أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر القيسى - الولايات المتحدة الاميريكية والعقد التاريخية















المزيد.....

الولايات المتحدة الاميريكية والعقد التاريخية


منذر القيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف ان الولايات المتحدة الاميركية كانت قد ظهرت الى العالم كقوة عظمى منذ نهاية الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب الاميريكى عام 1860 م والتىكانت قد نشاءت بسبب الاختلاف بين الشمال الصناعى والجنوب الزراعى وموضوعات تجارة الرقيق وغيرها والتى ادت الى انهاء العبودية ونشوء الولايات المتحدة الاميريكية .والتىاصبحت اكبر قوة اقتصادية فى العالم .ودخولها الحرب العالمية الثانية الى جانب اوربا فيما بعد حين تمكنت النازية فى المانيا من اكتساح معظم اوربا وصارت على مشارف الجزر البريطانية وكان للدعم الاميركى انذاك الاثر الفعال فى حماية بريطانيا من السقوط فى ايدى النازية وقضى الالاف من جنودها حتفهم خلال الانزال الشهير فى نورماندى والذى فتح الابواب للشروع فى تحرير اوربا من قبضة النازية واقامة
بعد تحريرها من الاستعبداد النازى .وهى التى اقامت الجسور الجوية لانقاذها من المجاعة والفقر الذى لحق بها بعد سنوات من الاحتلال النازى (مشروع مارشال ).وهى التى ساعدت وبكل مااوتيت من قوة على اعادة النهضة الصناعية والزراعية والسياسية من خلال دعمها المادى المستمر . واوربا اليوم غير اوربا عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية .اذن اوربا نهضت من خلال الدعم الاميركى وهى اليوم قوة اقتصادية وسياسية موحدة لها استقلاليتها فى كل قراراتها وليست مستعمرة اميركية ولم يكن الاوربيين يوما يلعنون الولايات المتحدة او يطلقون عليها دولة احتلال .ويستطيعون قول ذلك .( لانهم ببساطة ادركوا ان لهم مصالح يريدون تحقيقها لشعوبهم وللولايات المتحدة مصالح هى الاخرى تود تحقيقها) هذه هى المعادلة التى استندوا اليها . ولم يعلق الاوربيون (باعتبارهم مجموعات بشرية متعددة اتفقوا على ان فى اتحادهم مصلحة لهم ) فشلهم او ضعفهم على الولايات المتحدة .او على اية موثرات خارجية او داخلية .بل وضعوا نصب اعينهم شيئا واحدا لاغير .كيف لنا ان ننهض من جديد بعد سنوات الحروب وويلاتها.عملوا بكل جد واخلاص ورغبة حقيقية فى تجاوز ارث الماضى والانطلاق نحو المستقبل .هذا المستقبل الذى نراه اليوم. واعود لاقول ان ذلك شانهم. لكنها تجربة . وددت القاء قليلا الضوء عليها ومقارنتها بالدجل والتضليل الذى يقوده بعض الاعلاميين فى العالمين العربى والاسلامى ممن اتيحت لهم الامكانية فى وسائل الاعلام ليبثوا من خلال وسائلهم الاعلامية تبريرات وتفسيرات وتعليقات هى فى صلبها لاتخدم الا من يريدون ابقاء المواطن العربى مشدودا الى سياساتهم وتوجهاتهم الفكرية التى نشاءت منذ بدايات القرن الماضى دون ان يطرا عليها اى تحديث .قرن من الزمان بلا حراك حقيقى لتعديل او تغيير تلك النفاهيم اى الجمود بعينه .تلك السياسات التى اثبتت فشلها المدوى على مدى عقود (واقصد سياسات التحلفات مع الاقطاب الدولية التى سادت ابان الحرب الباردة والتعبئة الفكرية والنفسية المستمرة والتى كانت سائدة انذاك لصالح هذا الطرف او ذاك ). واخر ماجادت به عقولهم المشبعة بالمواقف المسبقة والجاهزة (كما يحدث فى العديد من الفضائيات العربية من استفتاءات غير دقيقة ليعلن بعدها ان كذا نسبة من المشاهدين قال نعم وكذا نسبة قالت لا )هى الصاق مرض انفلونزا الخنازير بالولايات المتحدة . فما ان تظهر اصابة فى مكان ما من العالم حتى يسارعوا الى القول ان المصابين كانوا قادمين من الولايات المتحدة او انهم كانوا قبل ايام فى زيارة للولايات المتحدة او انهم حضروا موتمرا فى الولايات المتحدة ولاتسمع الا الولايات المتحدة والولايات المتحدة مع ان المرض اساسا كان قد
ظهر فى المكسيك وسمى ايضا انفلونزا المكسيك.و مع ارتفاع عدد الاصابات به ووفاة عدد من المصابين وانتقال عدوى المرض عن طريق عابرى الحدود والمسافرين العائدين الى الولايات المتحدة حتى سارعت العديد من الصحف والمحطات الفضائية بالتركيز ليس على المرض نفسه وانما على الولايات المتحدة ومهاجمتها بطرق شتى بعيدا عن الموضوع الذى يجب الحديث عنه وظهرت على صفحات الجرائد المقالات والتعليقات التى تورد ايات من القران الكريم تتحدث عن تحريم لحوم الخنازير والحكمة من ذلك وان هذا المرض ماكان ليحدث لولا ............الخ والغريب ان مثل هذه الاحاديث لم تكن تقال او يكتب عنهاحينما ظهر مرض انفلوانزا الطيور والسبب واضح لانه ببساطة شديدة ليس هناك ايات تتحدث عن تحريم لحوم الطيور . فهل تومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض حسب ماتودون ام ان انفلونزا الطيور او مرض نيوكاسل اوجنون البقر ليست اوبئة وامراض يمكن ان تتطور لتصيب الانسان مستقبلا . وحقيقة الامر ان ذلك لايخدم من يودون مهاجمة الولايات المتحدة اعلاميا فى كل وقت وبصورة مستمرة اعتمادا على ان المواطن البسيط قد رضع منذ نعومة اظافره ذلك الشحن المتواصل والتعبئة النفسية والاعلامية المستمرة ضد الولايات المتحدة ولااحد ضد ان ياخد الانسان رايا فى اية قضية او موضوع لان ذلك ببساطة حق مشروع له ولغيره على ان يكون الراىمنطقيا ومنصفا فى سرد الموضوع لا ان يكون متشنجا خاليا من واقعيته .ومن الواضح جدا ان الهدف منه هو الايحاء للاخرين ان الكوارث الطبيعية او حالات انتشار الاوبئة والامراض هى انتقام الهى من دول او مجموعات بشرية وان ذلك قد ورد فى ايات قرانية واحاديث نبوية شريفة انباءت عن ذلك وهنا يدخل الراى او الموضوع فى نوع من الحوارات اقرب هى الى الدجل والشعوذة لسببين بسيطين اولهما ان هذه الكوارث الطبيعية والاوبئة والامراض قد اصابت بلدان اسلامية (وهنا التزم هولاء الصمت او راحو يتخبطون فى تفسيراتهم لذلك) اما السبب الثانى فهو الكارثة بعينها اذ لاادرى ما سيقوله هولاء لو ان تفسيراتهم التى تورد ايات من الذكر الحكيم او من الاحاديث النبوية الشريفة اثبتت الوقائع عدم صحتها (حيث ان الاصابات بهذا المرض قد انتشرت فى معظم البلدان العربية والاسلامية وللاسف لازالت تنتشر) ورغم ان هولاء لديهم الاجابات الجاهزة مثل (جل من لايخطى "او ان للمجتهد اجران ان اصاب واجر ان اخطا ) الا انه من الضرورى بمكان التصدى لمثل هذه التفسيرات والمهاترات . ان مايرددونه او ينقلونه يمكن ان يقنع مواطن بسيط فى فهمه وتابع بحكم العادة لهولاء الذين يرى فيهم القدوة الحسنة وهنا مكمن الضرر الذى سيلحق بهم من جراء هكذا تفسيرات ومن الموسف ان هناك فضائيات لها وزنها الاعلامى الكبير وصحف تروج لمثل هذا النوع من التفسيرات وتعتبره نوع من الدعم النفسى والاعلامى لهذا الطرف او ذاك لقد ضربت هزات ارضية مدمرة ايران وهى بلد مسلم وكذلك ضربت هذه الهزات المدمرة اندونيسيا وهى اكبر البلدان الاسلامية من حيث عدد المسلمين واجتاحها مد التسونامى البحرى الذى قتل فيه العشرات كما ان لااحد ينسى الهزة التى ضربت مدينة ازمت فى تركيا وهى بلد مسلم ايضا وفتكت الاوبئة والامرض بالعديد من الدول العربية الاسلامية ولم نسمع من هذه الفضائيات او الصحف انها خصصت العديد من موضوعاتها ومواقعها على شبكة الانترنيت للحديث عن ذلك او ان من فسروا انتشار مرض انفلونزا الخنازير الان فى الولايات المتحدة كان لهم راى فى انتشار مثل هذه الكوارث فى بلدان اسلامية تحديدا ام ان تفسيراتهم عجزت عن الربط بين الامرين لم اسمع عمن يورد احاديث او ايات لمناقشة قضية الشواذ فى البلدان الاسلامية ولا قضية المصابين بالايدز اوقضية تجارة الرقيق الرائجة فى العديد من الدول المسماة بالاسلامية ام ترى ان ذلك لاينطبق على هذه البلدان وينطبق على دول وامم بعينها والغريب ان هذه الدول الاسلامية لاتعلن عن العديد من الكوارث والامراض ولاتخصص الكثير من وقتها وجهدها لغالبية الطبقات المعدمة وهى كثيرة فى حين ان دولا مثل اللولايات المتحدة او دولا اوربية حريصة كل الحرص على الاستعداد لمواجة الكوارث وتعلن عن ذلك تباعا وتنشر الفرق الطبية وتستنفر المستشفيات لمواجهة الكوارث والاوبئة ودون ان تقحم الدين فى ذلك ام ياترى ان القسمة والنصيب والمكتوب على الجبين وغيرها لازالت بضاعة رائجة لدى عقلية المواطن البسيط .اما ان الاوان لتستبدلوا ذلك ب(اوقد شمعة بدل ان تلعن الظلام )ذلك الظلام الذى لايغطى القرى النائيات فقط بل العقول . ومنذ مايقترب من قرن من الزمان قال رفاعة الطهطاوى وهو رجل دين زار اوربا فى بدايات القرن الماضى. وراى بام عينيه ماهى الحضارة التى تلعن ليل نهار والتى تصل الى حد التحريم فى العديد من البلدان الاسلامية .(فى بدايات القرن الماضى فتح الانكليز ابواب التوظيف فى الدولة .ولكن التوظيف يتطلب تعليما فحارب رجال الدين التعليم وحرموه ) هذا الرجل قال (لقد رايت اسلاما بلا مسلمين) وحبن عاد الى مصر قال (لقد عدت الى الى بلد فيه مسلمين بلا اسلام ) وشيئا اخيرا اذا كان هذا الغرب سيئا هكذا وملعون حسب ماتوردون من نصوص مقدسة لماذا تفرون اليه من بلدانكم الاسلامية طالبين الحماية .اليس فى اوربا واميركا وغيرها من البلدان رجال دين بارزين يمارسون عقائدهم بكل حرية تلك الحرية التى افتقدوها فى بلدانهم واصبحو بسبب معتقداتهم منبوذين مطاردين .فبدل ان تسببو الاسباب وتهلهلون وتكبرون دافعوا عن قضية الراى هذه ام ان ذلك فيه قدر من الخطورة انتم فى غنى عنه ام ان الدين الذى تتحدثون به وتوردون نصوص من كتابه المقدس ليس فيه ما يحثكم على الدفاع عن هولاء وتركتم ذلك للغرب واميركا التى تلعنون صباح مساء .ان هذه الاساليب الممقوتة لن تجلب لكم الا المزيد من التخبط والاحباط ويضعكم فى خانة الدجالين والمشعوذين وتنفر منكم مستمعيكم لانهم سيعرفون يوما ما. ما وقعوا به من تضليل .لقد قتل الانسان باسم الدين وسحل واحرق وانتهبت ممتلكاته وشرد على ايدى من قالو انهم مسلمين .ودائما كانو يجدون من يبرر لهم افعالهم بنصوص واحاديث وان قلت لهم ان مال المسلم ودمه وعرضه حرام اخرجوك من ذلك واباحوا دمك.تلك مسالة سهلة مورست ولازالت تمارس وانفلونزا الخنازير او الدجاج اوغيرها من الامراض تصيب اى انسان وهذا معروفا علميا ولا علاقة للدين بذلك كما تحاولون ان تفسروا وتستنبطوا وتقرروا .ولاادى كم من الزمن انتم بحاجة اليه لتدركوا فقط ان ما تفعلونه لن يفيد الاسلام والمسلمين بشى وان البعض ممن يقحم الدين قسرا فى مواضيع دنيوية صرفة يسى الى الدين نفسه وان ذلك لن يريحه او يريح غيره .ويوما بعد يوم يكتشف العديد من الناس ان ما يقوله هولاء دجل لايخدم الا مصالحهم . ربما يومن البعض بنظرية الدورة التاريخية .ولكن الدورة التاريخية هذه ليست العودة الى الوراء .وابقاء ماكان دون حراك .ان هذا المفهوم مناقض لحركة التاريخ .ولكن الاخذ بالتطور فى شتى المجالات ومحاولات الاستفادة من تجارب الاخرين وتجنب الاخفاقات التى رافقت تلك التجارب .هو مايتيح لاى شعب ان ياخذ باسباب الرقى والتطور وبخاصة شعوب تمتلك من الارث الحضارى والانسانى والمادى الشى الكثير.والا فان حركة التاريخ والحضارة ماضية الى الامام .ويوما ما لن يعود بامكان احد فرض وجه نظره على الاخر مهما فعل.تلك هى قوانين الحياة لمن شاء ان يفهم مبكرا وليس بعد فوات الاوان....



#منذر_القيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار امراءة
- النهر
- نصب الحرية
- رجع بعيد
- الوداع الاخير
- قمر من نحاس وخشب
- مقال - الرئيس اوباما.....لماذا لاتفهمون مايقال -


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر القيسى - الولايات المتحدة الاميريكية والعقد التاريخية