أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الياسري - هل يستحق العراقيون كل ذلك؟














المزيد.....

هل يستحق العراقيون كل ذلك؟


محمد الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 2811 - 2009 / 10 / 26 - 13:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كالعادة، استنكر المستنكرون وشجب الشاجبون، وبدأت اللجان التحقيقية أعمالها، وزايد أصحاب الكلام المنمق المعسول بالمزايدات التي لا يكلون ولا يملون منها، وظل الشعب يلملم جراحه وينفض الغبار عن أشلاء شهدائه.. ليرفع المنكوبين أيديهم إلى السماء مستعجلين رحمة الباري عز وجل.. وظل أصحاب المزايدات يواصلون رفع وتيرة الإدانة والاستنكار.
هذا وضع الأحد الدامي – كما كان وضع الأربعاء و بقية أيام وأشهر وسنوات العراقيين منذ عام 2003.. قتل جماعي واستباحة لدمائهم و أعراضهم وبيوتهم دونما معرفة السبب ودون أن يتلمسوا خيطاً صغيراً يدلهم على الجاني فبقوا مجني عليهم إلى إشعار آخر أو إلى حين يكف السياسيون عن صراعهم الأزلي حول "جاه الكرسي" وقوة " السلطة".
الأحد كغيره من أيام المآسي العراقية وربما سيتكرر أحد آخر بمأساة أكبر.. لكن الأسباب والجناة والقتلة و من يقف ورائهم ويمولهم سيبقون طي كتمان اللجان التحقيقية التي تشكل عند أول الحوادث ولا احد يعرف ماذا قررت والى أين توصلت؟؟؟؟
بعد أحداث الأربعاء الدامي قلنا كفانا تصريحات ولنبدأ العمل في سبيل حماية هذا الشعب المسكين المضحي الذي ذاق الأمرين طوال عقود وعقود.. حروب صدام ونزواته ثم ما جناه من أضحوكة التحرير الأمريكي التي رسمت خريطة غريبة عجيبة لمسار شعب عريق بات يتحكم في مصائره حفنة من القادمين من وراء الحدود لا هم لهم سوى الخطابات الرنانة بعد كل جريمة قتل للعراقيين البسطاء، و الجميع يصرخ ان السبب في كل ما يحدث هو لعرقلة العملية السياسية في البلاد، وكأن هذه العملية جعلت العراقيين يعيشون في ربيع دائم.
المشكلة إخوتي اللاهثين وراء المناصب والكراسي والسلطة والمال والنفوذ عليكم أن تعلونها بصراحة.. وهي، السبب الأول والأخير في مأساة الناس، أنكم انتم لا غيركم وانسوا كل التبريرات والدوافع و الحجج وووو.. انسوا بقايا البعث والقاعدة والمعرقلين للعملية السياسية والتفتوا دقائق لأنفسكم حينها ستعرفون من يقف وراء استهداف هذا المواطن المغلوب على أمره .
لم لا يسعى السياسيون العراقيون اللذين لا يهم شيء سوى تحقيق أحلامهم وطموحاتهم بالتوقف لحظات و النظر إلى الشعب العراقي بلا أطماع، يبحثون عن هواجس الناس لا هواجسهم، يخرجوا سيرا على إقدامهم بلا سيارات مدججة ومواكب لا تعد و لاتحصى، لم لا يفكرون أن ابسط موظف لديهم يهين مئات المواطنين بلا أسباب إلا لأنه محسوب على هذا المسؤول أو ذاك.. لماذا لا يتخلى السياسيون عن توافقاتهم محاصاصاتهم و مجاملاتهم وينظروا إلى مسافتهم قرب الشعب ويجدوا أنها بعيدة كل البعد عن هموم وأحلام وآلام وجروح العراقيين الاصلاء..؟
لم لا يطرد السياسيون من حياتهم أصحاب النفاق والرياء و المتملقين والمتلونين ويقربوا الناس الذين حطمتهم الأيام والسنين من حرب وجوع وإرهاب وقتل؟
لا اعتقد أن في أقلامنا من مداد ليقول لسياسي العراق ما يعانيه هذا الشعب لأنه ربما نضطر إلى كتابة مئات الكتب وأكيد دون جدوى، لان سياسيينا منحهم الله نعمة" التغليس" و عدم الالتفات لمعاناة الآخرين ما داموا هم في خير ونعيم، أن تعالى صراخنا وان ارتفع عويل الشعب ونحيب الثكلى، أن تجرحت خدود الأطفال بدمعهم أو دمهم لا أهمية لذلك، المهم أن تدور رحى العملية السياسية والتوافقات الوطنية ولنملأ الجيوب و البطون وليذهب العراقيون جميعاً إلى الجحيم .
وإذا كان ما أقوله خاطئ واني أجافي الحقيقة وان سياسي العراق يفضلون مصالح الشعب عليهم حتى وأن هم ماتوا جوعا وأن الشعب غايتهم وهدفهم ووسيلتهم، أتمنى أن يدلني أحدكم عن واحد منهم قدم استقالته أو ترك وظيفته او حتى تنازل عن رواتبه لكم شهر لعوائل الشهداء والجرحى؟؟؟ أتمنى أن يدلني أحدكم عن مسؤول عراقي ، طيلة السنوات الست الماضية، خرج على الملأ وقال أننا مقصرون لا نهتم بالناس قدر اهتمامنا بأنفسنا، حينها أقول لكم أننا بخير ونسير على الطريق القويم.
سيمضي الأحد الدامي، كما مضى الأربعاء وغيره، ولن نجد شيئاً يضمد جراحنا سوى ما سيعلنه الناطق باسم قيادة عمليات بغداد أن الجريمة نفذها إرهابيو البعث والقاعدة وان التحقيقات مستمرة، ثم ترتفع أعداد نقاط التفتيش في كل شارع وساحة ومركز مدينة ليعاد ذل الشعب لأنه هو من تسبب بعبور المركبات المفخخة وعليه أن يتحمل وزر ما فعل ويلوذ بالصبر من الاختناقات والمضايقات لرجال الشرطة الوطنية والجيش الساهرين على حمايته، فما الضير إذا انتظر المواطن ساعات عند نقاط التفتيش مادام يعود إلى أهله وأطفاله سالماً.
في القلب جروح وفي العين دموع لكن هل يستحق شعبي كل هذا؟؟ أتمنى من علية القوم وسادته شفاء جرحنا بجواب لا يتجاوز كلمة، نعم يستحق العراقيون الموت أم لا؟ .

[email protected]



#محمد_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - هموم الشعب- و - جيوب المسؤولين-
- ينبئني قلبي
- تحبني .. ذلك قدرك
- مرة.. نذرت لك الروح
- - سويعات - قاسم عطا
- نحن خير أمة في كل شيء.. ولكن
- ضحك العشق منا.. فضاع
- العراق مؤتمر حركة عدم الانحياز الأخير
- لست أنا بيوسف
- تغارين.. لا ذنب لي
- بين مدينتي - الصدر- و - تازه-
- تعلق بي.. تزداد ألقاً
- مياه العراق.. وجيرانه
- أنفاس متنازعة
- انسى الحب
- مهلاً .. لايهمني غرورك
- دعوة المالكي.. وديمقراطية التوافقات
- شفتان من نار
- - السوداني- وكم الأفواه
- جيران العراق.. هموم بعد هموم


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الياسري - هل يستحق العراقيون كل ذلك؟