أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مايا جاموس - اختزال الثقافة السورية بالدراما التلفزيونية














المزيد.....

اختزال الثقافة السورية بالدراما التلفزيونية


مايا جاموس

الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 08:19
المحور: الصحافة والاعلام
    


بات لافتاً للنظر اليوم كثافة حضور الدراما التلفزيونية السورية في المشهد الإعلامي الصحفي السوري والعربي، والأمر يتجاوز المواسم الرمضانية أو التحضير لها.
وكأن الثقافة السورية اختُزِلت بالدراما التلفزيونية. يمكن تتبُّع ذلك في أهم الصحف العربية والسورية والمواقع الإلكترونية السورية، إذ تبرز بكثافةٍ المقالاتُ والمواد المتعلقة بالدراما كتغطيات صحفية ومقالات الرأي، بل يمكن ملاحظة وجود مراسلين لتغطية الدراما السورية فحسب في بعض الصحف العربية.
وهذا الأمر يعود إلى عدد من الأسباب، أهمها يتعلق بمستوى المسموح به داخلياً، إذ إن الموضوعات العامة المطروحة للحوار والمثار حولها جدل قليلة جداً، لذا تبرز الدراما السورية خاصةً في رمضان كموضوع مسموح فيه بالمقارنة مع عناوين وحقول أخرى من الصعب رقابياً أن يُثار فيها الجدل. إلى جانب تراجع نواحٍ ثقافية أخرى، وضعف شديد في حركة النقد بشكل عام (أدبي، فني، فكري...). ومن جهةٍ أخرى فإن الدراما في سورية صارت مادةً للزهو والاستعراض، وتحولت خلال فترة قصيرة إلى منتَج يحتاج إلى الحماية والتطوير فأنشئت لها قناة تلفزيونية خاصة وملحق صحفي.
ترافق الأمر مع تناقضات سياسية عربية (مع مصر والسعودية بشكل خاص) لعبت دوراً في إبراز موضوع الدراما على السطح سلباً أو إيجاباً، وتمّت محاولات لعزل الدراما السورية من قبل المصريين والخليجيين. في هذا الوقت قامت الحكومة السورية بدعم الدراما. تلك التناقضات على مستوى الدراما برزت منذ عدة سنوات بالمقارنة مع تراجع الدراما المصرية، والحقول العامة للفن والإبداع في مصر، كان من الطبيعي أن يكون لهذا الأمر خصوصية في سورية بسبب طريقة المصريين في التفكير تجاه مصر والإبداع فيها باعتبارها (أم الدنيا)، وسلوكهم مع الآخرين الذي حمل الأخطاء بسبب التعالي والفوقية والعزل والعقوبات. مما أوجد نوعاً من التنافس لدى السوريين والخليجيين لاحقاً، ورغبةً داخلية بسبق الحالة المصرية. يضاف إلى ذلك أن الأمر برمته كان جزءاً من وضع سياسي عربي جعل الحوار والمقارنة بين الدراما السورية والمصرية دائماً في مقدمة الإعلام العربي عموماً، وحصلت عمليات استغلال للتناقضات السياسية مرة من هذا الطرف ومرة من ذاك، مما أعطى الأمر حيوية إضافية.
لكن الدراما السورية، والحقّ يقال، متطورة ومتميزة خاصة بالمقارنة مع مجالات إبداعية أخرى كالمسرح والسينما في سورية التي تكاد تكون ميتة. أو بالمقارنة مع حركة التأليف والنشر الإبداعي. ولهذا التميز أسبابه الخاصة، إذ هنالك عدد كبير من العاملين فيها هم على مستوى متميز من القدرات الإبداعية المتطورة، كما أنهم طرقوا موضوعات عديدة لها حضور حقيقي في العالم العربي حتى في الحقول الصعبة أو تحت العتبات الحمراء، سواء في المجالات التاريخية أو الاجتماعية والبدوية والكوميدية والمحلية الشعبية.. وقد لعبت هذه الدراما وكل ما رافقها من متابعات صحفية وجدل، دوراً في رفع الحس القومي العربي وتطويره والارتقاء به خارج إرادة الحكومات والأقطار، كالدور الذي لعبته الدراما المصرية سابقاً، أو يمكن أن تلعبه الخليجية أو اللبنانية مستقبلاً.
وعلى مستوى تميز الدراما السورية نضيف أنها تحظى بدعم تمويلي هام لا يقارن إطلاقاً بدعم أي مادة فنية ثقافية أخرى، مع تصوُّر أنه لو تُرِك لها المجال بدون رقابات لكانت قد قدمت ثقافة ووعياً عاليين.
كما أن وسائل الإعلام العربية تتواطأ مع انتشار ثقافة الدراما التلفزيونية السورية، وتكرّسها لأسباب سياسية، وتبتعد عموماً عن تطوير الحقول الأخرى من الثقافة، تكاد بذلك تقدّم تنميطاً للثقافة السورية من خلال الدراما التلفزيونية. وعلى سبيل المثال إذا راقبنا ما تنشره الصحف العربية الأكثر انتشاراً عن المسرح في تونس، والسينما الفلسطينية، والمطبوعات في المغرب، فسنجد المقابل السوري هو الدراما التلفزيونية، وهذا جيّد وهامّ عموماً، لكنه بات حقلاً يُستثمَر بكل تفاصيله الهامة والبسيطة غير الهامة أو الفضائحية، لدرجة التكرار وعدم تقديم الجديد والهام من القراءات النقدية أو الملاحظات الصحفية. وهذا كله يأتي على حساب الحقول الأخرى من الثقافة في سورية كالمسرح والسينما والأدب والمطبوعات والإعلام والرقابة والعلاقة مع الخطوط الحمراء، بحيث تبدو هذه الموضوعات وغيرها مهمّشةً تهميشاً مقصوداً.
ولا ننسى أنّ الدراما مادة رابحة تجارياً (سواء العمل الدرامي أم المادة الصحفية المتعلقة به)، وهذا يجعل منها حقلاً جذاباً للكتابة والقراءة، إذ هناك الجديد دوماً من حيث المادة (الفكرية) والفنية والفضائحية.



#مايا_جاموس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية في دمشق: (الآن فرص ...
- مقابلة مع د.سماح إدريس (رئيس تحرير مجلة الآداب): دور المثقف ...
- المسرحية السورية (الجمعية الأدبية): صورة المثقّف... أيّ مثقّ ...
- مناقشة ردّ مديرية المسارح والموسيقا في سورية على (هواجس الكت ...
- حين يتنفس الشباب السوري تحت مظلة زياد الرحباني...
- فايز قزق في (علامة فارقة) على الفضائية السورية: العرض المسرح ...
- هواجس الكتّاب المسرحيين الشباب 3: المراكز الثقافية الغربية ت ...
- مسرحية (نهارات الغفلة): تكريس صورة نمطية لطلاب المعهد العالي ...
- هواجس الكتّاب المسرحيين السوريين الشباب (2): الهروب والضياع ...
- هواجس الكتّاب المسرحيين السوريين الشباب (1): أسئلة الهوية
- الدراما التلفزيونية .. الرقابة سيّدة الموقف
- الأحلام المتكسّرة تحت السقوف الواطئة .. في مسرحية (ديكور) ال ...
- الفسيفساء السورية في مسرحية (المرود والمكحلة)
- فواز الساجر إلى الذاكرة بعد 21 سنة من التغييب: (سيقتلنا الضي ...
- حين تتحول غرفُنا إلى مسارح..
- الحرب والقمع والمرأة في مهرجان المونودراما الخامس في اللاذقي ...
- مسرحية (البدلة) للمخرجة السورية نائلة الأطرش: عندما يتحول ال ...
- مسرحية الدون كيشوت للمخرج السوري مانويل جيجي: الدونكيشوتية ط ...
- -طقوس الإشارات والتحولات- لسعد الله ونوس: للمرة الأولى على ا ...
- علي فرزات والسلطة... وصراع لا ينتهي


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مايا جاموس - اختزال الثقافة السورية بالدراما التلفزيونية