غياب عربي رسمي كامل عن معرض بغداد الدولي الأخير!!

عماد الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2820 - 2009 / 11 / 5 - 13:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تناقلت الفضائيات العراقيه قبل أيام افتتاح معرض بغداد الدولي بمشاركة 33 دوله ومئات الشركات العالمية وغياب رسمي كامل للدول العربية !!.. وعليك عزيزي القارئ أن لا تعجب من هذه المقاطعة العربية لأنها ليست جديدة بل بدأت مع العهد الجديد في عام 2003 وفى مختلف المجالات.. وأرجوك أن لا تفسر أو تربط ذلك بالخوف من الإرهاب لان وفود رسميه وغير رسميه من دول لا عربيه شاركت في المعرض وهى من المفروض أن تكون أكثر خوفا منه لان الانتحار والقتل العشوائي غير شائع في بلدانها بينما الدول العربية منبع رئيسي له .. ففي الفقيرة منها حيث انتشار وباء المخدرات والحشيش يتم انتقاء وتجنيد الإرهابيين وأما الغنية فيتم فيها جمع الأموال اللازمة لشراء ذممهم وتوفير الدعم المادي لعملياتهم.. بينما تتبنى دولة أخرى مهمة إصدار الفتاوى التي تمنحهم الشرعية الدينية لقتل أنفسهم والآخرين.
وللمزيد.. لا يخفى دور البعض من دول الجوار حيث يتم فيها تنظيم الإرهابيون فيها وإعدادهم وتدريبهم وتصدريهم عبر حدودها إلى الأرض العراقيه لتنفيذ جرائمهم.. يضاف إلى ذلك العداء في الساحة الدولية والأمم المتحدة وهذا تتولى مسؤوليته دوله عربيه أخرى اعتادت التظلم والبكاء لتبقى سيادة العراق منقوصة والباب مفتوحة على مصراعيها للمزيد من نشاط الإرهابيين وأعوانهم .. ويبقى التطبيل والتشجيع والتصفيق لإجرامهم مهمة الدول العربية التي اشتهرت في مجال الإعلام لتكون منطلقا للفضائيات المعادية.. ولم يبقى سوى حواضن الإرهاب في داخل العراق وهذا يقع تحت إشراف الدول التي أصبحت بؤر لتجمع الحاقدين على العملية السياسية في العراق الجديد .
والسؤال العجيب الأول الذي يطرح نفسه في بداية المقال .. ما هو السر الذي يقف وراء هذا الموقف العدائي العربي للعراق ويوحد صفوفهم فيه مع إنهم اعتادوا على الفرقة والتشتت في جميع مواقفهم واتجاه كل القضايا العربية والعالمية ؟ !
وأسئلتي الأخرى .. ابدأها .. لماذا يقاطع العرب المهرجانات الاقتصادية العراقيه وآخرها الدورة 36 لمعرض بغداد الدولي ؟ هل يستهدفون اقتصاد العراق ويخافون من ثورته وتأثيره السلبي على نشاط بلدانهم الاقتصادي ؟ أم غايتهم التخريب الاقتصادي لنسفف التجربة الديمقراطية الانتخابيه في العراق ؟ وإذا كان هذا هو السبب .. لماذا تكره انظمه الحكم العربية الديمقراطية التي أصبحت نهجا لبناء العالم المتحضر ؟ وأخيرا.. إلى متى تبقى هذه الدول العيش في هاجس الخوف من التصدير العراقي للديمقراطية إلى بلدانهم ؟
أرجوك عزيزي القارئ أن تتقبل برحابة صدر انفعالي وثورتي على انظمه الحكم العربية وقادتها لأني أرى فيها السبب الوحيد الذي كان ولازال يقف عائقا أمام نهضة العراق والسير بعجلة تقدمه إلى الأمام و أرى العكس في ذلك لو ابتعدوا عن العراق وتركوه لوحده يشق طريق بنائه .. فالعراق بلد غنى لدى شعبه العلم والحضارة والثقافة والقيم وهم يتفوقون فيها عن العرب جميعا.. و يبقى الأمر المحزن هو الأمن والاستقرار المفقود بسبب تدخل وتلاعب هؤلاء في شؤونه الداخلية والخارجية وبما يتلاءم مع أهوائهم وسياستهم .
لذا نقول لأخوتنا العرب .. عليكم أن تفهموا مواقف حكوماتكم العدائية لبلدنا والتي تنعكس بشكل سلبي مباشر علينا.. نرجوكم الضغط عليها بكل الوسائل المتاحة لكم ليتركونا نختار الطريق الذي نراه مناسبا لبناء عراقنا الجديد.
ونقول للعراقيين الشرفاء .. عليكم أن لا تقعوا فريسة تصريحات تجار السياسة الذين يقذفون الاتهامات الباطلة ضد الحكومة العراقيه بالابتعاد عن الصف العربي لأن هؤلاء يعيشون على فتات موائد الحكام العرب ولا هم لهم سوى إرضائهم للحصول على المزيد من المكاسب .
ولتجار السياسة نقول.. عليكم الصمت وغلق أفواهكم ومناداة أسيادكم بالعدول عن مواقفهم في العداء للعراق الجديد لأن العراقيين أحرار في اختيارهم لنهج الحكم في بناء بلادهم ولا عوده إلى الوراء أبدا .

#عماد_الاخرس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل