أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - يا لهذا العراق الجديد ما أقواه!















المزيد.....

يا لهذا العراق الجديد ما أقواه!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 853 - 2004 / 6 / 3 - 05:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


-1-
مبارك هذا العهد الجديد.. عهد الحرية والديمقراطية والعلمانية التي ستكون منارةً مضيئة لكل العالم العربي.

مبارك هذا الرئيس الجديد العتيد.

مبارك هذا الميلاد العظيم، بعد مخاض الحرية والديمقراطية العسير، وقد دفع العراق ثمناً غالياً لهذا المولود المجيد.

فللحرية الحمراء بابٌ، بكل يدٍ مُضرّجة يُدقُ.

والحرية العراقية لم تكن هبة من السماء، كما لم تكن هبة من الأرض.

الحرية العراقية كانت هبة الشعب العراقي للعراق.

فالشعب العراقي هو الذي حرر نفسه بنفسه، وهو الذي سار في طريق الحرية، وهو الذي صبر على مكره الاستعباد والطغيان وصبر على مكروه الحرية والديمقراطية ودفع الثمن غالياً في كلا الحالين.

مبارك هذا الفجر الجديد الذي يُشرق على العراق الجديد، الذي اشترى حريته الغالية بدماء أبنائه، ورفض بيع هذه الحرية بأي ثمن آخر.

مبارك هذا السناء الجديد الذي سيبدأ تاريخاً جديداً في العراق، وفي العالم العربي.

مباركة هي مدرسة العراق السياسية الجديدة التي ستتخرج منها أنظمة عربية جديدة وقيم سياسية عربية جديدة، تقود العالم العربي إلى الحرية والديمقراطية والعَلمانية.



-2-

كان صدام حسين يُلقي في روع العراقيين قبل التاسع من نيسان 2003 المجيد، أنه في اللحظة التي يسقط فيها نظامه، فسوف يتلاشى العراق ويتلاشى الشعب العراقي وتقوم القيامة العربية، باعتبار أن نظام حكمه كان اكسير الحياة، وسر بقاء العراق وازدهار التخلف فيه، كما كان يدّعي هو ومريدوه. ولكن العراق القوي صمد رغم أهوال الحروب التي خاضها، ورغم الخسائر المادية والبشرية الهائلة التي دفعها، ورغم ظلام السجون الطويل الذي عاشه، ورغم البطش والاستبداد الذي حصد خيرة ابنائه.

وكان "الفاشدينيون" و"الفاشقوميون" الذين فَزعوا مذهولين مهرولين من كافة أرجاء الأرض، لمساندة النظام الشمولي الذي سقط، وجاءوا إما لاقامة الخلافة الدينية المنهارة عام 1924، أو لإعادة الوحدة الفاشلة بين سوريا والعراق عام 1963/1964 بعد انهيار الوحدة السورية المصرية عام 1961.. هؤلاء الحالمون المغفّلون جميعاً، قد جاءوا يسعون إلى تحقيق احلامهم في العراق على اعتبار أن العراق الذي انهكته الحروب، وانهكته الديكتاتورية، وانهكه الاستبداد، وانهكه الطغيان، وانهكته معارك الحرية والديمقراطية، سوف يكون صيداً سهلاً وسميناًً للفاشدينيين وللفاشقوميين.

وكان الفاشدينيون والفاشقوميون بعد التاسع من نيسان المجيد 2003 ، يعتقدون بأن لا سلطة قائمة بعد السلطة الديكتاتورية المنهارة، وأن لا زعيم في العراق يستطيع حكم الشعب العراقي بالحديد والنار كالديكتاتور الذي يعيش الآن وراء القضبان.

وإذ فجأة يبرز في العراق زعماء كثيرون، وإذ يختار الشعب العراقي رئيس وزراءه الجديد، ورئيس جمهوريته العتيد، رغم كل ما يتعرّض له العراق من عزلة عربية، هو أحوج ما يكون اليها لكي يفكر جيداً، ويخطط جيداً، بعيداً عن العربان الغربان المختلفين، المُشتتين، الخائفين، المذعورين، من مدِّ الحرية والديمقراطية العراقية الجديدة. ورغم كل ما يتعرّض له العراق من أذى أبنائه الضالين من السُنّة القلائل ومن الشيعة الجواهل، الذين لم يجدوا من يعبدوه غير "الطوطم" الذي وراء القضبان، وغير "الطوطم" الآخر المُشرّد في شِعاب أفغانستان وباكستان. ولم يجدوا من يحاربوه، فحاربوا أنفسهم بمحاربة الشرعية العراقية، التي جاءت لتنتقم وتثأر لدم الشهداء من السُنّة والشيعة، وتعيد للعراق حريته المسلوبة وديمقراطيته الغائبة.

ولكن ماذا نقول عندما يتصدى اللصوص والصبية والغلمان والعاطلون عن العمل ومشردو الشوارع لقضايا الوطن المصيرية الكبرى، ويقفون عائقاً كأوساخ النهر الجارف المتدفق؟

ورغم هذا يسير العراق إلى الأمام. يبني، ويُعمّر، ويقيم الصرح، ويُصدّر البترول، ويفتح أبوابه لللاستثمار العالمي، ويقيم حكومة، ويؤسس سلطة سياسية على الحق والعدل والشفافية.



-3-

يا لهذا العراق المجيد ما أقواه!

العالم العربي كله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، يقف ضد الحياة والتقدم والحرية في العراق، ورغم هذا يحقق العراق الآن التقدم والحرية، ويبعث الحياة من جديد في النخيل المحترق، وينهض من جديد، نهوض طائر الفينيق الخالد الذي لا يموت.

أوروبا العجوز المتصابية في معظمها، تقف ضد العراق موقف المعادي، الكاره، المُعيق، لمصالح لها كانت مع العهد البائد، ولا تمدَّ يد العون للشعب العراقي الذي كان يمنحها طاقة الحياة، ويتمثل معارك الحرية التي خاضتها أوروبا من أجل أن تصبح أوروبا الديمقراطية الحرة الآن. ورغم ذلك، فالعراق ينهض، ويبني، ويستمر في مسيرة الحرية والديمقراطية.



-4-

يا لهذا العراق المجيد ما أقواه!

الأصولية الدينية والقومية المسلحة، تصبُّ في العراق كل يوم كماً هائلاً من النيران والأسلحة والأوساخ والدمويين، كما لم يحصل في تاريخ العرب منذ ظهر الإسلام حتى الآن، ورغم ذلك فقد أثبت العراق أنه أقوى من كل هذه الأصوليات المتعفنة.

والإعلام العربي المقروء والمسموع والمشاهد والمهموس، لم يضطهد بلداً أو شعباً كما اضطهد العراق والشعب العراقي، ولم يزوّر حقيقة بلدٍ وشعبٍ كما زوّر حقيقة العراق وشعب العراق، ولم يغُضَّ الطرف أو يُخفي ايجابية واحدة كما أخفى ايجابيات ما يجري في العراق الآن. وظل هذا الإعلام على مدى أكثر من عام، يبث سمومه في صفوف الشعب العراقي إلى حد الموت. إلا أن الشعب العراقي ظل سائراً يبني، ويُعمّر، ويتقدم إلى أن وصل اليوم إلى تشكيل حكومته، وممارسة سيادته، وتعيين رئيس جمهوريته، واشعال شعلة الحرية ومنارة الديمقراطية.



-5-

يا لهذا العراق المجيد ما أقواه!

منذ عام وأكثر؛ أي منذ التاسع من نيسان 2003 المجيد، ظهر في العالم العربي ألف ألف كذاب وأكثر، وظيفتهم نشر الكذب عن أن العراق قد قُتل ونُهب وسُرق واحترق وانتهى، وعلى "المقاولين" المرتزقة العراقيين والعرب أن يبادروا إلى انقاذه. وظهرت في العراق مجموعات من العبيد واللصوص الذين يرفضون الحرية، جاءوا من سجون العبودية العراقية المنهارة الماضية، ومن سجون العبودية العربية الأخرى التي ستنهار قريباً. ولكن الجميع كذبوا، وخرج العراق من كذبهم منتصراً الآن بحكومة جديدة، ورئيس حكومة جديدة، ورئيس جمهورية جديد، وأوفى الأوفياء بوعدهم للشعب العراقي، وكذب العبيد الذين حاولوا بالسيف والكرباج والدم والبيانات وشعارات الموت والدمار، اعادة العراق إلى سابق عهد العبودية والطغيان.

والعراق الآن يكرر ما فعله الشعب الياباني، وما فعله الشعب الألماني 1945 ، وما فعله الشعب الكوري بعد 1953، من القيام من الرماد إلى بناء البلاد، وغسل آلام العباد.



-6-

يا لهذا العراق المجيد ما أقواه!

لقد كذب الذين قالوا بأن العراق هو الصومال، وأن "الصوملة" قادمة للعراق، وغداً سوف يترك الحلفاء العراق كما تركوا الصومال غارقاً بالدماء والفوضى!

كذب الذين قالوا بأن ما تم بعد التاسع من نيسان 2003 المجيد هو احتلال للعراق، سوف يستمر عشرات السنوات، تُستنزف فيه خيرات العراق، كما سبق واحتُل العالم العربي من قبل القوى الاستعمارية الأوروبية.

فأي احتلال يتصرف في بلد ما، كما تصرف الحلفاء في العراق الذين قاموا بكنس شوارع العراق، وطلاء المدارس العراقية، وخَبزِ الرغيف العراقي؟

وأي احتلال يُسلّم مفاتيح بغداد، والسلطة لابنائه، بعد عام من الاحتلال، ولمّا تجف بعد دماء جنوده وأبنائه الذين ساعدوا العراقيين على التحرير .

نعم، من قال بصوملة العراق فقد كَذب.

ومن قال بلبننة العراق فقد كَذب.

ومن قال بصربنة العراق فقد كَذب.

ومن قال ببلقنة العراق فقد كَذب.

ومن قال بقبرصة العراق فقد كَذب.

ومن قال بعودة الديكتاتورية الشمولية التي تقف وراء قضبان العدالة العراقية الآن كذبوا.

ومن قال بقيام "مقاومة" شاملة في العراق تقف في وجه زحف الحرية والديمقراطية العراقية الجديدة كذبوا.

كَذب الزرقاوي، والحمراوي، والصفراوي، والخضرواي.

كَذبت كل الألوان العربية الباهتة.

كَذب الذين قالوا بأن الأوفياء بالعهد، جاءوا لسرقة نفط العراق. فلم يسرق هؤلاء نقطة نفط عراقية واحدة حتى الآن. وقد سبق وحرروا الكويت، فلم يسرقوا نقطة نفط واحدة. ونحن نعلم جميعاً من هم الذين يسرقون النفط العربي، في كافة انحاء الوطن العربي!

كَذب الدجالون، وسحرة السياسة العربية، ومهرجو الإعلام العربي.

وكانوا جميعاً كالأوساخ التي تقف في مجرى النهر العظيم الجارف المتدفق.. نهر الحرية والديمقراطية والعَلمانية العراقية الذي سيشرب منه الوطن العربي، وسيغمر المزارع والبطاح العربية، لينبت فيها نخيل الحرية والديمقراطية والعَلمانية الجديد، بدل النخيل الذي أحرقه الطغاة في العراق، وبدل النخيل الذي أحرقه الطغاة الآخرون في العالم العربي.



-7-

يا لهذا العراق المجيد ما أقواه!

الشعب العراقي العظيم كان وحده هو الصادق مع نفسه، بينما كذب الآخرون.

والنصر الذي حققه الشعب العراقي اليوم ليس لأحد، بقدر ما هو للشعب العراقي أولاً، وللشعب العربي ثانياً.

العراق الجديد لن يكون مدرسة سياسية جديدة خاصة للنخبة، مقصورة على شعب واحد فقط، أو طبقة واحدة فقط.

مدرسة العراق الجديد السياسة، هي المدرسة التي سيتعلم فيها كل العرب غداً الطريق الجديد إلى الحرية والديمقراطية والعَلمانية.

واليوم يخطو الشعب العراقي خطوته الكبيرة، بل قفزته العظيمة إلى المستقبل الكبير، هادياً لا قاضياً، حراً لا عبداً، سيداً لا مسوداً، وشعلة عظيمة للحرية والديمقراطية والعَلمانية.

[email protected]



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لعدم التضامن مع نوال السعداوي!
- العرب: من حُكم الخلافة المُطلق إلى الديكتاتورية الطاغية
- الخلافةُ الإسلاميةُ لا تزال قائمةً وحُكّامُ اليوم هُمْ خلفاء ...
- وجاهة أسباب الصمت العربي تجاه ما يجري للفلسطينيين!
- في كل أمة فئة همجية، وأمريكا ليست مُستثناة!
- العراق والأوهام العربية
- سجن -أبو غريب- اقامته الديكتاتورية وفضحته الديمقراطية!
- إذا عُرفَ السبب بَطُلَ العجب!
- لماذا العَجَب بعد أن فَعَلْنا العُجَاب؟!
- الفضائيات ودورها الثقافي
- لنقف إلى جانب ثورة -الفاسح- بعد أن تعبنا من ثورة -الفاتح-!
- الفضائيات والأفيون الرخيص
- سينور ثاباتيرو: هل تعلم ماذا يعني قراركم بسحب القوات الاسبان ...
- درس عظيم في الديمقراطية العراقية
- لماذا نُصرُّ على الديمقراطية لا الشورى، وما الفرق بين الشورى ...
- هل استبدل العراق بساطير الديكتاتورية بعمائم المؤسسات الدينية ...
- فتوى القرضاوي لنُصرة فرعون!
- نِعمَةُ الأُميّة في العالم العربي!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - يا لهذا العراق الجديد ما أقواه!