امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 13:39
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مع كل الصفات الجيدة التي يتمتع بها فخامة الرئيس " جلال الطالباني " ، ووجود شبه إجماع نادر حوله في الوضع العراقي الراهن ، فأنا كمواطن عراقي عادي ، حَّزَ في نفسي ، الصورة التي ظهرَ بها في الامم المتحدة قبل يومين ، وتَداعى الى ذهني بصورةٍ لا إرادية ، الربط بين تعب الرئيس ومرضهِ وضعفهِ وترهلهِ ، وبين حالة الدولة العراقية التي تُعاني من الضعف والفوضى والوهن ! في نفس الوقت الذي أشعر فيهِ بالشفقة على الرئيس ، أشعر بالأسى على العراق ! سيدخل فخامته الى مشفى " مايو كلينيك " للإستشفاء وترميم ما أفسدهُ الدهر ، وكذا العراق بحاجة الى علاجاتٍ جذرية وربما احياناً الكَي او حتى الإستئصال وليس الإكتفاء بالمُهدئات المؤقتة !
عكازة الرئيس التي لا تُفارقه ، هل تقوى على إسناد وتحمل ذلك الجسد الضخم والمُتْعَب ؟ كم أحزنني ان اشاهد الرئيس الامريكي الشاب والنشيط والرشيق ، وعشرات الرؤساء من ذوي اللياقة البدنية العالية والصحة الجيدة ، وكم تأسفتُ لحال رئيسنا وهو بالكاد يستطيع النهوض لمصافحة هذا الرئيس او ذاك المسؤول .
بعد التغيير في العراق ، لا احد يستطيع ان ينفي الدور المهم والبارز لفخامة الرئيس جلال الطالباني ، ومواقفهِ المُعتدلة ، وحرصهِ ومحاولاتهِ الجادة ان يكون رئيساً لكل العراقيين ، وجهودهِ في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في كثير من مفترقات الطًرق . نعم الغالبية العظمى من الشعب العراقي كما اعتقد متفقون على ذلك . ولكن اما آن الاوان ان يستريح ؟ اما جاء اليوم الذي ينزع فيهِ طوعاً رداء المسؤولية الثقيل ؟ اليس الوقت مناسباً ليُعلن تقاعدهُ ويتفرغ لكتابة مذكراته ، ويُعلن على الملأ وبوضوح عدم ترشيح نفسه في المرحلة القادمة لأي منصب رسمي عراقياً ، وحتى تنازله عن رئاسة الاتحاد الوطني كردستانياً ؟ ان ماقام بهِ طيلة اكثر من خمسين سنة الماضية يكفي ويزيد . وليكن قدوةً حسنة للرؤساء والسياسيين في العراق والمنطقة عموماً ، ليتقاعد بعد إنتهاء فترة ولايتهِ ، مُكرماً مُعززاً ، ويتحول الى رمزٍ من رموز العراق الجديد .
سيدي الرئيس رفقاً بنفسك .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟