأ إلى أبسط أنواعه، إذ يتأتى من السخرية واللعب على الألفاظ تحديداً ذات الدلالات الجنسية والإيحاءات المتعلقة بها.
والحوار الذي أرادت المسرحية تقديمه مشابهاً لحوار حياتيّ يوميّ للشباب، لم يخرج عن هذا التوصيف، فقد أتى واقعياً مباشراً يذكّر بما يقوله أدونيس عن لصق الوجه بالمرآة لتقديم الواقعية. بل جاء حيّزٌ كبير منه دون وظيفة درامية، وكان من الممكن الإضافة إليه أو الحذف منه دون أن يؤثر ذلك على بنية العرض.
قدم الديكور دلالة مباشرة، إذ كانت صورة الأنثى ذات حركة الغنج في الخلفية، والمقاعد عبارة عن أراجيح معلقة في الهواء، في إشارة إلى وضع هؤلاء الشباب المماثل للأراجيح، المعلَّق بالهوا.
المسرحية تأليف أمجد طعمة، إخراج لينا الشواف. تمثيل أمجد طعمة، والتوءمان محمد وأحمد ملص. إنتاج إذاعة أرابيسك ومديرية المسارح والموسيقا.
النور411 (4/11/2009)



#مايا_جاموس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوة (المسرح في سورية بين الظاهرة والاحتراف): والعلاقة المشو ...
- عرض (ألف مبروك): العرس.. من طقس للفرح إلى حالة أسر
- اختزال الثقافة السورية بالدراما التلفزيونية
- مؤتمر الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية في دمشق: (الآن فرص ...
- مقابلة مع د.سماح إدريس (رئيس تحرير مجلة الآداب): دور المثقف ...
- المسرحية السورية (الجمعية الأدبية): صورة المثقّف... أيّ مثقّ ...
- مناقشة ردّ مديرية المسارح والموسيقا في سورية على (هواجس الكت ...
- حين يتنفس الشباب السوري تحت مظلة زياد الرحباني...
- فايز قزق في (علامة فارقة) على الفضائية السورية: العرض المسرح ...
- هواجس الكتّاب المسرحيين الشباب 3: المراكز الثقافية الغربية ت ...
- مسرحية (نهارات الغفلة): تكريس صورة نمطية لطلاب المعهد العالي ...
- هواجس الكتّاب المسرحيين السوريين الشباب (2): الهروب والضياع ...
- هواجس الكتّاب المسرحيين السوريين الشباب (1): أسئلة الهوية
- الدراما التلفزيونية .. الرقابة سيّدة الموقف
- الأحلام المتكسّرة تحت السقوف الواطئة .. في مسرحية (ديكور) ال ...
- الفسيفساء السورية في مسرحية (المرود والمكحلة)
- فواز الساجر إلى الذاكرة بعد 21 سنة من التغييب: (سيقتلنا الضي ...
- حين تتحول غرفُنا إلى مسارح..
- الحرب والقمع والمرأة في مهرجان المونودراما الخامس في اللاذقي ...
- مسرحية (البدلة) للمخرجة السورية نائلة الأطرش: عندما يتحول ال ...


المزيد.....




- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس
- “قصة الانتقام والشجاعة” رسمياً موعد عرض فيلم قاتل الشياطين D ...
- فنان يعيش في عالم الرسوم حتى الجنون ويجني الملايين


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايا جاموس - المسرحية السورية (في الهوى عالهوا): بين الخير والشر.. شباب معلّق في الهواء