أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبو مسلم الحيدر - مجلس الحكم وسلطة التحالف















المزيد.....

مجلس الحكم وسلطة التحالف


أبو مسلم الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 04:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الصراع على أشده بين مجلس الحكم من جهة وسلطة التحالف وهيئة الأمم المتحدة من جهة أخرى.
الملاحظ إن لكل طرف من الأطراف له مبرراته، فمجلس الحكم يرغب بأن يكون لهم دور أساسي في إختيار رئيس الجمهورية، وسلطة التحالف (وهيئة الأمم المتحدة) يرغبون بأن يكون الدور الأساسي لهم.
من المؤكد إن دور البنتاغون في الموضوع العراقي قد إنحسر الى درجة ملحوظة بعد زيادة أعداد الضحايا في صفوف الجنود الأمريكان (وجنود القوات المتحالفة الأخرى) وبعد فضيحة أبو غريب التي كادت أن تطيح برأس رامسفيلد. كذلك الأخطاء التي أرتكبتها القيادة العسكرية الأمريكية في العراق في التعامل مع مشكلتي الفلوجة والنجف بصورة خاصة والمشكلة الأمنية في عموم العراق بصورة عامة.
إن العوامل الثلاثة السابقة ما هي إلا معضلة واحدة، وهي سوء تخطيط القيادة العسكرية والتي تدل وبشكل واضح على عدم وجود خطة أمريكية (تفصيلية) لمواجهة إحتمال الأنفلات الأمني (والذي هو أكثر ما يربك كل الأطراف في الوقت الحاضر).
المشكلة العراقية الآن مشكلة أمنية وهي أيضاً مشكلة تحديد الحدود الواضحة للعلاقة بين قوات التحالف والقوى الوطنية العراقية. هذه المشكلة الأمنية قد يكون أحد عوامل حلها سياسياً، والمقصود هنا هو إن يتم إختيار أشخاص لهم المقدرة على الأستفادة من الخبرات العراقية السابقة (خبرات عصابة صدام) لجلب الأمن والأستقرار. ويبدو إن تفكير قيادة قوات وسلطة التحالف والبيت الأبيض والسي آي ايه قد إتخذ هذا المنحى بتأثير واضح من الدول العربية ذات العلاقات الجيدة مع أمريكا (وبالأخص الملك الأردني) وكذلك بسبب النجاح (الضاهري) لتجربة جلب الأستقرار لمدينة الفلوجة بعد تشكيل لواء (الحزب القائد) في تلك المدينة.
أن المراقب لما يحصل في الفلوجة (تلك المدينة المغلوبة على أمرها) يلاحظ إن القوى الضلامية وقوى التكفير هي المسيطرة على هذه المدينة كذلك من الواضح للعيان إن عمليات التفجير والسيارات المفخخة في المدن العراقية الأخرى قد إختفت في أيام حصار المجرمين في رقعة الفلوجة الجغرافية ولكنها عادت الى الظهور مرة أخرى بعد تشكيل لواء الحزب القائد هناك.
القيادة العسكرية الأمريكية تمكنت من محاصرة بقايا عصابات صدام والمتحالفين معهم من قوى الضلام في حيين سكنيين (فارغين من السكان) في مدينة الفلوجة، وتمكنوا كذلك من قطع الأمدادات التي تصل لهؤلاء المجرمين. ولكن هذه القيادة العسكرية، بدلا من أن توجه ضربة قاصمة ونهائية لتلك المجاميع المجرمة أصغت الى الأعلام العربي والمتحالفين السياسيين مع تلك المجاميع السوداوية، ذلك التحالف المبني على المصلحة المتبادلة (كما كان واضحاً في عمليات خطف الرهائن والمطالبة بفدية مالية حيث يتقاسمها الفرقاء ) تلك المجاميع السياسية التي حاولت إثارة النعرة الطائفية وتحريك الرأي العام العربي عبر أبواق الدعاية والعهر العربية من أجل تحقيق منافع سياسية مستقبلية لها مردود سلبي على مستقبل العراق وبالمقابل أن تقوم هذه الكتل السياسية بضمان ليس حماية تلك المجاميع الأجرامية فحسب وإنما إشراكها في المكاسب السياسية المستقبلية على حساب المصلحة الوطنية.
ان الخطأ الرئيسي والمميت والذي إرتكبته القيادتين المدنية والعسكرية الأمريكية في العراق هو الأنسياق وراء أبواق الدعاية العربية (والآوروبية والمعارضة الأمريكية) والتلكأ في توجيه ضربة قاصمة ونهائية لتلك القوى التي أصبحت بمتناول اليد وأصبح القضاء عليها قاب قوسين. عوضاً عن ذلك، راحت تلك القيادات تكافيء هؤلاء الضلاميين وتمنحهم الصفة الرسمية للعيث فساداً في مدينة الفلوجة بعد أن دمروها بنيران أسلحتهم وروعوا بناتها وأبنائها وأستخدموهم كدروع بشرية، شكلوا لهم جيشاً بعثياً ليكونوا قادرين على تنفيذ (شريعتهم السوداء) على الناس الأبرياء وجلدهم في الساحات العامة (على الضن والشبهة) تحت حماية حراب وبنادق البعثيين ومن يعترض يكون مصيره الذبح على أيدي الضلاميين وبالسكين البعثية.
بعد التجربة الناجحة لتلك المجاميع الأجرامية في الفلوجة، ولكون هذه المدينة تقع ضمن المثلث السني، ولكي لا تكون النظرة العامة على إن السنة فقط هم من قام بهذا العمل، حاولت تلك العناصر الضلامية إستغلال المتمردين على القانون في الوسط والجنوب الشيعي ونقلت أسلحتها وأفرادها (بعد تحررها من الحصار في الفلوجة) وقامت بأرباك الأمن في بعض أحياء بغداد والنجف وكربلاء والكوفة والناصرية. حدث ما حدث في تلك المدن، فتم ترويع الأبرياء والآمنين وتدمير تلك المدن وتهديد المراجع الدينية والأجتماعية وضرب العتبات المقدسة والأعتداء عليها. إنها عملية ضغط واسعة من أجل فرض شكل معين للحكومة الأنتقالية المقبلة التي ستتسلم السلطة في 30 حزيران القادم.
إن أحداث منطقة الفرات الأوسط والجنوب قد أربكت القوى السياسية العراقية وذلك لعلمها بأن غالبية المنساقين لتنفيذ هذه التحركات هم أناس مغلوبون على أمرهم ومنساقون وراء الدعايات المضللة (ويبدو إن الخبرة البعثية في التعبئة الجماهيرية وقيادة العقل الجمعي قد تم إستعمالها إلى إقصى طاقاتها في تزييف الحقائق وإستغلال االضروف المعيشية والأمنية المأساوية وإن زمن إيفاء دين كوبونات النفط قد حان بالنسبة للفضائيات وأبواق التزييف العربية والغير العربية) فراحوا لا يعرفون ماذا يفعلون ولا كيف يتصرفون وما بعض الأصوات التي تنادي الى تحويل هذه المجاميع المسلحة الى منظمات سياسية (بعد تجريدها من السلاح) إلا كارثة لايقل تأثيرها المستقبلي عن تأثير (حل الفلوجة ولوائها البعثي) وذلك لكون هذه المجاميع ذات قيادات مخترقة من قبل البعثيين والضلاميين (كما جاء في تصريح لأحد أقطاب المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق)
إن حداث الفلوجة والنجف وكربلاء وما رافقها من دعاية إعلامية واسعة وضغط شديد ومركز من دول الجوار وصراع القوى في الأدارة الأمريكية وفضيحة أبو غريب(والتي تم توقيتها في وقت يدعو إلى التشكيك والتسائل) وشخصية المبعوث الأممي وتآريخه وتآريخ علاقاته وأفكاره المسبقة قد ركزت فكرة إعادة شخصيات من النضام السابق أو قريبة عليه لضمان إستقرار الأمن في العراق، إن مثل هذا الأجراء سيؤدي وبدون شك الى عكس ما كان مرجوا من مجمل الأحداث السابقة وسيولد كثير من المشاكل الجديدة بدلا من القضاء على أو حصر المشاكل الراهنة.
إن أفضل حل للعراقيين الآن هو ما كان قد دعا له قبل أشهر عدة السيد علي السيستاني من إن نقل السلطة يجب أن يكون بطريقة صحيحة أي طريقة الأنتخاب إما وقت نقلها فليس مهماً الآن. فلنأجل نقل السلطة ولتتبنى سلطة الأحتلال مسؤولية الأمن (وبناء قوة أمنية وطنية بمشورة عراقية) والأدارة (إعادة كافة الوزارات والمؤسسات الوطنية إلى العمل وتدريب كادر متخصص لها) ولنستعد من الآن لأجراء الأنتخابات والتنافس بشكل طبيعي وديمقراطي والعمل على تهيئة الأنسان العراقي لهذه الممارسة الغريبة عليه، إن هذا الحل قد لايرتضيه غالبية العراقيين ودافعهم في ذلك الرغبة في التحرر والأستقلال ولكن هذا سيكون ظاهريا فقط في ضل الضروف الراهنة ولكن الأستقلال سيكون أقرب للتمام في حالة نقل السلطة الى حكومة منتخبة وبقوى أمنية عراقية صادقة قوية وبإدارة وطنية متدربة تدريباً جيداً.



#أبو_مسلم_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبار شدود... وداعاً
- الى حسن نصر الله
- بلقيس وسوق الشيوخ
- أحذروا....
- أين أبواق العربان من إجرام إبن تيمية
- العربان وحقوق الأنسان
- العربان وأمراضهم
- البيعثيين....وإنتضار وصولهم الرابع؟؟
- الأبراهيمي ...
- من بعض مدن العراق....أخبار
- أساتذة البعث في جامعات العراق
- الجيش العراقي الجديد…وعد بحماية الشعب!!
- إنقلابات...
- العراقي بين الأرهاب والأحتلال
- من داخل العراق - 3
- مرة أخرى من داخل العراق
- من داخل العراق
- أحداث الفلوجة...وإعادة الأعمار الأجتماعي
- عاجل... سيدي محمد بحر العلوم
- الرنتيسي...شيخاً!!!


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبو مسلم الحيدر - مجلس الحكم وسلطة التحالف