أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر القيسى - قرار امراءة














المزيد.....

قرار امراءة


منذر القيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2797 - 2009 / 10 / 12 - 21:39
المحور: الادب والفن
    


كانت الاحداث فى هذا البلد الذى كان يوما ما قلعة من القلاع المغلقة فى العالم .تسير بسرعة جنونية لم تتح لاحد القريب منهم او البعيد متابعة مايجرى ةاللحاق بالتطورات اليومية التى كانت تنتقل من مكان لاخر كالنار فى الهشيم فى يوم عاصف. لكن الناس كان تسير بحذر ورغبة دفينة فى ان يتغير كل شى بسرعة دون الدخول فى صراعات دموية .وهناك فى احد ضواحى العاصمة كانت تلك المراءة العاملة فى احد مصانع الدولة والتى تعرضت للاذلال والاعتداء عليها فى وضح النهار وعلى مراى من الجميع .تراقب شاشات التلفاز بشغف قوى .متتبعة كل صغيرة وكبيرة تحدث هنا اوهناك .لقد فقدت احد اولادها فيما كان يطلق عليه انذاك الاعصار الثورى .هذا الاعصار الذى قذف بالعديد من الناس فى احضان الموت الرهيبة.كل ماقيل لها انذاك وبعد زمن ليس بالقليل تلك العبارة البائسة " سيدتى انت تعلمين ان هناك فى كل مسيرة اخطاء وان هناك من تتم التضحية بهم لاسباب عليا.تقبلى منا هذا الاعتذار".لم تنس وجه ذلك الرجل البدين الذى قال لها ذلك وهو يهز كرسيه جيئة وذهابا وكانه يتلو نشيدا او يترنم باغنية ما ..وكيف انه اشار الى احد الواقفين خلفها ان يخرجها بعد ان قال كلماته .لم تستطع فعل شى سوى ان عيناها اغرورقت بالدموع حزنا واسفا على ولدها الذى كانت تعول عليه بعد ان ياخذ العمر منها ماخذه . كل ماحصلت عليه بعض كلمات اسف ....ياللهول
.وها هى بدورها راحت تهز كرسيها كانها تتوثب لعمل شى ..شى ما..يعيد لها كرامتها التىاهدرت ..ويجعلها تشعر انها لم تتخلى عن ولدها الذى قضى على يد ذلك الرجل البدين يوما ما .كان صوت التلفاز اعلى مما هو معتاد .فلقد كانت لاتريد ان يفوتها شى ..اى.. شى حتى لو كان تافها .اثناء تواجدها فى اى ركن من اركان شقتها التى تطل على احد الشوارع فى العاصمة .
عند الصباح فتحت عيناها وكان التلفاز لازال ينقل الاحداث. وفكرت اين يمكن ان يكون ذلك الرجل البدين الساعة.تناولت بعض الطعام على عجل ثم نزلت مسرعة من شقتها .توجهت الى عدد من مراكز المعلومات بحثا عن ذلك البدين الذى قضى على ولدها .وجعلها حطاما يمشى على قدمين .اتاح لها السوال المتواصل والمستمر واصرارها على التقصى والبحث الى ان تصل الى موقع ذلك الرجل بحثت عن قصاصة الورق التى كتبت عليها عنوان الشركة .وضعته فى حقيبتها .لقد كان ذلك البدين الذى تبحث عنه مديرا لااحدى الشركات العامة فى وسط العاصمة . نزلت مسرعة من شقتها ووجدت نفسها بعد ثوان تسير فى الشارع العام .ولم تتوقف الا عندما وصلت الى موقف الحافلات . لم تنتظر الا دقائق حتى كان الباص الذى كانت تروم صعوده قد حضر.استقلت الباص .وبحثت عن مقعد خال داخل الحافلة وتوجهت اليه.كان الناس فى حراك مستمر .ولم تكن قسمات وجوههم توحى الا بشى واحد " القلق" .كانت تود الوصول الى تلك الشركة باسرع ماتستطيع . فقط لتتاكد من المعلومة التى حصلت عليها. انتظرت امام تلك الشركة لعدة ساعات .كان النهار قد دخل فى طريق مغادرة تلك المدينة. وقبيل المساء خرج ذلك المدير من شركته . انتظرت الى ان تفرق عنه رجلان رافقاه حتى موقف سيارته.اقتربت منه بخطوات هادئة .كان يهم بركوب سيارته لكنه لاحظ وجودها . فتراجع عن فكرة ركوب سيارته .وراح ينظر اليها .وتساءل فى نفسه عما تبحث عنه تلك المراءة فى هذا الوقت.تقدمت هى نحوه وراحت تمعن النظر فى وجهه. قالت فى نفسها انه لم يتغير كثيرا.احس بنظراتها الحادة اليه. اقترب منها بهدوء. وبادربسوالها ان كانت تبحث عن شىما. او انها سبق لها ان تعرفت عليه فى مكان ما .ولانه لايتذكر وجوه ضحاياه . فقداجابت على سواله بالنفى. بعد عدة اشهر من ذلك كان كل شى قد انهار فى تلك المدينه .توجهت المراءة الى تلك الشركة وصعدت السلالم. ثم انعطفت لتجتاز ممرا طويلا يودى الىمكتب مدير الشركة.فتحت الباب ومدت يدها الى حقيبتها واخرجت منها مسدسا وتوجهت بخطى ثابتة نحوه .كان مدهوشا مما يراه .وقفت امامه ومسدسها مصوب نحو صدره ثم قالت له.
..اتذكرنى
.قال..لا
.اطلقت عليه عدة رصاصات واسقطته قتيلا فى ثوان. ولم تغادر الغرفة. تسمرت فى مكانها. وحين هرع الموظفين والحراس الى مكتب المدير حيث سمعوا صوت الاطلاقات. كانت هى واقفة فوق جثته كانها تريد ان تتاكد من موته.
حين سئلت بعد عدة ايام لماذا فعلت ذلك؟
اجابت
لقد كان فاسدا..اهان..وسرق..وقتل الكثيرين ومنهم ولدى ..ولقد رايته يعود بوجه جديد ..ولم ياخذ العقاب الذى يستحقه..وهذا يعنى لى انه سيستمر فى السرقة والقتل مادام ليس هناك من رادع يردعه فقررت ان اوقفه عند حده
قال لها القاضى الذى كان يحاكمها
ولماذا لم تنتظرى حتى تاخذ العدالة مجراها؟
قالت
.ان ذلك ياخذ وقتا طويلا ياسيدى..وقتا يتيح له اهانه ..وسرقة..وقتل المزيد. وقد يفلت من العقاب الذى يستحقه لانه رجل له نفوذ وقدرة مالية كبيرة ..وبصراحة لااريد ان اضيع حق ولدى فى مساومات بخسة
نظرت الى الارض طويلا وحين رفعت راسها قالت
انها العدالة ياسيدىِ
انها العدالة

[email protected]




#منذر_القيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهر
- نصب الحرية
- رجع بعيد
- الوداع الاخير
- قمر من نحاس وخشب
- مقال - الرئيس اوباما.....لماذا لاتفهمون مايقال -


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر القيسى - قرار امراءة