|
- إئتلاف وحدة العراق -
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 12:39
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
في 21 / 10 / 2009 ، اُعلن عن نشكيل " إئتلاف وحدة العراق " . ضّم الإئتلاف الجديد مجموعةً من الاحزاب والشخصيات ، أكثر جديةً في " تنوعها " الطائفي والمذهبي والسياسي ، مقارنةً مع " الإئتلاف الوطني العراقي" و " إئتلاف دولة القانون " و " جبهة التوافق العراقي " . حيث فيها شخصيات شيعية قوية ومؤثرة مثل " جواد البولاني " وزير الداخلية ورئيس الحزب الدستوري العراقي ، و " احمد شياع البراك " عضو مجلس الحكم وعضو البرلمان الانتقالي سابقاً ورئيس حركة المجتمع الديمقراطي " حمد " ، و "د. ضياء الشكرجي " و السيد " هاشم جعفر الحبوبي " ، علماً ان هؤلاء الاربعة ليسوا من الاسلام السياسي . وهنالك تواجد سني قوي متمثل في رئيس الوقف السني الشيخ " احمد عبد الغفور السامرائي " ، و الشيخ " احمد ابو ريشة " رئيس مؤتمر صحوة العراق ، و " د. سعدون الدليمي " وزير الدفاع السابق . - بخلاف الإئتلافات الاخرى ، لم يكن حضور " المرأة " شكلياً او من اجل الديكور فقط ، فلقد تصدرت السيدة " جنان مبارك " الصف الاول من قادة الإئتلاف الجديد . وهي التي ختمَتْ بكلمتها المعبرة مراسيم الحفل . هذه السيدة الشجاعة رئيسة المركز العراقي لتشغيل المرأة وتأهيلها ، ورئيسة شبكة السلام العراقية ، أشاعتْ بحضورها المُشرق جواً من الامل بالمستقبل واُفق تفاؤل بدورٍ بارز للمرأة في المرحلة القادمة ، بعيداً عن التأثيرات المتخلفة لكل انواع الاسلام السياسي . والمفارقة انها وهي السافرة كانت جالسة الى جانب الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني ! - مع كامل الاحترام والتقدير لكافة الاحزاب والتشكيلات السياسية وحتى الصغيرة منها ، الا ان زيادة " العدد " لا تعني بالضرورة ثراءاً " نوعياً " . فمثلاً " إئتلاف دولة القانون " يضم اكثر من خمسة وثلاثين حزباً ما عدا الشخصيات الفردية ، وكذلك " الإئتلاف الوطني العراقي " و " جبهة التوافق العراقي " والان " إئتلاف وحدة العراق " . اعتقد ان العديد من التشكيلات السياسية المنضوية الى هذه الإئتلافات ، إستطاعت بالكاد جمع الخمسمئة توقيع او تسديد العشرين مليون المطلوبة لتسجيل الكيان لدى المفوضية العليا للإنتخابات ! للأسف لا زالت ظاهرة " التضخيم " والمُبالغة الفارغة متفشية في الساحة السياسية العراقية . - بالرغم من تواجد شخصيات قوية ومؤثرة عديدة في إئتلاف وحدة العراق ، يبقى " جواد البولاني " ، هو الأبرز بينهم . ومهما قيل بكلمات دبلوماسية ومغلفة ، فان منافسة هذه القائمة ستكون بدرجةٍ أساسية مع قائمة " إئتلاف دولة القانون " بزعامة نوري المالكي . ومن الامور التي ينبغي عدم الاستهانة بها ، هو ان " إئتلاف وحدة العراق " فيه من الاختلاط والتوازن الطائفي والمذهبي ، بحيث لا تستطيع القول بان هذه القائمة لها لون شيعي غالب او سني مسيطر ، بخلاف إئتلافات " الوطني العراقي " و "دولة القانون " اللذين لم يفلحا رغم محاولات التجميل في إبعاد صبغة " الشيعية " عنهما ، و " جبهة التوافق العراقي " فشلت في نفي صفة " السنية " عنها ايضاً . كذلك ان شخصيات رئيسية في " إئتلاف وحدة العراق " لها ميول علمانية او على الاقل ليست ضمن ايديولوجيا الاسلام السياسي ، بل هي معتدلة عموماً ، مثل جنان مبارك ، احمد البراك ، سعدون الدليمي ، هاشم الحبوبي ، ضياء الشكرجي ، وحتى احمد ابو ريشة وجواد البولاني ! ، بينما معظم رموز القوائم الكبيرة الاخرى لا يخرجون عن دائرة الاحزاب الاسلامية بشقيها . على كل حال من الممكن ان " نوري المالكي " سوف يندم لدعمهِ السابق لوزير داخليته ودفاعهِ عنه في الكثير من المواقف ، فربما سيكون احد منافسيه الجديين ليس في كسب الاصوات فقط بل حتى في منصب رئاسة الوزراء القادم ، خصوصاً إذا توفرت للبولاني فرص جيدة للتنسيق مع الاطراف الاقليمية المؤثرة ، وإستطاع إستغلال مركزه التنفيذي الكبير في كسب اصوات مئات الآلاف من منتسبي وزارة الداخلية ! - كجزءٍ من " تواطؤٍ " غير مُعلَن ، ورغم ان اسم وعنوان الحزب الابرز في الإئتلاف الجديد ، هو الحزب ( الدستوري ) العراقي ، برئاسة مؤسسه جواد البولاني ، فمن الغريب ان لايجري التطرق في الكلمة الرسمية في إفتتاح الحفل الى " الفيدرالية " وهي من اهم فقرات " الدستور " العراقي الدائمي . علماً انه تم " تجاهل " ذكر الفيدرالية في مؤتمرات إعلان الإئتلافات الاخرى ايضاً ! فهل هو نكوصٌ عن الفيدرالية ام ماذا ؟!
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- جبهة التوافق العراقي -
-
ماذا جرى قبل اجتماع المالكي / بايدن ؟
-
إطلالة على المشهد السياسي العراقي
-
برلمانٌ عجيب !
-
مَنْ الأكثر نفوذاً في العراق ؟
-
حَجي مُتلاعب بملايين الدولارات !
-
الشعارات الإنتخابية ..هنا وهناك
-
جهاز كشف الكذب يفضح المسؤولين الكبار !
-
متى يتوقف القصف التركي الايراني لِِقُرانا ؟
-
الحكومة المحلية في الموصل ، معَ مَنْ تقِف ؟
-
الى جماهير الموصل الشريفة : لاتنتخبوا المتطرفين هذه المرة !
-
في الانتخابات القادمة : لا للفاسدين و لا لعودة البعث
-
سيدي الرئيس الطالباني ..رفقاً بنفسك !
-
- فأرٌ - مشبوه على متن طائرة !
-
لماذا التخوف من الإحصاء السكاني ؟
-
جو باين للعراقيين : يصير خير إنشاء الله !
-
إختبارٌ لجدية محاربة الفساد في كردستان
-
- المُعارضة العراقية - في سوريا ، أمس واليوم
-
مأزق الإتحاد الوطني في كركوك
-
وكيل وزير مُرتشي بالصوت والصورة !
المزيد.....
-
مغنية تؤدي النشيد الوطني الأمريكي بالإسبانية احتجاجًا على مد
...
-
-أضرار جسيمة- بمستشفى بعد موجة صواريخ إيرانية في جنوب إسرائي
...
-
قطر.. سفارة أمريكا تعلن تقييد الوصول إلى قاعدة العديد مؤقتا
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي: خامنئي سيدفع الثمن
-
سياسة برلين الشرق أوسطية على نار الحرب بين إيران وإسرائيل
-
الكربون في الرئة يكشف سر تطور الانسداد الرئوي
-
مستشفى سوروكا يتعرض لأضرار خلال استهداف إيراني واسع في جنوب
...
-
موسكو: ننتظر مقترحات واشنطن لاستمرار الاتصالات معها
-
-أكسيوس-: الجيش الأمريكي وحده يحتفظ بسلاح حاسم في المواجهة م
...
-
نتنياهو: سنجعل النظام في طهران يدفع ثمن القصف وسنزيد قصف إير
...
المزيد.....
المزيد.....
|