أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - الديوانيةُ ياأمي وحنيني















المزيد.....

الديوانيةُ ياأمي وحنيني


سعد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2810 - 2009 / 10 / 25 - 23:40
المحور: الادب والفن
    


- الى مدينتي وأهلي وأصدقائي -

شينٌ

ميمٌ

سينٌ ساطعةٌ

في ليلِ الربِّ

هيَ ذي روحي

والطيرُ القمريُّ

الهائمُ في الأرضِ

هذا قلبي

وتلكَ السيدةُ

الكاهنةُ ... الطاهرةُ

الســــــومريــــــهْ

( الديــــــوانيـــــهْ )

هيَ أُمـي

وهذا النسلُ

النـخـــــــلُ

الواقفُ في الريحِ

هذا شعبي

ولهُ وبهِ أفتتحُ النصَّ

وأبتدئُ القصَّ

والسيرةَ الآتية

أنا شاعرٌ

- هكذا أتوهمُ -

وربُّتما هي الحقيقةُ

التي صيَّرتني

ودلَّتني على جنائن أور

كي أختطفَ الشعلةَ

وأكاليلَ الزهرِ

ويواقيتَ الأبدية .



وأنا : سعد بن جاسم

شينٌ ليبراليُّ الروحِ

وشيوعيٌّ متقاعسٌ

أحبُّ اللهَ وسنّتهُ

لأنهُ مُطلَقي ومُقْلقي وصديقي

وأحبُّ ماركسَ وعليَّ الفحل

وفراتَ الأغاني والنحيب .

وأحبُّ النبيذَ الاحمرَ

والهامشيينَ والأراملَ

وأُحبُّ زهيرياتِ ( الضويري صاحب )

الذي ماتَ قبلَ أن يشبعَ حُباً وعرقا ً

ونجوماً و( زهور حسين ) ..



* * *

أثداءُ الغزلانِ

وقصائدُ ( كزار حنتوش )

و( الدارميات )

أحبُّها حدَّ الوحشةِ والنشيج



* * *

دائماً ....

افكّرُ بالديوانية

وأراها امرأة ً تتعثرُ

بعباءتِها الصوفيةِ

تحتَ المطرِ الأسودِ

وتبحثُ - ناحبةً -

في ليالي الحروبِ

عن أبنائها الضائعينَ

والطـاعـنـيـنَ

في المجاعاتِ

والأوجاعِ

والأوبئة ....

وكذلكَ ......

أفكّرُ بمصيري

ومصائر أهلي وأصدقائي

والنهرِ ... المكتبة العامة ...

العاشقات ... ( بكشة عجة)

المجانينَ ... الجسر الخشبي ... أهل الشط

والسواقي المرحةِ .

وأفكّرُ بـ ( كريم الخفاجي )

وحكاياتهِ المُرّةِ - المريرةِ

وأفكّرُ بـ ( علي الشباني )

وبملاحمهِ وملامحهِ

وخسائرهِ النازفة

وأُفكّرُ بحبيبتيَ الأولى :
وجهٌ حنطيٌ يسطعُ بالزغبِ الفجريِّ
وأصابعُ ضوءٍ تضحكُ بالمسكِ وبالحناء
وقامةُ عطرٍ تنثالُ هياماً وحماماً .


وأُفكّرُ كثيراً
بقبرِ أمي
الذي لاأعرفُهُ أين ؟؟؟
أمي ساقيةُ حليبٍ وعذابْ
يتمٌ ... وخسا راتٌ ... وسوادٌ
أمي فقدانٌ وغيابْ

ودائماً أحلمُ

بأصدقائي النبلاءِ

المـــرتـبكـــين

( باسم محمد نزال ) مثلا ً

آآآآآآآخ يا ( عزيز الخزرجي )

أينكَ الآنَ لتصرخَ بكآبتهِ

وانتحاراتهِ الفاشلهْ ؟

( نوبه تضم البيك

نوبه تلالي

طبعك ديالكتيك

صاير مثالي )

فيُطلقُ ( الأعسمُ باسم )

عصافيرَ ضحكتهِ الباذخه

و ... يصطخبُ المشهدُ .



ياطائرَ الاسرارْ

خُذني إلى أهلي

نخلتُنا والدارْ

مشتاقةٌ ٌ مثلي



* * *



ولأنني كائنُ ذكرى

وتذكّرٍ .... وذاكرتي

أرشيفُ طقوسٍ

وفجائعَ وأسرارٍ

وشهاداتٍ جارحةٍ مجروحة

غالباً ماأستحضرُ

أو يحضرُني ( عبد الله حلواص )

وهوَ ينتهلُ " الفكرةَ " الباسلةَ

ويُقطّرُها عسلاً أحمرَ

ويشعلُها ضوءاً في أرواحِ الحالمينَ

بـ (الوطن الحر والشعب السعيد )



وأستذكرُ ( العبدو ) منتشياً

بزجاجتهِ " العصرية" المُبرّدةِ

في قلبِ النهرِ .. وبسخريتهِ السوداءِ

من انصافِ البرجوازيين والأجلافِ

وصيحتهِ الهادرة :

يُمّه " خمسة المحافظ "

فيضجُّ النهرُ ... الحشدُ

وتضحكُ كلُّ الديوانية





و( علي طبعاً ) أتذكّرُهُ

وهوَ يختالُ بنياشينهِ الوهميةِ

كامبراطور مخدوعِ يُنفقُ أوقاته

بحلاقةِ تجّارِ السوقِ

والصبيان القرويين ...

و ( عارفُ ) يحضرُني بطوابعهِ

ويديهِ البيضاوتين

حاملاً أقلامَهُ " الباندان "

وقراطيسهُ المُعَتّقةَ كروحهِ

التي تفيضُ بالعافيةِ

والفرحِ الابيضِ

الذي يُشيعُهُ في قلوب الموهوبين

الفنانين ... والشعراءِ الفقراء .

وأتذكّرُ ( محمود الناصر )

بظفائره البدوية وخنجرهِ المعقوفِ

فتلوحُ لي صورتُهُ ... غارقاً

في بركةِ دمهِ الذهبي

الذي أضاءَ المدينةَ حزناً

ورعباً على فارسِها المغدورِ

بمسدساتِ رعاةِ القسوةِ .



و ( تملُ ) الثملُ دائماً

يتهادى بذاكرتي سخيّاً وبهياً

وعابقاً برائحةِ " المسيّح "

وغواياتِ النساءِ ... الغجرياتِ

وأحلامِ بطاقاتِ اليانصيب ...



ويفاجئُني ( صنكَرُ ) بقامتهِ الفارعةِ

وشايهِ الفاغم بالهيلِ

وروحهِ الأمميةِ بالفطرةِ .



وأشمُّ قابَ قاراتٍ ومنافٍ

روائحَ ( كباب برزان

وشوربة ديوان

وتكّة دوهان )

الى آخرِ القافيه

والطفلةِ الغافيه

على ذراعِ الفراتْ

مدينتي الزاهدة

الزاهـيـــــــــــه

كفتنةِ الحياةْ .



وتشتعلُ الروحُ

لذكرى عزاءاتِ ( السيد علي )

و ( صاحب عكموش )

فأتذكرُني طفلاً

من ( اطفال القاسم )

عمتيَ ( العقيلة)

وعمي ( زين العابدين ) العليل

وجدي ( عباسُ) الطفوفِ

وبلادي ( كربلاءاتٌ ) وعويل

من فرطِ الضيمِ

المجهولِ

ومآربِ ومخالبِ امريكا

وثعالبِ وثعابينَ الزمنِ الأغبر .



* * *



ياآآآآآآآآآآه

كم أحلمُ أنْ لاأموتَ

في منفىً خادعٍ

وأحلمُ أنْ أرى الديوانية َ

وأركعَ لأبوسَ ترابَها الطاعنَ

بالأســـــــــى

والأمهاتِ والحــنـيــنْ

آميــــــــــــــــــــــــنْ

آميــــــــــــــــــــــــنْ

آميــــــــــــــــــــــــنْ



#سعد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديوانية ياأمي وحنيني
- مطرٌ من القبلات
- محروسة أنتِ بآيات دمي
- هوَ يُشبهُ أنكيدو
- قبلة ... قُبَل ... قبلات
- أريدُ بلادي
- صمت المبدعين ... جريمة وفاجعة
- اربعون قبلة وقبلتان
- مشغولة بحراسة احلامي
- نصوص البلاد والألم
- كوابيس الرافدين
- أُغنيكِ فرساً وأشتعلُ
- أهذا كلُّ شئ ؟
- لاوقتَ إلا لإبتكارك
- مرايا لجلجامش ولصباحاتك طقوس الماء
- قيامةُ البلاد - مجموعة شعرية
- أرميكِ كبذرةٍ وأَهطلُ عليكِ
- الشهقات والأسئلة
- نصوص الفرح المسروق
- فرسٌ مشبوبةٌ بلذةِ المستحيل


المزيد.....




- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - الديوانيةُ ياأمي وحنيني