أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - منذر القيسى - الولايات المتحدة الاميريكية اجتماع القوة والذكاء















المزيد.....

الولايات المتحدة الاميريكية اجتماع القوة والذكاء


منذر القيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 18:38
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



بانتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة الاميريكية .لم يعد احد يستطيع ان يشكك فى قدرة الولايات المتحدة على تجاوز ارث ثقيل من التفرقة والتمايز اللذان كانا يسودان هذه الدولة منذ قرون .فهذا الشعب الديناميكى المدعوم باقصاديات هى الاكبر فى العالم اكد مجددا حيويته وتطلعه المستمر الى الافضل رغم ان الولايات المتحدة كدولة فيدرالية لم تات الى الوجودمنذ زمن بعيد موغل فى القدم.كما انها نشاءت بعد صراع طويل لتحقيق ذاتها . فمنذ الحرب الاهلية الاميريكية والتى اندلعت بحدود عام 1860 بسسب الاختلاف حول حقوق الولايات بين الشمال الصناعى والجنوب الزراعى وموضوعات تجارة الرقيق وغيرها والتى ادت الى انهاء العبودية ونشوء الولايات المتحدة (.اعلن الاتحاد الفيدرالى فى البداية بين ثلاثة عشر ولاية فقط يمثلها فى العلم الوطنى الاميريكى ثلاثة عشر شريطا احمر اللون رمزا لها) والتى اصبحت بعد ذلك من اكبر القوى الاقتصادية فى العالم وهذه الدولة فى تطور مستمر كما هو معروف .الا ان الولايات المتحدة استمرت فى تطوير امكاناتها الاقصادية والسياسية والثقافية تاركة وراءها كل قديم مستقبلة لكل حيوى جديد.ويعتبر صعود باراك اوباما الى سدة الرئاسة فى الولايات المتحدة دليلا اضافيا جديدا على عدم الركود والتطور المستمر. فباراك اوباما الذى جاء من خلفيتين مختلفتين جدا (والدته من مدينة صغيرة فى ولايةكنساس وابوه كينيا كان يدرس فى جامعة هاواى) والمولود فى الرابع من اب عام 1961 م (48 سنة) هو اصغر رئيس لامريكا.ورغم ذلك فلقد استطاع فى عام 2004 م ان يكون عضوا فى مجلس الشيوخ عن ولايته (ولاية الينوى ).ولم يمض وقت طويل حتى استطاع بعد اربع سنوات فقط ان يحصل على تسميته كمرشح للحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية .لقد ابهر باراك اوباما حتى الجمهوريين (المحافظين) المنافسين له فى قدرته على التحدث عن الليبرالية بلغة هى اشبه ماتكون بالمحافظة .كما ان خطابه السياسى كان دائما من الشمول والتوسع بحيث لايميزه الكثيرون. ان كان ليبراليا. ام محافظا. وتعتبر كلماته عن الشعب الاميركى التى قالها فى موتمر حزبه .هى التى فتحت له الطريق نحو الوصول الى رئاسة الولايات المتحدة عن الديمقراطيين .حيث قال " ليس هنالك اميريكا ليبرالية .وليست هناك اميركا محافظة . بل هنالك فقط الولايات المتحدة الاميريكية .ليست هناك اميركا سوداء واميريكا بيضاء واميريكا لاتينية واميريكا اسيوية .بل هناك الولايات المتحدة الاميريكية .نحن شعب واحد .جميعنا تعهدنا بالولاء للعلم الاميريكى.وجميعنا ندافع عن الولايات المتحدة الاميريكية ."لقد كانت هذه الكلمات موثرة جدا فى العديد من الاوساط المختلفة للشعب الاميركى .ودعوة الى التوحد الداخلى لمواجهة الانقسامات المختلفة فى وجهات النظر حول قضايا عديدة تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة .وبخاصة انها جاءت فى فترة الانتخابات وموضوعات ملحة كانت مطروحة فى الشارع الاميريكى حول الحرب على الارهاب .وافغانستان والعراق وكوريا وايرن وروسيا وغيرها.كما ان الجدل بين رجال الاقتصاد من جهة والعسكريين من جهة اخرى. حول التكلفة التىكان ولازال يتحملها المواطن الاميريكى خلال سنوات الحرب فى العراق والتى تجاوزت 3 تريليون من الدولارات .اما موضوع التكلفة غير المباشرة التىتحملتها الولايات المتحدة فهى تفوق بكثير حجم التكاليف المادية.فلقد حدثت متغيرات سياسية واقتصادية كبيرة فى العالم ,خلال سنوات الحرب الماضية.والتى كان لها الاثر العميق على النفوذ الاميريكى التقليدى فى العالم .كما ان الاسئلة المقلقة كانت تراوح دون اجابات خلال تلك الفترة.وعلى سبيل المثال كانت اسئلة عن جدوى الحرب فى العراق ؟ وكم من السنوات ستبقى القوات الاميريكية هناك؟وماهو الهدف النهائى من وجود القوات الاميريكية فى ذلك البلد ؟وكم دفعت الولايات المتحدة من دمها وهيبتها ونفوذها فى تلك الحرب.كل هذه الاسئلة كانت تبحث عن اجابات ؟ وهنا كان للوضوح الذى ابداه الرئيس اوباما فى كيفية معالجة تلك الموضوعات وايجاد حلول لها .اضافة الى وجهات النظر التى ابداها فى كيفية معالجة الركود والانكماش الذى دخل اسواق المال الاميريكية منذ عام 2007 .كل تلك الاجابات وجدت طريقها الى عقل من صوتوا بنعم لباراك اوباما .وبالرغم ان التكاليف الواضحة .لتلك الحرب كان هناك بلا شك تكاليف اخرى ربما تكون غير منظورة.ومن تلك التكاليف .ان اعداء اميريكا كانوا يعيشون فى عصرهم الذهبى .فجمهورية ايران اندفعت الى الامام بعد سقط نظام صدام لتامين مصالحها الاقليمية.وجمهورية كوريا الشمالية استطاعت كسب الوقت الكافى لتثبيت وضعها داخل ما يعرف بالنادى النووى.اما روسيا الاتحادية فقد تراجعت التغييرات الديمقراطية فيها وبدات تصور اى تحرك اميريكى فى محيطها تهديد مباشر لمصالحها .وتنظيم القاعدة وجد الفرصة سانحة لتوجيه ضرباتة للقوات الاميريكية فى العراق.فى ظل هذه الاوضاع وجد الرئيس باراك اوباما نفسه قد ورث عبئا ثقيلا. وكان لابد له من البحث عن وسائل فاعلة للتخفيف من وازالة الاثار المترتبة على تلك المرحلة.ولكن فى الولايات المتحدة الرئيس اى رئيس ليس ملكا يستطيع ان يامر فيطاع او ان يصدر ارادة ملكية بما يود ان يفعل.ولا رئيسا فى نظام دكتاتورى مستبد يصدر قراراته بعد ان يصحو من نومه ليتم تنفيذ قراراته وكانها وصايا مقدسة .لايستطيع الرئيس الاميريكى سوى طرح مشروعات او تعديلات على قوانين اوتصورات .هذه القرارات او القوانين المقترحة او التصورات تتم مناقشتها ودراستها من قبل مجالس منتخبة ممثلة للشعب الاميريكى .وهما مجلس النواب ومجلس الشيوخ .فاذا اق هذان المجلسان مشروعات القوانين او غيرها اصبحت ملزمة باستثناء بعض القرارات مثل قرار اعلان الحرب او ارسال القوات الى خارج الولايات المتحدة فهى قرارات رئاسية تتم بتوصيات من قبل القادة العسكريين .ان رئيس اميريكا اليوم يدعو الى سياسة تتصف بالاعتدال فى المجتمع الاميريكى.فقد الغى مشروع الدرع الصاروخى الذى كان من المنتظر اقامته فى اوربا الشرقية .والذى واحه اعتراضا روسيا ومخاوف اوربية.كما انه دعا الى اسقاط شعار الحرب على الارهاب .والدعوة الى عالم متعدد الاقطاب.كما انه يتبع وسائل دبلوماسية لحل الازمات فى العالم كما هو الحال فى موضوع التخصيب الايرانى لليورانيوم .وكذلك تقديم حوافز لكوريا الشمالية للتخلص نهائيا من برنامجها النووى وتطوير المشروعات الصاروخية والتىتقلق دولا متعددة مثل اليابان .كما انه يدعو الى حل الدولتين بين الفلسطينيين واسرائيل.اما على صعيد السياسة الداخلية فلازال الرئيس باراك اوباما مطالبا بوقف البطالة وايجاد فرص عمل جديدة .وتحسين برامج الرعاية الصحية وغيرها .ان القدرة على اتخاد القرارات الصعبة وتنفيذها .فى الظروف التى ورثها الرئيس باراك اوباما ونجاح تلك القرارات.سيكون بمثابة انطلاقة جديدة لمزيد من البحث عن وسائل لحل الاشكالات التى نشاءت عن قرارت واجراءات رافقت حقبة مليئة بالتوجس والتوتر .وليس تمجيدا او مدحا للرئيس باراك اوباما اذا ما تحدثنا عنه باعتباره اولا واخيرا ممثلا لارادة غالبية الاميريكيين الذين اقتنعوا ببرنامجه الانتخابى وينتظرون وضع تلك الوعود والتصورات والاراء علىطريق التنفيذ . ذلك سيكون بالتاكيد تعبيرا عن القوة والذكاء. لامة تستطيع ان تعترف باخطاءها وتحاول تصحيح تلك الاخطاء .لاان تتغاضى عن ذلك وتستمر فى الذهاب بعيدا فى العناد والاصرارعلى تلك الاخطاء .ان الحرية التى يمنحها الدستور الاميريكى .للاميريكيين .ونظام الموسسات الدديمقراطية .والقوانين الفيدرالية .كافية كضمان للتطوير المستمر فى شتى مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع .ويبقى ان يدرك الكثيرين ان عدم توفر المعلومات الكافية عن هذا البلد بسبب قصور وسائل الاعلام الاميريكية فى ايصال التصور الدقيق عن هذه الامة وعجز الكثيرين ممن ينبرون اعلاميا لتوضيح المواقف والسياسات الاميريكية بسبب عدم ادراكهم للطبيعة الذهنية للكثير من ابناء الشعوب العربية والاسلامية .هذه الذهنية التى عبئت ايديولوجيا بافكار وتصورات مسبقة غالبا ما يكتسبها ابناء هذه الشعوب من خلال الاعلام الشمولى الوحيد التوجه .منذ بدايات القرن الماضى .الى الحد الذى تسائل احد الكتاب الاميريكيين مرة " لماذا يكرهوننا " .وهو تسائل ينم عن قصور واضح فى معرفة الاجابة على سوال محدد "كيف يفكر الاخرون ".وهذا يتطلب القدرة على فهم الاخر ووضع اجابات واضحة وبسيطة يستطيع ادراكها غالبية القراء والمستمعين .ان الولايات المتحدة دولة عظمى لعبت ولاتزال دورا اساسيا فى المجتمع الدولى .لذا كان من الضرورى الاطلاع باستمرا على مايحدث فى هذا البلد من تطورات .وبناء علاقة جديدة فى التعامل معها لاتستند على التصورات المسبقة والشحن الايديولجى والكراهية .انها امة مهاجرين استقطبت ولاتزال الكثير ممن وجدوا فيها مقومات النجاح والتطور والتى تسعى الى الوصول الى مستويات الرقى والتطور فيها بلدان العالم .حيث يجتمع الذكاء والقوة معا ليشكلا عنصرا للابداع ةالتميز وما دون ذلك تضليل يمارسه من يخشون التطور والباحثين عن وسائل تبقى سيطرتهم على مقاليد الامور حتى بعد رحيلهم ...



#منذر_القيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يفهمون مايقال
- كنتم خير امة لاتقرا
- شوق
- الولايات المتحدة الاميريكية والعقد التاريخية
- قرار امراءة
- النهر
- نصب الحرية
- رجع بعيد
- الوداع الاخير
- قمر من نحاس وخشب
- مقال - الرئيس اوباما.....لماذا لاتفهمون مايقال -


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - منذر القيسى - الولايات المتحدة الاميريكية اجتماع القوة والذكاء