أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايا جاموس - عرض (ألف مبروك): العرس.. من طقس للفرح إلى حالة أسر














المزيد.....

عرض (ألف مبروك): العرس.. من طقس للفرح إلى حالة أسر


مايا جاموس

الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


يتعامل عرض (ألف مبروك) مع طقوس الزواج، وبشكل أدق مع البنية المؤسسية الاجتماعية وما تنتجه من آليات تقبُّل وفهم لفكرة الزواج بين الذكر والأنثى.
ينقسم العرض إلى مجموعة مشاهد، بين الجماعية والثنائيات (ذكور، إناث، ذكر وأنثى)، والإفرادية، لكن يغلب عليه أداء الثنائيات، وكأن العرض يقوم بتلقين العروس والعريس حول ماهية مؤسسة الزواج وحول القيد الذي سيتشكل على الذكر والأنثى ويحوّل الأمر إلى حالة من الاختناق للطرفين.
وتسيطر حالة الحزن على جميع تلك المشاهد، كما تتحول زينة العرس إلى وسائل للقيد والكبت والضغط. ويستحضر العرض تقاليد مثل ضيافة الحلويات ورش الرز وإشعال البخور، لكنها جميعها تأتي بصورة مأسوية بعيدة عما هو مفترض من فرح العرس.
وترافق العرض موسيقا تمزج بشكل رشيق وجميل بين الموسيقا الإسلامية و الموسيقا الكنسية، إلى جانب إيقاعات من ثقافات مختلفة، لكن تحتفظ بروح الدبكة بصورة جنائزية أحياناً. كما يمزج العرض بين الرقصات والحركات التي تحيل إلى ثقافات مختلفة. وهذا المزج في الموسيقا والرقصات يُسقط رؤيةَ العرض على مجتمعات وحضارات، ويعمم صورة تلك الطقوس على ثقافات متعددة، ولعل هذا ينسجم مع فكرة التعاون في إنتاج وتقديم العرض بين السوري والألماني والفرنسي.
ودون أن يخوض العرض في دلالات مباشرة حول تلك الطقوس وعلاقتها بالدين وبالمؤسسة الدينية بشكل محدد، فإنه يعتمد على مخزون المتلقي تجاه أفكار الأنوثة والذكورة والجسد وموقف الأديان منها وقدسية طقوس الزواج ونمطيتها.
واللافت أن المشاهد لا يستطيع مشاهدة العرض كاملاً بسبب الفصل بين المتفرجين ذكوراً وإناثاً، مع مشاهد تتوزع على القسمين، وهذا جزء من السينوغرافيا التي تستثمر الجمهور بشكل درامي لافت للنظر، كما تستثمر القلعة بشكل حيوي يدفع إلى استحضار تاريخ طويل وحضارات عدة، مع حضور دلالة سجن القلعة بشكل خاص.
يبرز في العرض مشهدان، المشهد الذي يحصر الجمهور في خيمة تشبه قفصاً ذا قضبان، ويجعل منه مجتمعاً فضولياً يراقب العريس والعروس وتحضيرات العرس، وعذاباتها خارج القفص وكأنه بذلك يدين المجتمع، ثم يُبادل العرض في الأدوار ليجعل العروس والعروسة (الذكر والأنثى) داخل ذلك القفص يعيشان طقس الزواج وصراعاته وتدخلات الأطراف الأخرى، ليقف الجمهور- المجتمع خارج القفص ويراقب الزوجين أيضاً بفضول وانتهاك من خلال ستائر شفافة تضفي بإضاءتها الحمراء حضور الجسد، وينتهي المشهد بتشكيلات متعددة تستثمر أشرطة العرس البيضاء بطريقة هندسية تجعل منها قيوداً خانقة للذكر والأنثى سواء سواء.
والمشهد الآخر هو الذي ينتهي به العرض ويتمحور حول دبكة العرس، إذ يُحصَر الجمهور بين أشرطة العرس المربوطة بين المؤدين الذين يلتفون على شكل حلقة حول الجمهور ويرقصون بتسارع تدريجي، وبأداء جنائزي بارد وبرشاقة لافتة، والجمهور محبوس بالداخل، وينتهي المشهد والعرض عندما يخلع الممثلون القيود ويتركونها على الأرض ويغادرون القاعة وتُفتح الأبواب نحو الخارج، موجهاً لنا جميعاً رسالة حول الزواج بمفهومه التقليدي.
يقحِم العرضُ الجمهورَ ويشركه في الأداء حين يقوم بتبديل الأمكنة بينه وبين الممثلين، وحين تتغير أماكن المشاهد، فيضطر الجمهور إلى اللحاق بها، وكأنه يقول للمتفرجين أنتم معنيون بهذه الطقوس وجزء منها.
هذا العرض المسرحي الحركي الذي يعتمد أساساً على الرقص الحديث وأنواع أخرى من الرقص الشرقي كالدبكة، يفترض لغةَ الجسد وسيلةً لإيصال الدراما. وهو فن صعب نسبياً يتفاوت فهمه، أو بالأدق تتفاوت قراءته وتلقيه من قبل الجمهور. لكنه في هذا العرض يركز على الفكرة الأساسية ويصنع أجواءه وتشكيلاته مستوحاة منها. ويبقى العنصر الأهم في التلقي هو جمالية الأداء والتشكيلات رغم تفاوتها، كذلك الاستمتاع بجمال بل بسحر السينوغرافيا وعناصرها المتكاملة في هذا العرض من ممثلين وجمهور وموسيقا ومكان (القلعة) وأشرطة العرس-القيود، وطغيان فكرة الأسر والمتاهات.
سينوغرافيا باربو بيجان، سيناريو رضوان طالب، أداء رازميك غابرييليان، فرانسوا باير، فيحاء أبو حامد، نورا مراد، تصميم حركي نورا مراد، تأليف وتوزيع موسيقي شادي علي. وهو العرض الثاني للمجموعة ضمن سلسسلة مشروع هويات.
مايا جاموس النور- 408 (14/10/2009)



#مايا_جاموس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختزال الثقافة السورية بالدراما التلفزيونية
- مؤتمر الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية في دمشق: (الآن فرص ...
- مقابلة مع د.سماح إدريس (رئيس تحرير مجلة الآداب): دور المثقف ...
- المسرحية السورية (الجمعية الأدبية): صورة المثقّف... أيّ مثقّ ...
- مناقشة ردّ مديرية المسارح والموسيقا في سورية على (هواجس الكت ...
- حين يتنفس الشباب السوري تحت مظلة زياد الرحباني...
- فايز قزق في (علامة فارقة) على الفضائية السورية: العرض المسرح ...
- هواجس الكتّاب المسرحيين الشباب 3: المراكز الثقافية الغربية ت ...
- مسرحية (نهارات الغفلة): تكريس صورة نمطية لطلاب المعهد العالي ...
- هواجس الكتّاب المسرحيين السوريين الشباب (2): الهروب والضياع ...
- هواجس الكتّاب المسرحيين السوريين الشباب (1): أسئلة الهوية
- الدراما التلفزيونية .. الرقابة سيّدة الموقف
- الأحلام المتكسّرة تحت السقوف الواطئة .. في مسرحية (ديكور) ال ...
- الفسيفساء السورية في مسرحية (المرود والمكحلة)
- فواز الساجر إلى الذاكرة بعد 21 سنة من التغييب: (سيقتلنا الضي ...
- حين تتحول غرفُنا إلى مسارح..
- الحرب والقمع والمرأة في مهرجان المونودراما الخامس في اللاذقي ...
- مسرحية (البدلة) للمخرجة السورية نائلة الأطرش: عندما يتحول ال ...
- مسرحية الدون كيشوت للمخرج السوري مانويل جيجي: الدونكيشوتية ط ...
- -طقوس الإشارات والتحولات- لسعد الله ونوس: للمرة الأولى على ا ...


المزيد.....




- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مايا جاموس - عرض (ألف مبروك): العرس.. من طقس للفرح إلى حالة أسر