|
- جبهة التوافق العراقي -
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2807 - 2009 / 10 / 22 - 17:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" جبهة التوافق العراقي " الجديدة التي اُعلِنت قبل ايام ، ليست هي نفسها التي خاضتْ إنتخابات 2005 ، لا من ناحية قادتها وشخصياتها ، ولا من حيث قوتها الانتخابية ونفوذها في الشارع . يُمكن القول ان جبهة التوافق العراقية القديمة كانت تستفرد ب " الساحة السنية " إذا جاز القول ، وذلك لإمتناع الكثير من القوى السياسية والعشائرية السنية عن الاشتراك في الانتخابات السابقة . اما اليوم فان السنة من اكثر المكونات حماساً للتصويت ولنا في إنتخابات مجالس المحافظات خيرُ دليلٍ على ذلك ، وتعددت القوائم والاحزاب والكتل التي تمثلهم . وغنيٌ عن القول ان " الحزب الاسلامي العراقي " كان هو مركز الثقل في الجبهة القديمة وهو الان ايضاً المكون الرئيسي في الجبهة الحالية . علماً ان تغييرات كبيرة طرأت على قيادته وخرج اعضاء بارزون من الحزب منذ ذلك الوقت . فرئيس الحزب السيد " طارق الهاشمي " إستقال وكون كتلته الخاصة تحت اسم " تجديد " وإلتحق به قياديون مثل " عبد الكريم السامرائي " ، كذلك خرج " عمر الكربولي " ، وسبقه قبل ذلك " علي بابان " وزير التخطيط . وعلى مستوى جبهة التوافق السابقة ، فان العديد من الشخصيات خرجوا وبعضهم شكل كيانات جديدة ، وكان من اوائلهم " حسين الفلوجي " ، و " عز الدين الدولة " و " ظافر العاني " . و" مجلس الحوار الوطني " برئاسة " خلف العليان " ايضاً ليس من ضمن التوافق الجديد والرئيس السابق لمجلس النواب " محمود المشهداني " شكل تكتلاً جديداً لحسابه الخاص . اي بالمُجمل ، فان جبهة التوافق العراقي الحديثة ، خسَرَتْ العديد من أهم و ألمع شخصياتها من ناحية ، ولكن هنالك رأي يقول بان معظم الذين خرجوا عن التوافق ، قد خففوا العبأ عن الجبهة وعن الحزب الاسلامي العراقي خصوصاً ، وان التكتل الجديد أكثر إنسجاماً ومرونةً بحيث يستطيع ان يلعب دوراً أكبر من السابق . ضّم التوافق الجديد ، شخصيات مثل " نصير العاني " ، و " حسن توران " و " عمر هيجل الجبوري " و " مصطفى الشبيب " ، ولكن هنالك شكوك حول تمكنها من ملأ الفراغ الذي تركته الشخصيات القديمة ذات الكاريزما الواضحة مثل طارق الهاشمي ومحمود المشهداني وخلف العليان وظافر العاني وغيرهم . أعتقد ان السيد " اسامة التكريتي " الزعيم الجديد للحزب الاسلامي العراقي ، شخصية مقبولة على نطاقٍ واسع ، وهو مع نائبه اي رئيس مجلس النواب " اياد السامرائي " والناطق باسم الحزب الشخصية البارزة " سليم الجبوري " ، يتمتعون بصفات تؤهلهم للعب دورٍ مهم في المرحلة المقبلة ، لِما يملكونه من مواقف وسطية وآراء معتدلة . المُلاحَظ في تكوين " جبهة التوافق العراقي " ، وبالرغم من إحتواءها على شخصيات كردية عشائرية بالزي التقليدي وشخصيات شيعية وحزبٍ تركماني ، فانها لم تستطع الإمتداد الفعلي نحو قوى شيعية او كردية او تركمانية مؤثرة ولها وجود حقيقي فاعل على الساحة العراقية . إذن ستبقى جبهة التوافق العراقي ، تُمثل جانباً من العرب السنة ذوي الميول الاسلامية القريبة من الاخوان المسلمين ، ولا أظن بانها ستحصل ( إذا دخلت الانتخابات بمفردها ) ، على اصوات كثيرة في جنوب ووسط العراق ولا في اقليم كردستان ، بل سينحصر نشاطها الانتخابي في بغداد وصلاح الدين وديالى والانبار ونينوى وكركوك وبابل . ومع وجود قوائم قوية منافسة في نفس هذه المناطق ، فليس من المتوقع ان تحصل جبهة التوافق العراقي ، لا على ال " 44 " مقعداً كما في إنتخابات 2005 ، بل ان الفوز ب " 15-20 " مقعداً سيكون إنجازاً كبيراً للجبهة ، في رأيي المتواضع .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا جرى قبل اجتماع المالكي / بايدن ؟
-
إطلالة على المشهد السياسي العراقي
-
برلمانٌ عجيب !
-
مَنْ الأكثر نفوذاً في العراق ؟
-
حَجي مُتلاعب بملايين الدولارات !
-
الشعارات الإنتخابية ..هنا وهناك
-
جهاز كشف الكذب يفضح المسؤولين الكبار !
-
متى يتوقف القصف التركي الايراني لِِقُرانا ؟
-
الحكومة المحلية في الموصل ، معَ مَنْ تقِف ؟
-
الى جماهير الموصل الشريفة : لاتنتخبوا المتطرفين هذه المرة !
-
في الانتخابات القادمة : لا للفاسدين و لا لعودة البعث
-
سيدي الرئيس الطالباني ..رفقاً بنفسك !
-
- فأرٌ - مشبوه على متن طائرة !
-
لماذا التخوف من الإحصاء السكاني ؟
-
جو باين للعراقيين : يصير خير إنشاء الله !
-
إختبارٌ لجدية محاربة الفساد في كردستان
-
- المُعارضة العراقية - في سوريا ، أمس واليوم
-
مأزق الإتحاد الوطني في كركوك
-
وكيل وزير مُرتشي بالصوت والصورة !
-
هل يتحالف المالكي مع الحزب الاسلامي العراقي ؟!
المزيد.....
-
-جدتي ساعديني للخروج!-.. شاهد لصين مسلحين يسرقان مركبة بداخل
...
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط صاروخ -نبتون- ومسيرتين أوكرانيتين
...
-
تفاصيل النص الكامل لإعلان بايدن بشأن وقف الحرب في غزة
-
شاهد: صرخة -أنقذوا الفلسطينيين- تعلو في جاكرتا خلال مسيرة حا
...
-
ألمانيا- فيضانات وأمطار في الجنوب وبدء عمليات إخلاء لسكان
-
مصر.. التحقيقات تكشف معلومات جديدة ومثيرة في قضية -سفاح التج
...
-
إصابة أربعة أشخاص بإطلاق نار في غرب ألمانيا
-
3 مغاربة كانوا مختطفين في ميانمار يصلون إلى مطار الدار البيض
...
-
محكمة موسكو تعلن حبس 18 شخصا متورطين بهجوم -كروكوس- الإرهابي
...
-
القوات الأوكرانية تقصف دونيتسك بقذائف عنقودية
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|